فارق التوقيت 10 صفاء علي
كانت نظرات الدكتور محمد تتنقل بيني وبين صالح وكأنما يقول هل تتحدثون عن حقيقة ؟
اخذ رشفة مِن قهوته وهو يقطع الصمت الذي خيم علينا جميعا
كانت عيني صالح التي تغير شكلها قليلا نتيجة سمك النظارة الطبية
تخفى كثير ملامح الانفعال ..
وربما تدرب على الانضباط النفسي
كيف لا والجميع يستجيب لنظرة
والدتي بل وعلينا فهم المطلوب في كل نظرة ...
لكن رغم ذلك ظهر ارتباكه وهو يلف المنديل الورقي حول اصبعه مرات ومرات بلا توقف وحين تلاقت عينيه بعيني الدكتور محمد ( ابتسم تلك الابتسامة المعتذرة .. هكذا تربت امي ولا تقصد ان تؤذي احد ماذا نستطيع ان نغير ؟
واردف كنت احاول ولكني فقدت اخي الاصغر مني كان اذكى شخص عرفته ولكنه اصيب بفصام ولَم يعد ابدا ..
انحنى الي الامام ووضع يده على الطاولة وقال : ربما لدينا خلل ما ( واشار الي راسه )
حاول الدكتور محمد الطيب ان يخفف عن صالح شعوره بالذنب وقال : لا شك ان جيناتنا قد تحمل هكذا امراض ولكن ليس بالضرورة ظهور المرض النفسي او العقلي
احيانا التربية والفشل والمخدرات توصل الشخص الي مصير ( كامن في جيناته ولكن كان يمكن ان يبقى كامن )، لولا الكثير مِن العوامل ..
تدخلت في الحديث وقلت : والمخدرات قد تكون نوع مِن الهروب مِن واقع مؤلم او ظالم او فشل متكرر !
نعم استسلم طارق هرب من البيت واختار رفاق الكأس وبعدها سقط في الادمان ورفضت دخوله المنزل ابعدته عنا وابلغت عنه وادخلته السجن وادعت انه سافر رغم ان الجميع يعرف ماذا حل به ..
كانت تدعو الله ان يموت وترتاح منه
صحيح انها كانت تبكي احيانا ولا شك انها حزنت ولكن كان خوفها وحزنها من كلام الناس وانها لم تحسن التربية
كان طارق يعيش في صومعة ويحقق انجازات علمية مميزة ولكنه الوحيد الذي قرر خرق القواعد التي وضعتها
عزف العود وسمع الاغاني بصوت عالي في السطح والاهم انه عشق فتاة وهذا ما افاض كأس امي واخرجته من المنزل املا في توبته ولكنه ضاع تماما
نظر الي صالح وكأنما يطلب مني الصمت ..
بعد زواج صالح سكن في الدور الاعلى وجهز لي غرفة في شقته رغم الاعتراض الظاهر مِن زوجته ورغم اصرار امي اني لن انام بعيدا عن عينها حتى تسلمني الي الحارس الامين زوج المستقبل ولكن صالح يحاول انقاذي بطريقته المسالمة ..
كانت العلاقة بيني وبين امي مثل البحر هادئة باردة كأنما نعيش في مستويين متوازيين ورغم الهدوء تحمل في طياتها عوامل تفجر تسونامي لا يبقي ولا يذر
كنت اخاف منها ومن حارسها الذي بات يحتل الفراش ويتركني انام على كنبة صغيرة او سجادة الصلاة اغلب الوقت وكنت دوما اجد عذرا ما ( صليت وغلبني النعاس وانا اسبح مثلا او الم الدورة جعلني اختار الكنب على السرير ولكنه احيانا يغادر الغرفة ويتركها لي وعندها احتل السرير وانعم اخيرا بنوم طووويل وتعجز عن ايقاظي الخادمة وما ان اسمع صوت امي حتى اقفز مثل الغزال الذي سمع صوت الاسد ..
لم تعاملني بعنف جسدي بعد تلك المرة لسنوات ولكني كنت اعرف الانذار بمجرد النظرة الي او قضم الشفة او ارتفاع اصبع الانذار ..
لا استطيع النسيان واعرف حدودي جيدا ..
اتذكر عرس صالح حيث اخترت الكثير من الفساتين التي اعترضت عليها بحجة ( ضيقة جدا تظهر مفاتنك واخرى شفاف جزء الظهر
وثالث قصير ولن تسمح لي بلبس القصير كما كانت تردد دائما عندما تتزوجين البسي وافعلي ما تريدين ..
الحقيقة لم تكن تنطلق من مبدأ ديني كما قد يظن كل من حولنا فقد كانوا يرددون والدتك ملتزمة الحقيقة انها كانت تخاف من نظرة الاخرين وتخاف الشماته فيها ..
ربما لأنها شديدة النقد ولا يستطيع احد ان يمسك عليها غلط كما تردد فأنا نقطة ضعف كما تتخيل يجب كبحها وترويضها ..
اعود لذلك الفرح الذي رقص فيه قلبي كل الرقصات بل حتى حارسي حضر ورقص وابتسم لي وكان يحاول اغرائي بالقفز الي الحلبة ..
لكن امي تقرص فخذي وحمدت الله اني اخترت هذا الفستان ذي الطبقات من الاقمشة الغالية المكلفة ورغم انه لا يظهر الا جزء من النحر بسيط يسمح بوضع عقد حول رقبتي إلا انه كان جميلا واظهر قوامي كما احب
واظهر دقة خصري كما كان هذا الفرح مناسبة ليطرق بابنا كثير من العرسان
رغم اني بعمر 15 فقط ..
وفي لحظة ما لا اعلم كيف خطفتني ابنة عمي اخت العروس ولم تترك لامي مجال وابعدت عيني عن امي وغمزاتها وكل حركات المنع وتركت لابنة عمي ووالدتها الضغط عليها ..
حتى ان امي اخذت دوري
وقالت : لا تجيد الرقص لم ترقص في حياتها ..
لكن زوجات اعمامي وبنات عمي وخالاتي قلن لا يصح زواج اخوها يجب ان ترقص ..
وهكذا وصلت الي المنصة والحقيقة اكتشفت اني فيفي عبدة كما قالت..
لم اعد الي الجلوس في الاستقبال الي جوارها
لم اعد وتمايلت مع كل النغمات ولكن حين دخلت الطبلة البلدي والرقص ( المصري )
ورغم طيات الفستان شاركت مع ابنة عمي ولكن لم اكمل فقد وصلت امي الي حد الكسر كما تقول معلمة الفيزياء وصعدت الي المنصة كشرطي وجد المجرم متلبس وسحبتني كنعجة ظلت الطريق ..
يا الهي اما كان لديك الغد تخرجين ادوات التعذيب او السم حتى ؟
لماذا احرجتني امام الجميع ؟
اختفيت بعدها ولم اكمل الفرح بقيت في غرفة داخلية حتى عدنا بعد طلوع النهار الي المنزل ..
كانت تعيش فرحتها وتحكي لأخواني احداث الفرح والزفة ، وانا استمع وغصة ودمعة مقموعة تحرق مقلتي اكثر ما اوجعني اني لم اكن مع صالح
الذي عرفت انه سأل عني كثيرا واصر ان احضر ولكن امي قالت : تعبت وصدعت ونامت ...
نعم لابد من اختفائي عن اعين الشامتين.. فماذا سوف يقلن عنها السيدات ؟
نعم سوف يقولون بنتك راقصة لأنك ترين الرقص نقص ..
لانك ترين كلام البنت وصوتها ( قلة ادب ) انت تنقدين الجميع وحان لهم نقدك ..
رغم الاحراج الذي اعاني منه
ورغم الالم والقهر غير اني شعرت بفرحة انها سوف تكون في مرمى الالسنة النسائية لمدة من الزمن ..
لم تضربني ولكنها تعمدت عدم الحديث معي وهجري وكأني غير موجودة ..
ربما كانت لتكون عقوبة عظمي لو كنت احبها ولكن في واقعنا اعتبر
اني اعيش اجازة جميلة وليتها استمرت ...
