بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبر واحسان وقبول وغفران
مع الحجيج في طريق العودة من الديار المقدسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحاج الكريم - اختي الحاجة الكريمة:-
من المشاهد المؤسفة حقا ان ترى الحجاج الذين قصدوا بيت الله الحرام تعظيما له تعالى، وتعظيما لمناسكه التي شرعها يتعبد الناس بها ، مجرد ان نووا الرجوع لديارهم اخذتهم العجلة وودب الخلاف بينهم فيما بينهم وفيما بينهم وبين السائق او المرشد او الشركة الناقلة ... وتسمع تبادل اللعنات والمسبات المقذعة والخادشة للحياء، واتهام الامهات ورمي المحصنات الغافلات من الامهات والاخوات والازواج !! واحيانا تسمع مسبات مكفرة مخرجة من الملة ..!! وتسمع الطلاق والشقاق والنفاق والفجور في الخصام ... لماذا؟؟!! وضع شنطته او اغراضه فوق اغراضي!! السائق لا يسرع!! يضع متاعه واغراضه في ممر الباص فيضايق الناس صعودا او نزولا!! واحيانا بسبب الطعام والشراب مع كل اسف!!
هنا حق لنا ان نسأل ونقول اين اثر الحج التربوي طيلة هذه الرحلة..!!؟
هل هذا عظم البيت ورب البيت بتعظيم شرع رب البيت واحكام دينه!!؟
هل عظم هذا شعائر فاستشعر تقواه!!؟ هل عظم هذا حرمات الله فاتقاه وتجنبها !! ام وقع ورتع فيها واستباح حمى الله !!؟ علما بان حمى الله تعالى محارمه !!
اخي الحاج:- اسمعني جيدا فلن اجاملك على حساب شرع الله تعالى ولن أتألى على الله واعطيك صكوك غفران !!
لقد انفقت مالك واستهلكت طاقتك واتعبت بدنك وهجرت الديار بمن فيها وما فيها لتنال رضوان الله تعالى بتوبة العمر لتكون توبة صادقة تعيدك لما تبقى لك من حياة كيوم ولدتك امك... فهل حين تغضب الرب وانت مازلت في الشهر الحرام والبيت الحرام -هل تظن انك رجعت كيوم ولدتك امك !!؟
اين هنا دور التقوى التي يجب ان يولدها الحج في نفسك وسلوكك؟؟ والتي هي شرط قبول الاعمال؟؟!!
اخي الحاج لا يغرنك من يبيعون صكوك الغفران !! ان الغفران متعلق بالقبول ، وان القبول متعلق بالتقوى التي من المفترض فيك انك تعلمتها من رمضان ثم من الحج وادائك لمناسكه ...قال الله تعالى مقررا سنة دائمة منذ بداية الخليقة :- (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)المائدة).
فاسمع لربك ولا تسمع لي ولا لغيري ، فالمغفرة لا يملكها الا الله تعالى ولا تكتب الا بالقبول ولا قبول الا بالتقوى، وخلاصة مفهوم التقوى : ان لا يفتقدك الله حيث امرك!! وان لا يجدك حيث نهاك .. فتراقب رضاه بشرعه وليس بهواك وكانك تراه ..فان لم تكن تراه فانه هو سبحانه يراك ، فتلتزم بالعمل بالتنزيل وما فيه من شريعة واحكام، وتتجنب ما فيه من المناهي و الحرام ..خوفا ورهبة من عقابه ورجاءً وطمعاً في نوال رضوانه وقبوله وغفرانه .. مستعدا بذلك لحسابه يوم لقاءه...
فاياك ان تنس او تغفل عن انك انما جئت وهاجرت لتقيم ركنا من اركان الاسلام !! فلا تهدم اسلامك او احكام دينك بمخالفتها بسبب الغضب الذي غالبا ما يكون لاسباب تافهة .. يعظمها الشيطان في نفسك فيزين لك الانتصار للنفس ،، ولا تنس انك امس كنت ترجمه وتنبذ طاعته وتعلن معاداته ..!!
