فارق التوقيت 9 صفاء علي
صليت اليوم الفجر بعدما سمعت النداء وشعرت براحة اخيرا استطعت ان اقف امام الله انا كما احبه لا خوفا من نظرات الاخرين او بأمر احد ..
مر اسبوع على عودتي الي عالمي الذي غبت عنه ونسيته ولا اعلم ماذا حدث خلال غيابي ..
خلال هذا الاسبوع كنت اردد الاذان واختار عدم الصلاة وانتظر ان يأمرني احد او ينبه عليه شخص ما ولكن لم يحدث هذا ..
اليوم صليت واخيرا تذوقت تلك اللذة التي اسمع عنها ولم اشعر بها يوما ..
راقبت الشروق وكان يوما ربيعيا اختارت الشمس فيها لعبة الاختفاء بين الغيوم اغلب الوقت ..
عند الساعة العاشرة صباحا رايت شخص يسير ورغم بعد المسافة غير اني توقعته صالح اخي الطيب ..
لم تمض غير دقايق ودق بابي وعرفت تلك الطرقات انها طريقته الخجولة مثل نقر خفيف لا يوقظ نائم ولا يقطع فكرة هكذا كان يردد حينما يريد الاطمئنان عليه وانا اذاكر في غرفتي ..
كبحت رغبة في الاندفاع واحتضانه
اكتفيت بابتسامة ودمعه انحدرت رغما عني فكم من دموع استطعت لجمها ولكن امام صالح الانسان الاخ والصديق الوحيد تركت دمعتي
ورغم جمودي الظاهري غير ان صالح تقدم وحضن جسدي الذي ما عاد له من معالم الانوثة الكثير ..
فقد ذاب جسدي كما عقلي ..
بين الدموع والصوت الذي بح كثيرا من اثر التدخين الشره .
قال : يا الهي اصبحت هيكلا عظميا
ابتسمت وقلت : نعم اصبحت رشيقة جدا كما لم احلم يوما .
مسح على وجهي كأنما يحدد ملامح بادت ..
نعم شاحبة مثل شبح يا اخي اسناني مصفرة وشعري ضعيف وعيوني ذابلة
ولكني عدت اشعر اخيرا اني اتحرر من قيود الخوف ولن اتوقف مهما حاول الظل الاستمرار في اسري ..
رَبت على يدي وقال : كيف تشعرين
الجميع يسلم عليك والكل مشتاق لك .
هززت راسي وقلت في نفسي ( وانا لا افتقد احد )
اخرج جهاز الجوال وقال : لدي صور ياسر ولدك جميل ويشبهك تماما ..
شعرت بدوار وخوف وتلمست بلساني شفاهي المشققة
كثير من الصور والفيديوهات وجلها مع امي ..
قال : امي تربيه وهي مجنونة به ولا يستطيع احد من اولادنا حتى لمس اشيائه..
كان يحدث عن شخص خيالي وفهم ما ارمي اليه قال : انهدت يا غادة
اصبحت دموعها تخونها و
لم ارد معرفة المزيد فهاهي تتمتع بطفلي وتنال فرصة اخرى وانا هنا ابحث عن عقلي اصارع الالم والجراح وما يزال حارسها يحوم حولي ..
شعر بضيقي وقال : المهم انك قريبا سوف تخرجين وتعيشين مع هذا الملاك ..
لم يعرج على ذكر خالد ابدا ..
قلت : لماذا لا يعيش ياسر مع والده ؟
هز كتفيه وتنهد وقال : صعب
رديت ( ما الصعب في الامر ؟ لديه خادمة ومربية و
قال : تزوج وزوجته لا تريد وربما هذا افضل و
ضحكت وقلت : المهم ان يطلقني فليس مناسبا العيش مع مجنونة
وكانما اراد التخفيف عني
قال : بل لا يليق بأميرتي العيش هذا الخالد ..
اخرجي وضعي رجل على الاخرى واطلبي الطلاق ولو رفض اخلعيه
ضحكت وقلت : يا بختي بيك
عموما لن يمانع ابدا فهو فقط لا يريد ان يحمله احد الحق ..
هز راسه موافقا وقال : كل هذا لا يهم المهم ان تعودي و
قلت : ما زلت اسمع احيانا اصواتا وارى الحارس حولي وبدأ يسخر مني ويؤذيني..
كان يسمع باهتمام وقال ؛ سوف تتخلصين من كل هذا المهم ان تقرري ذلك وتكوني قوية من اجل ياسر ومن اجل غادة ..
بعد ما حضر صالح وبعدما رايت طفلي اصبحت اكثر اصرارا على هزيمة الماضي وقتل الظل الذي يسيطر على عقلي واعتدى عليه ..
نزلنا الي الحديقة الخلفية بمعية الدكتور محمد الذي اقتحم الجلسة
بعد حوالي ساعة ..
تذوق صالح القهوة التي مدحها كثيرا
دكتور محمد الطيب وكان يعاملنا كاصدقاء ..
كنت اضع طرحة بلون العاج يظهر منها طرف من شعري الذي اصبح خفيف جدا وباهت ..
امسكت بيد صالح وقلت : ماذا كانت ستفعل امنا لو راتني هكذا ؟ واشرت الي طرف شعري ؟
ابتسم بخجل ونقل بصره بيني وبين الدكتور .
كنت بحاجة الي سند لذكرياتي
ففي المرة السابقة بعد ان قصصت قصة زملتي سميرة كان الطبيب
يشكك في ذكرياتي واني ربما تخيلت او هناك تداخل مع قصص سمعتها ..
احتاج الي صالح الان ليكمل معي قطع اللوحة التي كونت هذه الفوضى في راسي ..
عرفت اني احرجته ولا اظنه قادر على ذكر شيء ولكني سوف اذكره ..
هل تذكر يا صالح ذلك اليوم الذي
رجعت مع اخي سالم وقد ضربني في السيارة ؟ هل تذكر لماذا ضربني سالم ؟
هز راسه واصبح لون وجهه يحمر ..
قلت وانا ابتسم بسخرية : كان سالم رحيما بل اظنه دلعني ولم يضربني ..
هنا تداخل الطبيب وقال : حسنا انا لا اعرف ماذا حصل ؟
قلت : كنت اخطط يوما بعد اخر ان اقلد سميرة وخرجت يوما بدون ان اضع غطاء الوجه .. وغضب مني سالم وضربني كف وبكيت حتى وصلت للبيت ودخلت وانا ابكي ودخل خلفي سالم يسب ويحلف اني لن اكمل مدرسة وخرجت امي من المطبخ وعرفت القصة
ولا اعلم كيف سحبتني بسرعة وقوة حتى اني شعرت ان قوى خفية حملتني ..
اغلقت المطبخ وضربتني بكل ما وجدته امامها وهددت بحرقي
كنت اسمع صوتك يا صالح تضرب الباب تحاول كسره وتستحلفها ان تكف عن ضربي
لا اعلم كيف انتهى الضرب فقد فقدت الوعي ولكني شعرت بالماء ينهال علي ..
هز راسه صالح وقال : نعم عانيت كثيرا فقد شج راسك وكان الضرب قوي لدرجة انك استفرغت وبعدها شعرت امي بنفسها فعندما تغضب تنسي نفسها ...
صرخت الوالدة بعد ان فقدت الوعي وقالت : اغيثوني البنت ماتت في يدي
حملتك معها وادخلتك الحمام وبقيت امي معك تغسلك ولم تكن تعرف ان هناك شج في راسك
قلت : نعم كان شعري كثيف ولم تلحظ النزف إلا عندما نزل الدم مع الماء وهي تحاول ابقائي على قيد الحياة
رد صالح : لا اظنها قصدت كل ما فعلت ..
قلت : طبعا لم تكن تقصد انها فقط تحافظ على شرف اولادها ..
بقيت طريحة الفراش من اثر الضرب اياما ولكن تبقي هذه المعركة بل المقتلة على هولها اهون من التالية ..
_____
يتبع
صليت اليوم الفجر بعدما سمعت النداء وشعرت براحة اخيرا استطعت ان اقف امام الله انا كما احبه لا خوفا من نظرات الاخرين او بأمر احد ..
مر اسبوع على عودتي الي عالمي الذي غبت عنه ونسيته ولا اعلم ماذا حدث خلال غيابي ..
خلال هذا الاسبوع كنت اردد الاذان واختار عدم الصلاة وانتظر ان يأمرني احد او ينبه عليه شخص ما ولكن لم يحدث هذا ..
اليوم صليت واخيرا تذوقت تلك اللذة التي اسمع عنها ولم اشعر بها يوما ..
راقبت الشروق وكان يوما ربيعيا اختارت الشمس فيها لعبة الاختفاء بين الغيوم اغلب الوقت ..
عند الساعة العاشرة صباحا رايت شخص يسير ورغم بعد المسافة غير اني توقعته صالح اخي الطيب ..
لم تمض غير دقايق ودق بابي وعرفت تلك الطرقات انها طريقته الخجولة مثل نقر خفيف لا يوقظ نائم ولا يقطع فكرة هكذا كان يردد حينما يريد الاطمئنان عليه وانا اذاكر في غرفتي ..
كبحت رغبة في الاندفاع واحتضانه
اكتفيت بابتسامة ودمعه انحدرت رغما عني فكم من دموع استطعت لجمها ولكن امام صالح الانسان الاخ والصديق الوحيد تركت دمعتي
ورغم جمودي الظاهري غير ان صالح تقدم وحضن جسدي الذي ما عاد له من معالم الانوثة الكثير ..
فقد ذاب جسدي كما عقلي ..
بين الدموع والصوت الذي بح كثيرا من اثر التدخين الشره .
قال : يا الهي اصبحت هيكلا عظميا
ابتسمت وقلت : نعم اصبحت رشيقة جدا كما لم احلم يوما .
مسح على وجهي كأنما يحدد ملامح بادت ..
نعم شاحبة مثل شبح يا اخي اسناني مصفرة وشعري ضعيف وعيوني ذابلة
ولكني عدت اشعر اخيرا اني اتحرر من قيود الخوف ولن اتوقف مهما حاول الظل الاستمرار في اسري ..
رَبت على يدي وقال : كيف تشعرين
الجميع يسلم عليك والكل مشتاق لك .
هززت راسي وقلت في نفسي ( وانا لا افتقد احد )
اخرج جهاز الجوال وقال : لدي صور ياسر ولدك جميل ويشبهك تماما ..
شعرت بدوار وخوف وتلمست بلساني شفاهي المشققة
كثير من الصور والفيديوهات وجلها مع امي ..
قال : امي تربيه وهي مجنونة به ولا يستطيع احد من اولادنا حتى لمس اشيائه..
كان يحدث عن شخص خيالي وفهم ما ارمي اليه قال : انهدت يا غادة
اصبحت دموعها تخونها و
لم ارد معرفة المزيد فهاهي تتمتع بطفلي وتنال فرصة اخرى وانا هنا ابحث عن عقلي اصارع الالم والجراح وما يزال حارسها يحوم حولي ..
شعر بضيقي وقال : المهم انك قريبا سوف تخرجين وتعيشين مع هذا الملاك ..
لم يعرج على ذكر خالد ابدا ..
قلت : لماذا لا يعيش ياسر مع والده ؟
هز كتفيه وتنهد وقال : صعب
رديت ( ما الصعب في الامر ؟ لديه خادمة ومربية و
قال : تزوج وزوجته لا تريد وربما هذا افضل و
ضحكت وقلت : المهم ان يطلقني فليس مناسبا العيش مع مجنونة
وكانما اراد التخفيف عني
قال : بل لا يليق بأميرتي العيش هذا الخالد ..
اخرجي وضعي رجل على الاخرى واطلبي الطلاق ولو رفض اخلعيه
ضحكت وقلت : يا بختي بيك
عموما لن يمانع ابدا فهو فقط لا يريد ان يحمله احد الحق ..
هز راسه موافقا وقال : كل هذا لا يهم المهم ان تعودي و
قلت : ما زلت اسمع احيانا اصواتا وارى الحارس حولي وبدأ يسخر مني ويؤذيني..
كان يسمع باهتمام وقال ؛ سوف تتخلصين من كل هذا المهم ان تقرري ذلك وتكوني قوية من اجل ياسر ومن اجل غادة ..
بعد ما حضر صالح وبعدما رايت طفلي اصبحت اكثر اصرارا على هزيمة الماضي وقتل الظل الذي يسيطر على عقلي واعتدى عليه ..
نزلنا الي الحديقة الخلفية بمعية الدكتور محمد الذي اقتحم الجلسة
بعد حوالي ساعة ..
تذوق صالح القهوة التي مدحها كثيرا
دكتور محمد الطيب وكان يعاملنا كاصدقاء ..
كنت اضع طرحة بلون العاج يظهر منها طرف من شعري الذي اصبح خفيف جدا وباهت ..
امسكت بيد صالح وقلت : ماذا كانت ستفعل امنا لو راتني هكذا ؟ واشرت الي طرف شعري ؟
ابتسم بخجل ونقل بصره بيني وبين الدكتور .
كنت بحاجة الي سند لذكرياتي
ففي المرة السابقة بعد ان قصصت قصة زملتي سميرة كان الطبيب
يشكك في ذكرياتي واني ربما تخيلت او هناك تداخل مع قصص سمعتها ..
احتاج الي صالح الان ليكمل معي قطع اللوحة التي كونت هذه الفوضى في راسي ..
عرفت اني احرجته ولا اظنه قادر على ذكر شيء ولكني سوف اذكره ..
هل تذكر يا صالح ذلك اليوم الذي
رجعت مع اخي سالم وقد ضربني في السيارة ؟ هل تذكر لماذا ضربني سالم ؟
هز راسه واصبح لون وجهه يحمر ..
قلت وانا ابتسم بسخرية : كان سالم رحيما بل اظنه دلعني ولم يضربني ..
هنا تداخل الطبيب وقال : حسنا انا لا اعرف ماذا حصل ؟
قلت : كنت اخطط يوما بعد اخر ان اقلد سميرة وخرجت يوما بدون ان اضع غطاء الوجه .. وغضب مني سالم وضربني كف وبكيت حتى وصلت للبيت ودخلت وانا ابكي ودخل خلفي سالم يسب ويحلف اني لن اكمل مدرسة وخرجت امي من المطبخ وعرفت القصة
ولا اعلم كيف سحبتني بسرعة وقوة حتى اني شعرت ان قوى خفية حملتني ..
اغلقت المطبخ وضربتني بكل ما وجدته امامها وهددت بحرقي
كنت اسمع صوتك يا صالح تضرب الباب تحاول كسره وتستحلفها ان تكف عن ضربي
لا اعلم كيف انتهى الضرب فقد فقدت الوعي ولكني شعرت بالماء ينهال علي ..
هز راسه صالح وقال : نعم عانيت كثيرا فقد شج راسك وكان الضرب قوي لدرجة انك استفرغت وبعدها شعرت امي بنفسها فعندما تغضب تنسي نفسها ...
صرخت الوالدة بعد ان فقدت الوعي وقالت : اغيثوني البنت ماتت في يدي
حملتك معها وادخلتك الحمام وبقيت امي معك تغسلك ولم تكن تعرف ان هناك شج في راسك
قلت : نعم كان شعري كثيف ولم تلحظ النزف إلا عندما نزل الدم مع الماء وهي تحاول ابقائي على قيد الحياة
رد صالح : لا اظنها قصدت كل ما فعلت ..
قلت : طبعا لم تكن تقصد انها فقط تحافظ على شرف اولادها ..
بقيت طريحة الفراش من اثر الضرب اياما ولكن تبقي هذه المعركة بل المقتلة على هولها اهون من التالية ..
_____
يتبع