بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بالخير والبر والاحسان والعز والنصر والتمكين
من شواهد عظمة امتنا المجيدة:-
قناة زبيدة، وطريق زبيدة :-
يخلط الكثيرون بين قناة زبيدة وطريق زبيدة ، ويظنون أنهما مشروع واحد، ولكن الحقيقة التاريخية تقول إنهما مشروعان منفصلان عن بعضهما، حيث أمرت بإنشائهما «أم الأمين» زبيدة بنت أبي الفضل جعفر بن أبي جعفر المنصور العـباسي، زوجة الخليفة العباسي هارون الرشـيد، فطريق زبيدة هو عبارة عن تمهيد الطريق وانشاء برك تنتشر في مواضع متعددة بمسافات معينة محسوبة بحساب دقيق، وتمتد من بلاد العراق إلى مكة المكرمة لخدمة الحجيج القادمين عن طريق بغداد .. حيث تم ايضا انشاء عدة قرى ومراكز امنية و تجارية على هذا الطريق، تسهيلا على الحاج وحماية له من غارات السلب والنهب ... وبنيت على الاودية ومجاري السيول الجسور والقناطر كي لا ينقطع الحج لا صيفا ولا شتاءً ويستمر استخدام الطريق واداء مهماته دون انقطاع عبر الفصول ... فطريق زبيدة او درب زبيدة يعتبر أحد أهم طر ق الحج قديماً الذي سلكه حجاج بيت الله الحرام ، وامرت رحمها الله تعالى برصفه وتحديده و انتشرت على امتداده العديد من الآبار والبرك ومحطات استراحة الحجاج،المحسوبة حسابا دقيقا بحيث لا ينقطع الحاج السائر فيه لا من التزود بالماء ولا من الطعام والمؤن ، كما اسلفنا ،فكان شرياناً يربط بين مكة و بلاد شرق وشمال اسيا.
أما عين زبيدة او قناة زبيدة فهي قناة من الماء شقت عام 164هـ، من وادي نعمان جهة الطائف شرق مكة إلى مشعر عرفة، لتسقي الحاج والمعتمر والمقيم، وذلك بعد أن لمست زبيدة ما يلاقيه الحجاج آنذاك من تعب وجهد، نتيجة شح المياه. وقد نفّذتها السيدة زبيدة بعد حجها عام 186هـ ،فقد أدركت زبيدة في أثناء حجّها مدى الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال طريقهم إلى مكة من نقص المياه ،و ما يعانونه من جرّاء حملهم لقرب الماء من تعب وإرهاق و كان الكثير منهم يموتون جرّاء ذلك ، وبسبب ذلك قرّرت السيدة زبيدة رحمها الله تعالى وأمرت بحفر قنوات مائية تتصل بمساقط المطر فاشترت جميع الأراضي في الوادي و المزارع والنخيل وأمرت بأن تُشقّ للمياه قناة في الجبال، وفي أثناء مرور القناة بالجبال جعلت لها فتحات لأقنية فرعية أقامتها في المواضع التي تكون متوقعة لاجتماع مياه السيول لتكون هذه المياه روافد تزيد في حجم المياه المجرورة إلى مكة المكرمة عبر القناة الرئيسة، وبنيت بطريقة تجعل ضغط الماء من اعلى الى اسفل بحيث يجر اي ترسبات حيث سقفها اعرض من قاعدتها بحيث جعل السقف ضعف القاعدة ، وجعلت في الشعاب المتوقع ان تتجمع المياه خلفها عبارات لتصريف المياه خشية هدمها ... ومررتها فوق الاودية بشكل صندوقي على اعمدة مرتفعة بحيث لا يضرها السيل الجارف في الشتاء ..
ويبلغ طول القناة 26 كيلومتراً، وتشتمل على جزأين، الأول منها غير ظاهر (تحت سطح الأرض) يبلغ طوله 16.35 كيلومتر، والآخر ظاهر فوق سطح الأرض يبلغ طوله 9.47 كيلومتر. وتشتمل القناة - على طول امتدادها- على عدد من «الخرزات» التي تسمى كذلك بغرف التفتيش، وهي مراكز ادارة وصيانة وتشغيل، يبلغ عددها 132 خرزة، وتبدأ العين عند الخرزة التي تحمل رقم 1 بوادي نعمان قرب الطائف وتتجه صوب مكة المكرمة، لتظهر في عرفات حول جبل الرحمة في أول ظهور لها جنوب شرقي عرفة، ثم تتجه لتمر ببطن وادي عرنة ومنه إلى منطقة القطانية غرب وادي عرنة، ثم على السفوح الجنوبية والغربية لجبال المنطقة بين عرفات ومزدلفة، ثم تظهر القناة مرة أخرى في حي العزيزية بمكة المكرمة في أماكن عدة ، وبعد ذلك المكان أزيلت القنوات بكل اسف وبنيت عمارات مكانها. وتحتوي العين- إضافة إلى الخرزات والقنوات- على مبانٍ إدارية وخزانات لتجميع المياه وبرك، وغير ذلك.
والزائر لمكة المكرمة الصاعد إلى الطائف أو النازل منها لا بد له من أن يشاهد على سفوح الجبال بقايا بناء قناة زبيدة الأسطورية على يسار المتجه من مكة الى الطائف ، حيث ما زالت بقايا معالمها موجودة الى الان اسفل جبل الرحمة وفي منى و مشعر مزدلفة الحرام ...
وقد كانت هناك اوقاف تدر دخلا للانفاق على ادارة وتشغيل القناة وتنظيفها وصيانتها .. حيث استمرت هذه القناة تسقي الحاج والمعتمر واهل مكة لاكثر من الف عام .. وهي اليوم للاسف معطلة وتكاد تكون مطموسة المعالم لانها من شواهد عظمة تاريخ الامة العمراني والخدماتي !!
امرت السيدة الاولى -سيدة نساء الارض في زمانها وعصرها الذهبي - برصف الطريق وتحديده وبناء المرافق اللازمة للسائرين عليه وسالكيه ، وكذلك حفر وبناء القناة على حسابها ومن اموالها الخاصة !!
وهذا ما سيستغربه الكثير في هذا الزمان !!
ولكن الغرابة تزول اذا علمنا ان بركات تطبيق احكام الاسلام العظيم آتت أُكلها قبلها بعشرات العقود، حيث لم يجدوا في بلاد الاسلام الشاسعة -والتي كانت تحكم معظم اسيا ومعظم افريقيا وغرب اوروبا- لم يجدوا فقيرا يأخذ اموال الزكاة فنثروا الحبوب للطيور على رؤوس الجبال !!
وهذا يعني ان الخير عام للرعية وقادتها في آن واحد ولا يوجد بينهم محروم او محتاج !! اللهم اعد للامة امجادها وعزها يا رب العالمين
و اليكم بعضا من الصور للطريق والاخرى للقناة :-
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بالخير والبر والاحسان والعز والنصر والتمكين
من شواهد عظمة امتنا المجيدة:-
قناة زبيدة، وطريق زبيدة :-
يخلط الكثيرون بين قناة زبيدة وطريق زبيدة ، ويظنون أنهما مشروع واحد، ولكن الحقيقة التاريخية تقول إنهما مشروعان منفصلان عن بعضهما، حيث أمرت بإنشائهما «أم الأمين» زبيدة بنت أبي الفضل جعفر بن أبي جعفر المنصور العـباسي، زوجة الخليفة العباسي هارون الرشـيد، فطريق زبيدة هو عبارة عن تمهيد الطريق وانشاء برك تنتشر في مواضع متعددة بمسافات معينة محسوبة بحساب دقيق، وتمتد من بلاد العراق إلى مكة المكرمة لخدمة الحجيج القادمين عن طريق بغداد .. حيث تم ايضا انشاء عدة قرى ومراكز امنية و تجارية على هذا الطريق، تسهيلا على الحاج وحماية له من غارات السلب والنهب ... وبنيت على الاودية ومجاري السيول الجسور والقناطر كي لا ينقطع الحج لا صيفا ولا شتاءً ويستمر استخدام الطريق واداء مهماته دون انقطاع عبر الفصول ... فطريق زبيدة او درب زبيدة يعتبر أحد أهم طر ق الحج قديماً الذي سلكه حجاج بيت الله الحرام ، وامرت رحمها الله تعالى برصفه وتحديده و انتشرت على امتداده العديد من الآبار والبرك ومحطات استراحة الحجاج،المحسوبة حسابا دقيقا بحيث لا ينقطع الحاج السائر فيه لا من التزود بالماء ولا من الطعام والمؤن ، كما اسلفنا ،فكان شرياناً يربط بين مكة و بلاد شرق وشمال اسيا.
