مقدمة يلقيها الكاتب
......................
بسم الله الرحمن الرحيم...وبه نستعين...الحمد لله والصﻻة والسﻻم على رسول الله...، وبعد..
لقد دعاني بعض اﻹخوة الكرام ﻹعطاء دروس في اللغة العربية...، واستجبت لذلك ، ﻷنه يؤلمني ما أرى من أخطاء نحوية..وإمﻻئية..ﻻ تليق أن تصدر عن رجل مسلم...ولوﻻ أن يفسر كﻻمي بغير ما أقصد لقلت..ﻻ يليق بغﻻم في العاشرة أن تقع منه مثل هذه اﻷخطاء ، ولكن لما صار التعليم في المدارس يقصد منه وبشكل متعمد أن ينتهي الطالب من دراسته الثانوية وهو ﻻ يتقن القراءة والكتابة ، لكي ﻻ يحسن قراءة آيات من كتاب الله ، وإذا قرأ ﻻ بد أن يخطئ فيكون آثما..وﻻ يفهم معنى ما يقرأه...ويغلب على ظني أن التجهيل متعمد..وعن سبق وعي وتخطيط ماكر من قبل من يرسمون سياسة التعليم...!!...وإﻻ فما معنى أن ينحط التعليم سنة بعد سنة..ويتدهور..حتى رأيت معلمين يحملون شهادة جامعية في اللغة العربية وآدابها..وﻻ يتقنون القراءة..وﻻ يتقنون إعراب جملة...وﻻ يحسنون تصريف بعض اﻷفعال مع الضمائر...!!..وإذا كان هذا وضع المعلم للصفوف المتوسطة..فماذا نقول في تلميذه..؟!..
أرجو المعذرة...!..كان ينبغي على من يرسمون سياسة التعليم أن يأخذوا بعين اﻹعتبار أنهم يجب أن يعلموا أبناء المسلمين كتاب ربهم ، وأن يتقنوا لغة الكتاب ليفهموه ، وأن يتعلموا الكتاب والسنة بحيث إذا أنهى الطفل ست سنوات من التعليم يكون حافظا لكتاب الله وما يوازيه من السنة النبوية..ليكون إذا وصل سن البلوغ عارفا بكل أمر يمكن أن يعرض له في حياته كيف يتعامل معه كمسلم مكلف شرعا...!
ومن الطبيعي أن يكون خﻻل السنوات الست قد أتقن الخط..واﻹمﻻء..والنحو والصرف..وحفظ من اﻷشعار قسطا وافرا...وقد أتقن النحو والصرف، وعلوم البﻻغة ، فهذا كتاب ربه ﻻ يفهم إﻻ بلغة العرب..وما ﻻ يتم الواجب إﻻ به فهو واجب..وتعلم العربية واجب...وهذا الواجب..أقل ما فيه إتقان القراءة بأحكامها ، وفهم المعاني...وﻻ يكون فهم المعاني إﻻ بمعرفة النحو...ولذلك كان سيدنا ،،عمر بن الخطاب،، ،،رض،، يأمر أن ﻻ يعلم القرآن إﻻ عالم باللغة ... طلب مني أحد اﻷصدقاء قبل سنوات أن أعطي ابنته بعض الدروس في اللغة ، وكانت تدرس في كلية الشريعة في الجامعة اﻷردنية ، وكانوا جيرانا طيبين ، وجدتها تدرس في كتاب عنوانه ،، قطر الندى وبل الصدى،، من شروح ألفية ابن مالك في النحو..وكانت الطبعة قديمة..قلبت الكتاب..وفوجئت بأن هذا الكتاب كان مقرر السنة الثالثة اﻹبتدائية في اﻷزهر الشريف...!!..الله أكبر..!..كان ابن الثالث اﻹبتدائي يفهم هذا..وأنا أحمل شهادة جامعية في اللغة..وأجد نفسي محتاجا لدراسته ﻷتذكر بعض دروسي التي تعلمتها..وقد نسيتها ﻷن أساليب التعليم التي مورست علي كانت أساليب فاشلة..!!..لقد عملت كمعلم للغة العربية منذ 1973..وتقاعدت عام 2009..ولقد كتبت إلى وزارة التربية والتعليم في أبو ظبي..وفي اﻷردن..بما أعتقد أنني نصحت فيه للمسلمين،..بأن يعدلوا في المناهج..كما كتبت نقدا لكثير من الدروس التي ﻻ تنسجم مع اﻹسﻻم بل تخالفه..وربما كان في باطنها الكفر...مثل قضية النشوء واﻹرتقاء...وأن اﻹنسان ﻻحظ شكل البطة وأرجلها فصنع القارب والمجذاف..مع أن الله سبحانه علم نوحا،،ص،، صناعة السفينة..وعن اكتشاف النار ..قالوا أن اﻹنسان اﻷول كان يأكل اللحوم نيئة...وكان يطارد أرنبا فرماه بحجر فحدثت شرارة أشعلت الهشيم ، وانشوى اﻷرنب..فوجد طعمه أطيب..فتعلم الطبخ وإشعال النار...!!..وكأن الله قد خلق آدم ،،ص،، وتركه دون تعليم..!..أم أن اﻷكل والطبخ والنار والحﻻل والحرام لم تكن من المفردات التي يعرفها..أو علمه ربه..؟!..
أرجو أن ﻻ يفهم أحد أنني أسئ إليه...فأنا أخطئ كثيرا..ولكنني ﻻ أقصد السهو..أو الخطأ المطبعي..فكل إنسان معرض له..ولكن أخطئ أيضا لضعفي فﻻ تتصوروني جهبذا من الجهابذة...!!..ثم إن علم النحو كغيره من العلوم إن لم يكن له تداول..ومراجعة..ينسى الكثير منه...وأنا منذ 1990 ..عملت أمين مكتبة...وفي سنوات التدريس كان بعضها في اﻹبتدائي..وبعضها في الثانوي...ويقولون أن المعلم تصبح معلوماته على مستوى من يعلمهم...فإن كنا مكثنا فترة في تعليم اﻹعدادي..فمعلوماتنا على مستوى اﻹعدادي...فسامحوني....وسنبدأ اليوم إن شاء الله بدرسنا اﻷول...وأطلب من كل من يتابع ذلك أن يخصص كراسا ﻷجل ذلك....واسلموا...
عدل سابقا من قبل زهرة اللوتس المقدسية في 2015-06-08, 1:42 pm عدل 1 مرات