القس جوزيف ايليا
إن معرفة الأسباب التي أدت بنا إلى الكارثة مهمة جداً للوصول إلى الحلول المتوخاة .
من هذه الأسباب أذكر :
١ - الإفراط في تقديس الماضي ورفض الخروج من دائرته والتخلي عن قيمه مما جعلنا أسرى حقيقين في سجونه لا نريد الخروج منها إلى فضاءات الحاضر والمستقبل فما تم في الماضي لا يمكن إنتاجه في الحاضر وهذا ما عطل فينا روح البحث عن الأفضل الذي يتناسب مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه فبقينا نتخبط لا نعرف كيف نخرج من سطوة الماضي ونسينا أن لكل زمن منطقه وظروفه وقيمه… !
٢ - عدم فصل الدين عن قضايا السياسة والمجتمع والفكر وإدخاله في كل مناحي الحياة .
إن الشعوب التي سبقتنا قروناً في مجالات التطور والتقدم والحداثة عملت على حصر الدين في حيز الروح وأبعدته عن السياسة حيث تمكنت بهذا من إنتاج مجتمعات سوية مدنية لا ينظر فيها إلى الإنسان على أساس انتمائه الديني أو المذهبي وإنما على أساس كونه مواطناً… !
٣- التطرف والتعصب وعدم قبول الآخر كما هو ورفض التنوع الذي هو مصدر غنى مما أسهم في إقامة الحواجز السميكة بين أبناء الوطن الواحد وخلق حالة من النفور وصلت إلى حد التنابذ والاقتتال العرقي والمذهبي
إن مثل هذه الحالة تعطل التقدم وتنسف التطور فلا بناء يقوم في ظل الصراعات والحروب… .!
٤ - عدم تنشيط الحالة الفكرية ومقاومة كل أشكال التفكير وترك الساحة لرجال الدين غير المستنيرين ليبثوا أفكاراً بعيدة عن جوهر الدين الحقيقي فيها ما فيها من الجهل والبغضاء ومعاداة منطق التطور ومحاربة الابداع بشتى أشكاله وتمجيد الاتباع والتقليد… .!
٥ - عدم القراءة… إن الشعوب التي لا تقرأ لا يمكنها التقدم نحو الأمام ونحن للأسف أمة تعادي الكتاب ولا تدنو من مقادسه
ومن لا يقرأ هو شخص أمي حتى ولو كان متعلماً وسيكون من السهل اصطياده لمشاريع تخريبية وهذا ما نراه حاصلاً في عدد من بلادنا
٦ - أساليب التربية الخاطئة في المنزل والمدرسة والمناهج التدريسية المرتكزة على الحفظ فقط… الأمر الذي خلق أجيالاً من المعاقين فكرياً ونفسياً… .!
٧ - وسائل الاعلام المتخلفة الهابطة فكرياً التي لعبت دوراً بارزاً في تجهيل شعوبنا وتخلفها وهذا ما جعلها سطحية التفكير وهزيلة الذهن تمشي مع كل ريح… !
٨ - الأنظمة الاستبدادية الدكتاتورية التي أنتجت أجيالاً من المقهورين المقموعين الحاقدين على بلادهم… .والمدمرين روحياً لذلك ليس غريباً ما نراه من التدمير الذي يتم بأيدي أبناء الوطن للوطن حجراً وبشراً… .!
٩ - روح الاستعلاّءالمهيمنة علينا والانتفاخ والكبرياء مما حرمنا من الاستفادة من تجارب الأمم الأخرى على اعتبار أننا من أفضل أمم الأرض وأقواها… ..!
وللحديث بقية ...