Hitskin.com
اليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الصباح
اسعد الله صباحكم بكل خير وبر واحسان
نظرة في القيمة
القيمة بمعنى الثمن للبضائع والماديات يحددها قانون العرض والطلب والوفرة والندرة ومدى الحاجة اليها والحاحها.
واما في المعنويات فان المعنى المتبادر إلى الذهن للقيمة أنها كل ما غلا في النفس، أي أن القيمة بهذا المعنى يحددها مقدارُ منزلتها في قلب صاحبها، وبهذا المعنى نجد أن ما يكون ذا قيمة عالية عند شخص قد يصبح ذا قيمة متدنية عند شخص يجلس بجانبه تمامًا أو لا قيمة له عند شخص ثالث آخر. فالعلاقة بالمفاهيم هي التي تحدد القيم ومدى ارتباط المفاهيم بالعقائد والامور المحترمة والمقدسة هو الذي يعطي القيم اهميتها ومكانتها.
ان موضوع القيم موضوع حساس في حياة الامم والشعوب، لانه يوجه ويحدد ردود افعالها، وينبني عليه توجهاتها ويؤثر في سلم اولوياتها، ومن هنا نجد ان تدمير اي امة لا يكون الا بتدمير قيمها ومثلها العليا وتحطيمها في نفوس ابناءها، وهذا ما يفسر لنا شراسة هجمة الغزو الفكري والثقافي الذي يشنه اعداء امتنا على امتنا منذ زمن ومازالوا ليدمروا كل قيمنا وكل مثلنا العليا... لمسخ هويتنا وشخصيتنا، والامة التي تمسخ هويتها وشخصيتها تتحول الى رخويات يمكن قولبتها وتشكيلها كيف ما يشاء الفاعل فيها ، وتتحول من امة فاعلة الى امة مفعول بها ، ليس لها الا التقليد والتبعية والانجرار مع تيار الفاعل المؤثر الذي يرسم لها خط التوجه والسير.
يقول ابن تيمية رحمه الله :- "العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب".
ولعل هذا المعنى ما اراده المتنبي في قوله :-
”وإذا كانتِ النُفوسُ كِباراً ... تَعِبَتْ في مُرادِها الأَجسامُ“.
و قال ابن القيم " ان النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء الا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة , والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار ". وفي هذا يقول الشاعر :
ومن تكن العلياء همة نفسه --- فكل الذي يلقاه فيه محبب
ان قيمة الاشياء لا تقاس بكبر وضخامة حجمها ولا بثقل اوزانها بل بمدى فاعليتها وتاثيرها ،وقدرتها على افادة الغير واحداث التغيير في حياتهم وبعث الراحة والطمأنينة في نفوسهم. نسال الله عز وجل ان يعز امتنا بدينها وا يرفع شانها ويعلي قدرها وان يرزق ابناءها الهمم العالية وطاب يومكم وجمعكم وجمعتكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حديث الصباح
اسعد الله صباحكم بكل خير وبر واحسان
نظرة في القيمة
القيمة بمعنى الثمن للبضائع والماديات يحددها قانون العرض والطلب والوفرة والندرة ومدى الحاجة اليها والحاحها.
واما في المعنويات فان المعنى المتبادر إلى الذهن للقيمة أنها كل ما غلا في النفس، أي أن القيمة بهذا المعنى يحددها مقدارُ منزلتها في قلب صاحبها، وبهذا المعنى نجد أن ما يكون ذا قيمة عالية عند شخص قد يصبح ذا قيمة متدنية عند شخص يجلس بجانبه تمامًا أو لا قيمة له عند شخص ثالث آخر. فالعلاقة بالمفاهيم هي التي تحدد القيم ومدى ارتباط المفاهيم بالعقائد والامور المحترمة والمقدسة هو الذي يعطي القيم اهميتها ومكانتها.
ان موضوع القيم موضوع حساس في حياة الامم والشعوب، لانه يوجه ويحدد ردود افعالها، وينبني عليه توجهاتها ويؤثر في سلم اولوياتها، ومن هنا نجد ان تدمير اي امة لا يكون الا بتدمير قيمها ومثلها العليا وتحطيمها في نفوس ابناءها، وهذا ما يفسر لنا شراسة هجمة الغزو الفكري والثقافي الذي يشنه اعداء امتنا على امتنا منذ زمن ومازالوا ليدمروا كل قيمنا وكل مثلنا العليا... لمسخ هويتنا وشخصيتنا، والامة التي تمسخ هويتها وشخصيتها تتحول الى رخويات يمكن قولبتها وتشكيلها كيف ما يشاء الفاعل فيها ، وتتحول من امة فاعلة الى امة مفعول بها ، ليس لها الا التقليد والتبعية والانجرار مع تيار الفاعل المؤثر الذي يرسم لها خط التوجه والسير.
يقول ابن تيمية رحمه الله :- "العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب".
ولعل هذا المعنى ما اراده المتنبي في قوله :-
”وإذا كانتِ النُفوسُ كِباراً ... تَعِبَتْ في مُرادِها الأَجسامُ“.
و قال ابن القيم " ان النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء الا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة , والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار ". وفي هذا يقول الشاعر :
ومن تكن العلياء همة نفسه --- فكل الذي يلقاه فيه محبب
ان قيمة الاشياء لا تقاس بكبر وضخامة حجمها ولا بثقل اوزانها بل بمدى فاعليتها وتاثيرها ،وقدرتها على افادة الغير واحداث التغيير في حياتهم وبعث الراحة والطمأنينة في نفوسهم. نسال الله عز وجل ان يعز امتنا بدينها وا يرفع شانها ويعلي قدرها وان يرزق ابناءها الهمم العالية وطاب يومكم وجمعكم وجمعتكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2019-02-01, 6:11 am عدل 1 مرات
