،،،،،،،،،،{بسم الله الرحمن الرحيم}،،،،،،،،،،
10- الحلقة العاشرة من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة :-
الادلة والاستدلال ؛
كلمة الادلة جمع دليل والدليل لغة: المرشد والهادي والبينة والاثبات،. وفي الاصطلاح هو: ما يمكن أن يتوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري.
والاستدلال هو الطريقة الصحيحة التي ينهجها اهل العقل واهل العلم للتوصل من الدليل الى ما يوجبه من نفي خبر او اثباته ..
وطرق الاستدلال على فقه احكام الشريعة هي اصول الفقه ، و هي الادلة الموصلة إلى الفقه، والدال فيها هو الله تعالى، والدليل عليها هو القرآن، والمبين لها هو الرسول صلى الله عليه واله وسلم، والمستدل بها على الاحكام هم العلماء الفقهاء . وادلة الفقه هي الكتاب، والسنة، والإجماع الذي عقده الصحابة في عصرهم كونه كاشف عن دليل، والقياس الصحيح بالنظر الصحيح في علل الاحكام والحاق الفروع بالاصول او الاشباه بالنظائر ...
اما الادلة المولدة للاعتقاد فهي اما عقلية، كالاستدل على وجود المؤثر بوجود الاثر، واما نقلية سمعية كالايمان باليوم الاخر والجزاء والحساب ونعيم الجنة وعذاب النار..
ويجب ان يكون العقل المستدل بمدركات حواسه سليما من التوهم والتخيل والوقوع تحت تأثير الموروثات ومتحررا من اسر الخرافات وقيود الخزعبلات !! وان تكون وسائل ادراكه للوقائع سليمة من الوهم والامراض!! فمثلا قد يحكم الانسان المريض بالحمى على اليوم القائض انه يوم برد ،، لانه يشعر بالقشعريرة ..او قد يتوهم الخائف ظل حجر او شجر بانه العدو المتربص به !! لانه يقع تحت تأثير الخوف والرهبة .. فلذلك السحرة حتى يروا الناس ان اعمالهم حقيقة..يرهبون الناس بحركات تلفت انظارهم وتستميل تركيزهم فبخفة حركة يصورون لك ويخيلون اليك ان البيضة صارت دجاجة مثلا !!!
فالاسترهاب من اسباب تعطيل قدرة العقل على الادراك، وبالتالي عدم القدرة بالحكم الصحيح على الواقع .. وهو يعمي البصيرة والقدرة على الادراك ...ويجعل الانسان يصدق ما ليس بواقع ويقع اسيرا للسحرة وشعوذاتهم وايهاماتهم.. (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) الاعراف). فلكي يكون بيننا مفكرون، فلا بد من منع الارهاب والاسترهاب عن عقول الناس .
والعقل وحده دون هدى من علم يقيني او وحي الهي لا يستطيع ان يدرك العالم على حقيقته،
فحواسنا اليوم تدرك ان الشمس هي التي تدور حول الارض، ولكن الحقيقة التي يصدقها الواقع واثبتها العلم عكس ذلك تماما !! فعاشت البشرية قرونا عديدة تعتقد بمركزية الارض !! فثبت ان الارض تابع لمجموعة الشمس وان الشمس هي مركز المجموعة الشمسية !!
يقول ابن خلدون:- "إن العقل ميزان صحيح، لكن لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد، فإن ذلك طمع محال" ..
فقد تستطيع بالعقل ان تثبت وجوب وجود الله تعالى، واجب الوجود لوجوب استناد الوجود الى وجوده تعالى، وتستطيع ان تثبت بالعقل وحدانيته وتفرده في ملكوت هذا الكون وتصريف اموره بمشيئته وحكمته،لكن لا تستطيع ادراك نشأت هذا الكون والخلق الاول بالعقل، بل لا بد من اخبار الخالق لك..
فالانسان حاول ان يعقل النشأة الاولى بعقله بعيدا عن الوحي .. مدعيا قدرته على اثبات ذلك بالعلم..!! فقالوا بتطور الكاوسرفات - مادة لزجة- الى خلية وكان من ثم تطور الكائنات الحية من الخلية الاولى ..! !
واثبت العقل والبرهان الاحفوري بطلان هذه النظرية وبطلان علميتها وثبت انها مجرد خزعبلات البسوها ثوب العلم ..
وفسروا نشوء الكون بانه ناتج عن وهم اسموه الانفجار الكبير.. وراح كثير من الضحايا المتدينين ليبحثوا في الكتب التي بين ايديهم ما يدعم ويؤيد هذا الهراء والخزعبلات التي البسوها زورا ثوب العلم!!
فكيف لمادة لزجة - كاوسرفات- ان تتطور لخلية في البحر !! ثم تخرج لتكون اصنافا بحرية ومائية ومن ثم برمائية وعوالم برية، وعوالم فقارية وعوالم لا فقارية ، واخرى طائرة واخرى سابحة واخرى ماشية على اربع وغيرها يمشي على رجلين ومنها ما يزحف على بطنه ؟؟ !!
وكيف لانفجار عشوائي ان يولد هذه المسافات المحسوبة بدقة بين عوالم النجوم والكواكب واقمارها ؟!!
وكيف له ان يولد هذا التدافع وذاك التجاذب الذي هو العمد التي تمسك مفردات الكون ان تقع على بعضها دون ان نراها ؟؟!!
ان هذا الهراء الملبس ثوب العلم انما هو الجهالة بعينها ، والمقصود منه صد الناس عن الوحي والكتاب المبين ..والذي ثبت لنا بالعقل انه كتاب الله المنزل على رسوله وفيه البينات من الهدى والنور والفرقان للعقل البشري السليم من امراض الانفس والقلوب ..!! ليهتدي به الى الحق والطريق القويم المستقيم في بناء العقل وفي بناء النفس وفي بناء شخصية الانسان !!
يرى الفيلسوف سام هاريس ان العلمية لا تقتضي تقديم اجابات عن كل شيء -بل - هي موقف يرفض الخرافة والاسطورة التي لا صحة لها !!
ونقول بان النظرية لا تصبح امرا علميا حتى يتم اثباتها عقلا ويصدقها الواقع ويثبتها المختبر ، والا بقيت مجرد ادعاء وافتراض يتطلب الاثبات والبرهان ...
وهنا نقول بناءً على ما سبق سياقه، لا بد من لزوم وجود الخبر السمعي(النقلي) الصحيح الموثوق لبناء القطع واليقين والاستلال به على المعتقدات ... فالعقل وحده لا يكفي !! لان العقل قد يُثبت الشيء ويثبت نقيضه في ان واحد !!
وفي الحلقة القادمة سنناقش ان شاء الله هذا الموضوع فتابعوا معنا واكرمونا بملاحظاتكم بارككم ربي وحفظكم وحفظ امتكم ونصرها على اعدائها واظهر دينها الاسلام الحق الذي ارتضاه ولن يقبل من الناس غيره .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
10- الحلقة العاشرة من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة :-
الادلة والاستدلال ؛
كلمة الادلة جمع دليل والدليل لغة: المرشد والهادي والبينة والاثبات،. وفي الاصطلاح هو: ما يمكن أن يتوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري.
والاستدلال هو الطريقة الصحيحة التي ينهجها اهل العقل واهل العلم للتوصل من الدليل الى ما يوجبه من نفي خبر او اثباته ..
وطرق الاستدلال على فقه احكام الشريعة هي اصول الفقه ، و هي الادلة الموصلة إلى الفقه، والدال فيها هو الله تعالى، والدليل عليها هو القرآن، والمبين لها هو الرسول صلى الله عليه واله وسلم، والمستدل بها على الاحكام هم العلماء الفقهاء . وادلة الفقه هي الكتاب، والسنة، والإجماع الذي عقده الصحابة في عصرهم كونه كاشف عن دليل، والقياس الصحيح بالنظر الصحيح في علل الاحكام والحاق الفروع بالاصول او الاشباه بالنظائر ...
اما الادلة المولدة للاعتقاد فهي اما عقلية، كالاستدل على وجود المؤثر بوجود الاثر، واما نقلية سمعية كالايمان باليوم الاخر والجزاء والحساب ونعيم الجنة وعذاب النار..
ويجب ان يكون العقل المستدل بمدركات حواسه سليما من التوهم والتخيل والوقوع تحت تأثير الموروثات ومتحررا من اسر الخرافات وقيود الخزعبلات !! وان تكون وسائل ادراكه للوقائع سليمة من الوهم والامراض!! فمثلا قد يحكم الانسان المريض بالحمى على اليوم القائض انه يوم برد ،، لانه يشعر بالقشعريرة ..او قد يتوهم الخائف ظل حجر او شجر بانه العدو المتربص به !! لانه يقع تحت تأثير الخوف والرهبة .. فلذلك السحرة حتى يروا الناس ان اعمالهم حقيقة..يرهبون الناس بحركات تلفت انظارهم وتستميل تركيزهم فبخفة حركة يصورون لك ويخيلون اليك ان البيضة صارت دجاجة مثلا !!!
فالاسترهاب من اسباب تعطيل قدرة العقل على الادراك، وبالتالي عدم القدرة بالحكم الصحيح على الواقع .. وهو يعمي البصيرة والقدرة على الادراك ...ويجعل الانسان يصدق ما ليس بواقع ويقع اسيرا للسحرة وشعوذاتهم وايهاماتهم.. (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) الاعراف). فلكي يكون بيننا مفكرون، فلا بد من منع الارهاب والاسترهاب عن عقول الناس .
والعقل وحده دون هدى من علم يقيني او وحي الهي لا يستطيع ان يدرك العالم على حقيقته،
فحواسنا اليوم تدرك ان الشمس هي التي تدور حول الارض، ولكن الحقيقة التي يصدقها الواقع واثبتها العلم عكس ذلك تماما !! فعاشت البشرية قرونا عديدة تعتقد بمركزية الارض !! فثبت ان الارض تابع لمجموعة الشمس وان الشمس هي مركز المجموعة الشمسية !!
يقول ابن خلدون:- "إن العقل ميزان صحيح، لكن لا تطمع أن تزن به أمور التوحيد، فإن ذلك طمع محال" ..
فقد تستطيع بالعقل ان تثبت وجوب وجود الله تعالى، واجب الوجود لوجوب استناد الوجود الى وجوده تعالى، وتستطيع ان تثبت بالعقل وحدانيته وتفرده في ملكوت هذا الكون وتصريف اموره بمشيئته وحكمته،لكن لا تستطيع ادراك نشأت هذا الكون والخلق الاول بالعقل، بل لا بد من اخبار الخالق لك..
فالانسان حاول ان يعقل النشأة الاولى بعقله بعيدا عن الوحي .. مدعيا قدرته على اثبات ذلك بالعلم..!! فقالوا بتطور الكاوسرفات - مادة لزجة- الى خلية وكان من ثم تطور الكائنات الحية من الخلية الاولى ..! !
واثبت العقل والبرهان الاحفوري بطلان هذه النظرية وبطلان علميتها وثبت انها مجرد خزعبلات البسوها ثوب العلم ..
وفسروا نشوء الكون بانه ناتج عن وهم اسموه الانفجار الكبير.. وراح كثير من الضحايا المتدينين ليبحثوا في الكتب التي بين ايديهم ما يدعم ويؤيد هذا الهراء والخزعبلات التي البسوها زورا ثوب العلم!!
فكيف لمادة لزجة - كاوسرفات- ان تتطور لخلية في البحر !! ثم تخرج لتكون اصنافا بحرية ومائية ومن ثم برمائية وعوالم برية، وعوالم فقارية وعوالم لا فقارية ، واخرى طائرة واخرى سابحة واخرى ماشية على اربع وغيرها يمشي على رجلين ومنها ما يزحف على بطنه ؟؟ !!
وكيف لانفجار عشوائي ان يولد هذه المسافات المحسوبة بدقة بين عوالم النجوم والكواكب واقمارها ؟!!
وكيف له ان يولد هذا التدافع وذاك التجاذب الذي هو العمد التي تمسك مفردات الكون ان تقع على بعضها دون ان نراها ؟؟!!
ان هذا الهراء الملبس ثوب العلم انما هو الجهالة بعينها ، والمقصود منه صد الناس عن الوحي والكتاب المبين ..والذي ثبت لنا بالعقل انه كتاب الله المنزل على رسوله وفيه البينات من الهدى والنور والفرقان للعقل البشري السليم من امراض الانفس والقلوب ..!! ليهتدي به الى الحق والطريق القويم المستقيم في بناء العقل وفي بناء النفس وفي بناء شخصية الانسان !!
يرى الفيلسوف سام هاريس ان العلمية لا تقتضي تقديم اجابات عن كل شيء -بل - هي موقف يرفض الخرافة والاسطورة التي لا صحة لها !!
ونقول بان النظرية لا تصبح امرا علميا حتى يتم اثباتها عقلا ويصدقها الواقع ويثبتها المختبر ، والا بقيت مجرد ادعاء وافتراض يتطلب الاثبات والبرهان ...
وهنا نقول بناءً على ما سبق سياقه، لا بد من لزوم وجود الخبر السمعي(النقلي) الصحيح الموثوق لبناء القطع واليقين والاستلال به على المعتقدات ... فالعقل وحده لا يكفي !! لان العقل قد يُثبت الشيء ويثبت نقيضه في ان واحد !!
وفي الحلقة القادمة سنناقش ان شاء الله هذا الموضوع فتابعوا معنا واكرمونا بملاحظاتكم بارككم ربي وحفظكم وحفظ امتكم ونصرها على اعدائها واظهر دينها الاسلام الحق الذي ارتضاه ولن يقبل من الناس غيره .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته