==22- الحلقة الثانية والعشرون من سلسلة اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك :
----الصلاة -5-
دعاء التوجه او الاستفتاح :-
بعد ان انتصبنا وقوفا معظمين ومكبرين امر الله تعالى، و مستحضرين هيبته و جلال عظمته، ودخلنا في الصلاة بتكبيرة الاحرام التي بها انقطعنا عن الدنيا وما ومن فيها، للخلوة مع حضرة الله تعالى ، فانه يُسن لنا ان نبدأ ونستفتح صلاتنا بين يديه بدعاء من ادعية الاستفتاح والتوجه، التي بها نفتتح صلاتنا ونتوجه بقلوبنا وفكرنا وجوارحنا لله تعالى ، ملبين امره طالبين لقربه ومرضاته ومغفرته ....
ومن اجمع ادعية التوجه او الاستفتاح التي صحت روايتها :- («وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ») (اخرجه الامام مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه).
و صح بروايات اخرى منها :- ( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. ، وفي رواية: وأنا أول المسلمين. رواهما مسلم في صحيحه عن علي رضي الله عنه) . و قد صح غيره بروايات اخرى، لكن هذا من اشهرها وأجمعها ، فلذلك وقفتنا اليوم ستكون معه ان شاء الله :-
هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم فيه اتباع لملة ابيه ابراهيم سلام الله عليه حيث قال معلنا عن ملته :- (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ۖ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(79- الانعام).
وفي هذا اعلان من ابينا ابراهيم سلام الله عليه لاركان ملته، والتي امر الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ان يتبعها ، حيث قال له :- (ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(123-النحل).
وعاود سبحانه وتعالى الامر لنبيه باتباع اركان تلك الملة الحنيفة المستقيمة في سورة الانعام حيث قال له آمرا:- (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ(163)الانعام ).
فحري بنا اذا ان نبحث هذه الملة لنتبعها ونتوجه بها الى ربنا عز وجل :
ففي تعريف الملة لغويًّا هي:-الشريعة والمذهب.
وفي المعنى الاصطلاحي لا تبتعد كثيرا عن هذا المعنى ، فهي الطريقة المشروعة لتنفيذ الدين عقيدة وشريعة في الحياة ، فتكون العقيدة اساس التفكير والمكون العقلي والفكري للامة حيث بها تقاس الافكار والمفاهيم ،والشريعة هي الحاكم على تصرفات العباد اقوالا وافعالا ...
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-03-27, 12:09 am عدل 1 مرات