فارق التوقيت 5 صفاء علي
لم استوعب الرقم ولم اصدق انه مر من حياتي عام لم اكن موجودة لا اعلم عنه شيء..
وقفت امام النافذة الزجاجية التي تطل على حديقة ونافورة وفي الافق تلوح بوابة يدخلها بين وقت واخر احدهم ..
كنت البس ثوب من القطن بلا اي ازارير واسع غطى كل جسدي باكمام طويلة وشعري يبدوا اطول وقد عاد لونه الطبيعي الاسود .. اظافري مقصوصة وليست مقضومة كالعادة ..
طرقات خفيفة على الباب وبعدها دلف طبيب يبدوا متدرب واخر خط الشيب مقدمة شعره الكثيف مقطب الجبين حتى وهو يبتسم وكأنما تحجرت تلك الخطوط بين الحاجبين ..
لم اهتم بوضع منديل على شعري فحتما خلال العام عرفوني ونظروا الي شعري وجسدي ولست في مزاج التمسك بتقاليد واعراف اريد فقط ان اعرف كيف ولماذا جمدوني هذا العام ..
ما زلت اذكر الكثير من مخاوفي ولكن لا اشعر بالخوف كما كنت .. من المؤكد اني جننت ..
ما اجده غريبا اني لا اشتاق لاحد ولم اسأل عن احد ..
شعرت بغصة في حلقي من ان طفلي لا يعرفني وربما لا يعرفني ابدا ..
حاولت تخيل أسوأ ما قد يقوله الطبيب لي ..
اشار الي ان اجلس جلست على كنب بيضاء صغيرة مقابل النافذة ..
وانتظرت ان يقول ما لديه ..
قال الطبيب : اسمي نادر دكتور نادر
تابعتك من بعد دخولك المستشفي بنوبة صرع وتشنج قوية وهو صرع نفسي وليس عضوي وهو ناتج عن عدة مشاكل وضغط نفسي
على مدى الاربع الاشهر الاولى كنت تعانين مِن هلاوس سمعية بصرية واكتئاب حاد ..
ثم هدأت ودخلت صمت وفقدت الذاكرة مِن الواضح انك تهربين مِن الم قوي او ذكريات ..
اليوم تعود اليك الذاكرة ..
فقط اريد ان اخبرك انه ليست المرة الاولى التي ارسلت اشارة انك عدت
حصل هذا قبل ثلاثة اشهر ايضا وما ان زارك اهلك حتى عدت الي نسيان كل شيء وعدم تعرفك عليهم ..
فتحت عيوني بقوة واذن انا هنا اليوم وربما اختفى غدا او بعد ساعة ..
وضعت يدي على فمي بشكل لا ارادي
قال : لا تخافي الخوف ما يجعلك تهربين الي حالة النسيان
كان الطبيب الاخر الشاب الذي لم يعرف عن نفسه يكتب بلا توقف
شعرت بالانزعاج مِن وجوده واشرت اليه ماذا يفعل ؟
اجاب الدكتور : يسجل و
قلت : هل يجري ابحاثا ؟
ابتسم الطبيب وما تزال الثنيات بين الحاجبين كما هي ( تلك هي الابتسامات التي تقدم الي الزبون وليست صادقة )
قال : الدكتور محمد طيب هو دكتور ممتاز وليس طالب وهو موجود لفهم حالتك فقد طلبت منه المساعدة وهو
كان الدكتور محمد هنا ( ينظر بطرف عينه ويزم شفتيه وكأنما لديه اعتراض على الدكتور نادر
تنهدت وصمت ( اذن طبيبان وليس واحد وربما اكثر ولمست يدي التي تحمل اثار عقار ما وربما كثير من الادوية وهنا تذكرت فيلم رايت فيه تلك الصدمات الكهربائية التي توجه الي المرضى العقليين .
استمر الدكتور نادو في كلامه وانا اتخيل ما يمكن ان يكون حدث في تلك الاشهر ..
لكن صوت عميق اعادني الي التواجد
كان صوت الطبيب الاخر ( محمد الطيب )
كان يقول : هل تفتقدين احد ؟
لم افكر في احد حتى طفلي لا اعلم ان كان من حقي او من صالحه تواجده معي ..
هززت كتفي مثل طفل يخفي الحقيقة
ابتسم تلك الابتسامة الجانبية الغريبة
تشبه ابتسامات ابطال هوليوود
جورج كلوني ..
قال : في ماذا تفكرين ؟
كنت احاول منع نفسي التحليلات
والمقاومة اريد حقا ان استفيد مما يقدمون لي ..
وقف الدكتور نادر وقال : سوف يتولى الدكتور محمد حالتك ولكني هنا قريب ..
قالها مثل اب غيور ..
وضعت ذراعي حول صدري وجلست بشكل منتصب ..
وقف وقال : ما رايك في ان تخرجي الي الحديقة قليلا ؟
فتحت عيوني بتعجب ( هل هو علاج ام موعد )
حركت راسي بعلامة لا باستمرار
قال : مما تخافين
قلت : لا اخاف ولكن لماذا نذهب الي الحديقة ماذا سوف يتغير انا امرأة مجنونة تبحث عن دواء لعقلها و
قال : اذن اول ما يجب ان تعرفيه انك لست مجنونة .. انت مريضة وتحتاجين الي علاج وانا طبيب لا تفيدني كثيرا الاشعة والتحاليل واحتاج الي الفهم الي معرفة ما يمرضك حقا ..
قلت : مجنونة هذا هو السبب عقلي ضاع او هو يضيع مني احيانا .
قال : نعم يبدوا هذا صحيح يضيع منك ولكن لابد انه يختار هذا الضياع لسبب ما ..
قلت : وفي الحديقة سوف تكتشف السبب يا دكتور
ابتسم بنفس الطريقة وقال : لنجرب ان نبحث عنه في الحديقة
قال : حسنا لا احتاج هذه الاوراق السخيفة كنت احاول التاثير على استاذي ..
لا اعلم لماذا ضحكت ولكن مع تركه لهذه الاوراق والرصد شعرت بالراحة لفكرة الذهاب الي الحديقة ..
قلت يا دكتور احتاج حذاء جيد
ونظرت الي تلك الشبشب التي وجدتها في الحمام ولم اجد احذية
في تلك الخزانة الصغيرة التي وضع بها متاع قليل ..
قال : لا مشكلة وذهب وعاد يحمل صندل بمقاس رجلي وقال ( استعرناه )
الغريب انه فعلا مقاسي تماما ..
لم اسأله كيف عرف المقاس ولكني سألت نفسي كيف عرف ؟
لا اعلم لماذا بحثت عن غطاء شعري الان لكنه اشعرني براحة وانا اغادر
هذه الغرفة التي لا اعلم كم لبثت فيها ..
كان يسبقني بخطوة ويكلمني وكأنه يلتفت الي الخلف ولكنه بعد المنحنى الاول خفف سيره واصبحنا بنفس السطر .. دخلنا المصعد وضغط ونزلنا طابقين
قال : انا سريع في السير
قلت : نعم عادي
مد يده امامي وهو يدفع الباب الاخير الي حديقة غير التي اراها من الاعلى ..
قلت : ليست هذه الحديقة التي رايتها ( هناك ) واشرت بيدي للاعلى .
قال نعم هذه حديقة خلف المبني هي اجمل من تلك الامامية
كانت اصغر وتبدوا اكثر ترتيبا
يوجد عدد من الطاولات بينها مسافات معقولة وسياج من الحديد يفصلها عن رصيف مشجر هو الاخر ..
في الاتجاه الاخر كان يبدوا مقهي صغير مفتوح على الحديقة ..
قلت : هل هي خاصة بالاطباء ؟
قال : لا شيء خاص هي ملك جميع من في المكان ..
قلت : المصحة ..
