بسم الله الرحمن الرحيم
(2)
2-نظرة عقائدية قرانية عن الجن 2-
تقرر في اذهانا من خلال ماتناولناه في مقالنا السابق ان الجن من عالم الغيب الذي اخبرنا به القران الكريم والسنة المطهرة الصحيحة وحاك المشعوذون والمشعبذون حكايات واساطير سطروها وبثوها ليعظموا مقامهم ويرعبوا الناس بقدراتهم وطاقاتهم الخارقة في حين يبين لنا الله تعالى ضعف اعتى الجن وهو الشيطان فيقول سبحانه :- (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)النساء.فهنا يقرر الله تعالى حقيقة عن عظيم فسقة الجن ان كيده ضعيفا..اي ان تدبيره وترتيبه ومكره واهن ضعيف لا يقوى على الصمود والثبات امام اهل التوحيد والايمان الحق.
وهنا ننبه لنقطة مهمة وقع في توهماها الكثير من اهل العلم ورغم جلالة علمهم الا ان الكمال لله تعالى وحده وجل من لا يخطيء..وهو ما قاله بعضهم :-(ان كيد المرأة اعظم من كيد الشيطان) مستندا في ذلك للجمع بين اية النساء المذكورة انفا واية سورة يوسف ((إن كيدكن عظيم)) قال الامام الآلوسي -رحمه الله- وغيره من اهل التفسير: "وحكي عن بعض العلماء أنه قال: أنا أخاف من النساء ما لا أخاف من الشيطان، فإنه -تعالى- يقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) وقال للنساء: (إن كيدكن عظيم) ولأن الشيطان يوسوس مسارقة، وهن يواجهن به".
وفي تقديري المتواضع وفهمي البسيط ان الامر ليس كذلك ابدا..فقوله -سبحانه-: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) هو من إخبار الله -عز وجل-، وقوله حق لا شك فيه ولا ريب، ولا يحتمل التصديق أو التكذيب، بل يجب الجزم بكونه حقا صدقا لا مرية فيه، بينما قوله: (إن كيدكن عظيم) هو مما حكاه الله -عز وجل- على لسان العزيز في قوله -سبحانه-: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ, قَالَ إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظِيمٌ}(يوسف/28).
فالقائل هنا هو العزيز، بخلاف الآية الأولى، وجائز أن يكون ما قاله العزيز حقا، وجائز أن يكون مبالغة، وجائز غير ذلك، فهو من قول العزيز لامرأته بعد ان انكشفت له الحقيقة فنسب الكيد والمكر الى جنسها كله لا اليها وحدها وذلك بقوله -انه من كيدكن-. وقد حكى الله -عز وجل- أقوالا كثيرة على ألسنة عدد من البشر، منها ما هو حق ومنها ما هو باطل، وقد صدّق الله -عز وجل- بعضها، وأبطل بعضها، وسكت عن بعضها، ومن ذلك مثلا قوله -سبحانه-: {قَالَت إِنَّ المُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَريَةً أَفسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفعَلُونَ}(النمل/34).
والكيد هو التدبير لالحاق الاذى بالغير..او هو اثارة الغيظ بفعل او قول يقصد به الاساءة لحد السامعين او بعضهم..والكيد والمكر الرباني بالكفار هو استدراجهم من غير علم منهم بحيث يخفى الامر عنهم فيقعون فيما يستوجب لهم العقوبة والعذاب في الاخرة... ويلحق بهم الهزيمة في الدنيا والندامة.
وعودا لموضوعنا الاساس فأننا نعتقد بوجود عالم واسع حولنا من الجن يرانا ويؤثر علينا أحياناً عندما نغفل عن ذكر الله، يقول تعالى: (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27]. وهم خلقوا اصلا من لهب النار لقوله تعالى: (خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ *)الرحمن.
وهذه الآية شديدة الوضوح تنهانا عن الاعتقاد بتأثير الشياطين، وتؤكد أن تأثيرهم يمتد فقط للذين لا يؤمنون، مع العلم أن المؤمن قد يتأثر قليلاً، ولكنه يعود بسرعة ويتذكر كلام الله ويتخلص خلال عدة دقائق فقط من تأثير الشيطان. وهذا ما تؤكده الآية: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 201].
وقد بين لنا الله تعالى ان الاستعاذة من الشيطان هر الطريق الأقصر للتخلص من أوهامه وتأثيره، وصيغة الاستعاذة هي: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97-98].
وكل من يعتقد بأن الجن يعلم الغيب فهو مخطئ، لأن علم الغيب من اختصاص الله تعالى، ولا يمنح هذا العلم إلا لبعض رسله كدليل على صدق رسالتهم. يقول تعالى في قصة سيدنا سليمان عليه السلام وبعد موته لم تكتشف الجن أنه مات وظلوا يعملون لفترات طويلة حتى خرّ على الأرض فعلموا أنهم لا يعلمون الغيب مع العلم أن سيدنا سليمان كان أمامهم وليس بعيداً عنهم: (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) [سبأ: 14].
فلذلك فاننا نحذر كل أخ مؤمن وأخت مؤمنة من الاعتقاد بتأثير الجن، أو التعامل مع المشعوذين حيث نجد من يتعامل مع الجن من الكفار، وذلك من خلال معصية الله تعالى والكفر والزندقة وارتكاب الفواحش... ولذلك قال تعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) [الجن: 6].وعليه فإن الاعتقاد بتأثير الشيطان أو الجن يقودك إلى الاكتئاب والفقر وارتكاب المعاصي والفواحش، والعلاج أن تلجأ إلى الله وتعتقد بأن الله هو القادر على أن ينفعك ويعطيك من فضله العظيم، ولذلك يقول تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268].
واعلموا اخواني واخواتي ان كثير من امراض العصر كامس او ما يسمونه الامراض النفسية والعصبية والاكتئاب انما سببها استحلال البعض واستهانة البعض بالمعاصي والاثام والذنوب
واستحلال حرمات الله تعالى يقول تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) [البقرة: 275].، واستغفر الله العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(2)
2-نظرة عقائدية قرانية عن الجن 2-
تقرر في اذهانا من خلال ماتناولناه في مقالنا السابق ان الجن من عالم الغيب الذي اخبرنا به القران الكريم والسنة المطهرة الصحيحة وحاك المشعوذون والمشعبذون حكايات واساطير سطروها وبثوها ليعظموا مقامهم ويرعبوا الناس بقدراتهم وطاقاتهم الخارقة في حين يبين لنا الله تعالى ضعف اعتى الجن وهو الشيطان فيقول سبحانه :- (الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76)النساء.فهنا يقرر الله تعالى حقيقة عن عظيم فسقة الجن ان كيده ضعيفا..اي ان تدبيره وترتيبه ومكره واهن ضعيف لا يقوى على الصمود والثبات امام اهل التوحيد والايمان الحق.
وهنا ننبه لنقطة مهمة وقع في توهماها الكثير من اهل العلم ورغم جلالة علمهم الا ان الكمال لله تعالى وحده وجل من لا يخطيء..وهو ما قاله بعضهم :-(ان كيد المرأة اعظم من كيد الشيطان) مستندا في ذلك للجمع بين اية النساء المذكورة انفا واية سورة يوسف ((إن كيدكن عظيم)) قال الامام الآلوسي -رحمه الله- وغيره من اهل التفسير: "وحكي عن بعض العلماء أنه قال: أنا أخاف من النساء ما لا أخاف من الشيطان، فإنه -تعالى- يقول: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) وقال للنساء: (إن كيدكن عظيم) ولأن الشيطان يوسوس مسارقة، وهن يواجهن به".
وفي تقديري المتواضع وفهمي البسيط ان الامر ليس كذلك ابدا..فقوله -سبحانه-: (إن كيد الشيطان كان ضعيفا) هو من إخبار الله -عز وجل-، وقوله حق لا شك فيه ولا ريب، ولا يحتمل التصديق أو التكذيب، بل يجب الجزم بكونه حقا صدقا لا مرية فيه، بينما قوله: (إن كيدكن عظيم) هو مما حكاه الله -عز وجل- على لسان العزيز في قوله -سبحانه-: {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ, قَالَ إِنَّهُ مِن كَيدِكُنَّ إِنَّ كَيدَكُنَّ عَظِيمٌ}(يوسف/28).
