إبراهيم الحضراني
إبراهيم أحمد الحضراني (اليمن).
ولد عام 1920 في قرية خربة بويابس من قرى عنز.
لم يدخل مدارس منتظمة, ولكن درس على والده الأدب القديم, والنحو, والتاريخ, والعلوم البلاغية والشرعية, ثم أقبل على الكتب المترجمة فقرأ الآداب العالمية, واتصل بكبار الأدباء والشعراء العرب واستفاد من اتصاله بهم.
عضو الوفد اليمني في الجامعة العربية بالقاهرة, ومستشار ثقافي في سفارة اليمن بالكويت, وفي وزارة الثقافة اليمنية.
دواوينه الشعرية: القطوف الدواني 1991 .
كتب عنه كثير من النقاد والشعراء, منهم عبدالله البردوني, وهلال ناجي, وأحمد الشامي, وعبدالعزيز المقالح, وخصصت له مجلة الحكمة عدداً كاملاً من أعدادها.
عنوانه: بواسطة د. بلقيس إبراهيم الحضراني ـ مركز الدراسات والبحوث اليمني ـ صنعاء.
------------------------
كلهــــم يحدثنــــي عنــــــك
حبُّكِ? ما أَقْوى, وما أعمقا
قد علّم الأشياءَ أن تنطِقَا
قالت لي الصخرة: لا تنسه
وكيف أنسى حبي الأسبقا?
والنهر لما جئته مفرداً..
يسألني عن موعد الملتقى
والروض حتى الروض ما لم تكن
بجانبي ينظرني محنقا
نسْمته في مسمعي عاصف
وزهره يوشك أن يحرقا
والعطر يأبى كلما رمته
من غير أنفاسك أن يعبقا
علمت ما حولي حديث الهوى
وكيف يُضني قلبِيَ الشيّقا
رمــــــال عطشـــــــى
الندامى; وأين مني الندامى
ذهبوا يَمْنة, وسرت شآما
يا أحباءنا تنكَّر دهر
كان بالأمس ثغرُه بسَّاما
ما عليكم في هجرنا من ملام
قد حملنا عن الليالي الملاما
وطوينا على الجراح قلوباً
دميت لوعة, وذابت غراما
سوف يدري من ضيع العهد أنا
منه أسمى نفساً وأوفى ذماما
نحن من لقّن الحمام فغنى
ومن الشوق عطَّر الأنساما
والندى في الرياض فيضُ دموع
من جفون لنا أبت أن تناما
كم سجا الليل والجوانح هيمى
بتباريحها تُناجي الظلاما
الندامى; وأين مني الندامى?
ذهبوا يمنة وسرت شآما!
الرمال العطشى وتلك نفوس
تتلظى صبابة وهياما
هوّمي يا رمال; ما دامت النعـ
ـماء يوماً, كلاّ ولا البؤس داما
قد بذلنا النفيس من كل شيء
فجنينا الأحلام والأوهاما
يا ليالي الأحلام عودي فإنا
قد عشقنا برغمنا الأحلاما
نبتدي حيث ننتهي ما بلغنا
من مرام, ولا شفيْنا أُواما
من قصيدة: الشـــــــــــــــــــلال
يا حبيبي لقد مررنا بهذا النْـ
ـنَبْع يوماً وحبنا دفّاق
ثم عُدنا إليه والعشب قد جـفْ
ـفَ, وجفت في قلبك الأشواق
هكذا قالت الطبيعة: إنا
هكذا, هكذا لقاً وفراق
يا حبيبي سيرجع العشب غضاً
وسيلهو كعهدنا العُشاق
والعصافير في الروابي تغني
والشذى والزهور والأوراق
غير قل لي ربيعنا بعدما غـا
ب, أيُرجى لصبحه إشراق?
يا حبيبي وفي الضلوع رماد
من بقايا أيامنا عبّاق
ضعه فوق الجراح, ضعه ولـوطَرْ
فة عين ـ فإنه ترياق
هذه لحظة هي الدهر; لا مـا
ضٍ تولَّى, ولا غد لا يطاق
أنت لست المدان إن ذبل العُشـ
ـب فأودى أو جفت الغدران
أنت من أنت يا رفيق حياتي?
وأنا من أنا? كلانا دخان
عصفت حولنا الرياح العواتي
فهي ـ لا نحن ـ يا حبيبي تدان
إنني قد سألت قلبي لك الغفـ
ـران يا من وجوده غفران
أي قلب وكيف يسمع قلبي?
والهوى فيه صاخب غضبان
قُضي الأمر يا أحبةَ قلبي
ليس لي قدرة, ولا سلطان
يا حبيبي وليس أول جرح
كم حملنا لمن نحب جراحا
ونسينا الجراح وهي دوامٍ
والمساء الحزين والإصباحا
سوف أنسى; أنساك يا مهجة النفـ
ـس وأنسى الهموم والأتراحا
وعليك الجناح إذ إنك الظـا
لم بدءًا, أما أنا لا جُناحا
إن خوفي أن يثأر الحب ممن
داسه عامداً وولَّى وراحا
عدل سابقا من قبل نبيل القدس في 2011-10-18, 7:22 pm عدل 2 مرات