فارق التوقيت 6 صفاء علي
هل اريد ان اكون مجنونة ؟ طبعا
لكني لا اعرف ماذا يحدث
لم اجاوب على سؤاله الذي لا يحتاج اجابة اساسا فمن يحتاج الي الجنون !
كانت فترة الصمت طويلة قبل ان يعيد السؤال بشكل اخر .
قال : سيدة غادة ماذا حدث ولماذا انت هنا حقيقة ..
هنا جاء دوري لابتسم واضحك واشير بيدي اني لا اعرف ..
قلت : لو كنت اعرف فما حاجتي لك ؟
قال : حسنا بتنا اثتين لا نعرف اذن دعينا نشرب قهوة او عصير ماذا تفضلين ؟
قلت : هل يقدمون قهوة جيدة ؟
رفع حاجبه باعجاب وقال ( عظيمة )
هنا شاب تونسي يتعامل مع القهوة كمشروب مقدس يهبك تجربة فريدة ..
كنت ابتسم لهذا الحماس الذي تحدث به عن القهوة وعن الذي يحضر القهوة
قلت : اذن دعني اشرب شيء من هذه القداسة ..
للحظة نسينا الهدف او ربما انا نسيت الهدف على الاقل من وجودنا هنا
قال : اشتاق لامي كثيرا كانت تعد لي قهوتنا العربية ورشف من قهوته التي تعوم في رغوة تركت اثرا على شاربه الخفيف سرعان ما مسحها بالمنديل ..
قلت : اين هي ولماذا لا تزورها و
قال : تعاني من الزهايمر ولذا اجدني مع جسدها و لكنها لا تعرفني ولا تذكر اجمل ايامنا معا ..
شعرت بالم وتوقفت رشفة القهوة
نعم ماذا نكون بدون عقولنا !
استغرقت بعيدا صوت امي القاسي الذي يهدد بالويل ونظرة تجمد الدماء في عروقي .. لا اظن اني سوف اشعر بكثير من الاسف حيال امي
ارتشفت كمية كبيرة من القهوة التي لسعت لساني مما جعل عيوني تمتلأ بالدموع
كان يراقب ويحاول فهم رد فعلي حتما ولابد انه تخيل اني ابكي او اشعر بحزن ما ..
قال : ما بك
لم اتمالك رغبة السخرية التي تلمع في راسي وهي المعادل لحالات الحزن .. هكذا انا بياض وسواد
لا اعرف منطقة وسطى ..
اضحك حتى تدمع عيني واغضب حد تحطيم ما حولي ..
قلت : حسنا هي قهوة صديقك لسعتني يبدوا اني لم اقاوم لذتها .
لا اعلم هل فعلا شعر بخيبة ام اتخيل
كانت ابتسامته باردة وتحركت تلك العظمة في حنجرته يظهر بلعه الخيبة
من ردي ..
قلت : حسنا رغم المك مِن مرض والدتك غير انك محظوظ انك تشتاق لها ولما وهبتك اياه ، احسدك يا دكتور .. تنهدت بقوة واضفت لا اظن اني سوف اشعر بالكثير مِن الحزن لو فقدت امي عقلها ولا اظن انها قابلة للجنون او الضعف انها جبارة ..
كان يصغي بلا مقاطعة ..
انتبهت انه يريد ان اتكلم ورغم رغبتي في الحديث ولكني توقفت تذكرت تحذير امي لا تثقي في احد لا احد يحبك كل الناس اشرار وسوف يجدون ما يجعلك اضحوكة ..
توقفت واصغيت لامي كما كنت اصغي واطيع دوما فهي لن تتسامح معي لو تكلمت ..
قال : نعم ولماذا تشعرين هكذا نحو امك ؟
ضحكت وحاولت ان اسحب ما قلت
يللت شفتي بلساني وقلت :
لا تفهمني خطأ يا دكتور انا احب امي جدا .. وهي كذلك تحبّني نحن لا نفترق ابدا ابدا ابدا .... استمريت في تكرار ابدا وانا اتذكر كيف تراقبني
بكل مكان يا الهي اشعر باختناق والم في معدتي ..
وقفت ولم اعد استطيع ايجاد انفاسي وكانت عيني تنظر الي موقع معين في الحديقة ..
وقف الدكتور واخذ ينظر الي نفس الموقع الذي انظر اليه
قال : ماذا حدث الي ماذا تنظرين ؟
كنت احاول التنفس لكن اعجز عن ذلك ..
كان صوت صرخات طفلة تجلد بقوة
يملأ راسي ..
لا اعرف ماذا حدث بعد ذلك
لكني الان انام في ذلك السرير في نفس الغرفة وما زلت اذكر كل ما حدث واعرف من يردعني عن الحديث مثلما كان يردعني دوما وسوف يبقي يمسك بخيوط حياتي ..
اغمضت عيني واستسلمت لرغبة النوم وجسدي المنهك المتالم ..
