فساد القياس
بين الإعلام والتضليل
----------------------
الإعلام في كل دول العالم هو سلطة المراقبة التي تراقب السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية ولذلك أطلق عليه السلطة الرابعة، وذلك لتحقيق مصالح الجماهير، بمناقشة القضايا التي تؤثر على حياتهم فتنشر النماذج الإيجابية وتحببها للناس.. وتشجب النماذج السلبية وتظهر لهم كل مساوئها.
أما الإعلام في مصر فهو مختلف تماما.. ولعل حلقة برنامج عمرو أديب الأخيرة أكبر دليل على ذلك...
كان التلفزيون المصري العريق (الذي يتم اغتياله منذ سنوات) عندما يتصدى أحد برامجه لمناقشة قضية ما .. فإنه يستضيف أهل التخصص .. فلا يصح أن أتحدث عن الإجراءات الصحية مثلا وأستضيف نجارا ليتعلم الناس السلوك الصحيح.. أما الآن فالإعلام موجه والقنوات استثمارية، لا تهتم أن يتعلم الناس أو حتى يعلمون ما هو الصواب وما هو الخطأ.. لم تعد وظيفة الإعلام إعلام الناس وتثقيفهم.. بل أصبحت تضليلهم...
لفت نظري عدة نقاط:
أولا: برنامج عمرو أديب الذي يتناول الفنون والرياضة وأحيانا السياسة، لماذا يناقش مسألة شرعية؟ وإذا تخطينا ذلك على فرضية "حرية الإعلام التي لا تظهر سوى فيما يدعو للانحلال" فلماذا يختار قضية خلافية اختلفت فيها الآراء والأحكام، وإذا سلمنا بالاختيار فلماذا يناقش جزءا مبتورا من حديث الإمام ولا يقدم الحديث كاملا لتكون الصورة واضحة.
ثانيا: لماذا لم يتم الاتصال بأحد علماء الدين والشريعة ليناقش رأي فضيلة الإمام الأكبر.. فهل يعتقد "أديب" أننا سنأخذ ديننا عن هذا "البحيري"؟ فما معنى باحث إسلامي وما هي القدرات التي تؤهله لأن يحكم على رأي شيخ الأزهر بأنه خطأ.
ثالثا: من المفترض أن الأستاذ البحيري من دعاة الديموقراطية والحرية و... و... فلا يصح أن يجزم بأن رأي من يخالفه خطأ.. فيقول إن شيخ الأزهر مخطئ.. من الحرية يا أيها الباحث أن تعرض رأيك فقط ولا تحكم على رأي من يخالفك يا رافع لواء الحرية، فإن كان رأيي صواب فهو يحتمل الخطأ، وإن كان رأي غيري خطأ فهو يحتمل الصواب.
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر اتفقنا مع آرائه أو اختلفنا فهو بصفته رمز إسلامي لكل مسلمي العالم.. وهو بشخصه عالم جليل.
رابعا وأخيرا...
أتساءل منذ سنين لماذا هذا التركيز المحموم على الإساءة للرموز خاصة الدينية.. وهل يعقل أن نهدم ما تبقى من الرموز الدينية والعلمية والثقافية وهي رموز أية أمة؟!
ثم من المستفيد من محو هويتنا؟ ولماذا يساهم الإعلام في هذا التشويه المتعمد؟!
من يريد لمصر أن تصبح مجرد جسد مشوه بلا أرجل تحملها أو أذرع تعينها.. أو هوية تظهر معدنها وجمالها؟!
ارحموها وارحمونا!!!
--------------------------
إلهام عفيفي
بين الإعلام والتضليل
----------------------
الإعلام في كل دول العالم هو سلطة المراقبة التي تراقب السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية ولذلك أطلق عليه السلطة الرابعة، وذلك لتحقيق مصالح الجماهير، بمناقشة القضايا التي تؤثر على حياتهم فتنشر النماذج الإيجابية وتحببها للناس.. وتشجب النماذج السلبية وتظهر لهم كل مساوئها.
أما الإعلام في مصر فهو مختلف تماما.. ولعل حلقة برنامج عمرو أديب الأخيرة أكبر دليل على ذلك...
كان التلفزيون المصري العريق (الذي يتم اغتياله منذ سنوات) عندما يتصدى أحد برامجه لمناقشة قضية ما .. فإنه يستضيف أهل التخصص .. فلا يصح أن أتحدث عن الإجراءات الصحية مثلا وأستضيف نجارا ليتعلم الناس السلوك الصحيح.. أما الآن فالإعلام موجه والقنوات استثمارية، لا تهتم أن يتعلم الناس أو حتى يعلمون ما هو الصواب وما هو الخطأ.. لم تعد وظيفة الإعلام إعلام الناس وتثقيفهم.. بل أصبحت تضليلهم...
لفت نظري عدة نقاط:
أولا: برنامج عمرو أديب الذي يتناول الفنون والرياضة وأحيانا السياسة، لماذا يناقش مسألة شرعية؟ وإذا تخطينا ذلك على فرضية "حرية الإعلام التي لا تظهر سوى فيما يدعو للانحلال" فلماذا يختار قضية خلافية اختلفت فيها الآراء والأحكام، وإذا سلمنا بالاختيار فلماذا يناقش جزءا مبتورا من حديث الإمام ولا يقدم الحديث كاملا لتكون الصورة واضحة.
ثانيا: لماذا لم يتم الاتصال بأحد علماء الدين والشريعة ليناقش رأي فضيلة الإمام الأكبر.. فهل يعتقد "أديب" أننا سنأخذ ديننا عن هذا "البحيري"؟ فما معنى باحث إسلامي وما هي القدرات التي تؤهله لأن يحكم على رأي شيخ الأزهر بأنه خطأ.
ثالثا: من المفترض أن الأستاذ البحيري من دعاة الديموقراطية والحرية و... و... فلا يصح أن يجزم بأن رأي من يخالفه خطأ.. فيقول إن شيخ الأزهر مخطئ.. من الحرية يا أيها الباحث أن تعرض رأيك فقط ولا تحكم على رأي من يخالفك يا رافع لواء الحرية، فإن كان رأيي صواب فهو يحتمل الخطأ، وإن كان رأي غيري خطأ فهو يحتمل الصواب.
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر اتفقنا مع آرائه أو اختلفنا فهو بصفته رمز إسلامي لكل مسلمي العالم.. وهو بشخصه عالم جليل.
رابعا وأخيرا...
أتساءل منذ سنين لماذا هذا التركيز المحموم على الإساءة للرموز خاصة الدينية.. وهل يعقل أن نهدم ما تبقى من الرموز الدينية والعلمية والثقافية وهي رموز أية أمة؟!
ثم من المستفيد من محو هويتنا؟ ولماذا يساهم الإعلام في هذا التشويه المتعمد؟!
من يريد لمصر أن تصبح مجرد جسد مشوه بلا أرجل تحملها أو أذرع تعينها.. أو هوية تظهر معدنها وجمالها؟!
ارحموها وارحمونا!!!
--------------------------
إلهام عفيفي