قال : لماذا تريدين ان تكوني مجنونة ؟
____
يتبع
لم استوعب الرقم ولم اصدق انه مر من حياتي عام لم اكن موجودة لا اعلم عنه شيء..
وقفت امام النافذة الزجاجية التي تطل على حديقة ونافورة وفي الافق تلوح بوابة يدخلها بين وقت واخر احدهم ..
كنت البس ثوب من القطن بلا اي ازارير واسع غطى كل جسدي باكمام طويلة وشعري يبدوا اطول وقد عاد لونه الطبيعي الاسود .. اظافري مقصوصة وليست مقضومة كالعادة ..
طرقات خفيفة على الباب وبعدها دلف طبيب يبدوا متدرب واخر خط الشيب مقدمة شعره الكثيف مقطب الجبين حتى وهو يبتسم وكأنما تحجرت تلك الخطوط بين الحاجبين ..
لم اهتم بوضع منديل على شعري فحتما خلال العام عرفوني ونظروا الي شعري وجسدي ولست في مزاج التمسك بتقاليد واعراف اريد فقط ان اعرف كيف ولماذا جمدوني هذا العام ..
ما زلت اذكر الكثير من مخاوفي ولكن لا اشعر بالخوف كما كنت .. من المؤكد اني جننت ..
ما اجده غريبا اني لا اشتاق لاحد ولم اسأل عن احد ..
شعرت بغصة في حلقي من ان طفلي لا يعرفني وربما لا يعرفني ابدا ..
حاولت تخيل أسوأ ما قد يقوله الطبيب لي ..
اشار الي ان اجلس جلست على كنب بيضاء صغيرة مقابل النافذة ..
وانتظرت ان يقول ما لديه ..
قال الطبيب : اسمي نادر دكتور نادر
تابعتك من بعد دخولك المستشفي بنوبة صرع وتشنج قوية وهو صرع نفسي وليس عضوي وهو ناتج عن عدة مشاكل وضغط نفسي
على مدى الاربع الاشهر الاولى كنت تعانين مِن هلاوس سمعية بصرية واكتئاب حاد ..
ثم هدأت ودخلت صمت وفقدت الذاكرة مِن الواضح انك تهربين مِن الم قوي او ذكريات ..
اليوم تعود اليك الذاكرة ..
فقط اريد ان اخبرك انه ليست المرة الاولى التي ارسلت اشارة انك عدت
حصل هذا قبل ثلاثة اشهر ايضا وما ان زارك اهلك حتى عدت الي نسيان كل شيء وعدم تعرفك عليهم ..
فتحت عيوني بقوة واذن انا هنا اليوم وربما اختفى غدا او بعد ساعة ..
وضعت يدي على فمي بشكل لا ارادي
قال : لا تخافي الخوف ما يجعلك تهربين الي حالة النسيان
كان الطبيب الاخر الشاب الذي لم يعرف عن نفسه يكتب بلا توقف
شعرت بالانزعاج مِن وجوده واشرت اليه ماذا يفعل ؟
اجاب الدكتور : يسجل و
قلت : هل يجري ابحاثا ؟
ابتسم الطبيب وما تزال الثنيات بين الحاجبين كما هي ( تلك هي الابتسامات التي تقدم الي الزبون وليست صادقة )
قال : الدكتور محمد طيب هو دكتور ممتاز وليس طالب وهو موجود لفهم حالتك فقد طلبت منه المساعدة وهو
كان الدكتور محمد هنا ( ينظر بطرف عينه ويزم شفتيه وكأنما لديه اعتراض على الدكتور نادر
تنهدت وصمت ( اذن طبيبان وليس واحد وربما اكثر ولمست يدي التي تحمل اثار عقار ما وربما كثير من الادوية وهنا تذكرت فيلم رايت فيه تلك الصدمات الكهربائية التي توجه الي المرضى العقليين .
استمر الدكتور نادو في كلامه وانا اتخيل ما يمكن ان يكون حدث في تلك الاشهر ..