_____
يتبع
كانت نظرات الدكتور محمد تتنقل بيني وبين صالح وكأنما يقول هل تتحدثون عن حقيقة ؟
اخذ رشفة مِن قهوته وهو يقطع الصمت الذي خيم علينا جميعا
كانت عيني صالح التي تغير شكلها قليلا نتيجة سمك النظارة الطبية
تخفى كثير ملامح الانفعال ..
وربما تدرب على الانضباط النفسي
كيف لا والجميع يستجيب لنظرة
والدتي بل وعلينا فهم المطلوب في كل نظرة ...
لكن رغم ذلك ظهر ارتباكه وهو يلف المنديل الورقي حول اصبعه مرات ومرات بلا توقف وحين تلاقت عينيه بعيني الدكتور محمد ( ابتسم تلك الابتسامة المعتذرة .. هكذا تربت امي ولا تقصد ان تؤذي احد ماذا نستطيع ان نغير ؟
واردف كنت احاول ولكني فقدت اخي الاصغر مني كان اذكى شخص عرفته ولكنه اصيب بفصام ولَم يعد ابدا ..
انحنى الي الامام ووضع يده على الطاولة وقال : ربما لدينا خلل ما ( واشار الي راسه )
حاول الدكتور محمد الطيب ان يخفف عن صالح شعوره بالذنب وقال : لا شك ان جيناتنا قد تحمل هكذا امراض ولكن ليس بالضرورة ظهور المرض النفسي او العقلي
احيانا التربية والفشل والمخدرات توصل الشخص الي مصير ( كامن في جيناته ولكن كان يمكن ان يبقى كامن )، لولا الكثير مِن العوامل ..
تدخلت في الحديث وقلت : والمخدرات قد تكون نوع مِن الهروب مِن واقع مؤلم او ظالم او فشل متكرر !
نعم استسلم طارق هرب من البيت واختار رفاق الكأس وبعدها سقط في الادمان ورفضت دخوله المنزل ابعدته عنا وابلغت عنه وادخلته السجن وادعت انه سافر رغم ان الجميع يعرف ماذا حل به ..
كانت تدعو الله ان يموت وترتاح منه
صحيح انها كانت تبكي احيانا ولا شك انها حزنت ولكن كان خوفها وحزنها من كلام الناس وانها لم تحسن التربية
كان طارق يعيش في صومعة ويحقق انجازات علمية مميزة ولكنه الوحيد الذي قرر خرق القواعد التي وضعتها
عزف العود وسمع الاغاني بصوت عالي في السطح والاهم انه عشق فتاة وهذا ما افاض كأس امي واخرجته من المنزل املا في توبته ولكنه ضاع تماما
نظر الي صالح وكأنما يطلب مني الصمت ..
بعد زواج صالح سكن في الدور الاعلى وجهز لي غرفة في شقته رغم الاعتراض الظاهر مِن زوجته ورغم اصرار امي اني لن انام بعيدا عن عينها حتى تسلمني الي الحارس الامين زوج المستقبل ولكن صالح يحاول انقاذي بطريقته المسالمة ..
كانت العلاقة بيني وبين امي مثل البحر هادئة باردة كأنما نعيش في مستويين متوازيين ورغم الهدوء تحمل في طياتها عوامل تفجر تسونامي لا يبقي ولا يذر
كنت اخاف منها ومن حارسها الذي بات يحتل الفراش ويتركني انام على كنبة صغيرة او سجادة الصلاة اغلب الوقت وكنت دوما اجد عذرا ما ( صليت وغلبني النعاس وانا اسبح مثلا او الم الدورة جعلني اختار الكنب على السرير ولكنه احيانا يغادر الغرفة ويتركها لي وعندها احتل السرير وانعم اخيرا بنوم طووويل وتعجز عن ايقاظي الخادمة وما ان اسمع صوت امي حتى اقفز مثل الغزال الذي سمع صوت الاسد ..
لم تعاملني بعنف جسدي بعد تلك المرة لسنوات ولكني كنت اعرف الانذار بمجرد النظرة الي او قضم الشفة او ارتفاع اصبع الانذار ..
لا استطيع النسيان واعرف حدودي جيدا ..
اتذكر عرس صالح حيث اخترت الكثير من الفساتين التي اعترضت عليها بحجة ( ضيقة جدا تظهر مفاتنك واخرى شفاف جزء الظهر
وثالث قصير ولن تسمح لي بلبس القصير كما كانت تردد دائما عندما تتزوجين البسي وافعلي ما تريدين ..
الحقيقة لم تكن تنطلق من مبدأ ديني كما قد يظن كل من حولنا فقد كانوا يرددون والدتك ملتزمة الحقيقة انها كانت تخاف من نظرة الاخرين وتخاف الشماته فيها ..
ربما لأنها شديدة النقد ولا يستطيع احد ان يمسك عليها غلط كما تردد فأنا نقطة ضعف كما تتخيل يجب كبحها وترويضها ..
اعود لذلك الفرح الذي رقص فيه قلبي كل الرقصات بل حتى حارسي حضر ورقص وابتسم لي وكان يحاول اغرائي بالقفز الي الحلبة ..
لكن امي تقرص فخذي وحمدت الله اني اخترت هذا الفستان ذي الطبقات من الاقمشة الغالية المكلفة ورغم انه لا يظهر الا جزء من النحر بسيط يسمح بوضع عقد حول رقبتي إلا انه كان جميلا واظهر قوامي كما احب
واظهر دقة خصري كما كان هذا الفرح مناسبة ليطرق بابنا كثير من العرسان
رغم اني بعمر 15 فقط ..
وفي لحظة ما لا اعلم كيف خطفتني ابنة عمي اخت العروس ولم تترك لامي مجال وابعدت عيني عن امي وغمزاتها وكل حركات المنع وتركت لابنة عمي ووالدتها الضغط عليها ..
حتى ان امي اخذت دوري
وقالت : لا تجيد الرقص لم ترقص في حياتها ..
لكن زوجات اعمامي وبنات عمي وخالاتي قلن لا يصح زواج اخوها يجب ان ترقص ..
وهكذا وصلت الي المنصة والحقيقة اكتشفت اني فيفي عبدة كما قالت..
لم اعد الي الجلوس في الاستقبال الي جوارها
لم اعد وتمايلت مع كل النغمات ولكن حين دخلت الطبلة البلدي والرقص ( المصري )
ورغم طيات الفستان شاركت مع ابنة عمي ولكن لم اكمل فقد وصلت امي الي حد الكسر كما تقول معلمة الفيزياء وصعدت الي المنصة كشرطي وجد المجرم متلبس وسحبتني كنعجة ظلت الطريق ..
يا الهي اما كان لديك الغد تخرجين ادوات التعذيب او السم حتى ؟
لماذا احرجتني امام الجميع ؟
اختفيت بعدها ولم اكمل الفرح بقيت في غرفة داخلية حتى عدنا بعد طلوع النهار الي المنزل ..
كانت تعيش فرحتها وتحكي لأخواني احداث الفرح والزفة ، وانا استمع وغصة ودمعة مقموعة تحرق مقلتي اكثر ما اوجعني اني لم اكن مع صالح
الذي عرفت انه سأل عني كثيرا واصر ان احضر ولكن امي قالت : تعبت وصدعت ونامت ...
نعم لابد من اختفائي عن اعين الشامتين.. فماذا سوف يقلن عنها السيدات ؟
نعم سوف يقولون بنتك راقصة لأنك ترين الرقص نقص ..
لانك ترين كلام البنت وصوتها ( قلة ادب ) انت تنقدين الجميع وحان لهم نقدك ..
رغم الاحراج الذي اعاني منه
ورغم الالم والقهر غير اني شعرت بفرحة انها سوف تكون في مرمى الالسنة النسائية لمدة من الزمن ..
لم تضربني ولكنها تعمدت عدم الحديث معي وهجري وكأني غير موجودة ..
ربما كانت لتكون عقوبة عظمي لو كنت احبها ولكن في واقعنا اعتبر
اني اعيش اجازة جميلة وليتها استمرت ...
_____
يتبع