______
يتبع
هل اريد ان اكون مجنونة ؟ طبعا
لكني لا اعرف ماذا يحدث
لم اجاوب على سؤاله الذي لا يحتاج اجابة اساسا فمن يحتاج الي الجنون !
كانت فترة الصمت طويلة قبل ان يعيد السؤال بشكل اخر .
قال : سيدة غادة ماذا حدث ولماذا انت هنا حقيقة ..
هنا جاء دوري لابتسم واضحك واشير بيدي اني لا اعرف ..
قلت : لو كنت اعرف فما حاجتي لك ؟
قال : حسنا بتنا اثتين لا نعرف اذن دعينا نشرب قهوة او عصير ماذا تفضلين ؟
قلت : هل يقدمون قهوة جيدة ؟
رفع حاجبه باعجاب وقال ( عظيمة )
هنا شاب تونسي يتعامل مع القهوة كمشروب مقدس يهبك تجربة فريدة ..
كنت ابتسم لهذا الحماس الذي تحدث به عن القهوة وعن الذي يحضر القهوة
قلت : اذن دعني اشرب شيء من هذه القداسة ..
للحظة نسينا الهدف او ربما انا نسيت الهدف على الاقل من وجودنا هنا
قال : اشتاق لامي كثيرا كانت تعد لي قهوتنا العربية ورشف من قهوته التي تعوم في رغوة تركت اثرا على شاربه الخفيف سرعان ما مسحها بالمنديل ..
قلت : اين هي ولماذا لا تزورها و
قال : تعاني من الزهايمر ولذا اجدني مع جسدها و لكنها لا تعرفني ولا تذكر اجمل ايامنا معا ..
شعرت بالم وتوقفت رشفة القهوة
نعم ماذا نكون بدون عقولنا !
استغرقت بعيدا صوت امي القاسي الذي يهدد بالويل ونظرة تجمد الدماء في عروقي .. لا اظن اني سوف اشعر بكثير من الاسف حيال امي
ارتشفت كمية كبيرة من القهوة التي لسعت لساني مما جعل عيوني تمتلأ بالدموع
كان يراقب ويحاول فهم رد فعلي حتما ولابد انه تخيل اني ابكي او اشعر بحزن ما ..
قال : ما بك
لم اتمالك رغبة السخرية التي تلمع في راسي وهي المعادل لحالات الحزن .. هكذا انا بياض وسواد
لا اعرف منطقة وسطى ..
اضحك حتى تدمع عيني واغضب حد تحطيم ما حولي ..
قلت : حسنا هي قهوة صديقك لسعتني يبدوا اني لم اقاوم لذتها .
لا اعلم هل فعلا شعر بخيبة ام اتخيل
كانت ابتسامته باردة وتحركت تلك العظمة في حنجرته يظهر بلعه الخيبة
من ردي ..
قلت : حسنا رغم المك مِن مرض والدتك غير انك محظوظ انك تشتاق لها ولما وهبتك اياه ، احسدك يا دكتور .. تنهدت بقوة واضفت لا اظن اني سوف اشعر بالكثير مِن الحزن لو فقدت امي عقلها ولا اظن انها قابلة للجنون او الضعف انها جبارة ..
كان يصغي بلا مقاطعة ..
انتبهت انه يريد ان اتكلم ورغم رغبتي في الحديث ولكني توقفت تذكرت تحذير امي لا تثقي في احد لا احد يحبك كل الناس اشرار وسوف يجدون ما يجعلك اضحوكة ..
توقفت واصغيت لامي كما كنت اصغي واطيع دوما فهي لن تتسامح معي لو تكلمت ..
قال : نعم ولماذا تشعرين هكذا نحو امك ؟
ضحكت وحاولت ان اسحب ما قلت
يللت شفتي بلساني وقلت :
لا تفهمني خطأ يا دكتور انا احب امي جدا .. وهي كذلك تحبّني نحن لا نفترق ابدا ابدا ابدا .... استمريت في تكرار ابدا وانا اتذكر كيف تراقبني
بكل مكان يا الهي اشعر باختناق والم في معدتي ..
وقفت ولم اعد استطيع ايجاد انفاسي وكانت عيني تنظر الي موقع معين في الحديقة ..
وقف الدكتور واخذ ينظر الي نفس الموقع الذي انظر اليه
قال : ماذا حدث الي ماذا تنظرين ؟
كنت احاول التنفس لكن اعجز عن ذلك ..
كان صوت صرخات طفلة تجلد بقوة
يملأ راسي ..
لا اعرف ماذا حدث بعد ذلك
لكني الان انام في ذلك السرير في نفس الغرفة وما زلت اذكر كل ما حدث واعرف من يردعني عن الحديث مثلما كان يردعني دوما وسوف يبقي يمسك بخيوط حياتي ..
اغمضت عيني واستسلمت لرغبة النوم وجسدي المنهك المتالم ..
______
يتبع