لكن صوت عميق اعادني الي التواجد
كان صوت الطبيب الاخر ( محمد الطيب )
كان يقول : هل تفتقدين احد ؟
لم افكر في احد حتى طفلي لا اعلم ان كان من حقي او من صالحه تواجده معي ..
هززت كتفي مثل طفل يخفي الحقيقة
ابتسم تلك الابتسامة الجانبية الغريبة
تشبه ابتسامات ابطال هوليوود
جورج كلوني ..
قال : في ماذا تفكرين ؟
كنت احاول منع نفسي التحليلات
والمقاومة اريد حقا ان استفيد مما يقدمون لي ..
وقف الدكتور نادر وقال : سوف يتولى الدكتور محمد حالتك ولكني هنا قريب ..
قالها مثل اب غيور ..
وضعت ذراعي حول صدري وجلست بشكل منتصب ..
وقف وقال : ما رايك في ان تخرجي الي الحديقة قليلا ؟
فتحت عيوني بتعجب ( هل هو علاج ام موعد )
حركت راسي بعلامة لا باستمرار
قال : مما تخافين
قلت : لا اخاف ولكن لماذا نذهب الي الحديقة ماذا سوف يتغير انا امرأة مجنونة تبحث عن دواء لعقلها و
قال : اذن اول ما يجب ان تعرفيه انك لست مجنونة .. انت مريضة وتحتاجين الي علاج وانا طبيب لا تفيدني كثيرا الاشعة والتحاليل واحتاج الي الفهم الي معرفة ما يمرضك حقا ..
قلت : مجنونة هذا هو السبب عقلي ضاع او هو يضيع مني احيانا .
قال : نعم يبدوا هذا صحيح يضيع منك ولكن لابد انه يختار هذا الضياع لسبب ما ..
قلت : وفي الحديقة سوف تكتشف السبب يا دكتور
ابتسم بنفس الطريقة وقال : لنجرب ان نبحث عنه في الحديقة
قال : حسنا لا احتاج هذه الاوراق السخيفة كنت احاول التاثير على استاذي ..
لا اعلم لماذا ضحكت ولكن مع تركه لهذه الاوراق والرصد شعرت بالراحة لفكرة الذهاب الي الحديقة ..
قلت يا دكتور احتاج حذاء جيد
ونظرت الي تلك الشبشب التي وجدتها في الحمام ولم اجد احذية
في تلك الخزانة الصغيرة التي وضع بها متاع قليل ..
قال : لا مشكلة وذهب وعاد يحمل صندل بمقاس رجلي وقال ( استعرناه )
الغريب انه فعلا مقاسي تماما ..
لم اسأله كيف عرف المقاس ولكني سألت نفسي كيف عرف ؟
لا اعلم لماذا بحثت عن غطاء شعري الان لكنه اشعرني براحة وانا اغادر
هذه الغرفة التي لا اعلم كم لبثت فيها ..
كان يسبقني بخطوة ويكلمني وكأنه يلتفت الي الخلف ولكنه بعد المنحنى الاول خفف سيره واصبحنا بنفس السطر .. دخلنا المصعد وضغط ونزلنا طابقين
قال : انا سريع في السير
قلت : نعم عادي
مد يده امامي وهو يدفع الباب الاخير الي حديقة غير التي اراها من الاعلى ..
قلت : ليست هذه الحديقة التي رايتها ( هناك ) واشرت بيدي للاعلى .
قال نعم هذه حديقة خلف المبني هي اجمل من تلك الامامية
كانت اصغر وتبدوا اكثر ترتيبا
يوجد عدد من الطاولات بينها مسافات معقولة وسياج من الحديد يفصلها عن رصيف مشجر هو الاخر ..
في الاتجاه الاخر كان يبدوا مقهي صغير مفتوح على الحديقة ..
قلت : هل هي خاصة بالاطباء ؟
قال : لا شيء خاص هي ملك جميع من في المكان ..
قلت : المصحة ..
قال : لماذا تريدين ان تكوني مجنونة ؟
____
يتبع