بسم الله الرحمن الرحيم
6- الحلقة السادسة من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
- اعادة الاسلام لصياغة العقل البشري لفطرته الاولى
من الحلقات السابقة يتبين لنا ان هناك عقل بشري اول ، كان قد فطره الله تعالى على الايمان والاستسلام والانقياد بارادته لله تعالى خالقه وموجده العظيم سبحانه، والذي هو جل وعلا فوق قدرة مداركه والعقل اعجز من ان يحيط به ، ولا يستطيع الا ادراك وجوب وجوده . اما الذات الالهية فهي وجود واجب مطلق وفوق قدرات العقل الادراكية..
ومن مهمات العقل البحث عن ادراكه وجودا والاستسلام لعظمته امتثالا وخضوعا ...قال الله تعالى مخبرا عن اعتراف الكفار وهم في النار يوم القيامة وفي حالة الندم ولوم النفس :- (﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾) [ الملك: 10] فهم اذا قالوا معترفين: لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق، أو نفكر فيما نُدْعى إليه، ما كنا في عداد أهل النار .
فلذلك كان العقل صاحب الا همية الكبرى في حياة الانسان، حيث به فضل على العالمين وبه يتأهل الانسان لتلقي خطاب الله تعالى وشرائعه، وبه يدرك الا نسان طريق الجنة ، ويميز طريق النار والسعير ..
لذلك لا بد لنا هنا من وقفة لبيان ما هو واقع العقل :-
1=العقل لغة هو القيد والمنع والحبس ومنه عقال البعير الذي يمنعه من الحركة ويحبسه عنه . وسمي عقل الانسان عقلا لان الاصل فيه ان يمنعه من السفه والطيش وما يحقره .
2=والعقل اصطلاحا: هو العملية التي بها يتم الادراك والتمييز والتصور للاحداث والوقائع والحكم عليها.
3= وواقع العقل :انه عملية تتطلب المعطيات التاليه :
أ= واقع محسوس (افلاينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت)17-20الغاشية .
ب= حواس تنقل اي تحس بالواقع وتنقله الى الدماغ ( ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا)36الاسراء .
ج= دماغ صالح للربط (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)الاعراف والعرب تطلق على الدماغ وعلى العقل القلب لان اثار العملية العقلية تظهر اثارها عليه والقران نزل بلغتهم ومسمياتهم فلذلك قال عنه سبحانه -قرانا عربيا- اي بلسانهم ومفرداتهم.
د= وجود معلومات سابقة مخزنة في الدماغ يتم ربط الواقع المدرك احساسا بها لتفسيره والحكم عليه والمعلومات عادة نكتسبها من والدينا وبالتعليم وبالتجارب واول انسان اكتسب معلوماته السابقة التي اهلته لان يعقل الوقائع ويحكم عليها من ربه سبحانه وتعالى قال تعالى (وعلم ادم الاسماء كلها...)البقرة
5= اذا فعل العقل او العملية العقلية تتم من خلال الاحساس بالواقع المحسوس ونقله الى الدماغ باحد الحواس وربطه في الدماغ بما عنده من معلومات سابقة وتفسيره بموجبها. والتفكير بغير الواقع اي ما يقع عليه الحس ليس تفكير وانما هو الخيال والحكم على ماليس بواقع او الحكم بدون سابق معلومات انما هو الوهم والظن الذي لا يغني من الحق شيئا قال الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا)36 الاسراء وانظر الى قوله تعالى ( قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين ( 4 ) وكذلك (...ما لهم به من علم الا اتباع الظن...)157 النساء
فلا بد من توافر هذه الامور لتتم عملية العقل بشكلها المطلوب والصحيح وتتم عملية التفكر والتفكير المنتج للفكر وهو الحكم على الواقع.
6- ولا بد لصحة المنتج العقلي(الفكر)من امور يجب ان تتوفر:
1-دقة المعلومات السابقة
2- صلاحية ودقة الادراك الحسي للوقائع بالحواس وصفاء نقلها للدماغ
3-قدرة الدماغ على الربط وبالتالي التفسير
4- والاهم من ذلك كله المكون العقلي لدى الانسان، ونعني به العقيدة العقلية التي بنت هذا العقل، واصبحت منظاره الذي من خلاله يبصر الحياة والكون والانسان، قال تعالى : ( بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) 14 الحشر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
6- الحلقة السادسة من حديث الاثنين في مباحث الايمان والعقيدة
- اعادة الاسلام لصياغة العقل البشري لفطرته الاولى
من الحلقات السابقة يتبين لنا ان هناك عقل بشري اول ، كان قد فطره الله تعالى على الايمان والاستسلام والانقياد بارادته لله تعالى خالقه وموجده العظيم سبحانه، والذي هو جل وعلا فوق قدرة مداركه والعقل اعجز من ان يحيط به ، ولا يستطيع الا ادراك وجوب وجوده . اما الذات الالهية فهي وجود واجب مطلق وفوق قدرات العقل الادراكية..
ومن مهمات العقل البحث عن ادراكه وجودا والاستسلام لعظمته امتثالا وخضوعا ...قال الله تعالى مخبرا عن اعتراف الكفار وهم في النار يوم القيامة وفي حالة الندم ولوم النفس :- (﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾) [ الملك: 10] فهم اذا قالوا معترفين: لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق، أو نفكر فيما نُدْعى إليه، ما كنا في عداد أهل النار .
فلذلك كان العقل صاحب الا همية الكبرى في حياة الانسان، حيث به فضل على العالمين وبه يتأهل الانسان لتلقي خطاب الله تعالى وشرائعه، وبه يدرك الا نسان طريق الجنة ، ويميز طريق النار والسعير ..
لذلك لا بد لنا هنا من وقفة لبيان ما هو واقع العقل :-
1=العقل لغة هو القيد والمنع والحبس ومنه عقال البعير الذي يمنعه من الحركة ويحبسه عنه . وسمي عقل الانسان عقلا لان الاصل فيه ان يمنعه من السفه والطيش وما يحقره .
2=والعقل اصطلاحا: هو العملية التي بها يتم الادراك والتمييز والتصور للاحداث والوقائع والحكم عليها.
3= وواقع العقل :انه عملية تتطلب المعطيات التاليه :
أ= واقع محسوس (افلاينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت)17-20الغاشية .
ب= حواس تنقل اي تحس بالواقع وتنقله الى الدماغ ( ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا)36الاسراء .
ج= دماغ صالح للربط (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)الاعراف والعرب تطلق على الدماغ وعلى العقل القلب لان اثار العملية العقلية تظهر اثارها عليه والقران نزل بلغتهم ومسمياتهم فلذلك قال عنه سبحانه -قرانا عربيا- اي بلسانهم ومفرداتهم.
د= وجود معلومات سابقة مخزنة في الدماغ يتم ربط الواقع المدرك احساسا بها لتفسيره والحكم عليه والمعلومات عادة نكتسبها من والدينا وبالتعليم وبالتجارب واول انسان اكتسب معلوماته السابقة التي اهلته لان يعقل الوقائع ويحكم عليها من ربه سبحانه وتعالى قال تعالى (وعلم ادم الاسماء كلها...)البقرة
5= اذا فعل العقل او العملية العقلية تتم من خلال الاحساس بالواقع المحسوس ونقله الى الدماغ باحد الحواس وربطه في الدماغ بما عنده من معلومات سابقة وتفسيره بموجبها. والتفكير بغير الواقع اي ما يقع عليه الحس ليس تفكير وانما هو الخيال والحكم على ماليس بواقع او الحكم بدون سابق معلومات انما هو الوهم والظن الذي لا يغني من الحق شيئا قال الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا)36 الاسراء وانظر الى قوله تعالى ( قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين ( 4 ) وكذلك (...ما لهم به من علم الا اتباع الظن...)157 النساء
فلا بد من توافر هذه الامور لتتم عملية العقل بشكلها المطلوب والصحيح وتتم عملية التفكر والتفكير المنتج للفكر وهو الحكم على الواقع.
6- ولا بد لصحة المنتج العقلي(الفكر)من امور يجب ان تتوفر:
1-دقة المعلومات السابقة
2- صلاحية ودقة الادراك الحسي للوقائع بالحواس وصفاء نقلها للدماغ
3-قدرة الدماغ على الربط وبالتالي التفسير
4- والاهم من ذلك كله المكون العقلي لدى الانسان، ونعني به العقيدة العقلية التي بنت هذا العقل، واصبحت منظاره الذي من خلاله يبصر الحياة والكون والانسان، قال تعالى : ( بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) 14 الحشر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته