رسالة الى الكاتبة اليهودية اليمنية نجاة النهاري تعليقا على مقالتها يا ترى بماذا سيغرون المسلمون اليهود لدخول الاسلام
على منتدى نبيل القدس
الى الكاتبة نجاة النهاري سلام على من اتبع الهدى وبعد
اطلعت على مقالك واعجبني صراحتك ووضوحك في الطرح
وللتوضيح فقط انت حضرتك نظرت الى الاسلام من ناحيتين:-الاولى تعاليم الاسلام العظيم الذي جاء للبشرية كافة ولم يكن مبدءا عنصريا لا لطائفة من البشر ولا لقومية خاصة يرفعها فوق البشر فتقابل بالتالي بالازدراء والاحتقار والعزل كما هو حال دينكم المحرف حسب معتقدنا فيه وحسب اعتراف كتابكم الذي بين ايديكم الان وبدون تعصب انظري الى قصة استير وما فيها من اعتراف صريح يدل اصحاب العقل امثالك على حقيقة انه زيد فيه وايضا نقص منه حسب اهواء الاحبار وبما يثبت انه ليس كل ما فيه هو كلام الله تعالى بل اختلط بغيره مما هو ليس بمقدس حيث كان شرطا لاستير لترضى بخوض مسابقة الجمال التي تنافس فيها على حظوة ان تكون زوجة كورش الاممي الذي كان ممنوعا عندكم اتمام التزاوج معهم لاعتبار انهم كفار وانتم يومها كنتم اهل الايمان في الارض فمقابل الحاح عمها رئيس الطائفة يومها وحبرها الاعظم لينقذ بهذا الزواج شعب اسرائيل مما كانوا فيه من هوان وعذاب ومذلة اشترطت مقابل هذه التضحية ان يسطر لها سفرا باسمها في التوراة.
فدينكم قائم على تقديس عنصر وسلالة من العالمين وديننا جاء رحمة للعالمين ويخاطب الناس كافة ليخرجهم من الظلمات الى النور ومن الجهالة والتحريف الى الهدى ومن الظلم والجور الى العدل والانصاف يحترم الانسان كانسان لافضل فيه لجنس على جنس ولاللسان على لسان ولا لانسان على انسان الا بالتقوى
وهذا المنحى الذي سلكتيه وهو اطلاعك على الاسلام من مصادره الصحيحة المعتبرة منحى صحيح.
اما الناحية الاخرى التي اوقعتك في الحيرة فهي اتخاذك واقع حياة المسلمين مصدرا للتفكير وهذا من اكبر الاخطاء من عدة وجوه اولها ان الاسلام مبدأحياة اي انه عقيدة دينية ينبثق عنها نظام تشريعي ينظم حياة البشر ان من ادواته لتحقيق ذلك وجوب وحدة الامة في كيان واحد وتحت ولاية حاكم واحد لجميع امة الاسلام في كل انحاء الارض كما كان في سالف الازمان قبل اقل من ماية سنة واسم كيانه دولة الخلافة التي تنعم فيها الرعية باحكامه وتعيش وفق شرعه وها انت سليلة رعايا دولته وكان اجدادك ينعمون بامنه وامانه ولم يكرهوا على ترك دينهم واعتناق غيره بدليل انك ما زلت يهودية الديانة في قطر من اقطار الاسلام حكمه الاسلام على مدار الف واربعماية عام تحترم فيه كل اهل التابعية لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
وبفعل الناقمين على الاسلام واهله من الحاقدين وبزعامة فرانسا وانجلترا وتامر جهلة وخون العرب والمسلمين اسما هدم هذا الكيان وزرعت مكانه هذه الكيانات التي خلقتها اتفاقية سايكس بيكو المشؤمة وصنع لكل قطر منها دويلة مختلفة مع اختها وليس نظامها الاسلام وان وضع شعار دين الدولة الاسلام بل ان من وظيفة هذه الكيانات تشويه الاسلام وتحريف فهمه واساءة التعامل به ومعه فهي كيانات خادمة لمنهج من صنعها وليست خادمة لمنهج الاسلام لانها اصلا ما قامت على اساسه. فالاسلام يوحد بني الانسان فالاجدر ان يوحد بنيه ومعتنقيه.فواقع هذه النطم وكثير من التنظيمات التي ترعاها انما من اوليات وظيفتها ان تحول بين الناس ورجعتهم الى اسلامهم الحق الصحيح ودولته الواحدة الموحدة لامة توحد الله ولا تشرك به ولا معه احدا.
اذا هذا الواقع لم يخلقه ولم يوجده تطبيق الاسلام بل صنع ليحول دون المسلمين وحملهم لاسلامهم الحق ويبقيهم في حالة تشرذم وفقر وذل وتهارش فيما بينهم
كي لاتقوم لهم قائمة من جديد اذا خطأجسيم ان تحسبي هذا الواقع المسخ ومفرزاته النتنة على الاسلام ودعوته لانه ليس من صنعنا بل من صنع اعدائنا وحراسه يحرسونه ويصوننه منا نحن فلذلك جيوشهم وقواهم الامنية لم تسجل منذ تاريخ نشاتها نصرا على عدو وهم في كل موقعة يهزمون الا على الامة تظهر قدراتهم واسلحتهم وقدراتهم وامكانياتهم.
وامر اخر يجب ان تعرفيه وهو ان تصرفات الناس ليست دليلا على صحة او عدم صحة معتقدهم فالدليل هو الحكم الشرعي المنحى قسرا عنا وعن حياتنا
وافعالنا دليل ادانتنا او التزامنا وليست ادلة صحة او بطلان.
اما الافتراق فانه تابع للافتراق السياسي وكثير منه تابع ونابع من الاختراق السياسي ايضا الذي صممت هذه النظم والكيانات لخدمته وتغذيته وايجاده
وختاما ايها اليهودية اليمنية الباحثة عن الحق ان ديننا يبرأ من واقع حياتنا الذي اجبرنا على العيش فيه ويحرم علينا الرضى والقبول به او السكوت عنه ويوجب علينا العمل لتغييره واننا نعمل على تغييره مستعينين بالله واتمنى لك التوفيق للهداية وفهم الاسلام فهما صحيحا فهو طريق الخلاص للعالم وسعادته في الدنيا والاخرة هداك الله وانار قلبك بنور الاسلام وهذا الاغراء العطيم الذي نقدمه لكم وهو الفوز برضا الله والخلاص من غضبه لنيل الجنة والنجاة من النار ولنرتقي بكم بالاسلام الى ما يليق بالانسان ويحفظ انسانيته.