21- الحلقة الواحدة والعشرون من سلسلة اثر العبادات على النفس والسلوك
= الصلاة - 4 -
الوقوف لمن قدر عليه وتكبيرة الاحرام :-
الوقوف للقادر عليه من واجبات الصلاة لقوله تعالى : - (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) البقرة ) .
نعم !! فالقيام يكون للعظيم تعظيما واجلالا ، والقيام يكون للامر الجلل ! كيف لا يكون كذلك وقد ناداك المنادي الله اكبر فلا اكبر ولا اعظم !! وقال لك قد قامت الصلاة ، نعم انها الصلاة للخالق العظيم ، فتقف تعظيما واجلالا له سبحانه . بكل خشوع وخضوع وتذلل ، مستحضرا هيبته وعظمته في عقلك وقلبك وخشيته في نفسك ...
فتولي وجهك شطر المسجد الحرام حيثما كنت ، وترفع يديك مكبرا معظما ملبيا امر ربك حيث دعاك مناديه ، فتكبر تكبيرة الاحرام التي بها يحرم عليك الالتفات والطعام والشراب والكلام مع الاخرين، فقد ولجت باب التعظيم وذكر الرب العظيم الكريم ...
فتنقطع بتكبيرة الاحرام عن الدنيا وملذاتها وشهواتها واهلها، وتتوجه لربك الكريم تناجيه وتذكر كلامه فتتعبده بما شرع لك من اقوال وافعال ، مستذكرا انك وحيدا ستلاقيه وتقف بين يديه للسؤال والحساب ، فانقطع عن غيره وتفرغ له ولمناجاته ... وحرم في حياتك ما حرم الله من صلات وعلاقات ، وحرم ما حرم الله من شهوات وملذات،حرم ما حرم الله عليك من افعال ومعاملات ، وكبر ربك بامتثالك اوامره ، واجتنابك نواهيه، فالدنيا دار اعمال وتكاليف والاخرة دار جزاء وحساب ،فاما الى جنات فيها ما لذ وطاب ،واما الى نار فيها سوء الجزاء والعقاب ...
نعوذ بالله من سخطه وغضبه ونساله رحمته في الدنيا والاخرة، ونسال الله ان يجعل حسابنا واياكم حسابا يسيرا ، ونسأل الله ان ينصر امتنا على اعداءها نصرا مبينا ...
والى لقاء جديد استودعكم من لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-03-26, 9:14 pm عدل 2 مرات