اضاءة على مفهوم الوحدانية والاحدية
بسم الله الرحمن الرحيم
واحد هو اول الاعداد الموجبة ونهاية الاعداد السالبة، وهو بداية الاعداد الصحيحة ، والواحد بدخول ال التعريف العهدية، تنقل هذا العدد الى صفة للموصوف بوحدانيته سبحانه وتعالى الذي يتفرد بها، فهوى من حيث العد واحد لا ثاني له، و بالتالي لا شريك، لان الشريك مماثل ومكافئ ومن نفس الجنس والنوع، فلذلك لما ذكر شرك من اشرك وتعديد من عدد و انكار من انكر الوحدانية الواجبة في حقه تعالى، قال في معرض جوابهم (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) البقرة. وفي ذلك تاكيد لاثبات صفة الوحدانية المقتضية نفي التعدد والشريك ، و " الألوهية " بمعنى أنها اعتباد الخلق، وهو الذي يستحق عَليكم أيها الناس الطاعةَ له، ويستوجب منكم العبادة، معبودٌ واحدٌ وربٌّ واحد، فلا تعبدوا غيرَه، ولا تشركوا معه سواه، فإنّ من تُشركونه معه في عبادتكم إياه، هو خَلقٌ من خلق إلهكم مثلكم، وإلهكم إله واحد، لا مثلَ لهُ وَلا نَظير. وفي هذه الاية نلاحظ خروج الخبر عن مقتضى الظاهر ـ ومقتضى الظاهر ان ياتى بدون توكيد لخالى الذهن ، ويؤكد للسائل المتردد ، ويؤكد بمؤكد واكثر للمنكر هذا مقتضى ظاهر الخبر.
وقد يجرى الخبر على خلاف مقتضى الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم، ومن ذلك تنزيل المنكر منزلة غير المنكر، لوجود دلائل وشواهد لو تاملها لارتدع عن انكارة،
كما في قولة تعالى في الاية السابقة الذكر يخاطب منكرى الوهيتة ووحدانيته " والهكم الة واحد " ،حيث القى الى المنكرين الخبر بدون توكيد، ووجة ذلك ان لديهم من الحجج الساطعة والدلائل القاطعة ما ان تأملوة لاهتدوا واعترفوا بوحدانيتة تعالى، فلم يقم وزنا لانكارهم، ولم يعتد بة فى توجية الخطاب اليهم...وعليه فان إله واحد : تعني أن الله واحد في أسمائه، وواحد في صفاته؛ وواحد في مخلوقاته؛ وواحد في أمره وواحد في نهيه ؛ وواحد في تدبيره وعنايته وتشريعه.. فلا يجري على أحكامه وتشريعاته ما يجري على تشريعات من دونه من تغيير بتغير الزمان والمكان فمن اوجد الزمان المكان وضع تشريعاته لتناسب خلقه في كل مكان وزمان.
واما الاحد فهي ليست عدد بل صفة عدد ووضع استعمالها في اللغة دوما ياتي في مقام السلب والنفي. كما في قوله تعالى (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾الاخلاص. ووحدانية الله تعالى في ملكوته و مخلوقاته وجميع شأنه مبنية على أحديته في ذاته ، ولذلك كان لسورة الإخلاص شأن عظيم، وهي السورة الوحيدة التي وردت فيها صفة الله أحد،
ومما جاء في سبب نزولها ما رواه الاما احمد عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي سلام الله وصلاته عليه، يا محمد انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى " قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾". ونلاحظ ان احد في بداية السورة جائت في مقام الاثبات، وليس كما العادة في مقام السلب، وذلك لتنفي عن الله تعالى الجنس والنوع، وبالتالي التولد والتوالد والتكاثر، وفي نفس الوقت لتنفي عنه الشبه والقياس بالموجودات كما هي عادة المناطقة والفلاسفة في قياسهم الغائب على الحاضر، ثم لتنفي عنه التجزئة في الذات، فلذلك هو احد صمد ،لا يعتريه ما يعتري المخلوقات من تاثيرات وتغير احوال بعوامل الزمان او المكان، لانه لا يحيط به زمان ولا مكان، والزمان والمكان من خلقه الذين جاؤوه طائعين فتبارك الله احسن الخالقبن، ولما لم يكن له جنس ولا نوع فكان ما بعد لفظ احد تفسير لها، فبالتالي لم يلد هو، ولم يولد، لانه لم يسبقه وجود، وهو واجب الوجود قبل الوجود، والولد حاجة السن والكبر والارث لمن عمره عاجز محدود، وهو الغني بذاته القائم بصفاته والذي يقوم به الوجود، ويستند الوجود في وجوده الى وجوده سبحانه ، ولا يستند هو في وجوده الى وجود، فبالتالي لم يكن له كفؤا احد ليشاركه او يماثله ليقاس عليه او به، وبناءً عليه كان الشرك ظلمُ عظيم.
ومن هنا جائت تسمية السورة بالاخلاص، حيث اثبتت صفة الاحدية للذات العلية ونفت عنه صفة النوع والجنس والولد والوالد، ولاحتوائها هذه المعاني العقائدية العظيمة التي تقوم عليها عقيدة الاسلام وتوضح للمسلم مفهوم التصور الالهي المطلق عن المادة وقيودها المتمثلة في الشكل والصورة والجسم والماهية، عدلت هذه السورة بكلماتها القليلة واياتها القصيرة ثلث القران "، قال البخاري حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد أن رجلا سمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد " يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال النبي صلى الله عليه وسلم:- " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ". نفعنا الله واياكم ببركة القران والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
واحد هو اول الاعداد الموجبة ونهاية الاعداد السالبة، وهو بداية الاعداد الصحيحة ، والواحد بدخول ال التعريف العهدية، تنقل هذا العدد الى صفة للموصوف بوحدانيته سبحانه وتعالى الذي يتفرد بها، فهوى من حيث العد واحد لا ثاني له، و بالتالي لا شريك، لان الشريك مماثل ومكافئ ومن نفس الجنس والنوع، فلذلك لما ذكر شرك من اشرك وتعديد من عدد و انكار من انكر الوحدانية الواجبة في حقه تعالى، قال في معرض جوابهم (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) البقرة. وفي ذلك تاكيد لاثبات صفة الوحدانية المقتضية نفي التعدد والشريك ، و " الألوهية " بمعنى أنها اعتباد الخلق، وهو الذي يستحق عَليكم أيها الناس الطاعةَ له، ويستوجب منكم العبادة، معبودٌ واحدٌ وربٌّ واحد، فلا تعبدوا غيرَه، ولا تشركوا معه سواه، فإنّ من تُشركونه معه في عبادتكم إياه، هو خَلقٌ من خلق إلهكم مثلكم، وإلهكم إله واحد، لا مثلَ لهُ وَلا نَظير. وفي هذه الاية نلاحظ خروج الخبر عن مقتضى الظاهر ـ ومقتضى الظاهر ان ياتى بدون توكيد لخالى الذهن ، ويؤكد للسائل المتردد ، ويؤكد بمؤكد واكثر للمنكر هذا مقتضى ظاهر الخبر.
وقد يجرى الخبر على خلاف مقتضى الظاهر لاعتبارات يلحظها المتكلم، ومن ذلك تنزيل المنكر منزلة غير المنكر، لوجود دلائل وشواهد لو تاملها لارتدع عن انكارة،
كما في قولة تعالى في الاية السابقة الذكر يخاطب منكرى الوهيتة ووحدانيته " والهكم الة واحد " ،حيث القى الى المنكرين الخبر بدون توكيد، ووجة ذلك ان لديهم من الحجج الساطعة والدلائل القاطعة ما ان تأملوة لاهتدوا واعترفوا بوحدانيتة تعالى، فلم يقم وزنا لانكارهم، ولم يعتد بة فى توجية الخطاب اليهم...وعليه فان إله واحد : تعني أن الله واحد في أسمائه، وواحد في صفاته؛ وواحد في مخلوقاته؛ وواحد في أمره وواحد في نهيه ؛ وواحد في تدبيره وعنايته وتشريعه.. فلا يجري على أحكامه وتشريعاته ما يجري على تشريعات من دونه من تغيير بتغير الزمان والمكان فمن اوجد الزمان المكان وضع تشريعاته لتناسب خلقه في كل مكان وزمان.
واما الاحد فهي ليست عدد بل صفة عدد ووضع استعمالها في اللغة دوما ياتي في مقام السلب والنفي. كما في قوله تعالى (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾الاخلاص. ووحدانية الله تعالى في ملكوته و مخلوقاته وجميع شأنه مبنية على أحديته في ذاته ، ولذلك كان لسورة الإخلاص شأن عظيم، وهي السورة الوحيدة التي وردت فيها صفة الله أحد،
ومما جاء في سبب نزولها ما رواه الاما احمد عن أبي بن كعب أن المشركين قالوا للنبي سلام الله وصلاته عليه، يا محمد انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى " قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ﴿١﴾اللَّـهُ الصَّمَدُ ﴿٢﴾لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿٣﴾وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿٤﴾". ونلاحظ ان احد في بداية السورة جائت في مقام الاثبات، وليس كما العادة في مقام السلب، وذلك لتنفي عن الله تعالى الجنس والنوع، وبالتالي التولد والتوالد والتكاثر، وفي نفس الوقت لتنفي عنه الشبه والقياس بالموجودات كما هي عادة المناطقة والفلاسفة في قياسهم الغائب على الحاضر، ثم لتنفي عنه التجزئة في الذات، فلذلك هو احد صمد ،لا يعتريه ما يعتري المخلوقات من تاثيرات وتغير احوال بعوامل الزمان او المكان، لانه لا يحيط به زمان ولا مكان، والزمان والمكان من خلقه الذين جاؤوه طائعين فتبارك الله احسن الخالقبن، ولما لم يكن له جنس ولا نوع فكان ما بعد لفظ احد تفسير لها، فبالتالي لم يلد هو، ولم يولد، لانه لم يسبقه وجود، وهو واجب الوجود قبل الوجود، والولد حاجة السن والكبر والارث لمن عمره عاجز محدود، وهو الغني بذاته القائم بصفاته والذي يقوم به الوجود، ويستند الوجود في وجوده الى وجوده سبحانه ، ولا يستند هو في وجوده الى وجود، فبالتالي لم يكن له كفؤا احد ليشاركه او يماثله ليقاس عليه او به، وبناءً عليه كان الشرك ظلمُ عظيم.
ومن هنا جائت تسمية السورة بالاخلاص، حيث اثبتت صفة الاحدية للذات العلية ونفت عنه صفة النوع والجنس والولد والوالد، ولاحتوائها هذه المعاني العقائدية العظيمة التي تقوم عليها عقيدة الاسلام وتوضح للمسلم مفهوم التصور الالهي المطلق عن المادة وقيودها المتمثلة في الشكل والصورة والجسم والماهية، عدلت هذه السورة بكلماتها القليلة واياتها القصيرة ثلث القران "، قال البخاري حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد أن رجلا سمع رجلا يقرأ " قل هو الله أحد " يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها فقال النبي صلى الله عليه وسلم:- " والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ". نفعنا الله واياكم ببركة القران والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.