العبيد والاحرار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واسعد الله صباحكم وسائر اوقاتكم برضوانه
لايقبل العبودية الاحرار..ومن استمرأ العبودية لا يطلب الحرية، ولا يسعى لها، وربما يكره الاحرار ويعاديهم ...
الناس ولدوا احرارا ، واستعبدهم الطغاة بطغيانهم ، يوم هبطت همتهم عن معالي المعاني وانشغلوا بسفاسف الامور،فتنافسوا استمراء المذلة وركبوا كل هوان ..
والعبودية يولدها استمراء الذل والمهانة والتعايش معهما..وهي انتكاس في الفطرة الانسانية..تنزل وتنحط بالانسان عن درجة الانسانية ، التي هي عنوان كرامته وكينونته..فالعبودية انتقاص بانسانية الانسان ..لان الانسان خلق لخدمة ربه وعبادة خالقه..وعمارة الارض التي هو مستخلف فيها بطاعة ربه والتزام منهجه.
فاذا اتخذته لعبادتك وخدمتك حجرت على عقله وسلوكه، ووجهته وجهة غير التي خلق لاجلها، فانحرفت بذلك وحرفته عن غاية خلقه وفطرته التي فطر الله الناس عليها، و جعلته عبدا للعبيد، بدل ان يكون عبدا للخالق المعبود المستحق للعبادة بذاته جل وعلا . ومن هنا جائت مقولة سيدنا عمر الشهيرة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟؟؟.
وحين نقول بوجوب حرية الانسان فاننا لا نعني بذلك الحرية التي نادى بها زورا الغرب - وهي الانفلات من كل قيد وشرط ، والتحرر من كل خلق وفضيلة - بل نعني بها نقيض العبودية والاستعباد للبشر.. فلا مالك للبشر الا ربهم و خالقهم.. والحرية في مفاهيم الغرب التي تعني الانفلات من كل قيد وشرط ما هي في واقعها الا الفوضى، وفوضوية الغرائز و فوضوية اشباعها..وهذه فكرة خيالية همجية كارثية على البشرية، بما تحمل من معاني الفوضى و الانانية، وخلق الاضطراب والصراع في المجتمع، و بين ابناء الجنس البشري ..فانك لا تعيش الحياة في هذا الكويكب وحدك ، ولا يمكن لك الا ان تعيش في مجتمعات من بني جنسك، فلذلك قالوا قديما الانسان كائن اجتماعي بالطبع، فكان لا بد وان تنشأ علاقات بينك وبين الاخرين ولا بد من تنظيم هذه العلاقات بقوانين وانظمة ، تحدد بموجبها الحقوق والواجبات وطرق الاشباع والمسؤوليات، وطالما ان هناك تنظيم يضبط السلوك والتصرفات، فهذا لا يعني بتاتا وجود الفوضى السلوكية والمعاشية، وبالتالي لا يكون هناك واقعا لما يدعونه حرية شخصية او تملكية او سلوكية او حتى اعتقادية، والا كنت متمردا على مجتمع البشرية.. فانت تعيش ضمن قيود و حدود وضوابط حتى داخل اسرتك ، وهذا من مقتضيات وضرورات الاجتماع البشري والانساني .. وهذه النظم والضوابط اما ان يضعها لك البشر، ومن هنا يكون الاستعباد من البشر للبشر ، لان الكائن البشري يستحيل عليه الحياد والخروج التام من حظ النفس، واما تتبع فيها هوى نفسك فتكون عبدا للهوى وعبادة الذات، فتلقى من جراء ذلك العزلة والابتعاد عن جنسك الانساني، فتعيش حسودأ محسودا ناقما منقوما عليك، واما تتبع فيها احكام ربك الذي خلقك فسوال فعدلك وفي احسن الصور ركبك، فتكون عبدا لله وحده فتحرر نفسك من عبودية العباد لتخلص عبادتك لرب العباد. فترضي الله تعالى خالقك و يرضى عنك ومنك الناس ، وتكون مؤهلا للقيام بدور الاستخلاف المنوط بك كانسان ، تخدم الانسانية وتسعى جاهدا لانقاذ البشرية من مستنقعات واوحال الغواية، وتاخذ بايديهم الى طريق الرشد والهداية ، التي لا يرفع مشعلها ورايتها الا احرار البشر . فلذلك كان من شروط التكاليف الشرعية بعد الاسلام والعقل والبلوغ : الحرية.
اللهم اجعلنا من عبيدك المخلصين الطائعين، الهداة المهتدين، ولا تجعلنا عبيدا مستعبدين لاحد سواك . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واسعد الله صباحكم وسائر اوقاتكم برضوانه
لايقبل العبودية الاحرار..ومن استمرأ العبودية لا يطلب الحرية، ولا يسعى لها، وربما يكره الاحرار ويعاديهم ...
الناس ولدوا احرارا ، واستعبدهم الطغاة بطغيانهم ، يوم هبطت همتهم عن معالي المعاني وانشغلوا بسفاسف الامور،فتنافسوا استمراء المذلة وركبوا كل هوان ..
والعبودية يولدها استمراء الذل والمهانة والتعايش معهما..وهي انتكاس في الفطرة الانسانية..تنزل وتنحط بالانسان عن درجة الانسانية ، التي هي عنوان كرامته وكينونته..فالعبودية انتقاص بانسانية الانسان ..لان الانسان خلق لخدمة ربه وعبادة خالقه..وعمارة الارض التي هو مستخلف فيها بطاعة ربه والتزام منهجه.
فاذا اتخذته لعبادتك وخدمتك حجرت على عقله وسلوكه، ووجهته وجهة غير التي خلق لاجلها، فانحرفت بذلك وحرفته عن غاية خلقه وفطرته التي فطر الله الناس عليها، و جعلته عبدا للعبيد، بدل ان يكون عبدا للخالق المعبود المستحق للعبادة بذاته جل وعلا . ومن هنا جائت مقولة سيدنا عمر الشهيرة: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ؟؟؟.
وحين نقول بوجوب حرية الانسان فاننا لا نعني بذلك الحرية التي نادى بها زورا الغرب - وهي الانفلات من كل قيد وشرط ، والتحرر من كل خلق وفضيلة - بل نعني بها نقيض العبودية والاستعباد للبشر.. فلا مالك للبشر الا ربهم و خالقهم.. والحرية في مفاهيم الغرب التي تعني الانفلات من كل قيد وشرط ما هي في واقعها الا الفوضى، وفوضوية الغرائز و فوضوية اشباعها..وهذه فكرة خيالية همجية كارثية على البشرية، بما تحمل من معاني الفوضى و الانانية، وخلق الاضطراب والصراع في المجتمع، و بين ابناء الجنس البشري ..فانك لا تعيش الحياة في هذا الكويكب وحدك ، ولا يمكن لك الا ان تعيش في مجتمعات من بني جنسك، فلذلك قالوا قديما الانسان كائن اجتماعي بالطبع، فكان لا بد وان تنشأ علاقات بينك وبين الاخرين ولا بد من تنظيم هذه العلاقات بقوانين وانظمة ، تحدد بموجبها الحقوق والواجبات وطرق الاشباع والمسؤوليات، وطالما ان هناك تنظيم يضبط السلوك والتصرفات، فهذا لا يعني بتاتا وجود الفوضى السلوكية والمعاشية، وبالتالي لا يكون هناك واقعا لما يدعونه حرية شخصية او تملكية او سلوكية او حتى اعتقادية، والا كنت متمردا على مجتمع البشرية.. فانت تعيش ضمن قيود و حدود وضوابط حتى داخل اسرتك ، وهذا من مقتضيات وضرورات الاجتماع البشري والانساني .. وهذه النظم والضوابط اما ان يضعها لك البشر، ومن هنا يكون الاستعباد من البشر للبشر ، لان الكائن البشري يستحيل عليه الحياد والخروج التام من حظ النفس، واما تتبع فيها هوى نفسك فتكون عبدا للهوى وعبادة الذات، فتلقى من جراء ذلك العزلة والابتعاد عن جنسك الانساني، فتعيش حسودأ محسودا ناقما منقوما عليك، واما تتبع فيها احكام ربك الذي خلقك فسوال فعدلك وفي احسن الصور ركبك، فتكون عبدا لله وحده فتحرر نفسك من عبودية العباد لتخلص عبادتك لرب العباد. فترضي الله تعالى خالقك و يرضى عنك ومنك الناس ، وتكون مؤهلا للقيام بدور الاستخلاف المنوط بك كانسان ، تخدم الانسانية وتسعى جاهدا لانقاذ البشرية من مستنقعات واوحال الغواية، وتاخذ بايديهم الى طريق الرشد والهداية ، التي لا يرفع مشعلها ورايتها الا احرار البشر . فلذلك كان من شروط التكاليف الشرعية بعد الاسلام والعقل والبلوغ : الحرية.
اللهم اجعلنا من عبيدك المخلصين الطائعين، الهداة المهتدين، ولا تجعلنا عبيدا مستعبدين لاحد سواك . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .