لفتات من دروس سورة يوسف
لا تكاد تجد قصة مكتملة الفصول من قصص القران الكريم كقصة سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا وسائر النبيين والمرسلين الصلاة والسلام، لان غرض القصص القراني هو نقطة العبرة والعظة غالبا. فاذا اخذنا بعين الاعتبار وقت نزولها فسندرك حكما عظيمة ودروسا بليغة خاصة وان السورة مكية بالاجماع ونزلت قبيل الهجرة للمدينة التي سيخالط فيها النبي وصحبه يهود ويتعاملون معهم كسكان اصليين في المدينة التي ستكون مهاجر رسول الله والمؤمنين به معه. ونزولها كان فيما عرف بعام الحزن الذي فقد فيه النبي سلام الله عليه ومعه المؤمنون زوجه خديجة التي كانت السند التمويلي للدعوة، وعمه ابو طالب الذي كان السند الحامي للنبي صلى الله عليه وسلم.
كان يهود هم اهل الكتاب واهل العلم بالنبوة والانبياء من قبل، وقصة بني اسرائيل او بني يعقوب تبدأ من عند يعقوب (اسرائيل) نفسه وبنيه اباء اسباط بني اسرائيل، فاراد الله تعالى ان يبصر نبيه الكريم وصحابته الكرام بطبيعة بني اسرائيل الاساس المغروزة في نفوسهم منذ عهد الاباء والاجداد الاوائل، فهم اهل كيد ومكر انانية وخداع حتى مع ابيهم النبي ومع اخيهم النبي. وهذا حالهم يوم كانوا قلة ابناء رجل صالح نبي ..!! فكيف مع الابعد وخاصة ان ظن للقربى اصرة تربطه بهم؟
فاراد سبحانه وتعالى ان يعرف النبي عليه السلام بطباع القوم وخصالهم ليسهل عليه ادراك الية التعامل معهم ويكون خبيرا بنفسياتهم وطباعهم.
ومطلع السورة ملفت للنظر كما خاتمتها ، فالمطلع :- (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ(1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ(3).
اما الخاتمة :- (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ(106) أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ(110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(111).
وممن تنبه لهذا الترتيب والاعداد الرباني لحملة ودعاة رسالته الامام الطاهر بن عاشور فقال رحمه الله في تفسيره:- ( ان نزول هذه السورة قبل اختلاط النبي صلى الله عليه وسلم باليهود في المدينة معجزة عظيمة من إعلام الله تعالى إياه بعلوم الأولين؛ وبذلك ساوى الصحابةُ علماءَ بني إسرائيل في علم تاريخ الأديان والأنبياء.....) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا تكاد تجد قصة مكتملة الفصول من قصص القران الكريم كقصة سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا وسائر النبيين والمرسلين الصلاة والسلام، لان غرض القصص القراني هو نقطة العبرة والعظة غالبا. فاذا اخذنا بعين الاعتبار وقت نزولها فسندرك حكما عظيمة ودروسا بليغة خاصة وان السورة مكية بالاجماع ونزلت قبيل الهجرة للمدينة التي سيخالط فيها النبي وصحبه يهود ويتعاملون معهم كسكان اصليين في المدينة التي ستكون مهاجر رسول الله والمؤمنين به معه. ونزولها كان فيما عرف بعام الحزن الذي فقد فيه النبي سلام الله عليه ومعه المؤمنون زوجه خديجة التي كانت السند التمويلي للدعوة، وعمه ابو طالب الذي كان السند الحامي للنبي صلى الله عليه وسلم.
كان يهود هم اهل الكتاب واهل العلم بالنبوة والانبياء من قبل، وقصة بني اسرائيل او بني يعقوب تبدأ من عند يعقوب (اسرائيل) نفسه وبنيه اباء اسباط بني اسرائيل، فاراد الله تعالى ان يبصر نبيه الكريم وصحابته الكرام بطبيعة بني اسرائيل الاساس المغروزة في نفوسهم منذ عهد الاباء والاجداد الاوائل، فهم اهل كيد ومكر انانية وخداع حتى مع ابيهم النبي ومع اخيهم النبي. وهذا حالهم يوم كانوا قلة ابناء رجل صالح نبي ..!! فكيف مع الابعد وخاصة ان ظن للقربى اصرة تربطه بهم؟
فاراد سبحانه وتعالى ان يعرف النبي عليه السلام بطباع القوم وخصالهم ليسهل عليه ادراك الية التعامل معهم ويكون خبيرا بنفسياتهم وطباعهم.
ومطلع السورة ملفت للنظر كما خاتمتها ، فالمطلع :- (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ(1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ(3).
اما الخاتمة :- (ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (104) وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ(106) أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(107) قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(108) وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ(110) لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(111).
وممن تنبه لهذا الترتيب والاعداد الرباني لحملة ودعاة رسالته الامام الطاهر بن عاشور فقال رحمه الله في تفسيره:- ( ان نزول هذه السورة قبل اختلاط النبي صلى الله عليه وسلم باليهود في المدينة معجزة عظيمة من إعلام الله تعالى إياه بعلوم الأولين؛ وبذلك ساوى الصحابةُ علماءَ بني إسرائيل في علم تاريخ الأديان والأنبياء.....) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.