الدعوة في مكة...بدايات الصراع
الحرب العقيدية وإطلاق التهديدات
جوبهت دعوة الرسول(ص) بمعارضة شديدة من قومه، وفتح باب الصراع على مصراعيه، واتخذت الحرب أشكالاً متعددة تمثلت في بداية الحرب العقيدية، حيث دعاهم الرسول(ص) إلى عبادة إله واحد، ونبذ عبادة الأصنام والأوثان، ما أثار حفيظة قريش، فشكته إلى عمه أبي طالب الذي وقف يدافع عنه ويمنع قريش من النيل منه، وهو يعلم ما سوف يجره هذا الموقف من متاعب عليه وعلى أسرته، فرأى زعماؤها أن يبعثوا إليه وفداً من أشرافهم علّهم يقنعونه بوقف ابن أخيه عن المضي في دعوته، أو على الأقلّ بالتخلي عن حمايته، ولما التقوا به قالوا له: "يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سبّ آلهتنا وعاب ديننا وسفّه أحلامنا وضلّل آباءنا، فإما أن تكفّه عنّا، وإمّا أن تخلي بيننا وبينه"، فقال لهم أبو طالب قولاً رفيقاً، وردّهم رداً جميلاً فانصرفوا عنه.
لم تثن هذه التهديدات النبي(ص) عن تبليغ رسالته، بل مضى يدعو إلى الله، ما زاد من غضب قريش وحقدها على النبي، فكان أن اتفقوا للقاء أبي طالب ثانية، وقد صعّدوا من أسلوب الوعد والتهديد عما قبل، علّهم بذلك يصلون إلى مرماهم، فقالوا له: "يا أبا طالب، إن لك سناً وشرفاً ومنـزلة فينا، وإنّا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنّا، وإنّا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيّب آلهتنا حتى تكفه عنّا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين"، فبعث أبو طالب إلى ابن أخيه وقال: "يا ابن أخي، إن قومك قد جاؤوا فقالوا لي كذا وكذا، فأبقِ عليّ وعلى نفسك، ولا تحمّلني من الأمر ما لا أطيق".
وأصرَّ النبي(ص) على المضيّ قدماً في دعوته، قائلاً لعمه: "يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه"، وتجسد هنا أيضاً إصرار عمه في حمايته ومساندته عندما قال: "اذهب يا ابن أخي، فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبداً".
الحرب العقيدية وإطلاق التهديدات
جوبهت دعوة الرسول(ص) بمعارضة شديدة من قومه، وفتح باب الصراع على مصراعيه، واتخذت الحرب أشكالاً متعددة تمثلت في بداية الحرب العقيدية، حيث دعاهم الرسول(ص) إلى عبادة إله واحد، ونبذ عبادة الأصنام والأوثان، ما أثار حفيظة قريش، فشكته إلى عمه أبي طالب الذي وقف يدافع عنه ويمنع قريش من النيل منه، وهو يعلم ما سوف يجره هذا الموقف من متاعب عليه وعلى أسرته، فرأى زعماؤها أن يبعثوا إليه وفداً من أشرافهم علّهم يقنعونه بوقف ابن أخيه عن المضي في دعوته، أو على الأقلّ بالتخلي عن حمايته، ولما التقوا به قالوا له: "يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سبّ آلهتنا وعاب ديننا وسفّه أحلامنا وضلّل آباءنا، فإما أن تكفّه عنّا، وإمّا أن تخلي بيننا وبينه"، فقال لهم أبو طالب قولاً رفيقاً، وردّهم رداً جميلاً فانصرفوا عنه.
لم تثن هذه التهديدات النبي(ص) عن تبليغ رسالته، بل مضى يدعو إلى الله، ما زاد من غضب قريش وحقدها على النبي، فكان أن اتفقوا للقاء أبي طالب ثانية، وقد صعّدوا من أسلوب الوعد والتهديد عما قبل، علّهم بذلك يصلون إلى مرماهم، فقالوا له: "يا أبا طالب، إن لك سناً وشرفاً ومنـزلة فينا، وإنّا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنّا، وإنّا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيّب آلهتنا حتى تكفه عنّا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين"، فبعث أبو طالب إلى ابن أخيه وقال: "يا ابن أخي، إن قومك قد جاؤوا فقالوا لي كذا وكذا، فأبقِ عليّ وعلى نفسك، ولا تحمّلني من الأمر ما لا أطيق".
وأصرَّ النبي(ص) على المضيّ قدماً في دعوته، قائلاً لعمه: "يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك فيه"، وتجسد هنا أيضاً إصرار عمه في حمايته ومساندته عندما قال: "اذهب يا ابن أخي، فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبداً".