اجابة سؤال انشرها للفائدة ان شاء الله تعالى
السؤال: يقول لي احد الاخوة ..أما نحن فالسؤال هو : هل الإيمان بوجود السموات الأخرى غير سماء الدنيا أمر غيبي أم يمكن أن يتحول يوما إلى شهادة فيتقدم العلم ونرى السموات الأخرى؟
الجواب وبالله ومنه العون:
اخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. يجب ونحن نبحث مثل هذه البحوث ان ندرك الحقائق التالية :- 1- اصل البشرية انها كانت على الهدى والايمان وان اصلهم ومنشاهم الاول آدم سلام الله عليه ابوهم هو نبي مؤمن مرسل لبنيه وذريته التي نشات على الارض وعاصرته فنقلت علومه الى ذراريهم ولما طال عليهم الامد واختلفوا واضاعوا ما ورثوه وضلوا طريق الهداية وسلكوا طريق الغواية فنسوا حظا مما ذكروا به احتاجوا من جديد الى النبوة والوحي ليردهم الى جادة الحق والهداية .فاصل العلم البشري ابتداءا كان الوحي وكان العقل تابعا له خادما لمسيرته وحقائقه.
2-ان التراث النبوي وعلوم الوحي كان لا يخلوا من نقلها ومعرفتها جيل من الاجيال اما صافية منقولة ميراثا تواترا بين الاجيال واما مختلطة بخرافات البشرية الضالة عن مناهج الهدى والنور والوحي في عهود الغواية والهبوط.. لكن الدارس لتاريخ الحضارات ومسيرة الفكر في الامم والشعوب وفلسفاتها لا بد وان يجد اثارة من علم في تراثهم يشتم منها رائحة العلم الالاهي والوحي.... فلذلك وجدنا الفلاسفة الاغريق اهتدوا لما اسموه واجب الوجود الذي يستند الوجود في وجوده الى وجوده..الا انهم يوم بحثوا في ذاته والتي ليست خاضعة لادراك الحواس والمدارك العقلية فاضطروا لقياس الغائب عن الحس والادراك على الحاضر المحسوس المدرك، فضلوا واضلوا واتوا بالعجب العجاب في ابحاثهم فيما وراء الطبيعة ، فكانت تخيلات وهلوسات واوهام اسموها علم الميتافيزقا ، وكانت هذه الابحاث الاجدر بهم ان لا يرهقوا العقل ولا يطلقوا له العنان ليتيه ، دون ان يكون له سند يستنير به من عالم الغيب والشهادة ،واصبحت فلسفتهم وثنية بامتياز...
3- وهنا نركز على خطأ قاعدة قياس الغائب على الحاضر وبطلان اتخاذها قاعدة مطلقة لفهم الاشياء ومعرفة الحقائق، ويترتب على بطلانها بطلان نظرية اتخاذ الواقع مصدرا للتفكير، بل الاصل فيه ان يكون محلا للتفكير وموضعا له وليس مصدرا ، وبناء عليه ايضا تبطل نظرية ومفهوم الامر الواقع.... التي تتخذها فوى الشر والتعنت اليوم قاعدة في اقرار الظلم على انه حق مكتسب !!
4- الوجود اخي قسمان: قسم مشهود مدرك بالحس ويقع الاحساس عليه فيدركه، وهو عالم الشهادة من شهوده وادراكه بالحس والمشاهدة..
وقسم غائب ومحجوب عن الحس والادراك وهو عالم الغيب...وهنا نقول ان الغيب منه ما غيبه وحجبه المكان ومنه ما غيبه وحجبه الزمان، ويتم معرفتهما بزوال العوائق الحاجبة، ومنه ما غيبه العجز عن الادراك لعدم اهلية وسائل الادراك الاحاطة به وادراكه، وهذا لا سبيل لعلمه الا بالوحي...
5=وحتى لا اطيل عليك اخي فاقول ان حقيقة السموات السبع تجدها امرا مألوفا في كل ثقافات الامم والشعوب في العالم وتراثها، فلذلك لم ينكرها قوم نوح، ولم ينكرها قوم ابراهيم، ولا معاصري موسى، ولا العرب يوم نطق بها القران مخبرا، فكأن حال الوحي مع هذه الامم اخبرهم بما يتناقلون وما هو مألوفاعلم خبره عندهم، فلذلك لم يجعلوه قضية يردون بها على انبيائهم، ولم يتخذوا منها مادة جدلية ليدحضوا بها دعوى الانبياء سلام الله عليهم...
6= وختاما اخي واختصارا يقولون العجز عن الادراك ادراك...ونحن نعتقد كل ما اخبر القران به ،ُ كون القران كل ما يخبر به حق سواء ادركنا ام لم ندرك ، فحين يقول القران ان السماوات سبع، وان الجنة هي الدار التي اعدها للمتقين، وان النار نزاعة للشوى وانها الدار التي اعدت للكافرين، نؤمن بذلك ونجزم به لان القران اخبر به وهو الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وفي تقديري اخي وفهمي المتواضع ان الانسان للان لم يستطع بكل علومه ان يحط علما بالسماء الدنيا و ملايين مجراتها ويلايين نجومها ومجموعات ملايين شموسها والله تعالى اعلم ..
7= في لغة العرب يدل لفظ (السماء) في الأصل على العلو، والارتفاع، وهو مأخوذ من السمو، يقال: سموت، إذا علوت. وسما بصره: علا. وسما لي شخص: ارتفع حتى استثبته. وسماوة الهلال وكل شيء: شخصه، والجمع سماو. والعرب تسمي السحاب سماء. والسماءة: الشخص. والسماء: سقف البيت. وكل عال مطل سماء، حتى يقال لظهر الفرس: سماء. وقد توسعت العرب في استعمال هذا اللفظ، حتى سموا (المطر) سماء، قال الشاعر:
[إذا نزل السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا
أولاً: بمعنى السقف، ومنه قوله تعالى: {فليمدد بسبب إلى السماء} (الحج:15). قال الطبري: يعني سماء البيت، وهو سقفه. وهذا قول ابن عباس رضي الله عنهما وغيره. وهذا القول هو الأولى في المراد من لفظ (السماء) في هذه الآية، كما ذكر ذلك ابن كثير.
ثالثاً: بمعنى المطر، من ذلك قوله سبحانه: {يرسل السماء عليكم مدرارا} (هود:52). قال القرطبي: يريد المطر الكثير، عبر عنه بـ (السماء)؛ لأنه من السماء ينزل. ونحو هذا قوله تعالى: {وأرسلنا السماء عليهم مدرارا} (الأنعام:6).
رابعاً: بمعنى السماء نفسها، من ذلك قوله سبحانه: {الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء} (البقرة:22). وأكثر ما ورد هذا اللفظ في القرآن الكريم على هذا المعنى. وهو المراد عند الإطلاق.
خامساً: بمعنى سماوات الجنة والنار، وذلك قوله تعالى في حق الأشقياء: {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض} (هود:107). وكذلك قوله سبحانه في حق السعداء: {خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض} (هود:108). قال الضحاك: ما دامت سموات الجنة والنار وأرضهما. وهذا على قول في تفسير المراد من الآيتين. وليس غيرهما في القرآن على هذا المعنى.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2023-10-07, 8:05 am عدل 2 مرات