بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبر وتقوى وخلق حسن
= الحياء =
الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس الراقية المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق وذروة سنامها، وزينة الإيمان ، وشعار الإسلام ، كما في الحديث: (إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ)[رواه ابن ماجه]. وفي التمهيد لابن عبد البر:"لكلِّ دينٍ خُلقٌ وخلقُ الإسلامِ الحياءُ ، من لا حياءَ له لا دينَ له " فالإسلام زينةُ الأديان كما و أن الحياء زينة الأخلاق ..
والحَيَاء اصطلاحًا: هو: (انقباض النَّفس مِن شيءٍ وتركه حذرًا عن اللَّوم فيه). وقال ابن حجر: (الحَياء خُلُقٌ يبعث صاحبه على اجتناب القبيح، ويمنع مِن التقصير في حقِّ ذي الحقِّ). وقيل هو: (تغيُّر وانكسار يعتري الإنسان مِن خوف ما يُعَاب به ويُذَمُّ، ومحلُّه الوجه). قال الشاعر:-
حياؤك فاحفظه عليك فإنما *** يدل على فضل الكريم حياؤه
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
و قد احسن واصاب من قال :
إني كأني أرى من لا حياء له *** ولا أمانة وسط القوم عريانا
ويقول أحد العلماء:-
لازلت ابحث و أحاول أن أفهم ماذا رأى موسى عليه السلام من فتاة مدين لينفق عشر سنين من عمره مهرا لها..!
فوجدت الجواب في قوله تعالى :- (تمشي على استحياء) ، فلم يصف الله تعالى طولها ولا شكلها ولا لباسها ولا جمالها !!
بل وصف أغلى ما وجد فيها وهو الحياء.!!
وهو كنز ثمين اضاعته كثير من النساء والبنات في زمننا هذا مع كل حزن واسى !!
ويروى انه خلا رجل بامرأة صاحبة حياء وايمان، فراودها على الفاحشة ،فقالت استحي ان يرانا احد، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب. قالت: فأين مكوكبها؟(تعني أين خالقها). !!!
فلذلك قال صلى الله عليه وسلم : ((الحياء والإيمان قُرنا جميعًا، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر))؛ [أخرجه الحاكم رحمه الله ]...
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحياء من الإيمان " (رواه مسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان " (رواه البخاري).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار " ( رواه الترمذي).
وعن سلمان الفارسي رضى الله عنه قال: (إن الله إذا أراد بعبدٍ هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً، فإذا كان مقيتاً ممقتاً نزع منه الأمانة فلم تلقه إلا خائناً مُخَوََّناً، فإذا كان خائناً مُخَوناً نزع منه الرحمة فلم تلقه إلا فظاً غليظاً، فإذا كان فظاً غليظاً نزع ربقة الإيمان من عنقه، فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه لم تلقه إلا شيطاناً لعيناً مُلعَّناً) (جامع العلوم والحكم).
وقد قال وهب بن منبه: الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء.
وقيل أيضا: من كساه الحياء ثوبه، لم ير الناس عيبه.
وصدق القائل:
ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياء
ومن الفهم المغلوط للحياء ،وليس هو حقيقة من الحياء، ان يستصغر الانسان نفسه عن قول الحق، والقيام بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بدعوى الحياء !!فهذا جبن وتقصير في واجبات اوجبها الله تعالى، وليس من الحياء ان تترك!!
او قد يمتنع بعضهم عن السؤال عن امور دينه واحكامه بزعم الحياء ، فيضيع دينه بالجهل وعدم التفقه في الدين !! وقد ضاع العلم اليوم بين الحياء والكبرياء... يقول الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى " :العلم خزائن مباركة مفاتيحها الأسئلة "
فهذا بلا شك فهم مغلوط لمعنى الحياء ، فقد رأينا أم سليم الأنصارية رضي الله عنها تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟
-فلم يمنعها الحياء من السؤال، ولم يمنع الحياء الرسول صلى الله عليه واله وسلم من البيان، فقال: «نعم، إذا رأت الماء» (صحيح البخاري).
وروى مسلم في صحيحه أن عائشة رضي الله عنه قالت:- نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ) .
فينبغي على المسلم أن يسأل عن أمر دينه ولا يمنعه الحياء من ذلك، لان هذا لايسمى حياء ،وقال مجاهد :- لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر ..
اللهم ارزق وجمل وزين أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبنات وابناء المسلمين بالحياء والبسهم لباس التقوى. اللهم وانصر الاسلام والمسلمين، واحفظ المرابطين والمجاهدين في بيت المقدس واكنافه،فقد تكالبت عليهم الامم ، ولا مكولى لهم ولا نصير الا انت ، انك رب نعم المولى والنصير ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبر وتقوى وخلق حسن
= الحياء =
الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس الراقية المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق وذروة سنامها، وزينة الإيمان ، وشعار الإسلام ، كما في الحديث: (إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ)[رواه ابن ماجه]. وفي التمهيد لابن عبد البر:"لكلِّ دينٍ خُلقٌ وخلقُ الإسلامِ الحياءُ ، من لا حياءَ له لا دينَ له " فالإسلام زينةُ الأديان كما و أن الحياء زينة الأخلاق ..
والحَيَاء اصطلاحًا: هو: (انقباض النَّفس مِن شيءٍ وتركه حذرًا عن اللَّوم فيه). وقال ابن حجر: (الحَياء خُلُقٌ يبعث صاحبه على اجتناب القبيح، ويمنع مِن التقصير في حقِّ ذي الحقِّ). وقيل هو: (تغيُّر وانكسار يعتري الإنسان مِن خوف ما يُعَاب به ويُذَمُّ، ومحلُّه الوجه). قال الشاعر:-
حياؤك فاحفظه عليك فإنما *** يدل على فضل الكريم حياؤه
إذا قل ماء الوجه قل حياؤه *** ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
و قد احسن واصاب من قال :
إني كأني أرى من لا حياء له *** ولا أمانة وسط القوم عريانا
ويقول أحد العلماء:-
لازلت ابحث و أحاول أن أفهم ماذا رأى موسى عليه السلام من فتاة مدين لينفق عشر سنين من عمره مهرا لها..!
فوجدت الجواب في قوله تعالى :- (تمشي على استحياء) ، فلم يصف الله تعالى طولها ولا شكلها ولا لباسها ولا جمالها !!
بل وصف أغلى ما وجد فيها وهو الحياء.!!
وهو كنز ثمين اضاعته كثير من النساء والبنات في زمننا هذا مع كل حزن واسى !!
ويروى انه خلا رجل بامرأة صاحبة حياء وايمان، فراودها على الفاحشة ،فقالت استحي ان يرانا احد، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب. قالت: فأين مكوكبها؟(تعني أين خالقها). !!!
فلذلك قال صلى الله عليه وسلم : ((الحياء والإيمان قُرنا جميعًا، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر))؛ [أخرجه الحاكم رحمه الله ]...
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحياء من الإيمان " (رواه مسلم).
وقال صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان " (رواه البخاري).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار " ( رواه الترمذي).
وعن سلمان الفارسي رضى الله عنه قال: (إن الله إذا أراد بعبدٍ هلاكاً نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ممقتاً، فإذا كان مقيتاً ممقتاً نزع منه الأمانة فلم تلقه إلا خائناً مُخَوََّناً، فإذا كان خائناً مُخَوناً نزع منه الرحمة فلم تلقه إلا فظاً غليظاً، فإذا كان فظاً غليظاً نزع ربقة الإيمان من عنقه، فإذا نزع ربقة الإيمان من عنقه لم تلقه إلا شيطاناً لعيناً مُلعَّناً) (جامع العلوم والحكم).
وقد قال وهب بن منبه: الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء.
وقيل أيضا: من كساه الحياء ثوبه، لم ير الناس عيبه.
وصدق القائل:
ورب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلا الحياء
ومن الفهم المغلوط للحياء ،وليس هو حقيقة من الحياء، ان يستصغر الانسان نفسه عن قول الحق، والقيام بواجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، بدعوى الحياء !!فهذا جبن وتقصير في واجبات اوجبها الله تعالى، وليس من الحياء ان تترك!!
او قد يمتنع بعضهم عن السؤال عن امور دينه واحكامه بزعم الحياء ، فيضيع دينه بالجهل وعدم التفقه في الدين !! وقد ضاع العلم اليوم بين الحياء والكبرياء... يقول الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى " :العلم خزائن مباركة مفاتيحها الأسئلة "
فهذا بلا شك فهم مغلوط لمعنى الحياء ، فقد رأينا أم سليم الأنصارية رضي الله عنها تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة غسل إذا احتلمت؟
-فلم يمنعها الحياء من السؤال، ولم يمنع الحياء الرسول صلى الله عليه واله وسلم من البيان، فقال: «نعم، إذا رأت الماء» (صحيح البخاري).
وروى مسلم في صحيحه أن عائشة رضي الله عنه قالت:- نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين ) .
فينبغي على المسلم أن يسأل عن أمر دينه ولا يمنعه الحياء من ذلك، لان هذا لايسمى حياء ،وقال مجاهد :- لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر ..
اللهم ارزق وجمل وزين أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبنات وابناء المسلمين بالحياء والبسهم لباس التقوى. اللهم وانصر الاسلام والمسلمين، واحفظ المرابطين والمجاهدين في بيت المقدس واكنافه،فقد تكالبت عليهم الامم ، ولا مكولى لهم ولا نصير الا انت ، انك رب نعم المولى والنصير ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...