أما عين زبيدة او قناة زبيدة فهي قناة من الماء شقت عام 164هـ، من وادي نعمان جهة الطائف شرق مكة إلى مشعر عرفة، لتسقي الحاج والمعتمر والمقيم، وذلك بعد أن لمست زبيدة ما يلاقيه الحجاج آنذاك من تعب وجهد، نتيجة شح المياه. وقد نفّذتها السيدة زبيدة بعد حجها عام 186هـ ،فقد أدركت زبيدة في أثناء حجّها مدى الصعوبات التي تواجه الحجاج خلال طريقهم إلى مكة من نقص المياه ،و ما يعانونه من جرّاء حملهم لقرب الماء من تعب وإرهاق و كان الكثير منهم يموتون جرّاء ذلك ، وبسبب ذلك قرّرت السيدة زبيدة رحمها الله تعالى وأمرت بحفر قنوات مائية تتصل بمساقط المطر فاشترت جميع الأراضي في الوادي و المزارع والنخيل وأمرت بأن تُشقّ للمياه قناة في الجبال، وفي أثناء مرور القناة بالجبال جعلت لها فتحات لأقنية فرعية أقامتها في المواضع التي تكون متوقعة لاجتماع مياه السيول لتكون هذه المياه روافد تزيد في حجم المياه المجرورة إلى مكة المكرمة عبر القناة الرئيسة، وبنيت بطريقة تجعل ضغط الماء من اعلى الى اسفل بحيث يجر اي ترسبات حيث سقفها اعرض من قاعدتها بحيث جعل السقف ضعف القاعدة ، وجعلت في الشعاب المتوقع ان تتجمع المياه خلفها عبارات لتصريف المياه خشية هدمها ... ومررتها فوق الاودية بشكل صندوقي على اعمدة مرتفعة بحيث لا يضرها السيل الجارف في الشتاء ..
ويبلغ طول القناة 26 كيلومتراً، وتشتمل على جزأين، الأول منها غير ظاهر (تحت سطح الأرض) يبلغ طوله 16.35 كيلومتر، والآخر ظاهر فوق سطح الأرض يبلغ طوله 9.47 كيلومتر. وتشتمل القناة - على طول امتدادها- على عدد من «الخرزات» التي تسمى كذلك بغرف التفتيش، وهي مراكز ادارة وصيانة وتشغيل، يبلغ عددها 132 خرزة، وتبدأ العين عند الخرزة التي تحمل رقم 1 بوادي نعمان قرب الطائف وتتجه صوب مكة المكرمة، لتظهر في عرفات حول جبل الرحمة في أول ظهور لها جنوب شرقي عرفة، ثم تتجه لتمر ببطن وادي عرنة ومنه إلى منطقة القطانية غرب وادي عرنة، ثم على السفوح الجنوبية والغربية لجبال المنطقة بين عرفات ومزدلفة، ثم تظهر القناة مرة أخرى في حي العزيزية بمكة المكرمة في أماكن عدة ، وبعد ذلك المكان أزيلت القنوات بكل اسف وبنيت عمارات مكانها. وتحتوي العين- إضافة إلى الخرزات والقنوات- على مبانٍ إدارية وخزانات لتجميع المياه وبرك، وغير ذلك.
والزائر لمكة المكرمة الصاعد إلى الطائف أو النازل منها لا بد له من أن يشاهد على سفوح الجبال بقايا بناء قناة زبيدة الأسطورية على يسار المتجه من مكة الى الطائف ، حيث ما زالت بقايا معالمها موجودة الى الان اسفل جبل الرحمة وفي منى و مشعر مزدلفة الحرام ...
وقد كانت هناك اوقاف تدر دخلا للانفاق على ادارة وتشغيل القناة وتنظيفها وصيانتها .. حيث استمرت هذه القناة تسقي الحاج والمعتمر واهل مكة لاكثر من الف عام .. وهي اليوم للاسف معطلة وتكاد تكون مطموسة المعالم لانها من شواهد عظمة تاريخ الامة العمراني والخدماتي !!
امرت السيدة الاولى -سيدة نساء الارض في زمانها وعصرها الذهبي - برصف الطريق وتحديده وبناء المرافق اللازمة للسائرين عليه وسالكيه ، وكذلك حفر وبناء القناة على حسابها ومن اموالها الخاصة !!
وهذا ما سيستغربه الكثير في هذا الزمان !!
ولكن الغرابة تزول اذا علمنا ان بركات تطبيق احكام الاسلام العظيم آتت أُكلها قبلها بعشرات العقود، حيث لم يجدوا في بلاد الاسلام الشاسعة -والتي كانت تحكم معظم اسيا ومعظم افريقيا وغرب اوروبا- لم يجدوا فقيرا يأخذ اموال الزكاة فنثروا الحبوب للطيور على رؤوس الجبال !!
وهذا يعني ان الخير عام للرعية وقادتها في آن واحد ولا يوجد بينهم محروم او محتاج !! اللهم اعد للامة امجادها وعزها يا رب العالمين
و اليكم بعضا من الصور للطريق والاخرى للقناة :-