فالقائل هنا هو العزيز، بخلاف الآية الأولى، وجائز أن يكون ما قاله العزيز حقا، وجائز أن يكون مبالغة، وجائز غير ذلك، فهو من قول العزيز لامرأته بعد ان انكشفت له الحقيقة فنسب الكيد والمكر الى جنسها كله لا اليها وحدها وذلك بقوله -انه من كيدكن-. وقد حكى الله -عز وجل- أقوالا كثيرة على ألسنة عدد من البشر، منها ما هو حق ومنها ما هو باطل، وقد صدّق الله -عز وجل- بعضها، وأبطل بعضها، وسكت عن بعضها، ومن ذلك مثلا قوله -سبحانه-: {قَالَت إِنَّ المُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَريَةً أَفسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفعَلُونَ}(النمل/34).
والكيد هو التدبير لالحاق الاذى بالغير..او هو اثارة الغيظ بفعل او قول يقصد به الاساءة لحد السامعين او بعضهم..والكيد والمكر الرباني بالكفار هو استدراجهم من غير علم منهم بحيث يخفى الامر عنهم فيقعون فيما يستوجب لهم العقوبة والعذاب في الاخرة... ويلحق بهم الهزيمة في الدنيا والندامة.
وعودا لموضوعنا الاساس فأننا نعتقد بوجود عالم واسع حولنا من الجن يرانا ويؤثر علينا أحياناً عندما نغفل عن ذكر الله، يقول تعالى: (يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 27]. وهم خلقوا اصلا من لهب النار لقوله تعالى: (خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ * وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ *)الرحمن.
وهذه الآية شديدة الوضوح تنهانا عن الاعتقاد بتأثير الشياطين، وتؤكد أن تأثيرهم يمتد فقط للذين لا يؤمنون، مع العلم أن المؤمن قد يتأثر قليلاً، ولكنه يعود بسرعة ويتذكر كلام الله ويتخلص خلال عدة دقائق فقط من تأثير الشيطان. وهذا ما تؤكده الآية: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) [الأعراف: 201].
وقد بين لنا الله تعالى ان الاستعاذة من الشيطان هر الطريق الأقصر للتخلص من أوهامه وتأثيره، وصيغة الاستعاذة هي: (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) [المؤمنون: 97-98].
وكل من يعتقد بأن الجن يعلم الغيب فهو مخطئ، لأن علم الغيب من اختصاص الله تعالى، ولا يمنح هذا العلم إلا لبعض رسله كدليل على صدق رسالتهم. يقول تعالى في قصة سيدنا سليمان عليه السلام وبعد موته لم تكتشف الجن أنه مات وظلوا يعملون لفترات طويلة حتى خرّ على الأرض فعلموا أنهم لا يعلمون الغيب مع العلم أن سيدنا سليمان كان أمامهم وليس بعيداً عنهم: (فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) [سبأ: 14].
فلذلك فاننا نحذر كل أخ مؤمن وأخت مؤمنة من الاعتقاد بتأثير الجن، أو التعامل مع المشعوذين حيث نجد من يتعامل مع الجن من الكفار، وذلك من خلال معصية الله تعالى والكفر والزندقة وارتكاب الفواحش... ولذلك قال تعالى: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) [الجن: 6].وعليه فإن الاعتقاد بتأثير الشيطان أو الجن يقودك إلى الاكتئاب والفقر وارتكاب المعاصي والفواحش، والعلاج أن تلجأ إلى الله وتعتقد بأن الله هو القادر على أن ينفعك ويعطيك من فضله العظيم، ولذلك يقول تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 268].
واعلموا اخواني واخواتي ان كثير من امراض العصر كامس او ما يسمونه الامراض النفسية والعصبية والاكتئاب انما سببها استحلال البعض واستهانة البعض بالمعاصي والاثام والذنوب
واستحلال حرمات الله تعالى يقول تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) [البقرة: 275].، واستغفر الله العظيم لي ولكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.