صناعة العقوق
الباحث في معاجم اللغة يجد ان معنى العقوق ماخوذ من العق: وهو القطع والشرخ والعقوق ضد البر ، قال ابن منظور - رحمه الله في اللسان -: " وعق والده يعقه عقا وعقوقا ومعقة: شق عصا طاعتة، وعق والدية : قطعهما ولم يصل رحمه منهما "
وقال: " وفي الحديث:- { أنه نهى عن عقوق الأمهات } وهو ضد البر، وأصله من العق: الشق والقطع " نعوذ بالله واياكم من العقوق واهله. فالعقوق لغة: من العق، وهو القطع.
العقوق شرعاً: كل فعل أوقول يتأذى به الوالد من ولده اذىً مادياً او معنوياُ ما لم يكن شركاً أومعصيةً.
قال الحسن البصري وقد سئل: إلى ما ينتهي العقوق؟ قال: أن يحرمهما، يهجرهما، ويحد النظر إليهما .
العقوق حرام ومن أكبر الكبائر. ودليل ذلك من القرآن قوله تعالى: " وقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (24)}.".الاسراء. و قال الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير}[سورة لقمان].
ومن السنة الصحيحة قوله صلى الله عليه واله وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور". ومن هنا ندرك ان خطر عقوق الابن لوالديه امر عظيم وخطر كبير فمن عق والديه وتنكر لهما لا يستغرب منه ان يتنكر لمجتمعه وامته، فيقطع صلته بها ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، فيرتبط بالتبعية والولاء لغيرها من ملل ونحل الكفر، وبالتالي يتطور هذا العقوق الى النكران والجحود لحقوق الله تعالى عليه ، ويزدري نعم الله تعالى عليه فينقاد الى الكفر ومهاوي الكافرين فكرا وسلوكا وعملا.
ومن الصور المولدة للعقوق عند الابناء : ان يعق الاباء ابناءهم اولا وذلك بالقسوة والكراهية والظلم لهم ، وتحميلهم ما لا يطيقون من الاحمال والتكاليف والاعمال ،وقد نبهت السنة المطهرة الى هذا الخطر وحملت الاباء مسؤولية حسن تربية الابناء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" البخاري ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه رضوان الله عليهم: " ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم" البخاري.
وفي الأثر أن رجلا جاء إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنه و قال : إن ابني هذا يعقني فقال عمر للابن أما تخاف الله في عقوق والدك فإن من حق الوالد كذا؟ فقال الولد يا أمير المؤمنين أما كان للابن على والده حق ؟ قال نعم ,حقه عليه أن يستنجب أمه و يحسن اسمه و يعلمه الكتاب فقال الابن : فولله ما استنجب أمي و ما هي إلا سِنْديَّه اشتراها بأربعمائة درهم و لا حسن اسمي سمَّاني جُعَلاً, و لا علمني من كتاب الله آية واحدة فألتفت عمر إلي الأب و قال : تقول ابني يعقني ,فقد عققته قبل أن يعقك.
ويقول الإمام ابن القيم : " فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا " تحفة المودود.
وان من اسباب العقوق العام واقصد به عقوق الابناء لامتهم انهم كانوا يزرعون فينا في المدارس ونحن صغار متناقضات القيم والمفاهيم، ومن ابرزها مدعاة للعقوق وصمهم لابائنا بانهم جهلة ومتخلفين كونهم اناس اميين ، والذي يتذكر معي ان هذه النغمة كانت سائدة في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي وتلك هي فترة اقبال الناس على المدارس،وهي الفترة التي تحررت فيها البلاد العربية صوريا من الاحتلال العسكري الاستعماري، واقبل الناس على تسجيل ابنائهم في المدارس، و ليتخرج جيل مقطوع الصلة بامته ورموزها، يوم هونوا له ان يحتقر ابويه ويصمهما بالجهل والجهالة لاميتهم التي كانت سائدة في عصورهم ، فسهل على المغرضين والمحاربين لنا فكريا من خلق اجيال مردت وتمردت على ماضيها ، وعقت امتها وفكرها ودينها وحتى ربها وقرانها وسنة نبيها، وعقوق لفكرنا وثقافتنا وعقيدتنا وهويتنا ، فلم يعد بعد احتقارهم لابائهم موقرا في نظرهم احد من الامة لا سابقا ولا لاحقا ، فانبتوا عن امتهم متوهمين انفسهم انهم دعاة تجديد ، وكان التجديد لايقوم الا على نبذ القديم ، وما اظن ذلك الا كان كيدا مدبرا ومكرا مكره الماكرون بنا فوقعنا في حبائلهم وشرك شياطينهم ، وانظر الى عقوبات الله تعالى في ارض الواقع لما فشى في ابناء الامة من عقوق فنسير من سيء الى اسوأ ، وننقاد من هزيمة الى شر منها، وما اظن ان منه خلاص الا ان نعود نحسن الصلة بالله اولا ونبر العلاقة معه سبحانه لنبر اباءنا ونوقر اجدادنا ونحترم امتنا التي اسس وجودها كتاب ربنا وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الباحث في معاجم اللغة يجد ان معنى العقوق ماخوذ من العق: وهو القطع والشرخ والعقوق ضد البر ، قال ابن منظور - رحمه الله في اللسان -: " وعق والده يعقه عقا وعقوقا ومعقة: شق عصا طاعتة، وعق والدية : قطعهما ولم يصل رحمه منهما "
وقال: " وفي الحديث:- { أنه نهى عن عقوق الأمهات } وهو ضد البر، وأصله من العق: الشق والقطع " نعوذ بالله واياكم من العقوق واهله. فالعقوق لغة: من العق، وهو القطع.
العقوق شرعاً: كل فعل أوقول يتأذى به الوالد من ولده اذىً مادياً او معنوياُ ما لم يكن شركاً أومعصيةً.
قال الحسن البصري وقد سئل: إلى ما ينتهي العقوق؟ قال: أن يحرمهما، يهجرهما، ويحد النظر إليهما .
العقوق حرام ومن أكبر الكبائر. ودليل ذلك من القرآن قوله تعالى: " وقَضى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً (24)}.".الاسراء. و قال الله تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير}[سورة لقمان].
ومن السنة الصحيحة قوله صلى الله عليه واله وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور". ومن هنا ندرك ان خطر عقوق الابن لوالديه امر عظيم وخطر كبير فمن عق والديه وتنكر لهما لا يستغرب منه ان يتنكر لمجتمعه وامته، فيقطع صلته بها ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، فيرتبط بالتبعية والولاء لغيرها من ملل ونحل الكفر، وبالتالي يتطور هذا العقوق الى النكران والجحود لحقوق الله تعالى عليه ، ويزدري نعم الله تعالى عليه فينقاد الى الكفر ومهاوي الكافرين فكرا وسلوكا وعملا.
ومن الصور المولدة للعقوق عند الابناء : ان يعق الاباء ابناءهم اولا وذلك بالقسوة والكراهية والظلم لهم ، وتحميلهم ما لا يطيقون من الاحمال والتكاليف والاعمال ،وقد نبهت السنة المطهرة الى هذا الخطر وحملت الاباء مسؤولية حسن تربية الابناء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" البخاري ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه رضوان الله عليهم: " ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم" البخاري.
وفي الأثر أن رجلا جاء إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنه و قال : إن ابني هذا يعقني فقال عمر للابن أما تخاف الله في عقوق والدك فإن من حق الوالد كذا؟ فقال الولد يا أمير المؤمنين أما كان للابن على والده حق ؟ قال نعم ,حقه عليه أن يستنجب أمه و يحسن اسمه و يعلمه الكتاب فقال الابن : فولله ما استنجب أمي و ما هي إلا سِنْديَّه اشتراها بأربعمائة درهم و لا حسن اسمي سمَّاني جُعَلاً, و لا علمني من كتاب الله آية واحدة فألتفت عمر إلي الأب و قال : تقول ابني يعقني ,فقد عققته قبل أن يعقك.
ويقول الإمام ابن القيم : " فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا " تحفة المودود.
وان من اسباب العقوق العام واقصد به عقوق الابناء لامتهم انهم كانوا يزرعون فينا في المدارس ونحن صغار متناقضات القيم والمفاهيم، ومن ابرزها مدعاة للعقوق وصمهم لابائنا بانهم جهلة ومتخلفين كونهم اناس اميين ، والذي يتذكر معي ان هذه النغمة كانت سائدة في فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي وتلك هي فترة اقبال الناس على المدارس،وهي الفترة التي تحررت فيها البلاد العربية صوريا من الاحتلال العسكري الاستعماري، واقبل الناس على تسجيل ابنائهم في المدارس، و ليتخرج جيل مقطوع الصلة بامته ورموزها، يوم هونوا له ان يحتقر ابويه ويصمهما بالجهل والجهالة لاميتهم التي كانت سائدة في عصورهم ، فسهل على المغرضين والمحاربين لنا فكريا من خلق اجيال مردت وتمردت على ماضيها ، وعقت امتها وفكرها ودينها وحتى ربها وقرانها وسنة نبيها، وعقوق لفكرنا وثقافتنا وعقيدتنا وهويتنا ، فلم يعد بعد احتقارهم لابائهم موقرا في نظرهم احد من الامة لا سابقا ولا لاحقا ، فانبتوا عن امتهم متوهمين انفسهم انهم دعاة تجديد ، وكان التجديد لايقوم الا على نبذ القديم ، وما اظن ذلك الا كان كيدا مدبرا ومكرا مكره الماكرون بنا فوقعنا في حبائلهم وشرك شياطينهم ، وانظر الى عقوبات الله تعالى في ارض الواقع لما فشى في ابناء الامة من عقوق فنسير من سيء الى اسوأ ، وننقاد من هزيمة الى شر منها، وما اظن ان منه خلاص الا ان نعود نحسن الصلة بالله اولا ونبر العلاقة معه سبحانه لنبر اباءنا ونوقر اجدادنا ونحترم امتنا التي اسس وجودها كتاب ربنا وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه واله وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.