بسم الله الرحمن الرحيم
اية يخطيء الناس فهمها ويسيئون الاستدلال بها
(( وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.)) {البقرة:195}.
قال ابن كثير: ومضمون الآية: الأمر بالإنفاق في سبيل الله في سائر وجوه القربات ووجوه الطاعات، وخاصة صرف الأموال في قتال الأعداء وبذلها فيما يقوى به المسلمون على عدوهم، والإخبار عن ترك فعل ذلك بأنه هلاك ودمار إن لزمه واعتاده. اهـ.
وقال السعدي رحمه الله:-ومن الإلقاء باليد إلى التهلكة الإقامة على معاصي الله، واليأس من التوبة، ومنها: ترك ما أمر الله به من الفرائض، التي في تركها هلاك للروح والدين.اهـ
وقد ذكر الطبري وابن كثير والشوكاني عدة آثار عن السلف في هذا.
منها ما روى الترمذي وغيره وصححه عن ابن عمران التجيبي قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيماً من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر... فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة؟ فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس إنكم لتتأولون هذه الآية هذا التأويل! وإنما أنزلت هذ الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها... فأنزل الله تعالى على نبيه يرد علينا ما قلنا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ... الآية. وكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو... فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله
حتى دفن بأرض الروم.
وقال الجزائري في تفسيره: أمرهم بإنفاق المال للجهاد لإعداد العدة وتسيير السرايا والمقاتلين، ونهاهم أن يتركوا الإنفاق في سبيل الله الذي هو الجهاد فإنهم متى تركوا الإنفاق والجهاد كانوا كمن ألقى بيده في الهلاك، وذلك أن العدو المتربص بهم إذا رآهم قعدوا عن الجهاد غزاهم وقاتلهم وانتصر عليهم فهلكوا. اهـ.
قال القاضي أبوبكر ابن العربي في كتابه "أحكام القرآن" بعد أن نقل أقوال العلماء في المراد بالتهلكة قال رحمه الله: قال الطبري: هو عام في جميعها لا تناقض فيه، وقد أصاب إلا في اقتحام العساكر، فإن العلماء اختلفوا في ذلك . فقال القاسم بن مخيمرة، والقاسم بن محمد، وعبد الملك من علمائنا : لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم إذا كان فيه قوة وكان لله بنية خالصة، فإن لم تكن فيه قوة فذلك من التهلكة. وقيل : إذا طلب الشهادة وخلصت النية فليحمل؛ لأن مقصده واحد منهم، وذلك بين في قوله تعالى: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله . والصحيح عندي جوازه؛ لأن فيه أربعة أوجه : الأول : طلب الشهادة . الثاني: وجود النكاية . الثالث : تجرئة المسلمين عليهم . الرابع : ضعف نفوسهم ليروا أن هذا صنع واحد، فما ظنك بالجميع. انتهـى.
ونقل عن ابن عباس: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قال: ليس التهلكة أن يقتل الرجل في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله.
وبناء عليه يعلم أن الآية تحض على الجهاد والانفاق فيه..وتحرم البخل في النفقة على الجهاد والتهلكة كل التهلكة في ترك الجهاد وترك الانفاق عليه ..لان الهلاك يكون بالوقوع في غضب الله تعالى والقعود عنه او عدم الانفاق عليه هلاك يسلط الاعداء على الامة ويجعل لهم الغلبة على المسلمين فيوقع في غضب الله تعالى وهذه اقوال كبار المفسرين سقتها ليستقيم الفهم واسال الله تعالى مرضاته والنجاة من غضبه والهلاك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اية يخطيء الناس فهمها ويسيئون الاستدلال بها
(( وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.)) {البقرة:195}.
قال ابن كثير: ومضمون الآية: الأمر بالإنفاق في سبيل الله في سائر وجوه القربات ووجوه الطاعات، وخاصة صرف الأموال في قتال الأعداء وبذلها فيما يقوى به المسلمون على عدوهم، والإخبار عن ترك فعل ذلك بأنه هلاك ودمار إن لزمه واعتاده. اهـ.
وقال السعدي رحمه الله:-ومن الإلقاء باليد إلى التهلكة الإقامة على معاصي الله، واليأس من التوبة، ومنها: ترك ما أمر الله به من الفرائض، التي في تركها هلاك للروح والدين.اهـ
وقد ذكر الطبري وابن كثير والشوكاني عدة آثار عن السلف في هذا.
منها ما روى الترمذي وغيره وصححه عن ابن عمران التجيبي قال: كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيماً من الروم، فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر... فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيده إلى التهلكة؟ فقام أبو أيوب فقال: يا أيها الناس إنكم لتتأولون هذه الآية هذا التأويل! وإنما أنزلت هذ الآية فينا معشر الأنصار لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها... فأنزل الله تعالى على نبيه يرد علينا ما قلنا: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ... الآية. وكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو... فما زال أبو أيوب شاخصاً في سبيل الله
حتى دفن بأرض الروم.
وقال الجزائري في تفسيره: أمرهم بإنفاق المال للجهاد لإعداد العدة وتسيير السرايا والمقاتلين، ونهاهم أن يتركوا الإنفاق في سبيل الله الذي هو الجهاد فإنهم متى تركوا الإنفاق والجهاد كانوا كمن ألقى بيده في الهلاك، وذلك أن العدو المتربص بهم إذا رآهم قعدوا عن الجهاد غزاهم وقاتلهم وانتصر عليهم فهلكوا. اهـ.
قال القاضي أبوبكر ابن العربي في كتابه "أحكام القرآن" بعد أن نقل أقوال العلماء في المراد بالتهلكة قال رحمه الله: قال الطبري: هو عام في جميعها لا تناقض فيه، وقد أصاب إلا في اقتحام العساكر، فإن العلماء اختلفوا في ذلك . فقال القاسم بن مخيمرة، والقاسم بن محمد، وعبد الملك من علمائنا : لا بأس أن يحمل الرجل وحده على الجيش العظيم إذا كان فيه قوة وكان لله بنية خالصة، فإن لم تكن فيه قوة فذلك من التهلكة. وقيل : إذا طلب الشهادة وخلصت النية فليحمل؛ لأن مقصده واحد منهم، وذلك بين في قوله تعالى: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله . والصحيح عندي جوازه؛ لأن فيه أربعة أوجه : الأول : طلب الشهادة . الثاني: وجود النكاية . الثالث : تجرئة المسلمين عليهم . الرابع : ضعف نفوسهم ليروا أن هذا صنع واحد، فما ظنك بالجميع. انتهـى.
ونقل عن ابن عباس: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} قال: ليس التهلكة أن يقتل الرجل في سبيل الله، ولكن الإمساك عن النفقة في سبيل الله.
وبناء عليه يعلم أن الآية تحض على الجهاد والانفاق فيه..وتحرم البخل في النفقة على الجهاد والتهلكة كل التهلكة في ترك الجهاد وترك الانفاق عليه ..لان الهلاك يكون بالوقوع في غضب الله تعالى والقعود عنه او عدم الانفاق عليه هلاك يسلط الاعداء على الامة ويجعل لهم الغلبة على المسلمين فيوقع في غضب الله تعالى وهذه اقوال كبار المفسرين سقتها ليستقيم الفهم واسال الله تعالى مرضاته والنجاة من غضبه والهلاك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته