بسم الله الرحمن الرحيم
21- الحلقة الحادية والعشرون من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
الشهيد في الاسلام !!!
حديثنا هذا الاثنين حلقة خهاصة نهديها لارواح شهدائنا في غزة وبيت المقدس وشهداء الفجر :-
الشهيد لغة الحاضر الذي لا يغيب عن علمه وسمعه وبصره شيء ، وهو يهذ المعنى الشامل الكامل اسم لله عز وجل وصفة من صفاته الواجبة في حقه تعالى،فكلمة الشهيد هو اسم من أسماء الله تعالى الحسنى، على وزن فعيل بصيغة المبالغة، ومعناه: هو الذي لا يغيب عن علمه شيء، وهو أيضًا الذي يشهد على الخلق يوم القيامة، وهو قريب من معنى الرقيب الذي يعلم الحركات والسكنات ...( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(9البروج )و ( أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(53فصلت ) و( وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (الفتح28) ..
...فكلمة الشهيد: صفة تفيد الحضور والعلم والحياة. ويطلق مصطلح الشهيد عادة في الاسلام على من مات من المسلمين في قتال الكفار.
و الشهادة في اللغة تعني البينة أو الدليل, أما إصطلاحا فهي كما عرفها بعض الفقهاء إثبات حادثة معينة عما يصدر عن بعض الأشخاص من قول أو فعل بطريقة مباشرة, وقد عرفها آخرون أنها تعبير شفوي يقوم به الشاهد بعد إداء اليمين أمام القاضي بالادلاء بما شاهده او حضره او سمعه.
والنطق بالشهادة قد تعني: الشهادتان في الإسلام وهي: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله). وبالنطق بهما يعصم الانسان دمه ويدخل في حكم الاسلام وبتصديق القلب والاعتقاد بهما يدخل في زمرة المؤمنين...
والشهادة كما ذكرنا تكون من معنى الحضور وشهود المشهد وقدجاء لفظ الشهيد في القرآن الكريم لمرة واحدة بهذا المعنى في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا ٧٢﴾ [النساء:72].
والشهادة هي صفة ممدوحة ودرجة سامية ومكانة عالية في الاسلام ينالها من يقتل في سبيل الله مقبلا غير مدبر ...
فيطلق لقب الشهيد في الإسلام على من يقتل أثناء حرب مع العدو، سواء أكانت المعركة جهاد طلب, أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها، أم جهاد دفع, أي لدفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين. وقد ذكر رسول الله لى الله عليه وسلم انواع شهداء القتال في قوله:: (من قُتل دون دينه فهو شهيد ومن قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قُتل دون دمه فهو شهيد ومن قُتل دون أهله فهو شهيد).رواه الامام احمد ...
وقد بين صلى الله عليه وسلم ان هناك شهداء يلحقون بشهداء القتال اجرا ومثوبة فقَالَ: منْ قُتِل في سبيلِ اللَّه فهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في سَبيلِ اللَّه فهُو شهيدٌ، ومنْ ماتَ في الطَّاعُون فَهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في البطنِ فَهُو شَهيدٌ، والغَريقُ شَهيدٌ رواهُ مسلمٌ.
وأفضلهم مكانة في الدنيا والاخرة الشهيد الذي يُقتل في سبيل الله، اي الذي يقتل في قتال الكفار، أو قتال البغاة و دفع الصائلين والمعتدين، ويموت في المعركة بنية صالحة، يقصد ثواب الله، ويريد نصر دينه واعلاء رايته وكلمة الله تعالى لتكون هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى !!!
وكل مسلم يقتل ظلماً بالقصف او اطلاق الرصاص عليه كما يحصل الان لأهلنا في بيت المقدس واكنافه المباركة فله أجر الشهيد في الآخرة ووف الشهيد في الدنيا، وأما في الدنيا : فإنه يغسَّل ، ويصلَّى عليه ، ولا يُعامل معاملة قتيل المعركة .
وقد جاء ذكر الجهاد وفضل الشهادة والاستشهاد في سبيل الله تعالى في القرآن الكريم في عدة مواضع، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا أتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) ال عمران}.
وقد أخبر النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه الشهيد بجوائز من الله لا ينالها غيره، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دَفعة ويَرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبرِ، ويوضع على رأسه تاج الوقار؛ الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحورِ العِين، ويشفّع في سبعين من أقاربه". رواه احمد وابن ماجة والترمذي ...
و إخواننا في العزلفي غزة من الرجال والنساء والاطفال والرضع والساجدين الركع .. الذين تهدمت عليهم بيوتهم ومساجدهم ومصلياتهم وقُصفت على جرحاهم و مرضاهم مستشفياتهم ، و حتى ضُربت وأحرقت على رؤوسهم خيامهم ، فإننا نرجو أن يكونوا من الشهداء المقبولين المتقبلين عند الله تعالى،القائل:-{...وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140ال عمران) .. ثم اننا نحسبهم عند الله من الشهداء ان شاء الله وذلك لأمور:
1- أنهم قتلوا مظلومين .
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صَاحِبُ الْهَدْمِ شَّهِيدُ) رواه الامام البخاري و والامام مسلم رحمهما الله تعالى .
3- أنهم قتلوا على أيدي المغضوب عليهم ومَن معهم مِن الكفار المحاربين لهم ظلما وعدوانا.
ولا يشترط لتحصيل ثواب الشهداء أن يواجه المظلوم أولئك المعتدين ، فإن قتلوه على حين غِرَّة : كان مستحقّاً لثواب الشهداء إن شاء الله .
ومما يدل على ذلك : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهي يصلي الفجر بالمسلمين ، وعثمان بن عفان رضي الله عنه ، قتله الخارجون عليه ظلماً ، وقد وصفهما النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما شهداء .
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى " أُحُدٍ " وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ ، قَالَ : (اثْبُتْ أُحُدُ ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ ، أَوْ صِدِّيقٌ ، أَوْ شَهِيدَانِ) رواه البخاري.. فانبي هو صلى الله عليه واله وسلم والصديق ابا بكر والشهيدان عمر شهيد المحراب اغتالوه في الصلاة وعتمان قتلوه وهو يقرأ القران الكريم بعد ان حاصروه وقتا ...!!
وقد جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 29 / 174 ) :-
"ذهب الفقهاء إلى أن للظلم أثراً في الحكم على المقتول بأنه شهيد ، ويُقصد به غير شهيد المعركة مع الكفار ، ومِن صوَر القتل ظلماً : قتيل اللصوص ، والبغاة ، وقطَّاع الطرق ، أو مَن قُتل مدافعاً عن نفسه ، أو ماله ، أو دمه ، أو دِينه ، أو أهله ، أو المسلمين ، أو أهل الذمة ، أو مَن قتل دون مظلمة ، أو مات في السجن وقد حبس ظلماً .
واختلفوا في اعتباره شهيد الدنيا والآخرة ، أو شهيد الآخرة فقط ؟ .
فذهب جمهور الفقهاء إلى أن مَن قُتل ظلماً : يُعتبر شهيد الآخرة فقط ، له حكم شهيد المعركة مع الكفار في الآخرة من الثواب ، وليس له حكمه في الدنيا ، فيُغسَّل ، ويصلَّى عليه" انتهى .
وختاما فان مكانة الشهادة عندنا في الاسلام مكانة علية عظيمة، ومنزلة سامية رفيعة لا يُرزقها الا من احبه الله تعالى فاختاره ليكون حيا الى جواره ،، وانعم به من مقام علي رفيع !!! وحسبنا قول الله تعالى:- ﴿ وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ ﴾ [ آل عمران: 169].
اللهم نصرك ونصرتك وتثبيتك لعبادك المرابطين في سبيلك في الارض المباركة ببيت المقد واكنافه .. اللهم وارزقهم من طيبات الارزاق والثمرات،،، اللهم واشف مرضاهم وجرحاهم وتقبل شهداءهم والحقنا بهم وانت راض عنا وعنهم يا رب العالمين وناصر المظلومين والمستضعفين فانت ولينا ومولانا ونعم النصير...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
21- الحلقة الحادية والعشرون من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
الشهيد في الاسلام !!!
