هذا مقال نشرته قبل خمس سنوات اعيد نشره للتذكير والفائدة:
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة بين الغرب والشرق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واسعد الله كل اوقاتكم بطاعته وحسن عبادته - وبعد
الناظر في الامور الثقافية لاي امة، يجب ان ينظر اولا ويدرك المكون الاساس لاي ثقافة من ثقافات الامم في العالم . والثقافة الغربية لها ثلاث مصادر اساسية استندت في وجودها اليها وكونتها وهي:-
1=الثقافة الوثنية الاغريقية ، او فلسفة اليونان الاغريق .
2=الانجيل المؤلف بشريا و الداعي الى التجسيد والتجسيم ، متاثرا من الفه وكتبه بثقافة الموروث اليوناني الفلسفي الوثني وطقوس الرومان الوثنية ايضا .
3=التوراة المحرفة باعترافها ذاتها ، ولا ادل على ذلك من قصة استير التي طلبت من عمها بصريح العبارة اذافة سفر لها في التوراة، وكان عمها زعيم ديانة القوم وكبير طائفتهم في بلاد كورش الفارسي ايام السبي، وكيف انها هي من اشترط على عمها ان يضع لها سفرا في التوراة مقابل ان ترضى بدخول مسابقة الجمال لاختيار زوجة ملك الفرس، الذي هو من وجهة نظر شريعتهم اممي لاتحل له، فطلبت ان تسطر قصتها سفرا من اسفار التوراة ليدرك الشعب انها فدتهم بنفسها، وتزوجت ذاك الاممي لتنقذ شعبها بارتكاب هذا المحرم من الظلم والاضطهاد الذي كانوا يسامون والحرمان الذي كانوا يعانون .
وبالنظر في هذه المصادر التي هي اساس بناء التصور العقلي والفكري والبناء الاعتقادي للغرب ومفكريه، نجد ان المرأة كانت انسانيتها عند اليونان موضع شك وجدل، وانه غالبا ما كان ينظر اليها على انها مخلوق مسخر للرجل ومتعته وخدمته، وهذا في احسن الاحوال واحظاها للمراة ، وورثت هذه النظرة الحضارة الصنمية الرومانية حيث تجلت في لوائح شرائع جوستنيان الشهيرة، و التي تعتبر اول لوائح قانونية عند الغرب تنظم حياتهم ويفاخرون بها لليوم، وتنظر هذه اللوائح للمراة على انها متاع يباع ويشترى وتنتقل ملكيته بالميراث، حيث اعطت للرجل حقا في ان يبيع زوجته وله ان يضربها بلا حد ولا قيد، وانه لو قتلها لا عقوبة عليه، لا مادية ولا معنوية حيث لا يعتبر ذلك جريمة اصلا !!.
اما التوراة فانه يعتبرها ليست انسانا بل هي شيطان وذات روح نجسة شيطانية . ويرى الانجيل ايضا انها صاحبة الخطيئة الاولى وهي من زين الغواية للرجل واعان الشيطان عليه مع الحية واخرجا ادم من الجنة.
هذه الاسس وهذه المصادر المقدسة والمحترمة عند الغرب ومصادر تراثه فتكون صورة يملئها المقت والكراهية والبغض والاحتقار لهذا الكائن والذي يرافق ذكره في ادبياتهم اللعن لانها في نظرهم ملعونة .
ولتاصل هذه النظرة عندهم للمرأة، نجد ان المصطلحات اللغوية عندهم و التي وضعت لتدل على هذا الكائن الممتهن الرخيص الخائن من وجهة نظرهم، لا تمت للدلالة الانسانية بصلة . فالانسانية لفظ غير موجود عندهم اصلا ، والكلمة التي يطلقونها وتترجم اليوم على انها انسان ليست ترجمة صحيحة، ولا يوجد عندهم ما يعادل كلمة انسان العربية . فكلمة هيومان ترجمتها الحرفية تعني الكائن الذكوري او الرجلي، اي امر الكيان الذكوري ، وطبعا الانثى ليست منه ولا تدخل فيه كفرد من جنس اونوع ، فهي احقر عندهم من الدخول فيه، ولو تتبعت اصل الوضع اللغوي عندهم للفظ الدال على المراة او الانثى لوجدت كلمة وومان تعني شيء متعلق بالرجل منقوص عنه، وحتى الكلمة الانجليزية كايند مان والتي تترجم الى النوع البشري او الانسان ايضا تجاوزا وخطأ، ولاحظ حرفيتها فانها تدل على النوع الذكوري ولا يشمل الانثى في اصل حرفية الوضع .
ذلك ان الوضع اللغوي انما يخدم التصور الذهني والمفاهيم والقيم السائدة في المجتمعات، وحيث ان المرأة لم يكن الى وقت قريب مبتوت في انسانيتها او شيطانيتها ، ومختلف في النظرة لماهيتها فلم يدخلها واضعوا الالفاظ الغربيون في لفظ عام كما فعلت العربية.