اخي الحاج الكريم .. اختي الحاجة الكريمة :
والله اني لكم لناصح امين ان شاء الله ،فحافظوا على حجتكم ولا تبطلوها وتضيعوها ،ولا تكونوا ممن قيل فيهم (الركب كثير ولكن الحاج قليل) ، فاحرصوا ان تكونوا من ذلك القليل ، ولا تنس انك جئت زائر لله تعالى العظيم - جئت ملبا دعوة ملك الملوك ومالكها ... فتأدب في ذهابك وايابك مع العظيم الذي هو معكم اينما كنتم يسمع ويرى ، فلا ترونه منكم الا ما يحب ان يراكم عليه سبحانه فشرعه لكم امرا ونهيا.. ولا تسمعوا ربكم ما يكره !! تعظيما لله وتعظيما للقصد الذي قصدتموه وتعظيما لهذه الايام الحرم التي نهاكم فيها عن ظلم انفسكم بانتهاك حرمتها بالقول او الفعل .. ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)التوبة). فكن مع اخوانك ورفاق دربك المبارك في هذه الرحلة المبروكة هينا لينا، فلا تصخب ولا تغضب ولا تفجر في الخصومة ان حصلت، فالمؤمن اخو المؤمن لا يظلمه ولا يحقره ولا يُسلمه، ومن صفات المؤمنين الرحمة فيما بينهم لابعد حدودها وكأن المؤمن يبدو ذليلا لاخيه المؤمن فيتحمله ويصبر عليه وينصح له ويحمل معه ويتحمله ...قال الله تعالى مبينا لنا صفات محمد صلى الله عليه واله وسلم والذين معه من المؤمنين المتبعين لهديه ونهجه :- (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)الفتح)..
اللهم ربنا ارزقنا حسن الخلق وسعة الصدر وحلاوة اللسان وسلامة القلب ونقاء الفكر وطهارة النفس وحسن الخاتمة والنصر على الاعداء و اقامة صلاة النصر في الاقصى محررا في ظل رايتك ولواء نبيك صل اللهم وسلم وبارك عليه واله وصحبه وامته من بعده ...
وفقكم الله لحسن الاستماع وطيب الاتباع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبر واحسان وقبول وغفران
مع الحجيج في طريق العودة من الديار المقدسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الحاج الكريم - اختي الحاجة الكريمة:-
من المشاهد المؤسفة حقا ان ترى الحجاج الذين قصدوا بيت الله الحرام تعظيما له تعالى، وتعظيما لمناسكه التي شرعها يتعبد الناس بها ، مجرد ان نووا الرجوع لديارهم اخذتهم العجلة وودب الخلاف بينهم فيما بينهم وفيما بينهم وبين السائق او المرشد او الشركة الناقلة ... وتسمع تبادل اللعنات والمسبات المقذعة والخادشة للحياء، واتهام الامهات ورمي المحصنات الغافلات من الامهات والاخوات والازواج !! واحيانا تسمع مسبات مكفرة مخرجة من الملة ..!! وتسمع الطلاق والشقاق والنفاق والفجور في الخصام ... لماذا؟؟!! وضع شنطته او اغراضه فوق اغراضي!! السائق لا يسرع!! يضع متاعه واغراضه في ممر الباص فيضايق الناس صعودا او نزولا!! واحيانا بسبب الطعام والشراب مع كل اسف!!
هنا حق لنا ان نسأل ونقول اين اثر الحج التربوي طيلة هذه الرحلة..!!؟
هل هذا عظم البيت ورب البيت بتعظيم شرع رب البيت واحكام دينه!!؟
هل عظم هذا شعائر فاستشعر تقواه!!؟ هل عظم هذا حرمات الله فاتقاه وتجنبها !! ام وقع ورتع فيها واستباح حمى الله !!؟ علما بان حمى الله تعالى محارمه !!
اخي الحاج:- اسمعني جيدا فلن اجاملك على حساب شرع الله تعالى ولن أتألى على الله واعطيك صكوك غفران !!
لقد انفقت مالك واستهلكت طاقتك واتعبت بدنك وهجرت الديار بمن فيها وما فيها لتنال رضوان الله تعالى بتوبة العمر لتكون توبة صادقة تعيدك لما تبقى لك من حياة كيوم ولدتك امك... فهل حين تغضب الرب وانت مازلت في الشهر الحرام والبيت الحرام -هل تظن انك رجعت كيوم ولدتك امك !!؟
اين هنا دور التقوى التي يجب ان يولدها الحج في نفسك وسلوكك؟؟ والتي هي شرط قبول الاعمال؟؟!!
اخي الحاج لا يغرنك من يبيعون صكوك الغفران !! ان الغفران متعلق بالقبول ، وان القبول متعلق بالتقوى التي من المفترض فيك انك تعلمتها من رمضان ثم من الحج وادائك لمناسكه ...قال الله تعالى مقررا سنة دائمة منذ بداية الخليقة :- (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)المائدة).
فاسمع لربك ولا تسمع لي ولا لغيري ، فالمغفرة لا يملكها الا الله تعالى ولا تكتب الا بالقبول ولا قبول الا بالتقوى، وخلاصة مفهوم التقوى : ان لا يفتقدك الله حيث امرك!! وان لا يجدك حيث نهاك .. فتراقب رضاه بشرعه وليس بهواك وكانك تراه ..فان لم تكن تراه فانه هو سبحانه يراك ، فتلتزم بالعمل بالتنزيل وما فيه من شريعة واحكام، وتتجنب ما فيه من المناهي و الحرام ..خوفا ورهبة من عقابه ورجاءً وطمعاً في نوال رضوانه وقبوله وغفرانه .. مستعدا بذلك لحسابه يوم لقاءه...
فاياك ان تنس او تغفل عن انك انما جئت وهاجرت لتقيم ركنا من اركان الاسلام !! فلا تهدم اسلامك او احكام دينك بمخالفتها بسبب الغضب الذي غالبا ما يكون لاسباب تافهة .. يعظمها الشيطان في نفسك فيزين لك الانتصار للنفس ،، ولا تنس انك امس كنت ترجمه وتنبذ طاعته وتعلن معاداته ..!!
اخي الحاج الكريم .. اختي الحاجة الكريمة :
والله اني لكم لناصح امين ان شاء الله ،فحافظوا على حجتكم ولا تبطلوها وتضيعوها ،ولا تكونوا ممن قيل فيهم (الركب كثير ولكن الحاج قليل) ، فاحرصوا ان تكونوا من ذلك القليل ، ولا تنس انك جئت زائر لله تعالى العظيم - جئت ملبا دعوة ملك الملوك ومالكها ... فتأدب في ذهابك وايابك مع العظيم الذي هو معكم اينما كنتم يسمع ويرى ، فلا ترونه منكم الا ما يحب ان يراكم عليه سبحانه فشرعه لكم امرا ونهيا.. ولا تسمعوا ربكم ما يكره !! تعظيما لله وتعظيما للقصد الذي قصدتموه وتعظيما لهذه الايام الحرم التي نهاكم فيها عن ظلم انفسكم بانتهاك حرمتها بالقول او الفعل .. ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (36)التوبة). فكن مع اخوانك ورفاق دربك المبارك في هذه الرحلة المبروكة هينا لينا، فلا تصخب ولا تغضب ولا تفجر في الخصومة ان حصلت، فالمؤمن اخو المؤمن لا يظلمه ولا يحقره ولا يُسلمه، ومن صفات المؤمنين الرحمة فيما بينهم لابعد حدودها وكأن المؤمن يبدو ذليلا لاخيه المؤمن فيتحمله ويصبر عليه وينصح له ويحمل معه ويتحمله ...قال الله تعالى مبينا لنا صفات محمد صلى الله عليه واله وسلم والذين معه من المؤمنين المتبعين لهديه ونهجه :- (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)الفتح)..
اللهم ربنا ارزقنا حسن الخلق وسعة الصدر وحلاوة اللسان وسلامة القلب ونقاء الفكر وطهارة النفس وحسن الخاتمة والنصر على الاعداء و اقامة صلاة النصر في الاقصى محررا في ظل رايتك ولواء نبيك صل اللهم وسلم وبارك عليه واله وصحبه وامته من بعده ...
وفقكم الله لحسن الاستماع وطيب الاتباع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .