فارق التوقيت 11
استيقظت اليوم ووجدت الي جواري
دفتر ومجموعة من الاقلام وفتحت دولابي الفقير عادة ولكنه كان غنيا اليوم بالكثير من الملابس ..
يبدوا ان صالح حمل لي هداياه كالعادة .. بالمناسبة صالح رجل مسالم جدا لدرجة انه مستعد لتلقي الظلم ببسمة رضا ..
تخرج مِن كلية العلوم وعمل في سلك التعليم في قرية تبعد 200 كم ..
اعطى امي جل راتبه الأول بدون ان تطلب واكتفى بمصروف بسيط ومصاريف السيارة ..
في الشهر التالي احضر لأمي اقل مِن ربع الراتب واخبرها ان احد المعلمين اللذين يوصلهم معه ذهابا وايابا احتاج مبلغ واعطاه ..لم يعجب امي التصرف والحقيقة رغم صغر سني فأنا ايضا لم يعجبني وكذلك اسامة
فهذا العطاء الحاتمي حرمنا مِن مئة ريال ظننا انها اصبحت حقا لنا في راتب صالح ..
في الشهر اللاحق كان الراتب ايضا بالكاد النصف وهنا تحرك عقل امي الجبار وقررت ان تتدخل بقوة
وقالت : بكل تأكيد جاء اليك زميل اخر يعرض عليك مشاكله الاسرية وحاجته المادية ؟
استغرب صالح مِن صواب فراسة امي ولكن ما الجديد فهذه المرأة تملك الكثير مِن الجن ..
اعترف صالح وكان قد اعتذر بداية بعطل السيارة ..
قالت : لن يعيدوا لك قرش مما دفعت لهم ولكن لتكن درس لك ( لا تتسلف ولا تسلف إلا بورقة موقعة وشهود )
وراتبك الشهر القادم يوضع في يدي كاملا وانا مِن تعطيك مصروفك
وحاول الشرح ولكنها اصرت ولَم يكن صالح ليقدر ان يختلف معها او ان يعمل عكس ارادتها .
كانت ثم خطة تدور في راس امي
ولكنها عاجزة عن تنفيذها لوحدها ولذا كان سالم المنفذ لخطط امي
الحقيقة ان امي لو اختفت لكان سالم هو صورة امي العقلية والنفسية
نادت سالم فقد كانت تعلم ان صالح الطيب يتعرض للاستغلال ولن يستطيع صالح ايقاف هذا الوضع وتحتاج الي قوة سالم وخبثه لايقاف ذلك ..
كنت امثل الاندماج في مشاهدة حلقات المسلسل الكرتوني ولكني اصغي جيدا ..
قالت امي : احتاج اليك لايقاف هؤلاء الطفيليين حول صالح ..
هز راسه موافقا واردف بصوته القاسي الحاسم ( اعلم وقلت له انهم يرونك ابلها ولكنه يراهم اصدقاء وطيبين وحرك الغترة بغضب وكانت لا تفارق راسه إلا لتحط على كتفه )
هزت امي راسها موافقه وقالت :
عطل سيارة صالح واعرض عليه ايصاله وكن ذيب ..
فعلا عندما حاول صالح تحريك السيارة الساعة الثالثة فجرا لبدأ الرحلة لم تتحرك وهنا كان سالم يعرض خدماته ..
لا اعلم ماذا حدث ولكني اعرف اني نعمت دوما بمئة ريال ووضع الراتب كاملا في يد امي حتى تزوج وانتقلت المهمة الي زوجته التي فهمت صالح في ايام معدودة وقررت ادارة كل شيء في حياته .. زوجته ليست شريرة ولكنها حتما مسيطرة وتخطط وتنفذ ولا اعلم كيف يتقبل صالح ذلك ولكن هذا هو صالح المسالم ..
حسنا ترون ان امي تصرفت بشكل جيد مع حالة صالح ربما..
لا اعلم ولكني على يقين ان صالح هو صنيعة امي ايضا ..
جلست امام تلك النافذة الزجاجية الواسعة نفس المنظر الذي حفظته تماما ولم يعد يغريني بالمراقبة خاصة بوجود دفتر وقلم ..
فتحت الدفتر ولا اعلم لماذا كانت سميرة المسكينة تتصدر الصفحة
لماذا ليس طفلي ياسر ؟
ولكن ماذا اعرف عن ياسر غير انه كان يركلني في بطني ويختار طعاما غريب ..
لكن سميرة كانت تسير الي جواري سنوات وسنوات
كنّا نقتسم الفسحة احيانا .
الحقيقة ان سميرة لم تملك يوما مالا لتشتري من مقصف المدرسة طوال المرحلة الابتدائية كانت تحضر ( خبز الصامولي المدهون بقليل من الجنة التي لا تكاد تذكر ونتقاسم معها العصير او نشتري لها ..
اخبرتني ان والدها متزوج ثلاث سيدات ولها الكثير من الاخوة والاخوات وكل زوجة تربي ابناءها على كراهية اولاد ضرتها
وعرفت ان هدى اختها من زوجة اخرى وهدى بالمناسبة لا تكلم سميرة ولا تشبهها ابدا سميرة جميلة جدا بل فاتنة بيضاء بخدود تتلون مع كل انفعال وغمازة خدود حاولت كثيرا ان اقلد ضحكة سميرة لتظهر في خدي ولكن هيهات .. كنت اظن طريقتها الناعمة وكيفية ضحكها التي تبرز اسنانها المرتبة هي سبب تلك الغمازة.
كنت اقف امام المراية واحاول اقلد الضحكة واتوهم اني حصلت على غمازة سوف تصبح ظاهرة مع الايام ..
نعود الي سميرة التي اعتمدت على صديقاتها في تامين شوكلاتة الكيت كات التي كانت تعشقها كان هذا قبل ان تتعرف على حبيبها الذي اغدق عليها الشكولاتة وريالات تشترى بها مثلنا جميعا ..
كان كريما معها وفهم ان قطعة الحلوى قادرة على تامين قلب سميرة
وكلمات الحب التي يودعها رساله مع حلويات وريالين او ثلاثة جعلته ملك
احاديثها ومصدر فرحتها ..
كل كتبها
كل دفاترها
كل الطاولات وابواب الحمام حملت اسم رعد الذي قصف وامطر في قلبها
الصغير الجميل والطيب حتى لفظت انفاسها الطاهرة .
______
يتبع
استيقظت اليوم ووجدت الي جواري
دفتر ومجموعة من الاقلام وفتحت دولابي الفقير عادة ولكنه كان غنيا اليوم بالكثير من الملابس ..
يبدوا ان صالح حمل لي هداياه كالعادة .. بالمناسبة صالح رجل مسالم جدا لدرجة انه مستعد لتلقي الظلم ببسمة رضا ..
تخرج مِن كلية العلوم وعمل في سلك التعليم في قرية تبعد 200 كم ..
اعطى امي جل راتبه الأول بدون ان تطلب واكتفى بمصروف بسيط ومصاريف السيارة ..
في الشهر التالي احضر لأمي اقل مِن ربع الراتب واخبرها ان احد المعلمين اللذين يوصلهم معه ذهابا وايابا احتاج مبلغ واعطاه ..لم يعجب امي التصرف والحقيقة رغم صغر سني فأنا ايضا لم يعجبني وكذلك اسامة
فهذا العطاء الحاتمي حرمنا مِن مئة ريال ظننا انها اصبحت حقا لنا في راتب صالح ..
في الشهر اللاحق كان الراتب ايضا بالكاد النصف وهنا تحرك عقل امي الجبار وقررت ان تتدخل بقوة
وقالت : بكل تأكيد جاء اليك زميل اخر يعرض عليك مشاكله الاسرية وحاجته المادية ؟
استغرب صالح مِن صواب فراسة امي ولكن ما الجديد فهذه المرأة تملك الكثير مِن الجن ..
اعترف صالح وكان قد اعتذر بداية بعطل السيارة ..
قالت : لن يعيدوا لك قرش مما دفعت لهم ولكن لتكن درس لك ( لا تتسلف ولا تسلف إلا بورقة موقعة وشهود )
وراتبك الشهر القادم يوضع في يدي كاملا وانا مِن تعطيك مصروفك
وحاول الشرح ولكنها اصرت ولَم يكن صالح ليقدر ان يختلف معها او ان يعمل عكس ارادتها .
كانت ثم خطة تدور في راس امي
ولكنها عاجزة عن تنفيذها لوحدها ولذا كان سالم المنفذ لخطط امي
الحقيقة ان امي لو اختفت لكان سالم هو صورة امي العقلية والنفسية
نادت سالم فقد كانت تعلم ان صالح الطيب يتعرض للاستغلال ولن يستطيع صالح ايقاف هذا الوضع وتحتاج الي قوة سالم وخبثه لايقاف ذلك ..
كنت امثل الاندماج في مشاهدة حلقات المسلسل الكرتوني ولكني اصغي جيدا ..
قالت امي : احتاج اليك لايقاف هؤلاء الطفيليين حول صالح ..
هز راسه موافقا واردف بصوته القاسي الحاسم ( اعلم وقلت له انهم يرونك ابلها ولكنه يراهم اصدقاء وطيبين وحرك الغترة بغضب وكانت لا تفارق راسه إلا لتحط على كتفه )
هزت امي راسها موافقه وقالت :
عطل سيارة صالح واعرض عليه ايصاله وكن ذيب ..
فعلا عندما حاول صالح تحريك السيارة الساعة الثالثة فجرا لبدأ الرحلة لم تتحرك وهنا كان سالم يعرض خدماته ..
لا اعلم ماذا حدث ولكني اعرف اني نعمت دوما بمئة ريال ووضع الراتب كاملا في يد امي حتى تزوج وانتقلت المهمة الي زوجته التي فهمت صالح في ايام معدودة وقررت ادارة كل شيء في حياته .. زوجته ليست شريرة ولكنها حتما مسيطرة وتخطط وتنفذ ولا اعلم كيف يتقبل صالح ذلك ولكن هذا هو صالح المسالم ..
حسنا ترون ان امي تصرفت بشكل جيد مع حالة صالح ربما..
لا اعلم ولكني على يقين ان صالح هو صنيعة امي ايضا ..
جلست امام تلك النافذة الزجاجية الواسعة نفس المنظر الذي حفظته تماما ولم يعد يغريني بالمراقبة خاصة بوجود دفتر وقلم ..
فتحت الدفتر ولا اعلم لماذا كانت سميرة المسكينة تتصدر الصفحة
لماذا ليس طفلي ياسر ؟
ولكن ماذا اعرف عن ياسر غير انه كان يركلني في بطني ويختار طعاما غريب ..
لكن سميرة كانت تسير الي جواري سنوات وسنوات
كنّا نقتسم الفسحة احيانا .
الحقيقة ان سميرة لم تملك يوما مالا لتشتري من مقصف المدرسة طوال المرحلة الابتدائية كانت تحضر ( خبز الصامولي المدهون بقليل من الجنة التي لا تكاد تذكر ونتقاسم معها العصير او نشتري لها ..
اخبرتني ان والدها متزوج ثلاث سيدات ولها الكثير من الاخوة والاخوات وكل زوجة تربي ابناءها على كراهية اولاد ضرتها
وعرفت ان هدى اختها من زوجة اخرى وهدى بالمناسبة لا تكلم سميرة ولا تشبهها ابدا سميرة جميلة جدا بل فاتنة بيضاء بخدود تتلون مع كل انفعال وغمازة خدود حاولت كثيرا ان اقلد ضحكة سميرة لتظهر في خدي ولكن هيهات .. كنت اظن طريقتها الناعمة وكيفية ضحكها التي تبرز اسنانها المرتبة هي سبب تلك الغمازة.
كنت اقف امام المراية واحاول اقلد الضحكة واتوهم اني حصلت على غمازة سوف تصبح ظاهرة مع الايام ..
نعود الي سميرة التي اعتمدت على صديقاتها في تامين شوكلاتة الكيت كات التي كانت تعشقها كان هذا قبل ان تتعرف على حبيبها الذي اغدق عليها الشكولاتة وريالات تشترى بها مثلنا جميعا ..
كان كريما معها وفهم ان قطعة الحلوى قادرة على تامين قلب سميرة
وكلمات الحب التي يودعها رساله مع حلويات وريالين او ثلاثة جعلته ملك
احاديثها ومصدر فرحتها ..
كل كتبها
كل دفاترها
كل الطاولات وابواب الحمام حملت اسم رعد الذي قصف وامطر في قلبها
الصغير الجميل والطيب حتى لفظت انفاسها الطاهرة .
______
يتبع