حيث كانت العرب في جاهليتها قبل اسلامها تقول النساء شقائق الرجال، وجاء الاسلام واكد هذه المقولة واكد انها جزء من الرجل لاتسكن نفس الرجل حتى ينضم اليها.
والمتتبع لالفاظ العربية في اي معجم من معاجم اللغة يجد في لغتنا التذكير والتانيث متساويان في الاسماء والصفات . فلا الاسلام ولا طبائع العرب قبلا ان تباع المراة وتكون سلعة، بل جعلها العرب رمز الكرامة والشرف، الذي في سبيل حفظه ترخص الروح ويطيب الموت، وجعلها الاسلام عرض يذاد عنه، و كرامة وشرف يجب ان يصان، ومن قتل دون الحفاظ عليه مات شهيدا بطلا مخلدا.
والناظر ايضا للفظ الدال على الجنس الشامل لنوع الذكر والانثى، يجده لفظ واحد مشترك لكليهما، وهو : (انسان) فهو انسان وهي انسان، ومن الخطأ ان تقول انسانة، لانه وصف جنس لا مفرد منه كقولك ماء، فهو اسم للكثير وللقليل، واذا اردت ان تدلل على انواع الجنس من حيث الذكورة والانوثة انتقلت الى لفظ اخر، فتقول رجل وامراة في تذكير وتانيث الجنس البشري .
ان الماساة النسوية لنساء الغرب جعلتهن يتمردن و يقدمن التضحيات، عبر مسيرة التاريخ البشري ليعترف بهن انهن بشر، ولسن من جنس اخر، ومعهن كل الحق ولهن، فلما طالبن بالمساواة كن لا يعتبرن بشر من قبل اخوانهن وابنائهن وذويهن، ولما خرج مصطلح الذكورية والمجتمع الذكوري خرج من هناك، وان كان عندنا خلل في بعض الايام المتاخرة فانما هو نتيجة التاثر والتقليد والتبشير والغزو الثقافي الذي شوه مفاهيمنا وقيمنا وافكارنا. واكتفي بهذه العجالة لاترك المجال لاثراء النقاش لافتا الانظار الى ان لغة الغرب ربطت كل قيم النبل والسمو بالمعنى والمحتوى الرجولي الذكري ولا ادل على ذلك من كلمة جنتل مان التي تعني النبل والخلق الرفيع عندهم واترك لكم التعليق واستمرار النقاش مع بالغ الحب والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة بين الغرب والشرق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واسعد الله كل اوقاتكم بطاعته وحسن عبادته - وبعد
الناظر في الامور الثقافية لاي امة، يجب ان ينظر اولا ويدرك المكون الاساس لاي ثقافة من ثقافات الامم في العالم . والثقافة الغربية لها ثلاث مصادر اساسية استندت في وجودها اليها وكونتها وهي:-
1=الثقافة الوثنية الاغريقية ، او فلسفة اليونان الاغريق .
2=الانجيل المؤلف بشريا و الداعي الى التجسيد والتجسيم ، متاثرا من الفه وكتبه بثقافة الموروث اليوناني الفلسفي الوثني وطقوس الرومان الوثنية ايضا .
3=التوراة المحرفة باعترافها ذاتها ، ولا ادل على ذلك من قصة استير التي طلبت من عمها بصريح العبارة اذافة سفر لها في التوراة، وكان عمها زعيم ديانة القوم وكبير طائفتهم في بلاد كورش الفارسي ايام السبي، وكيف انها هي من اشترط على عمها ان يضع لها سفرا في التوراة مقابل ان ترضى بدخول مسابقة الجمال لاختيار زوجة ملك الفرس، الذي هو من وجهة نظر شريعتهم اممي لاتحل له، فطلبت ان تسطر قصتها سفرا من اسفار التوراة ليدرك الشعب انها فدتهم بنفسها، وتزوجت ذاك الاممي لتنقذ شعبها بارتكاب هذا المحرم من الظلم والاضطهاد الذي كانوا يسامون والحرمان الذي كانوا يعانون .
وبالنظر في هذه المصادر التي هي اساس بناء التصور العقلي والفكري والبناء الاعتقادي للغرب ومفكريه، نجد ان المرأة كانت انسانيتها عند اليونان موضع شك وجدل، وانه غالبا ما كان ينظر اليها على انها مخلوق مسخر للرجل ومتعته وخدمته، وهذا في احسن الاحوال واحظاها للمراة ، وورثت هذه النظرة الحضارة الصنمية الرومانية حيث تجلت في لوائح شرائع جوستنيان الشهيرة، و التي تعتبر اول لوائح قانونية عند الغرب تنظم حياتهم ويفاخرون بها لليوم، وتنظر هذه اللوائح للمراة على انها متاع يباع ويشترى وتنتقل ملكيته بالميراث، حيث اعطت للرجل حقا في ان يبيع زوجته وله ان يضربها بلا حد ولا قيد، وانه لو قتلها لا عقوبة عليه، لا مادية ولا معنوية حيث لا يعتبر ذلك جريمة اصلا !!.
اما التوراة فانه يعتبرها ليست انسانا بل هي شيطان وذات روح نجسة شيطانية . ويرى الانجيل ايضا انها صاحبة الخطيئة الاولى وهي من زين الغواية للرجل واعان الشيطان عليه مع الحية واخرجا ادم من الجنة.
هذه الاسس وهذه المصادر المقدسة والمحترمة عند الغرب ومصادر تراثه فتكون صورة يملئها المقت والكراهية والبغض والاحتقار لهذا الكائن والذي يرافق ذكره في ادبياتهم اللعن لانها في نظرهم ملعونة .
ولتاصل هذه النظرة عندهم للمرأة، نجد ان المصطلحات اللغوية عندهم و التي وضعت لتدل على هذا الكائن الممتهن الرخيص الخائن من وجهة نظرهم، لا تمت للدلالة الانسانية بصلة . فالانسانية لفظ غير موجود عندهم اصلا ، والكلمة التي يطلقونها وتترجم اليوم على انها انسان ليست ترجمة صحيحة، ولا يوجد عندهم ما يعادل كلمة انسان العربية . فكلمة هيومان ترجمتها الحرفية تعني الكائن الذكوري او الرجلي، اي امر الكيان الذكوري ، وطبعا الانثى ليست منه ولا تدخل فيه كفرد من جنس اونوع ، فهي احقر عندهم من الدخول فيه، ولو تتبعت اصل الوضع اللغوي عندهم للفظ الدال على المراة او الانثى لوجدت كلمة وومان تعني شيء متعلق بالرجل منقوص عنه، وحتى الكلمة الانجليزية كايند مان والتي تترجم الى النوع البشري او الانسان ايضا تجاوزا وخطأ، ولاحظ حرفيتها فانها تدل على النوع الذكوري ولا يشمل الانثى في اصل حرفية الوضع .
ذلك ان الوضع اللغوي انما يخدم التصور الذهني والمفاهيم والقيم السائدة في المجتمعات، وحيث ان المرأة لم يكن الى وقت قريب مبتوت في انسانيتها او شيطانيتها ، ومختلف في النظرة لماهيتها فلم يدخلها واضعوا الالفاظ الغربيون في لفظ عام كما فعلت العربية.
حيث كانت العرب في جاهليتها قبل اسلامها تقول النساء شقائق الرجال، وجاء الاسلام واكد هذه المقولة واكد انها جزء من الرجل لاتسكن نفس الرجل حتى ينضم اليها.
والمتتبع لالفاظ العربية في اي معجم من معاجم اللغة يجد في لغتنا التذكير والتانيث متساويان في الاسماء والصفات . فلا الاسلام ولا طبائع العرب قبلا ان تباع المراة وتكون سلعة، بل جعلها العرب رمز الكرامة والشرف، الذي في سبيل حفظه ترخص الروح ويطيب الموت، وجعلها الاسلام عرض يذاد عنه، و كرامة وشرف يجب ان يصان، ومن قتل دون الحفاظ عليه مات شهيدا بطلا مخلدا.
والناظر ايضا للفظ الدال على الجنس الشامل لنوع الذكر والانثى، يجده لفظ واحد مشترك لكليهما، وهو : (انسان) فهو انسان وهي انسان، ومن الخطأ ان تقول انسانة، لانه وصف جنس لا مفرد منه كقولك ماء، فهو اسم للكثير وللقليل، واذا اردت ان تدلل على انواع الجنس من حيث الذكورة والانوثة انتقلت الى لفظ اخر، فتقول رجل وامراة في تذكير وتانيث الجنس البشري .
ان الماساة النسوية لنساء الغرب جعلتهن يتمردن و يقدمن التضحيات، عبر مسيرة التاريخ البشري ليعترف بهن انهن بشر، ولسن من جنس اخر، ومعهن كل الحق ولهن، فلما طالبن بالمساواة كن لا يعتبرن بشر من قبل اخوانهن وابنائهن وذويهن، ولما خرج مصطلح الذكورية والمجتمع الذكوري خرج من هناك، وان كان عندنا خلل في بعض الايام المتاخرة فانما هو نتيجة التاثر والتقليد والتبشير والغزو الثقافي الذي شوه مفاهيمنا وقيمنا وافكارنا. واكتفي بهذه العجالة لاترك المجال لاثراء النقاش لافتا الانظار الى ان لغة الغرب ربطت كل قيم النبل والسمو بالمعنى والمحتوى الرجولي الذكري ولا ادل على ذلك من كلمة جنتل مان التي تعني النبل والخلق الرفيع عندهم واترك لكم التعليق واستمرار النقاش مع بالغ الحب والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.