ظهر الاسلام في امة امية لاتعرف القراءة ولا الكتابة فلذالك كانوا اذا ارادوا حفظ احداث جسام يصيغونها شعرا ليسهل عليهم حفظها وعلى ذاكرتهم تسجيلها وروايتها .
جائهم الاسلام وهم على تلك الامية التي كانت صبغة وصفة عامة تصتبغ بها مجتمعاتهم واحيائهم فكان خطابه الاول لهم في النظم القرءاني الفريد(اقرأ) تعلموا القراءة والكتابة ولعل اول اهتمام تعليمي للقراءة والكتابة بشكل عملي من قبل الدولة في عهد النبوة هو ما حصل من فداء لاسرى بدر مقابل ان يعلم الاسير عشرة من المسلمين اتقان القراءةوالكتابة . ولا يخفى على باحث كيف ارتبط التعليم بالعبادات والمعاملات والاحكام واصبح صبغة المجتمع المسلم ومفخرته بين الشعوب والامم فابدع المسلمون كما نعلم في كافةمناحي العلوم والفنون المتعلقة بامور الدين والدنيا التي اقامها الاسلام على اساس وجة نظر الاسلام في الحياة وربط الدنيا بالاخرة كونها الطريق الموصل اليها وبناء على سلوك الانسان في الدنيا يتحدد مصيره في الاخرة فلذلك وجدنا الابداع والتدقيق في كافة اصناف العلوم الا علم التاريخ الذي انشغل المسلمون وعلمائهم عن التفرغ لكتابته وتدقيقه وتقعيده بصناعته وتسطير احداثه بدلا من كتابة سطور حوادثه .
ثم ان علماء المسلمين الذين رأواغيرهم من اهل الملل والنحل والاهواء الذين كانوا متربصين بالامة ومسيرة عظمتها هم من تفرغ لكتابة التاريخ وتفسيره حسب اهوائهم فدسوا فيه من الحوادث والاحداث ما لم يكن له وجود بل لا تقبله طبائع العرب ولا طبائع الاسلام الذي اتم المكارم وهذبها وزكى النفوس وارتقى بها فكتب من كتب منهم ما وصل وانتهى اليه من الروايات دون تدقيق ولا تمحيص ذلك انهم كانوا لا يعتقدون ان لهم من الاجر والثواب في كتابة التاريخ ما يكون لهم من الاجر والثواب في كتابة علوم القرءان والحديث الشرف واللغة كونها خادمة للقرءان والحديث او كتابة العلوم المتعلقة بالمهن وفنون الادارة المتعلقة بحياة الناس فلذلك نجد الطبري رحمه الله مثلا ابدع في الطب وعلوم الحديث والتفسير واللغة لكن حينما كتب التاريخ وجدناه يقول (لقد جمعنا في هذا السفر الغث والسمين والعهدة على الراوي ).فلذلك نجد لزاما على كل باحث في التاريخ 1-ان يفهم وجه نظر الامة التي يريد دراسة تاريخها في الحياة لان تصرفات الانسان منطلقة من خلال وجة نظره عن الكون والانسان والحياة .
2_يجب اخضاع الروايات التاريخية لعلم الجرح والتعديل االذي امتازت به هذه الامة عن سواها .
3_على كل دارس للتاريخ ان يعلم طبائع الشعوب وقيمها ومفاهيمها ليستطيع ان يحكم على احداث تاريخها فالتاريخ هو سجل وقائع احداث جسدت تصورات ومفاهيم وقيم الامم وفي الختام لكم مني التحية والسلام .
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2016-01-24, 2:40 pm عدل 1 مرات