بسم الله الرحمن الرحيم
اضواء لدراسة السلوك الانساني وضبطه
اضواء لدراسة السلوك الانساني وضبطه
جاء الاسلام ليعالج قضايا الانسان ويضبط سلوكه ومساره في الحياة الدنيا ، بما يستقيم به ويصلح به حاله و امره، ويربطه بخالقه الذي فطره ويربط دنياه الفانية باخرته الباقية .
فهو رسالة الرب الاله الخالق المدبر لمن احسن خلقه واقام فطرته في احسن تقويم،
فان استقام بها فكرا وعقلا وسلوكا، بقي على استقامة الفطرة التي خلق عليها. وان نكص عنها رد الى اسفل سافلين، واصبح اضل سبيلا من الانعام التي خلقت مسخرة له.
والسلوك الانساني هو موضوع الرسالة، وما حملته من شرائع انما جاء لينظمه ويهذبه ويبقيه في احسن تقويم. ولو سبرنا النشاطات البشرية لنحدد مفهوم السلوك لوجدناه يشمل معتقد الانسان وبالتالي فكره المستند الى معتقده والمشكل لمفاهيمه والمحدد لقيمه والمعبر عنها باقواله او افعاله المقترنة بغاياته ومقصده .
اذا نستطيع ان نعرف السلوك الانساني بانه كل ما صدر عن الانسان من نشاط عقائدي اوفكري او قول او فعل او غاية ومقصد .
والمعتقد هو قاعدة التفكير واساس بناء الفكرة الكلية، وبالتالي الافكار الجزئية وهو مقياسها انسجاما او خلافا ، فالفكرة بنت المعتقد، والقول صورتها التي تنتقل بها الى الاذهان، والفعل ابن الفكرة وتجسيدها في الواقع. وتبقى النية او الغاية هي الباعث على احداث الفعل او القول.
ويخضع السلوك الانساني للعوامل التاليه التي توجد الفعل وتحدد نوعيته وهويته:
1=الدوافع الاشباعية سواء كانت دوافع اشباع الغرائز المثيرة لها او دوافع عضوية لاشباع الحاجات العضوية. واما الحاجات العضوية فان مثيراتها داخلية متعلقة بجسد الانسان وما يحتاجه من ماكل ومشرب وتنفس ودفيء ومأوى وما يتعلق بحياة الجسد وحفظه قادرا على الاستمرار حيا، و قادرا على ممارسات نشاطاته. فيحس الانسان بالجوع اذا استهلك كمية الغذاء التي تناولها ، ويشتهي اصنافا معينة من الطعام والماكولات تحتوي عناصر غذائية ومعاذن الجسم يتطلبها، لتوفر له الطاقة الحيوية اللازمة له للقيام بنشاطاته وانجاز اعماله. فالاحساس بالجوع والعطش والبرد والحر وشهوة صنف معين من الطعام او الشراب، احساس جسدي عضوي داخلي يدفع الانسان ليشبع حاجته العضوية التي ان لم يشبعها ادى ذلك الى وهن جسده وانهاك قواه وموته.
اما الدوافع الاشباعية الغريزية، فانها متعلقة بالغرائز التي فطرها الله تعالى في النفوس وجعلها تثار لدى الانسان بمثيرات خارجيه، واشباعها يؤدي الى راحة النفس واستقرارها، وعدم اشباعها لا يؤدي الى الموت كالحاجات العضوية انما يؤدي الى الاضطراب والقلق وعدم استقرار النفس .فانت لاتحس من داخل جسدك انك بحاجة الى ولد او زوج او امتلاك شيء او دفع خطر الا اذا اثير هذا الاحساس عندك، وادركت حاجتك اليه اما بالتفكير به او برؤية ما يثير اشواقك اليه، فلذلك حين نقول منع الاسلام الزنا نجده قد منع دواعيه ومنع اسبابه ومنع الظروف التي قد تحدثه، فمنع الاختلاط ومنع التبرج ومنع الخلوة في المكان. ولما منع السرقة منع الظلم في توزيع الثروة ومنع حرمان الناس فرص العمل ومنع تكدس الثروة بايدي فئة الاغنياء ومنع الاحتكار والربا والغش والغبن والاستغلال والسخرة، وجعل المجتمع والافراد كل يتحمل مسؤلية تجاه الاخر، وجعل الدولة راعية للناس تشرف على رعاية شؤونهم وتنظم لهم امور حياتهم، وشرع الحقوق والواجبات التي تستقيم بها طرق الاشباع للحاجات عضوية كانت ام غريزية.
اذا نجد ان الاسلام انتبه في تشريعه للاحكام للمثير ات ، ووضع لها ما يضبطها ويعالج امرها ويعالج اشباع ماتثيره من طلبات الاشباع ومتطلباته وفق ما يرقى بالانسان عن مستوى السلوك الحيواني ووفق ما يليق بكرامته الانسانية كفرد وكجنس مكرم لا ينبغي له السفول.
2=الغاية من الفعل او السلوك او القول او التفكير.
ليس هناك من فعل ذهني او بدني يحدثه الانسان الا ووراءه غاية باعثة على احداثه ، وهي غرضه ومطلبه ومقصوده الذي يريد تحقيقه والوصول اليه. وان لم يكن غاية وهدف فيكون الفعل او السلوك لهوا ولعبا وعبثا لاقيمة له، بل قد يحصل به الضرر والاذى لنفسه او للاخرين، والعبث في الحياة مرفوض لانها دقات دقائق تمضي متسارعة ولا تعود، والعبث يؤدي الى الفوضى والاضطراب،والعبث في منظومة النظام ودقة التدبير مرفوض..فانت تعيش في كون متقن التدبير ودقيق النظام والتنظيم..لامجال فيه للعبث والفوضى واللعب واللهو.. فلذلك ربط الاسلام الاعمال بالغايات والنية والمقاصد، من حيث تنظيمها وضبطها كي لايكون الانسان عابثا فوضويا وبالتالي يصبح نشازا في منظومة الوجود . وليربط افعاله بغايات واضحة سامية تسمو به عن عبث القردة ودناءة وقذارة الخنازير رتب الثواب والعقاب على الافعال والاقوال.
فلذلك وجدنا الافعال تاخذ قيمتها من غاياتها ويجب ان ترتقي الافعال لمستوى الغايات،فلذلك ايضا لم تكن الغاية مبرارا للعمل وان كانت شرطا لقبوله،حيث ان الفعل هو الوسيلة لتحقيق الغاية سواء كانت تلك الغاية في نفس الفعل، او منفصلة عنه ، فالعبادة المحضة كالصلاة والصوم لايقوم بها الانسان ولم يشرعها الشارع الحكيم لذاتها، بل لتحقيق غاية عليا يتوصل بفعلها اليها، وهي ربط الانسان بربه لنوال مرضاته، وتناول الطعام بحد ذاته غاية الجائع بذاته، لكن ان تناوله حراما اثم مع انه مشبع، وان تناوله حلالا اجر مع انه حاجة ملحة تطلبت الاشباع . وتتحدد الغاية بحسب وعي الانسان وتصوره المبني على قيمه وافكاره ومفاهيمه المستندة الى وجهة نظره الاعتقادية التي ينطلق منها تفكيره .
3=الاساس الفكري وقاعدة التفكير:هذا الامر هو الذي يحدد صبغة الانسان وهويته في الوجود وعلى اساسه يكرم الانسان ويرتقي او يهان فينحدر.
فالمكون الاساس لشخصية الانسان هو فكره ومعتقده الذي يعطيه الدوافع ويوجه عنده السلوك. وقد يكون للبيئة التي يعيشها ويالفها الانسان بالغ الاثر في تكوين عقليته ومفاهيمه وقيمه وبالتالي انماط سلوكه، فلذلك عني الاسلام بخلق بيئة نظيفة طاهرة لينموا فيها الانسان ويترعرع في احضان الفضيلة والطهر، لتزكوا نفسه وتطهر من كل الملوثات التي قد تفسد فطرته فكرية كانت او سلوكية شهوانية منفلتة .
فالعقيدة توضح الرؤيا وترسم غاية الحياة، والشريعة ترسم المنهج والاسلوب للعيش اللائق بانسانية البشر، لتصنع بذلك المجتمع النموذج والانسان الفاضل الساعي الى مراقي الفلاح والتكامل والنجاح واعمار الارض بما اراد لها الله من فضيلة.
.((واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحق ويعقوب وما كان لنا ان نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون )).
مهم جدا لكل من يريد معرفة اسس التشريع وقواعده ادراك هذه الحقائق وهذه الدراسة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فهو رسالة الرب الاله الخالق المدبر لمن احسن خلقه واقام فطرته في احسن تقويم،
فان استقام بها فكرا وعقلا وسلوكا، بقي على استقامة الفطرة التي خلق عليها. وان نكص عنها رد الى اسفل سافلين، واصبح اضل سبيلا من الانعام التي خلقت مسخرة له.
والسلوك الانساني هو موضوع الرسالة، وما حملته من شرائع انما جاء لينظمه ويهذبه ويبقيه في احسن تقويم. ولو سبرنا النشاطات البشرية لنحدد مفهوم السلوك لوجدناه يشمل معتقد الانسان وبالتالي فكره المستند الى معتقده والمشكل لمفاهيمه والمحدد لقيمه والمعبر عنها باقواله او افعاله المقترنة بغاياته ومقصده .
اذا نستطيع ان نعرف السلوك الانساني بانه كل ما صدر عن الانسان من نشاط عقائدي اوفكري او قول او فعل او غاية ومقصد .
والمعتقد هو قاعدة التفكير واساس بناء الفكرة الكلية، وبالتالي الافكار الجزئية وهو مقياسها انسجاما او خلافا ، فالفكرة بنت المعتقد، والقول صورتها التي تنتقل بها الى الاذهان، والفعل ابن الفكرة وتجسيدها في الواقع. وتبقى النية او الغاية هي الباعث على احداث الفعل او القول.
ويخضع السلوك الانساني للعوامل التاليه التي توجد الفعل وتحدد نوعيته وهويته:
1=الدوافع الاشباعية سواء كانت دوافع اشباع الغرائز المثيرة لها او دوافع عضوية لاشباع الحاجات العضوية. واما الحاجات العضوية فان مثيراتها داخلية متعلقة بجسد الانسان وما يحتاجه من ماكل ومشرب وتنفس ودفيء ومأوى وما يتعلق بحياة الجسد وحفظه قادرا على الاستمرار حيا، و قادرا على ممارسات نشاطاته. فيحس الانسان بالجوع اذا استهلك كمية الغذاء التي تناولها ، ويشتهي اصنافا معينة من الطعام والماكولات تحتوي عناصر غذائية ومعاذن الجسم يتطلبها، لتوفر له الطاقة الحيوية اللازمة له للقيام بنشاطاته وانجاز اعماله. فالاحساس بالجوع والعطش والبرد والحر وشهوة صنف معين من الطعام او الشراب، احساس جسدي عضوي داخلي يدفع الانسان ليشبع حاجته العضوية التي ان لم يشبعها ادى ذلك الى وهن جسده وانهاك قواه وموته.
اما الدوافع الاشباعية الغريزية، فانها متعلقة بالغرائز التي فطرها الله تعالى في النفوس وجعلها تثار لدى الانسان بمثيرات خارجيه، واشباعها يؤدي الى راحة النفس واستقرارها، وعدم اشباعها لا يؤدي الى الموت كالحاجات العضوية انما يؤدي الى الاضطراب والقلق وعدم استقرار النفس .فانت لاتحس من داخل جسدك انك بحاجة الى ولد او زوج او امتلاك شيء او دفع خطر الا اذا اثير هذا الاحساس عندك، وادركت حاجتك اليه اما بالتفكير به او برؤية ما يثير اشواقك اليه، فلذلك حين نقول منع الاسلام الزنا نجده قد منع دواعيه ومنع اسبابه ومنع الظروف التي قد تحدثه، فمنع الاختلاط ومنع التبرج ومنع الخلوة في المكان. ولما منع السرقة منع الظلم في توزيع الثروة ومنع حرمان الناس فرص العمل ومنع تكدس الثروة بايدي فئة الاغنياء ومنع الاحتكار والربا والغش والغبن والاستغلال والسخرة، وجعل المجتمع والافراد كل يتحمل مسؤلية تجاه الاخر، وجعل الدولة راعية للناس تشرف على رعاية شؤونهم وتنظم لهم امور حياتهم، وشرع الحقوق والواجبات التي تستقيم بها طرق الاشباع للحاجات عضوية كانت ام غريزية.
اذا نجد ان الاسلام انتبه في تشريعه للاحكام للمثير ات ، ووضع لها ما يضبطها ويعالج امرها ويعالج اشباع ماتثيره من طلبات الاشباع ومتطلباته وفق ما يرقى بالانسان عن مستوى السلوك الحيواني ووفق ما يليق بكرامته الانسانية كفرد وكجنس مكرم لا ينبغي له السفول.
2=الغاية من الفعل او السلوك او القول او التفكير.
ليس هناك من فعل ذهني او بدني يحدثه الانسان الا ووراءه غاية باعثة على احداثه ، وهي غرضه ومطلبه ومقصوده الذي يريد تحقيقه والوصول اليه. وان لم يكن غاية وهدف فيكون الفعل او السلوك لهوا ولعبا وعبثا لاقيمة له، بل قد يحصل به الضرر والاذى لنفسه او للاخرين، والعبث في الحياة مرفوض لانها دقات دقائق تمضي متسارعة ولا تعود، والعبث يؤدي الى الفوضى والاضطراب،والعبث في منظومة النظام ودقة التدبير مرفوض..فانت تعيش في كون متقن التدبير ودقيق النظام والتنظيم..لامجال فيه للعبث والفوضى واللعب واللهو.. فلذلك ربط الاسلام الاعمال بالغايات والنية والمقاصد، من حيث تنظيمها وضبطها كي لايكون الانسان عابثا فوضويا وبالتالي يصبح نشازا في منظومة الوجود . وليربط افعاله بغايات واضحة سامية تسمو به عن عبث القردة ودناءة وقذارة الخنازير رتب الثواب والعقاب على الافعال والاقوال.
فلذلك وجدنا الافعال تاخذ قيمتها من غاياتها ويجب ان ترتقي الافعال لمستوى الغايات،فلذلك ايضا لم تكن الغاية مبرارا للعمل وان كانت شرطا لقبوله،حيث ان الفعل هو الوسيلة لتحقيق الغاية سواء كانت تلك الغاية في نفس الفعل، او منفصلة عنه ، فالعبادة المحضة كالصلاة والصوم لايقوم بها الانسان ولم يشرعها الشارع الحكيم لذاتها، بل لتحقيق غاية عليا يتوصل بفعلها اليها، وهي ربط الانسان بربه لنوال مرضاته، وتناول الطعام بحد ذاته غاية الجائع بذاته، لكن ان تناوله حراما اثم مع انه مشبع، وان تناوله حلالا اجر مع انه حاجة ملحة تطلبت الاشباع . وتتحدد الغاية بحسب وعي الانسان وتصوره المبني على قيمه وافكاره ومفاهيمه المستندة الى وجهة نظره الاعتقادية التي ينطلق منها تفكيره .
3=الاساس الفكري وقاعدة التفكير:هذا الامر هو الذي يحدد صبغة الانسان وهويته في الوجود وعلى اساسه يكرم الانسان ويرتقي او يهان فينحدر.
فالمكون الاساس لشخصية الانسان هو فكره ومعتقده الذي يعطيه الدوافع ويوجه عنده السلوك. وقد يكون للبيئة التي يعيشها ويالفها الانسان بالغ الاثر في تكوين عقليته ومفاهيمه وقيمه وبالتالي انماط سلوكه، فلذلك عني الاسلام بخلق بيئة نظيفة طاهرة لينموا فيها الانسان ويترعرع في احضان الفضيلة والطهر، لتزكوا نفسه وتطهر من كل الملوثات التي قد تفسد فطرته فكرية كانت او سلوكية شهوانية منفلتة .
فالعقيدة توضح الرؤيا وترسم غاية الحياة، والشريعة ترسم المنهج والاسلوب للعيش اللائق بانسانية البشر، لتصنع بذلك المجتمع النموذج والانسان الفاضل الساعي الى مراقي الفلاح والتكامل والنجاح واعمار الارض بما اراد لها الله من فضيلة.
.((واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحق ويعقوب وما كان لنا ان نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون )).
مهم جدا لكل من يريد معرفة اسس التشريع وقواعده ادراك هذه الحقائق وهذه الدراسة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.