حديثنا هذا الاثنين حلقة خهاصة نهديها لارواح شهدائنا في غزة وبيت المقدس وشهداء الفجر :-
الشهيد لغة الحاضر الذي لا يغيب عن علمه وسمعه وبصره شيء ، وهو يهذ المعنى الشامل الكامل اسم لله عز وجل وصفة من صفاته الواجبة في حقه تعالى،فكلمة الشهيد هو اسم من أسماء الله تعالى الحسنى، على وزن فعيل بصيغة المبالغة، ومعناه: هو الذي لا يغيب عن علمه شيء، وهو أيضًا الذي يشهد على الخلق يوم القيامة، وهو قريب من معنى الرقيب الذي يعلم الحركات والسكنات ...( وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(9البروج )و ( أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(53فصلت ) و( وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (الفتح28) ..
...فكلمة الشهيد: صفة تفيد الحضور والعلم والحياة. ويطلق مصطلح الشهيد عادة في الاسلام على من مات من المسلمين في قتال الكفار.
و الشهادة في اللغة تعني البينة أو الدليل, أما إصطلاحا فهي كما عرفها بعض الفقهاء إثبات حادثة معينة عما يصدر عن بعض الأشخاص من قول أو فعل بطريقة مباشرة, وقد عرفها آخرون أنها تعبير شفوي يقوم به الشاهد بعد إداء اليمين أمام القاضي بالادلاء بما شاهده او حضره او سمعه.
والنطق بالشهادة قد تعني: الشهادتان في الإسلام وهي: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله). وبالنطق بهما يعصم الانسان دمه ويدخل في حكم الاسلام وبتصديق القلب والاعتقاد بهما يدخل في زمرة المؤمنين...
والشهادة كما ذكرنا تكون من معنى الحضور وشهود المشهد وقدجاء لفظ الشهيد في القرآن الكريم لمرة واحدة بهذا المعنى في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا ٧٢﴾ [النساء:72].
والشهادة هي صفة ممدوحة ودرجة سامية ومكانة عالية في الاسلام ينالها من يقتل في سبيل الله مقبلا غير مدبر ...
فيطلق لقب الشهيد في الإسلام على من يقتل أثناء حرب مع العدو، سواء أكانت المعركة جهاد طلب, أي لفتح البلاد ونشر الإسلام فيها، أم جهاد دفع, أي لدفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين. وقد ذكر رسول الله لى الله عليه وسلم انواع شهداء القتال في قوله:: (من قُتل دون دينه فهو شهيد ومن قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قُتل دون دمه فهو شهيد ومن قُتل دون أهله فهو شهيد).رواه الامام احمد ...
وقد بين صلى الله عليه وسلم ان هناك شهداء يلحقون بشهداء القتال اجرا ومثوبة فقَالَ: منْ قُتِل في سبيلِ اللَّه فهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في سَبيلِ اللَّه فهُو شهيدٌ، ومنْ ماتَ في الطَّاعُون فَهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في البطنِ فَهُو شَهيدٌ، والغَريقُ شَهيدٌ رواهُ مسلمٌ.
وأفضلهم مكانة في الدنيا والاخرة الشهيد الذي يُقتل في سبيل الله، اي الذي يقتل في قتال الكفار، أو قتال البغاة و دفع الصائلين والمعتدين، ويموت في المعركة بنية صالحة، يقصد ثواب الله، ويريد نصر دينه واعلاء رايته وكلمة الله تعالى لتكون هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى !!!
وكل مسلم يقتل ظلماً بالقصف او اطلاق الرصاص عليه كما يحصل الان لأهلنا في بيت المقدس واكنافه المباركة فله أجر الشهيد في الآخرة ووف الشهيد في الدنيا، وأما في الدنيا : فإنه يغسَّل ، ويصلَّى عليه ، ولا يُعامل معاملة قتيل المعركة .
وقد جاء ذكر الجهاد وفضل الشهادة والاستشهاد في سبيل الله تعالى في القرآن الكريم في عدة مواضع، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا أتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) ال عمران}.
