حديث المساء اسعد الله مساءكم بكل خير
من روائع امثلة الجد والكفاح وصناعة المجد في التاريخ:-
من أروع الأمثلة للجد والاجتهاد والكفاح قصة وسيرة حياة ذاك الأمير الأموي الشاب عبد الرحمن الداخل الذي أقام ملكا قد أدبر، وعرشًا قد هوى، وأعاد مجد آبائه الأماجد.
فحين بلغ عبدالرحمن حياة الشباب والطموح وجد أنَّ الخلافة الأموية قد سقطت، وذلك سنة 132هـ، وقُتِل آخر الخلفاء الأمويين: مروان بن محمد، وقد كانوا ينعمون برغد العيش، فإذا هم يتعرضون للسلب والتعذيب بل للقتل والذبح علنًا في الشوارع.
لم يستسلم الشاب عبد الرحمن للواقع المرير، بل فرَّ من وجه الملاحقة العباسية الشديدة، وقطع الفيافي والقفار، واجتاز الأودية والبحار حتى وصل إلى الأندلس، فالتفَّ حوله الناس، وبعد حروب ومعارك استطاع أن يحكم الأندلس كلها.
لم يكتم أبو جعفـر المنصور الخليفـة العباسي إعجابه بصقر قريش، فقال عنه: «إنه فتى قريش الأحوذي الفذّ.. الذي قذف نفسه في لجج المهالك، لابتناء مجده، فاقتحم جزيرة شاسعة المحل، نائية المطمع، عصبية الجند، إنَّ ذلك لهو الفتى كل الفتى، لايكذب مادحه».
إنَّ الأخلاق والصفات التي كان يتمتَّع بها عبد الرحمن جعلته يتفوّق على خصومه، وإن جدَّه المتواصل وكفاحه الدائب وجهاده المستمر أزال أمامه العراقيل والعوائق، ومكَّنه من صنع الأعاجيب وبناء المعجزات. قال أحد مترجميه: «كان عبد الرحمن رجلاً شجاعًا، مقدامًا، شديد الحذر، سخيًا، شاعرًا، لا يكل الأمور لغيره، ولا ينفرد برأيه. سريع الوثوب، نشطًا، لايخلد إلى الراحة. دخل الأندلس وعمره خمسة وعشرون عامًا، وحكمها ثلاثة وثلاثين سنة وأربعة أشهر، وأقام وحده ملكا كان قد أدبر» .
فحري بروام المعالي قراءة ودراسة سيرة الاعلام من تاريخ الامة ودمتم بخير
بتصرف يسير من كتاب جند المعالي لخليل صقر، ص:119.
من روائع امثلة الجد والكفاح وصناعة المجد في التاريخ:-
من أروع الأمثلة للجد والاجتهاد والكفاح قصة وسيرة حياة ذاك الأمير الأموي الشاب عبد الرحمن الداخل الذي أقام ملكا قد أدبر، وعرشًا قد هوى، وأعاد مجد آبائه الأماجد.
فحين بلغ عبدالرحمن حياة الشباب والطموح وجد أنَّ الخلافة الأموية قد سقطت، وذلك سنة 132هـ، وقُتِل آخر الخلفاء الأمويين: مروان بن محمد، وقد كانوا ينعمون برغد العيش، فإذا هم يتعرضون للسلب والتعذيب بل للقتل والذبح علنًا في الشوارع.
لم يستسلم الشاب عبد الرحمن للواقع المرير، بل فرَّ من وجه الملاحقة العباسية الشديدة، وقطع الفيافي والقفار، واجتاز الأودية والبحار حتى وصل إلى الأندلس، فالتفَّ حوله الناس، وبعد حروب ومعارك استطاع أن يحكم الأندلس كلها.
لم يكتم أبو جعفـر المنصور الخليفـة العباسي إعجابه بصقر قريش، فقال عنه: «إنه فتى قريش الأحوذي الفذّ.. الذي قذف نفسه في لجج المهالك، لابتناء مجده، فاقتحم جزيرة شاسعة المحل، نائية المطمع، عصبية الجند، إنَّ ذلك لهو الفتى كل الفتى، لايكذب مادحه».
إنَّ الأخلاق والصفات التي كان يتمتَّع بها عبد الرحمن جعلته يتفوّق على خصومه، وإن جدَّه المتواصل وكفاحه الدائب وجهاده المستمر أزال أمامه العراقيل والعوائق، ومكَّنه من صنع الأعاجيب وبناء المعجزات. قال أحد مترجميه: «كان عبد الرحمن رجلاً شجاعًا، مقدامًا، شديد الحذر، سخيًا، شاعرًا، لا يكل الأمور لغيره، ولا ينفرد برأيه. سريع الوثوب، نشطًا، لايخلد إلى الراحة. دخل الأندلس وعمره خمسة وعشرون عامًا، وحكمها ثلاثة وثلاثين سنة وأربعة أشهر، وأقام وحده ملكا كان قد أدبر» .
فحري بروام المعالي قراءة ودراسة سيرة الاعلام من تاريخ الامة ودمتم بخير
بتصرف يسير من كتاب جند المعالي لخليل صقر، ص:119.