(4)بسم الله الرحمن الرحيم(4)
تعريفات لازمة لكل متعلم....4
المبدأ :-
أصل كلمة (مبدأ) لغة من الفعل بدأ، قال الفيروز ابادي صاحب القاموس المحيط في مادة: بدأ: المبدأ مبدأ الشيء أوله، ومادته التي يتكون منها، كالنواة مبدأ النخل، أو يتركب منها كالحروف مبدأ الكلام، والجمع مبادئ.فمبدأُ الشيء: أوَّلُه، ومادته التي يتكوَّن منها، كالطِّين مبدأُ الإنسان؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾ [السجدة: 7]، أو مادته التي يتركَّب منها، كما نقول: الحروف مبدأُ الكلام
وتطلق كلمة مبدأ ويقصد منها الاساس ونقطة الانطلاق للفكر والعمل والقاعدة الفكرية ويقال مباديء العلوم اي قواعدها الاساسية الاولية فمباديء الحساب تعلم الاعداد ومباديء القراءة تعلم الحروف وتركيب الكلام والجمل.. ومبدا القضية اصلها والمبدا العقيدة ومبدأ الاخلاق قاعدة ومعيار اعتقادي تبنى عليه قيم الاعمال.
و تطلق كلمة المبدا ويراد منها معنى اصطلاحي عند اهل الفكر حيث يطلقونها على عقيدة عقلية ينبثق عنها او يبتنى عليها نظام.فليس كل عقيدة تعتبر مبدأ فلا بد ان تكون عقلية اي انها مقنعة للعقل عند معتقدها وتعطي تصورا مقنعا للعقل عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها لتصبح قاعدة ينطلق منها الفكر وينبثق عنها كما في الاسلام او يبنى عليها كما في غيره من العقائد الارضية ثم ينبثق منها نظام شامل للسلوك الانساني ليرتقي به بما يليق بانسانيته وكرامته كما هو الاسلام.او يبنى هذا النظام بناء عقليا على هذه العقيدة كما فعلت كل من الشيوعية البائدة والراسمالية البالية التي هي في طريقها لافول نجمها وزوالها بعد افلاسها ومناقضتها للواقع بل وكشف الواقع لزيف قيمها ومفاهيمها ونظمها وما تحمله في خبايا ثناياها من تناقضات اشقت الانسان وهبطت بقيمه وقيمته واعادته الى ما دون مستوى الرقيق فاهدرت الدماء ودمرت القيم الانسانية وهدمت العمران وساد في الوجود الظلم والقهر والاستغلال والاستعباد والطغيان وفساد العباد والبلاد والبحار والانهار والغذاء والدواء والهواء وانتشرت الرذيلة وانقرضت الفضيلة وعصي الرحمن وعبد الشيطان.... وصار طالب الرقي والتقدم بفكرهم ومناهجهم المبنية على مبدأهم الراسمالي او الشيوعي ، كمن وصفهم الله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [ سورة النور: 39 ] .نعم هذا حال من غفل عن هدى الله ونوره المتمثل في مبدا الاسلام المنقذ الوحيد والاخير للبشرية من تخبطها فهو كالعطشان الظميء يرى اعمال الكفار وحضارتهم سرابا يحسبه ماء فيهرع اليه مهرولا ليروي عطشه فاذا جاءه ووصله ادرك ان اعمالهم سرابا فلم يجدها شيئا فدنا اجله فتوفاه الله ليحاسبه لان العمر قصير ولا يحتمل مزيدا من التجارب واسمع لحال من يتخبطون في ظلمات جهل شهواتهم التي فتكت بعقولهم ودمرت نفوسهم حتى اعمتهم عن ادراك مصالح ذواتهم فلم يعد احدهم قادرا على رؤية بعضه ثم إن الله يوضح لنا حال هؤلاء الغافلين في صورة أخرى توضح تخبطهم في كل مسعى فيقول: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) [النور:40]. الا ترى معي مثلا ان تاجر المخدرات ومهربها المستغل لنفوذه ومنصبه ومكانته وسلطانه انه او ما يقتل بهذه السموم اولاده وافراد اسرته وهم بعضه ولكن لا يراهم؟!!
هذه صورة حضارتهم ومبادئهم في القران الكريم وهذا مآلها لانها عقائد باطلة بني عليها مباديء باطلة وما بني على الباطل فهو باطل وكما قال لنا ربنا:وقوله الحق: ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) أي : من لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر كافر ، كما قال تعالى : ( من يضلل الله فلا هادي له ) [ الأعراف : 186 ] وهذا [ في ] مقابلة ما قال في مثل المؤمنين : ( يهدي الله لنوره من يشاء ).
فالمبدأ اذن هو عقيدة عقلية ينبثق منها او يبنى عليها نظام ليصبح منهج سير في الحياة ومنظار رؤيا لحوادثها ومنطلقا لمعالجة امورها واحداثها وصبغة تصطبغ بها الحياة. فالمبدأ
نورك في الحياة وطريقك فيها.....
نسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورا ، وعن أيماننا نورا ، وعن شمائلنا نورا ، وأن يعظم لنا نورا وان يجعل حياتنا قائمة على هداه وبنوره ونساله نوال رضاه .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعريفات لازمة لكل متعلم....4
المبدأ :-
أصل كلمة (مبدأ) لغة من الفعل بدأ، قال الفيروز ابادي صاحب القاموس المحيط في مادة: بدأ: المبدأ مبدأ الشيء أوله، ومادته التي يتكون منها، كالنواة مبدأ النخل، أو يتركب منها كالحروف مبدأ الكلام، والجمع مبادئ.فمبدأُ الشيء: أوَّلُه، ومادته التي يتكوَّن منها، كالطِّين مبدأُ الإنسان؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾ [السجدة: 7]، أو مادته التي يتركَّب منها، كما نقول: الحروف مبدأُ الكلام
وتطلق كلمة مبدأ ويقصد منها الاساس ونقطة الانطلاق للفكر والعمل والقاعدة الفكرية ويقال مباديء العلوم اي قواعدها الاساسية الاولية فمباديء الحساب تعلم الاعداد ومباديء القراءة تعلم الحروف وتركيب الكلام والجمل.. ومبدا القضية اصلها والمبدا العقيدة ومبدأ الاخلاق قاعدة ومعيار اعتقادي تبنى عليه قيم الاعمال.
و تطلق كلمة المبدا ويراد منها معنى اصطلاحي عند اهل الفكر حيث يطلقونها على عقيدة عقلية ينبثق عنها او يبتنى عليها نظام.فليس كل عقيدة تعتبر مبدأ فلا بد ان تكون عقلية اي انها مقنعة للعقل عند معتقدها وتعطي تصورا مقنعا للعقل عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها لتصبح قاعدة ينطلق منها الفكر وينبثق عنها كما في الاسلام او يبنى عليها كما في غيره من العقائد الارضية ثم ينبثق منها نظام شامل للسلوك الانساني ليرتقي به بما يليق بانسانيته وكرامته كما هو الاسلام.او يبنى هذا النظام بناء عقليا على هذه العقيدة كما فعلت كل من الشيوعية البائدة والراسمالية البالية التي هي في طريقها لافول نجمها وزوالها بعد افلاسها ومناقضتها للواقع بل وكشف الواقع لزيف قيمها ومفاهيمها ونظمها وما تحمله في خبايا ثناياها من تناقضات اشقت الانسان وهبطت بقيمه وقيمته واعادته الى ما دون مستوى الرقيق فاهدرت الدماء ودمرت القيم الانسانية وهدمت العمران وساد في الوجود الظلم والقهر والاستغلال والاستعباد والطغيان وفساد العباد والبلاد والبحار والانهار والغذاء والدواء والهواء وانتشرت الرذيلة وانقرضت الفضيلة وعصي الرحمن وعبد الشيطان.... وصار طالب الرقي والتقدم بفكرهم ومناهجهم المبنية على مبدأهم الراسمالي او الشيوعي ، كمن وصفهم الله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [ سورة النور: 39 ] .نعم هذا حال من غفل عن هدى الله ونوره المتمثل في مبدا الاسلام المنقذ الوحيد والاخير للبشرية من تخبطها فهو كالعطشان الظميء يرى اعمال الكفار وحضارتهم سرابا يحسبه ماء فيهرع اليه مهرولا ليروي عطشه فاذا جاءه ووصله ادرك ان اعمالهم سرابا فلم يجدها شيئا فدنا اجله فتوفاه الله ليحاسبه لان العمر قصير ولا يحتمل مزيدا من التجارب واسمع لحال من يتخبطون في ظلمات جهل شهواتهم التي فتكت بعقولهم ودمرت نفوسهم حتى اعمتهم عن ادراك مصالح ذواتهم فلم يعد احدهم قادرا على رؤية بعضه ثم إن الله يوضح لنا حال هؤلاء الغافلين في صورة أخرى توضح تخبطهم في كل مسعى فيقول: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) [النور:40]. الا ترى معي مثلا ان تاجر المخدرات ومهربها المستغل لنفوذه ومنصبه ومكانته وسلطانه انه او ما يقتل بهذه السموم اولاده وافراد اسرته وهم بعضه ولكن لا يراهم؟!!
هذه صورة حضارتهم ومبادئهم في القران الكريم وهذا مآلها لانها عقائد باطلة بني عليها مباديء باطلة وما بني على الباطل فهو باطل وكما قال لنا ربنا:وقوله الحق: ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) أي : من لم يهده الله فهو هالك جاهل حائر بائر كافر ، كما قال تعالى : ( من يضلل الله فلا هادي له ) [ الأعراف : 186 ] وهذا [ في ] مقابلة ما قال في مثل المؤمنين : ( يهدي الله لنوره من يشاء ).
فالمبدأ اذن هو عقيدة عقلية ينبثق منها او يبنى عليها نظام ليصبح منهج سير في الحياة ومنظار رؤيا لحوادثها ومنطلقا لمعالجة امورها واحداثها وصبغة تصطبغ بها الحياة. فالمبدأ
نورك في الحياة وطريقك فيها.....
نسأل الله العظيم أن يجعل في قلوبنا نورا ، وعن أيماننا نورا ، وعن شمائلنا نورا ، وأن يعظم لنا نورا وان يجعل حياتنا قائمة على هداه وبنوره ونساله نوال رضاه .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.