وقد أخبر النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه الشهيد بجوائز من الله لا ينالها غيره، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "للشهيد عند الله ست خصال: يُغفر له في أول دَفعة ويَرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبرِ، ويوضع على رأسه تاج الوقار؛ الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحورِ العِين، ويشفّع في سبعين من أقاربه". رواه احمد وابن ماجة والترمذي ...
و إخواننا في العزلفي غزة من الرجال والنساء والاطفال والرضع والساجدين الركع .. الذين تهدمت عليهم بيوتهم ومساجدهم ومصلياتهم وقُصفت على جرحاهم و مرضاهم مستشفياتهم ، و حتى ضُربت وأحرقت على رؤوسهم خيامهم ، فإننا نرجو أن يكونوا من الشهداء المقبولين المتقبلين عند الله تعالى،القائل:-{...وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140ال عمران) .. ثم اننا نحسبهم عند الله من الشهداء ان شاء الله وذلك لأمور:
1- أنهم قتلوا مظلومين .
2- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (صَاحِبُ الْهَدْمِ شَّهِيدُ) رواه الامام البخاري و والامام مسلم رحمهما الله تعالى .
3- أنهم قتلوا على أيدي المغضوب عليهم ومَن معهم مِن الكفار المحاربين لهم ظلما وعدوانا.
ولا يشترط لتحصيل ثواب الشهداء أن يواجه المظلوم أولئك المعتدين ، فإن قتلوه على حين غِرَّة : كان مستحقّاً لثواب الشهداء إن شاء الله .
ومما يدل على ذلك : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه طعنه أبو لؤلؤة المجوسي وهي يصلي الفجر بالمسلمين ، وعثمان بن عفان رضي الله عنه ، قتله الخارجون عليه ظلماً ، وقد وصفهما النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما شهداء .
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى " أُحُدٍ " وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ ، قَالَ : (اثْبُتْ أُحُدُ ، فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِيٌّ ، أَوْ صِدِّيقٌ ، أَوْ شَهِيدَانِ) رواه البخاري.. فانبي هو صلى الله عليه واله وسلم والصديق ابا بكر والشهيدان عمر شهيد المحراب اغتالوه في الصلاة وعتمان قتلوه وهو يقرأ القران الكريم بعد ان حاصروه وقتا ...!!
وقد جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 29 / 174 ) :-
"ذهب الفقهاء إلى أن للظلم أثراً في الحكم على المقتول بأنه شهيد ، ويُقصد به غير شهيد المعركة مع الكفار ، ومِن صوَر القتل ظلماً : قتيل اللصوص ، والبغاة ، وقطَّاع الطرق ، أو مَن قُتل مدافعاً عن نفسه ، أو ماله ، أو دمه ، أو دِينه ، أو أهله ، أو المسلمين ، أو أهل الذمة ، أو مَن قتل دون مظلمة ، أو مات في السجن وقد حبس ظلماً .
واختلفوا في اعتباره شهيد الدنيا والآخرة ، أو شهيد الآخرة فقط ؟ .
فذهب جمهور الفقهاء إلى أن مَن قُتل ظلماً : يُعتبر شهيد الآخرة فقط ، له حكم شهيد المعركة مع الكفار في الآخرة من الثواب ، وليس له حكمه في الدنيا ، فيُغسَّل ، ويصلَّى عليه" انتهى .
وختاما فان مكانة الشهادة عندنا في الاسلام مكانة علية عظيمة، ومنزلة سامية رفيعة لا يُرزقها الا من احبه الله تعالى فاختاره ليكون حيا الى جواره ،، وانعم به من مقام علي رفيع !!! وحسبنا قول الله تعالى:- ﴿ وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ ﴾ [ آل عمران: 169].
اللهم نصرك ونصرتك وتثبيتك لعبادك المرابطين في سبيلك في الارض المباركة ببيت المقد واكنافه .. اللهم وارزقهم من طيبات الارزاق والثمرات،،، اللهم واشف مرضاهم وجرحاهم وتقبل شهداءهم والحقنا بهم وانت راض عنا وعنهم يا رب العالمين وناصر المظلومين والمستضعفين فانت ولينا ومولانا ونعم النصير...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..