فارق التوقيت 3 صفاء علي
كان عقلي يشبه رقعة شطرنج امام كل نور ظلام ..
ذكريات مبتورة
وافكار مشوشة منها ما يدفعني للتقدم والسيطرة على ما يحصل واخرى تدفعني الي غياهب جب لا قرار له ولا اعلم لماذا يحصل كل هذا .. لماذا اشعر بهذا الضياع ! اين الخلل ؟
كنت بحاجة الي من اتعرى عقليا امامه دون لوم او عتب دون ان يشعر بالاهانة او الاحباط مما يدور في راسي ..
لذا كنت اريد طبيب نفسي لا اعلم اين ولا كيف اجده ولكني اريد من يسمعني بقوة واعلم اني بلا هدف ولا قضية انا اتوجع وحسب ..
لملمت دثار الحمام على جسدي ولففت شعري ودلفت الي حجرتي التي كانت منيرة على غير المعتاد وفي اريكة الزاوية كان يجلس وذراعيه ملتفان حول صدره ..
قال : بهدوء ( كيف تشعرين )
قلت : اريد مرآة . واشرت الي مواقع المرايا وقلت اين المرايا ؟
هز راسه وقال : سوف اعيدها
وقف وشعرت بخوف غريب
تراجعت للخلف وجعلت السرير مسافة تبعدنا عن بَعضُنَا ..
قال : ماذا يضايقك
ماذا حصل وجعلك هكذا ؟
لم اكن املك جواب له لا اعرف ماذا ولا لماذا ولا كيف اصبحت ما انا عليه ؟
رددت : كيف امشط شعري لا يوجد مرايا ؟ ولا مشط ؟
تنفس بعمق وضرب كفا بكف وقال بصوت غاضب : سوف اعيدها سوف نعيد كل شيء ونعود ولكن هل استطيع الثقة انك لن تفعلي ما يؤذيك ؟
لا اذكر اني فعلت ما يؤذيني او يؤذي غيري !!
هل فعلت شيء كنت اريد ان اسأل ولكني خفت واثرت الصمت ..
قال : هل ارسل الخادمة تساعدك في تمشيط شعرك ؟
يا الهي لا لا حتى هذا اللون ليس لون شعري لا اريده ..
صرخت : لا لا لا اريد اشايئي اريد المرايا اريد طبيب ولا اريدك لا اريد ان اراك اذهب لا تتحكم في حاجاتي ..
خرج وبقيت لوحدي ولكن هذه المرة مع غرفة منيرة ..
نظرت الي غرفتي الخالية من كل الاكسسوارات ..
اين شموعي ؟
اين براويز الصور؟
لا شيء حتى قوارير عطري ومشابك شعري ..
لماذا اخذوا حاجاتي ؟
تذكرت دفتر اليوميات
ذهبت الي خزانة ملابسي وفتحت درج داخلي .. كان هناك ما زال صامدا وفيا لي ...
لبست بنطلون وبلوزة واسعة وابقيت شعري ملفوفا وبحثت عن طرحة سوداء سوف اغطي شعري هكذا قررت ولن يبقي هذا اللون ..
فتح الباب ودخل وهو يحمل صندوق كبير نسبيا وضعه وخرج وعاد سريعا وهو يحمل مراية بارتفاع متوسط تقريبا 60سم وعرض اقل قليلا وضعها على طاولة التزين وقال سوف تفي بالغرض ..
كنت افتش الصندوق الذي رتبت فيه اغراضي ..
اخذت مشط ومجفف الشعر وفرشاة
واخذت موضعي المعتاد امام مرآتي
كنت انظر الي شبح عني ..
كل شيء فيه شاحب بارد بلا روح وهذا الشعر الاصفر يدفعني الي حلق شعري اغمضت عيني وقلت : كيف سمحت لهم ان يغيروا لون شعري لهذا اللون الاصفر ؟؟ كيف ؟
كان ما يزال يقف عند باب الغرفة
قال : قلت لك ان لون شعرك اجمل ولكنك كنت تريدين التغير وقلت الاشقر يجعلك مشرقة بعد الولادة .
كنت اردد في نفسي مستحيل ان اختار هذا اللون ..
استمريت في تجفيف شعري وتمشيطه وكورته في الخلف بشكل منخفض .. ومددت يدي الي الطرحة السوداء غطيت شعري تماما ..
كان ينظر الي ولم يقل اي كلمة حتى رن جواله وابتعد ثم سرعان ما عاد وناولني الجوال وقال : ردي
كان صوتا اعرفه ولكنه مختنق ربما بالبكاء ..
كنت انظر اليه ان يخبرني من يتصل فقال : امك .
تضايقت كثيرا من بكاءها ..
امي قوية لا تبكي .. امي تملك كل خيوط اللعبة
امي ترسل الجان خادمها ليعرف اين نحن .. كيف تبكي ?
قلت بصوت مرتجف وغير واثقة مما يجب ان اقول ( انا بخير )
كانت تسأل كثير من الاسئلة ولكني لم استطع فهم كل ما تقول هنا صوت اخر مثل فحيح يخفي صوتها عني ..
لكني سمعت ( لست مجنونة ) .
رميت الجوال اليه وقلت : اشعر بالصداع ..
اخذ الجوال واخذ يتكلم بصوت منخفض وخرج لياخذ راحته مثلما يفعل دوما ..
لماذا تبكي المرأة الجبارة ؟
لماذا تحزن ما زلت هنا الم تكن تقول دوما ( موتي الف موته لن تفعلي إلا ما اريد ) دعيني اذن اموت او اجن لماذا تبكين ؟
لا اريد اعادة الذكريات مع هذه المرأة .. يكفيني ما انا فيه .
عاد وهو يحمل صغيري وقال : هل تريدين حمله ؟
تجمدت كنت اشعر اني لو حملت فسوف ارميه من الشباك
كانت تلك الافكار تقفز ما ان اراه امامي ..
هزيت راسي ان بالنفي ..
ولكني اريده ان يبقي في يده وانا اراه .
كلما اقترب خطوة ابتعدت لا اريده قريبا جدا ولكني اريد ان اراه
قال ؛ ما المخيف في طفلك ؟
كنت اتنفس بقوة احاول ان اجد اكسجين ..
قلت : لا اعلم افكار مريعة مريعة ابعده عني الان ارجوك ..
عادت الي انفاسي وشعرت بالراحة ما ان اختفى عن ناظري ..
هل كانت تراود امي هكذا افكار نحوي ؟ هل ضربتني حتى ادمت جسدي وفتحت راسي واحرقت مناطقي الحساسة لأن افكار ايذائي كانت تهاجمها ؟
____
يتبع 3
كان عقلي يشبه رقعة شطرنج امام كل نور ظلام ..
ذكريات مبتورة
وافكار مشوشة منها ما يدفعني للتقدم والسيطرة على ما يحصل واخرى تدفعني الي غياهب جب لا قرار له ولا اعلم لماذا يحصل كل هذا .. لماذا اشعر بهذا الضياع ! اين الخلل ؟
كنت بحاجة الي من اتعرى عقليا امامه دون لوم او عتب دون ان يشعر بالاهانة او الاحباط مما يدور في راسي ..
لذا كنت اريد طبيب نفسي لا اعلم اين ولا كيف اجده ولكني اريد من يسمعني بقوة واعلم اني بلا هدف ولا قضية انا اتوجع وحسب ..
لملمت دثار الحمام على جسدي ولففت شعري ودلفت الي حجرتي التي كانت منيرة على غير المعتاد وفي اريكة الزاوية كان يجلس وذراعيه ملتفان حول صدره ..
قال : بهدوء ( كيف تشعرين )
قلت : اريد مرآة . واشرت الي مواقع المرايا وقلت اين المرايا ؟
هز راسه وقال : سوف اعيدها
وقف وشعرت بخوف غريب
تراجعت للخلف وجعلت السرير مسافة تبعدنا عن بَعضُنَا ..
قال : ماذا يضايقك
ماذا حصل وجعلك هكذا ؟
لم اكن املك جواب له لا اعرف ماذا ولا لماذا ولا كيف اصبحت ما انا عليه ؟
رددت : كيف امشط شعري لا يوجد مرايا ؟ ولا مشط ؟
تنفس بعمق وضرب كفا بكف وقال بصوت غاضب : سوف اعيدها سوف نعيد كل شيء ونعود ولكن هل استطيع الثقة انك لن تفعلي ما يؤذيك ؟
لا اذكر اني فعلت ما يؤذيني او يؤذي غيري !!
هل فعلت شيء كنت اريد ان اسأل ولكني خفت واثرت الصمت ..
قال : هل ارسل الخادمة تساعدك في تمشيط شعرك ؟
يا الهي لا لا حتى هذا اللون ليس لون شعري لا اريده ..
صرخت : لا لا لا اريد اشايئي اريد المرايا اريد طبيب ولا اريدك لا اريد ان اراك اذهب لا تتحكم في حاجاتي ..
خرج وبقيت لوحدي ولكن هذه المرة مع غرفة منيرة ..
نظرت الي غرفتي الخالية من كل الاكسسوارات ..
اين شموعي ؟
اين براويز الصور؟
لا شيء حتى قوارير عطري ومشابك شعري ..
لماذا اخذوا حاجاتي ؟
تذكرت دفتر اليوميات
ذهبت الي خزانة ملابسي وفتحت درج داخلي .. كان هناك ما زال صامدا وفيا لي ...
لبست بنطلون وبلوزة واسعة وابقيت شعري ملفوفا وبحثت عن طرحة سوداء سوف اغطي شعري هكذا قررت ولن يبقي هذا اللون ..
فتح الباب ودخل وهو يحمل صندوق كبير نسبيا وضعه وخرج وعاد سريعا وهو يحمل مراية بارتفاع متوسط تقريبا 60سم وعرض اقل قليلا وضعها على طاولة التزين وقال سوف تفي بالغرض ..
كنت افتش الصندوق الذي رتبت فيه اغراضي ..
اخذت مشط ومجفف الشعر وفرشاة
واخذت موضعي المعتاد امام مرآتي
كنت انظر الي شبح عني ..
كل شيء فيه شاحب بارد بلا روح وهذا الشعر الاصفر يدفعني الي حلق شعري اغمضت عيني وقلت : كيف سمحت لهم ان يغيروا لون شعري لهذا اللون الاصفر ؟؟ كيف ؟
كان ما يزال يقف عند باب الغرفة
قال : قلت لك ان لون شعرك اجمل ولكنك كنت تريدين التغير وقلت الاشقر يجعلك مشرقة بعد الولادة .
كنت اردد في نفسي مستحيل ان اختار هذا اللون ..
استمريت في تجفيف شعري وتمشيطه وكورته في الخلف بشكل منخفض .. ومددت يدي الي الطرحة السوداء غطيت شعري تماما ..
كان ينظر الي ولم يقل اي كلمة حتى رن جواله وابتعد ثم سرعان ما عاد وناولني الجوال وقال : ردي
كان صوتا اعرفه ولكنه مختنق ربما بالبكاء ..
كنت انظر اليه ان يخبرني من يتصل فقال : امك .
تضايقت كثيرا من بكاءها ..
امي قوية لا تبكي .. امي تملك كل خيوط اللعبة
امي ترسل الجان خادمها ليعرف اين نحن .. كيف تبكي ?
قلت بصوت مرتجف وغير واثقة مما يجب ان اقول ( انا بخير )
كانت تسأل كثير من الاسئلة ولكني لم استطع فهم كل ما تقول هنا صوت اخر مثل فحيح يخفي صوتها عني ..
لكني سمعت ( لست مجنونة ) .
رميت الجوال اليه وقلت : اشعر بالصداع ..
اخذ الجوال واخذ يتكلم بصوت منخفض وخرج لياخذ راحته مثلما يفعل دوما ..
لماذا تبكي المرأة الجبارة ؟
لماذا تحزن ما زلت هنا الم تكن تقول دوما ( موتي الف موته لن تفعلي إلا ما اريد ) دعيني اذن اموت او اجن لماذا تبكين ؟
لا اريد اعادة الذكريات مع هذه المرأة .. يكفيني ما انا فيه .
عاد وهو يحمل صغيري وقال : هل تريدين حمله ؟
تجمدت كنت اشعر اني لو حملت فسوف ارميه من الشباك
كانت تلك الافكار تقفز ما ان اراه امامي ..
هزيت راسي ان بالنفي ..
ولكني اريده ان يبقي في يده وانا اراه .
كلما اقترب خطوة ابتعدت لا اريده قريبا جدا ولكني اريد ان اراه
قال ؛ ما المخيف في طفلك ؟
كنت اتنفس بقوة احاول ان اجد اكسجين ..
قلت : لا اعلم افكار مريعة مريعة ابعده عني الان ارجوك ..
عادت الي انفاسي وشعرت بالراحة ما ان اختفى عن ناظري ..
هل كانت تراود امي هكذا افكار نحوي ؟ هل ضربتني حتى ادمت جسدي وفتحت راسي واحرقت مناطقي الحساسة لأن افكار ايذائي كانت تهاجمها ؟
____
يتبع 3