تعلموا العربية فانها من دينكم
من البديهي القول بان اللغة وسيلة التخاطب والتفاهم بين الناس، وهي اداة ومادة نقل الصور الذهنية بين المتخاطبين، وهي بلا شك ماعون الفكر الذي يحتويه، وميدان التفكير الذي يسبح العقل فيه، فكلما اتسعت الفاظ وكثرت مفردات الفاظ اللغة كلما اتسع نطاق التفكير وامتد افقه ، فلذلك وجدنا سيدنا عمر رضي الله عنه يقول : تعلموا العربية فانها تزيد في العقل.
وفي قول اخر له عند البهقي في شعب الايمان والبخاري في التاريخ الكبير: تعلموا العربية فانها تنبت العقل وتزيد في المروءة.
وهي كذلك السجل الحاوي لتراث اهلها وموروثهم الثقافي والقيمي والفكري والحضاري، وهي الجسر الواصل والناقل له بين الاجيال المتعاقبة و كذلك في التفاعل مع الاخرين. وهنا يتبين لنا اهمية قول عمر رضي الله عنه حيث كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يوم ولاه اليمن أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي.
نعم هذا توجيه امير المؤمنين رضي الله عنه لولاته : تعلموا العربية فانها من دينكم، لانها الوسط الناقل له و اداة فهم نصوصه وتشريعاته واحكامه ومفاهيمه .
ومتعلم اللغة عادة ما يتعلم طباع اهلها وقيمهم، كون اللغة بطبيعتها تنقلها له لان اللغة كما قلنا هي ماعون التفكير ،والناقل التلقائي لطريقة اهلها في التفكير ، وهنا يحضرني ايضا قول للفاروق رضي الله عنه وارضاه يقول:
من تكلم بلسان قوم فكر بعقلهم . وجاء في مصنف عبد الرزاق ان عمر كان ينهى عن رطانة الاعاجم . و روى أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف" : حدثنا وكيع عن أبي هلال عن أبي بريدة قال : قال عمر : ما تعلم الرجل الفارسية إلا خَبَّ، ولا خَبَّ رجل إلا نقصت مروءته . ومعنى خب اي ( صار خَدَّاعًا ).
يقول ابن تيمية رحمه الله: ( وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي.
وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم.
وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله).
وقد نقل المسلمون العرب الفاتحون لغتهم الى الامم والشعوب المفتوحة جنبا الى جنب مع نقل هذا الدين في فتوحاتهم الاولى في العصرين الراشدي و الاموي وكانت لغة القران هي لغة الشعوب في الغرب والشرق الى ان ظهرت حركة الشعوبيين فردت الشعوب عن العربية لسان القران الكريم الطاهر ، ثم جاء الاستدمار الغربي ففرض على الامة التراطن بلسانه
ليظهر غلبته وسيطرته على الامة ولينقل لها طباعه وثقافته ومفاهيمه وقيم حضارته الهابطة، وليجعلنا تبعا له وذيلا يجرجرنا ليحشرنا في جحر الضب،فاصبحنا نجد في زماننا هذا من كثر زهدهم بلغتهم العربية ، تبعية للغرب الذي سلب لُبَّهم بمدنيته الزائفة ، وحضارتِه الموهومة ، فأصبح احدهم يستبدل العبارات العربية بالكلمات ( الانجليزية ) تارة ، أو بـ ( الفرنسية ) تارة أخرى ، حتى انحرف لسانه عن لغته الأصيلة ، وانحرفت أخلاقه وأطباعه تبعا لذلك . فدمرت المفاهيم والقيم واستعجمت اللغة على اهلها فاستعجمت علينا الافكار واستعجم الخطاب البليغ الفصيح وتشابه علينا البقر.
قال الله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) الشعراء /192-195
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من البديهي القول بان اللغة وسيلة التخاطب والتفاهم بين الناس، وهي اداة ومادة نقل الصور الذهنية بين المتخاطبين، وهي بلا شك ماعون الفكر الذي يحتويه، وميدان التفكير الذي يسبح العقل فيه، فكلما اتسعت الفاظ وكثرت مفردات الفاظ اللغة كلما اتسع نطاق التفكير وامتد افقه ، فلذلك وجدنا سيدنا عمر رضي الله عنه يقول : تعلموا العربية فانها تزيد في العقل.
وفي قول اخر له عند البهقي في شعب الايمان والبخاري في التاريخ الكبير: تعلموا العربية فانها تنبت العقل وتزيد في المروءة.
وهي كذلك السجل الحاوي لتراث اهلها وموروثهم الثقافي والقيمي والفكري والحضاري، وهي الجسر الواصل والناقل له بين الاجيال المتعاقبة و كذلك في التفاعل مع الاخرين. وهنا يتبين لنا اهمية قول عمر رضي الله عنه حيث كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه يوم ولاه اليمن أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي.
نعم هذا توجيه امير المؤمنين رضي الله عنه لولاته : تعلموا العربية فانها من دينكم، لانها الوسط الناقل له و اداة فهم نصوصه وتشريعاته واحكامه ومفاهيمه .
ومتعلم اللغة عادة ما يتعلم طباع اهلها وقيمهم، كون اللغة بطبيعتها تنقلها له لان اللغة كما قلنا هي ماعون التفكير ،والناقل التلقائي لطريقة اهلها في التفكير ، وهنا يحضرني ايضا قول للفاروق رضي الله عنه وارضاه يقول:
من تكلم بلسان قوم فكر بعقلهم . وجاء في مصنف عبد الرزاق ان عمر كان ينهى عن رطانة الاعاجم . و روى أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف" : حدثنا وكيع عن أبي هلال عن أبي بريدة قال : قال عمر : ما تعلم الرجل الفارسية إلا خَبَّ، ولا خَبَّ رجل إلا نقصت مروءته . ومعنى خب اي ( صار خَدَّاعًا ).
يقول ابن تيمية رحمه الله: ( وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي.
وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال: تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم.
وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله).
وقد نقل المسلمون العرب الفاتحون لغتهم الى الامم والشعوب المفتوحة جنبا الى جنب مع نقل هذا الدين في فتوحاتهم الاولى في العصرين الراشدي و الاموي وكانت لغة القران هي لغة الشعوب في الغرب والشرق الى ان ظهرت حركة الشعوبيين فردت الشعوب عن العربية لسان القران الكريم الطاهر ، ثم جاء الاستدمار الغربي ففرض على الامة التراطن بلسانه
ليظهر غلبته وسيطرته على الامة ولينقل لها طباعه وثقافته ومفاهيمه وقيم حضارته الهابطة، وليجعلنا تبعا له وذيلا يجرجرنا ليحشرنا في جحر الضب،فاصبحنا نجد في زماننا هذا من كثر زهدهم بلغتهم العربية ، تبعية للغرب الذي سلب لُبَّهم بمدنيته الزائفة ، وحضارتِه الموهومة ، فأصبح احدهم يستبدل العبارات العربية بالكلمات ( الانجليزية ) تارة ، أو بـ ( الفرنسية ) تارة أخرى ، حتى انحرف لسانه عن لغته الأصيلة ، وانحرفت أخلاقه وأطباعه تبعا لذلك . فدمرت المفاهيم والقيم واستعجمت اللغة على اهلها فاستعجمت علينا الافكار واستعجم الخطاب البليغ الفصيح وتشابه علينا البقر.
قال الله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) الشعراء /192-195
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته