الفرق بين مفهوم التوكل ومفهوم التواكل
في اللفظ والرسم الفرق حرف واحد، ولكنه في المعنى والدلالة شاسع البون كما بين المشرق والمغرب، وكما بين السماء والارض.
فالمتتبع للفظة توكل في المعاجم يجد انها تحمل من المعاني والدلالات معاني التفويض والانابة والاعتماد مع الثقة وتوكل الرجلُ بالامر ضمنه وتكفل بتحقيقه...
((وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (يوسف 67))
فالتوكل جمع العزم مع اتخاذ الوسائل والاسباب التي من شانها تحقيق العمل وانجازه ثم الشروع فيه بتفويض الامر لله والاعتماد عليه سبحانه لانجازه، انطلاقا من الايمان بان الفاعل الحقيقي المؤثر في الاسباب وترتيب المسببات عليها هو الله تعالى الذي لا يحصل في ملكه امر رغما عنه جل وعلا. وهذا من قبيل الايمان المطلق بقدرة الله تعالى على التدبير للعبد ومن معالم الايمان وشيم المؤمنين حيث انهم يتخذون الاسباب ولا يعلقون عليها الامال بل يعلقون امالهم فقط بمن بيده تفعيل السبب او تعطيله ان اراد.
فالتوكل هو الفاعلية والحيوية والعطاء ، بينما التواكل يعني التقاعس والخلود إلى الراحة والنوم والقعود عن العمل انتظارا لما تجلبه اقدار الغيب ، فهو رمي الاحمال المطلوب حملها انتظارا للغير ليحملونها عمن كلفوها مع اعفاء النفس من مسؤلية العمل ، ومن هذا التواكل ما يعكسه لنا القرآن الكريم على لسان قوم موسى في قوله تعالى : "قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون " ، وهذا المنطق مرفوض في الإسلام والقران ، فشتان ما بين المعنيين ؛ التوكل والتواكل .
فالتواكل يعكس على أتباعه آثاراً سلبية تتمثل في حمل الأفراد على التثاقل والتقاعس والكسل والتعلق بأهداب الغيب والعيش في الخيال والاوهام بعيداً عن الواقع، فهو يقوم على الاعتقاد بأن كل شيء مكتوب في علم الله قبل وقوعه وحدوثه، وأن هذا التصور يجعل المسلم مسلوب الإرادة، منزوع الفعل، ينتظر الغيب المحتوم عليه، فلماذا يعمل؟؟
فالتواكل يعني الاعتماد على الله تعالى في تحصيل النتائج دون الأخذ بالأسباب خلافاً لمعنى التوكل الذي دعا إليه الإسلام وهو الاعتماد على الله تعالى في حصول النتائج بعد الأخذ بالأسباب في العمل، وهو المعنى الذي حثّت عليه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ودليل ذلك انه ربطت الآيات الكريمة الإيمان بالعمل، واعتبرت العمل الصالح قريناً للإيمان في أكثر من سبعين موضعا، والعمل الصالح هنا كلمة جامعة تشمل كل جهد إنساني تصلح به الدنيا وينتفع به الفرد والمجتمع والانسانية ومن ذلك قوله تعالى «والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات» ، وقوله: «إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات» وقوله عز وجل: «فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه» وغيرها الكثير فالعمل والمشي المطلوب في الآيات الكريمة يُنافي التواكل والتقاعس والقعود والخلود للنوم مع ترك العمل والاخذ بالاسباب.
كما أكدت السنة النبوية الشريفة على العمل والأخذ بالأسباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة والنار، فقيل يا رسول الله: أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟، فقال: لا، اعملوا، فكلٌ ميسر لما خُلق له».
وقال في حديث آخر: «اعقلها وتوكل»، وقال أيضاً:" أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيعٍ مبرور» ، وقال: «تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء..» فالإقبال على الأخذ بالأسباب واجبٌ شرعي، فمن أراد الكسب الشريف سعى له، ومن أراد العفةو الذرية تزوج، ومن أراد الشفاء أخذ الدواء.
إن الإيمان بالغيب والقدر خيره وشره ،والاعتقاد بأن كل شيء مُقدَّر ومكتوب لا يتصادم مع وظيفة الإنسان في الحياة من ضرورة الإعمار والإستخلاف، فقد ردَّ الإمام أحمد بن حنبل عندما احتجَّ قوم بالتواكل مستندين على حديث «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصاً وتروح بطاناً» رواه أصحاب السنن، فقال: أي شيءٍ هذا غير العمل «تغدو وتروح». وأكدّ هذا المفهوم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله: «لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق يقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة».
فالتوكل يكون مع الانطلاق والتواكل مع القعود وجعلنا الله واياكم ممن احسنوا التوكل على الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في اللفظ والرسم الفرق حرف واحد، ولكنه في المعنى والدلالة شاسع البون كما بين المشرق والمغرب، وكما بين السماء والارض.
فالمتتبع للفظة توكل في المعاجم يجد انها تحمل من المعاني والدلالات معاني التفويض والانابة والاعتماد مع الثقة وتوكل الرجلُ بالامر ضمنه وتكفل بتحقيقه...
((وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (يوسف 67))
فالتوكل جمع العزم مع اتخاذ الوسائل والاسباب التي من شانها تحقيق العمل وانجازه ثم الشروع فيه بتفويض الامر لله والاعتماد عليه سبحانه لانجازه، انطلاقا من الايمان بان الفاعل الحقيقي المؤثر في الاسباب وترتيب المسببات عليها هو الله تعالى الذي لا يحصل في ملكه امر رغما عنه جل وعلا. وهذا من قبيل الايمان المطلق بقدرة الله تعالى على التدبير للعبد ومن معالم الايمان وشيم المؤمنين حيث انهم يتخذون الاسباب ولا يعلقون عليها الامال بل يعلقون امالهم فقط بمن بيده تفعيل السبب او تعطيله ان اراد.
فالتوكل هو الفاعلية والحيوية والعطاء ، بينما التواكل يعني التقاعس والخلود إلى الراحة والنوم والقعود عن العمل انتظارا لما تجلبه اقدار الغيب ، فهو رمي الاحمال المطلوب حملها انتظارا للغير ليحملونها عمن كلفوها مع اعفاء النفس من مسؤلية العمل ، ومن هذا التواكل ما يعكسه لنا القرآن الكريم على لسان قوم موسى في قوله تعالى : "قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون " ، وهذا المنطق مرفوض في الإسلام والقران ، فشتان ما بين المعنيين ؛ التوكل والتواكل .
فالتواكل يعكس على أتباعه آثاراً سلبية تتمثل في حمل الأفراد على التثاقل والتقاعس والكسل والتعلق بأهداب الغيب والعيش في الخيال والاوهام بعيداً عن الواقع، فهو يقوم على الاعتقاد بأن كل شيء مكتوب في علم الله قبل وقوعه وحدوثه، وأن هذا التصور يجعل المسلم مسلوب الإرادة، منزوع الفعل، ينتظر الغيب المحتوم عليه، فلماذا يعمل؟؟
فالتواكل يعني الاعتماد على الله تعالى في تحصيل النتائج دون الأخذ بالأسباب خلافاً لمعنى التوكل الذي دعا إليه الإسلام وهو الاعتماد على الله تعالى في حصول النتائج بعد الأخذ بالأسباب في العمل، وهو المعنى الذي حثّت عليه نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ودليل ذلك انه ربطت الآيات الكريمة الإيمان بالعمل، واعتبرت العمل الصالح قريناً للإيمان في أكثر من سبعين موضعا، والعمل الصالح هنا كلمة جامعة تشمل كل جهد إنساني تصلح به الدنيا وينتفع به الفرد والمجتمع والانسانية ومن ذلك قوله تعالى «والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات» ، وقوله: «إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات» وقوله عز وجل: «فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه» وغيرها الكثير فالعمل والمشي المطلوب في الآيات الكريمة يُنافي التواكل والتقاعس والقعود والخلود للنوم مع ترك العمل والاخذ بالاسباب.
كما أكدت السنة النبوية الشريفة على العمل والأخذ بالأسباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة والنار، فقيل يا رسول الله: أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب؟، فقال: لا، اعملوا، فكلٌ ميسر لما خُلق له».
وقال في حديث آخر: «اعقلها وتوكل»، وقال أيضاً:" أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيعٍ مبرور» ، وقال: «تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء..» فالإقبال على الأخذ بالأسباب واجبٌ شرعي، فمن أراد الكسب الشريف سعى له، ومن أراد العفةو الذرية تزوج، ومن أراد الشفاء أخذ الدواء.
إن الإيمان بالغيب والقدر خيره وشره ،والاعتقاد بأن كل شيء مُقدَّر ومكتوب لا يتصادم مع وظيفة الإنسان في الحياة من ضرورة الإعمار والإستخلاف، فقد ردَّ الإمام أحمد بن حنبل عندما احتجَّ قوم بالتواكل مستندين على حديث «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدوا خماصاً وتروح بطاناً» رواه أصحاب السنن، فقال: أي شيءٍ هذا غير العمل «تغدو وتروح». وأكدّ هذا المفهوم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوله: «لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق يقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة».
فالتوكل يكون مع الانطلاق والتواكل مع القعود وجعلنا الله واياكم ممن احسنوا التوكل على الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.