أمن مصر القومي من المحيط إلى الخليج - بقلم: خالد المعلم
لطالما كانت مصر أرض الكنانة خزان العرب في المعارك المفصلية التي خاضوها على مر التاريخ وكانت مع سوريا والعراق يشكلون القوة الضاربة التي استطاعت فتح العالم المعرف بشكله القديم وقد وعى حكام مصر منذ القدم أن أمن مصر القومي يبدأ من خارجها فكان خروج محمد علي باشا بالجيش المصري لقتال الأتراك على حدود تركيا، ومنذ بروز المفهوم القومي العربي وتطوره في منتصف القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، نظر العرب لوحدتهم لأكثر من قرن، ورسموا استراتيجيات اللحمة والتلاقي مع محاولات خجولة للوحدة تجلت في جامعة الدول العربية التي ربما كان قيامها بأمر بريطاني من أجل إجهاض أي عمل وحدوي حقيقي على صعيد اندماج الأنظمة والشعوب وقد كان جمال عبد الناصر أحد أهم من وعى لأهمية الوحدة في حفظ الأمن القومي العربي فكان سباقا لإعلان الوحدة العربية مع الجناح الثاني للأمة أي سوريا في أوائل العام 1958 أما اليوم فبعد أن كانت الدائرة الأفريقية ساحة خلفية لمصر وأمنها القومي ووصل نفوذ مصر إلى معظم دول القارة نجد اليوم الكيان الصهيوني متغلغلا فيها وصاحب الكلمة الفصل في سياساتها الخارجية
بل ونشعر أن له الذراع الخفي في تحريكها ضد مصر كمثل دوره في إقامة إثيوبيا عددا من السدود على منابع نهر النيل ومنها سد النهضة المتوقع الانتهاء منه فى 2017 والذى يعتبر أكبر سد فى افريقيا على الإطلاق وواحدا من أكبر عشرة سدود على مستوى العالم وسيخزن نحو 74 مليار متر مكعب من المياه بما يسبب أزمة كبرى لمصر حيث سيؤثر على تدفق المياه اليها خاصة فى ظل تجربة بناء سد تانا عام 2010 الذى أدى إلى التأثير على تدفق المياه الواردة لمصر . كما تواجه مصر خطر دور الكيان الصهيوني في تقسيم السودان إلى دولتين وسيطرتها على نفط جنوب السودان لقد كان الاستعمار بشكليه المباشر والمقنع من أهم العوامل الهدامة لمحاولة الوحدة والالتقاء وقد سارع بعد خروجه من الوطن العربي بالقوة إلى العودة إلى بعض أقطاره تحت ذريعة حماية هذه الأقطار وإقامة القواعد العسكرية فيها فكانت خطرا إضافيا يحدق بالأمة بعد الخطر الصهيوني وقيامه على أرض فلسطين ناهيك عن الأخطار الخارجية التي تحيط بنا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، ولكن مما لا شك فيه أن أحد أهم الأخطار التي تهدد وطننا العربي والإسلامي تأتينا من الداخل
من خلال هجمة شرسة على الإسلام ومحاولة تشويهه وتصويره على أنه دين الإرهاب والقتل والذبح، وهذا الأمر كان أحد تداعيات الربيع العربي الذي اتضحت أهدافه فيما بعد بمحاولة تدمير الجيوش العربية التي تعتبر ركيزة الأمن في حماية الأمن القومي العربي وهي جيوش العراق وسوريا ومصر فكان تدمير الدول ومحاولة تدمير الجيوش واضعاف الدول في القدرة على تحديد مستقبلها منفردة، وتجعل من الولايات المتحدة وصية عليها تنفذ تعليماتها التي هي في الغالب تدمير لكل ما هو قوي فى تلك الدول مثلما حدث فى النموذج العراقي، وهو ما يظهر جليا في سوريا وفي توريط الجيش المصري في حرب عصابات في سيناء حيث أن مصر التي كانت تعتبر مختلفة نوعا ما عن نموذجي سوريا والعراق فهي خالية من الخلافات العرقية والدينية كان النفاذ إليها من خلال التعصب الديني والإرهاب وهي اليوم أمام تحديات الأمن في سيناء وتحديات الإرهاب القادم من ليبيا والعابر للحدود، لذلك فإن مصر والمصريين مطالبون بحمل قضية الأمن القومي العربي على عاتقهم مع ضرورة الوعي الشعبي بأن الأمن القومي هو مرادف للأمن الوطني ولا ينفصل عنه وهو لا يعني فقط الدفاع عن حدود القطر المصري بل الذهاب إلى حيث الخطر يحدق بأي قطر عربي
ومعالجة هذا الخلل قبل أن يمتد في الجسد العربي وصولا إلى أرض الكنانة وعليه فيجب أن يكون الأمن القومي بهذه الطريقة مطلبا قوميا من النخبة المصرية المثقفة والوحدوية، فمصر مطالبة بهذا الدور في غياب الدولة العربية الواحدة وفي ظل اختلاف الأنظمة العربية وتناقضاتها بحيث تصبح هذه الأنظمة عاجزة عن حماية نفسها فكيف بحماية الأمة؟ إن الأمن القومي العربي أصبح تعبيرا عن حاجة ملحة وضرورة من أجل بقاء الأمة كما نعرفها وعدم ذوبان بعض الدول بحدودها الجغرافية التي نعرفها لصالح الطامعين بأرض هذه الأمة وخيراتها لذلك فإن هذه الضرورة والحاجة تحتم حشد كل طاقات الأمة العلمية والتقنية والعسكرية للدفاع عن النفس كما تحتم وحدة الإرادة في مواجهة الخطر، وإن كانت الظروف الحالية تبرز الانقسام السياسي فعلى الأقل فلننظر إلى الوحدة كأحد خصائص الوجود الحسي للدول وضرورة الوعي أن الأمن القومي العربي هو بديل للأمن الإقليمي الذي لن يصمد طويلا إلا بتضافر أمكانات كل الأقطار العربية في مواجهة التحديات المحيطة بنا شرقا حيث إيران تسعى لاستعادة مجد ضائع وشمالا حيث تركيا تريد العودة إلى المنطقة.
لطالما كانت مصر أرض الكنانة خزان العرب في المعارك المفصلية التي خاضوها على مر التاريخ وكانت مع سوريا والعراق يشكلون القوة الضاربة التي استطاعت فتح العالم المعرف بشكله القديم وقد وعى حكام مصر منذ القدم أن أمن مصر القومي يبدأ من خارجها فكان خروج محمد علي باشا بالجيش المصري لقتال الأتراك على حدود تركيا، ومنذ بروز المفهوم القومي العربي وتطوره في منتصف القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين، نظر العرب لوحدتهم لأكثر من قرن، ورسموا استراتيجيات اللحمة والتلاقي مع محاولات خجولة للوحدة تجلت في جامعة الدول العربية التي ربما كان قيامها بأمر بريطاني من أجل إجهاض أي عمل وحدوي حقيقي على صعيد اندماج الأنظمة والشعوب وقد كان جمال عبد الناصر أحد أهم من وعى لأهمية الوحدة في حفظ الأمن القومي العربي فكان سباقا لإعلان الوحدة العربية مع الجناح الثاني للأمة أي سوريا في أوائل العام 1958 أما اليوم فبعد أن كانت الدائرة الأفريقية ساحة خلفية لمصر وأمنها القومي ووصل نفوذ مصر إلى معظم دول القارة نجد اليوم الكيان الصهيوني متغلغلا فيها وصاحب الكلمة الفصل في سياساتها الخارجية
بل ونشعر أن له الذراع الخفي في تحريكها ضد مصر كمثل دوره في إقامة إثيوبيا عددا من السدود على منابع نهر النيل ومنها سد النهضة المتوقع الانتهاء منه فى 2017 والذى يعتبر أكبر سد فى افريقيا على الإطلاق وواحدا من أكبر عشرة سدود على مستوى العالم وسيخزن نحو 74 مليار متر مكعب من المياه بما يسبب أزمة كبرى لمصر حيث سيؤثر على تدفق المياه اليها خاصة فى ظل تجربة بناء سد تانا عام 2010 الذى أدى إلى التأثير على تدفق المياه الواردة لمصر . كما تواجه مصر خطر دور الكيان الصهيوني في تقسيم السودان إلى دولتين وسيطرتها على نفط جنوب السودان لقد كان الاستعمار بشكليه المباشر والمقنع من أهم العوامل الهدامة لمحاولة الوحدة والالتقاء وقد سارع بعد خروجه من الوطن العربي بالقوة إلى العودة إلى بعض أقطاره تحت ذريعة حماية هذه الأقطار وإقامة القواعد العسكرية فيها فكانت خطرا إضافيا يحدق بالأمة بعد الخطر الصهيوني وقيامه على أرض فلسطين ناهيك عن الأخطار الخارجية التي تحيط بنا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، ولكن مما لا شك فيه أن أحد أهم الأخطار التي تهدد وطننا العربي والإسلامي تأتينا من الداخل
من خلال هجمة شرسة على الإسلام ومحاولة تشويهه وتصويره على أنه دين الإرهاب والقتل والذبح، وهذا الأمر كان أحد تداعيات الربيع العربي الذي اتضحت أهدافه فيما بعد بمحاولة تدمير الجيوش العربية التي تعتبر ركيزة الأمن في حماية الأمن القومي العربي وهي جيوش العراق وسوريا ومصر فكان تدمير الدول ومحاولة تدمير الجيوش واضعاف الدول في القدرة على تحديد مستقبلها منفردة، وتجعل من الولايات المتحدة وصية عليها تنفذ تعليماتها التي هي في الغالب تدمير لكل ما هو قوي فى تلك الدول مثلما حدث فى النموذج العراقي، وهو ما يظهر جليا في سوريا وفي توريط الجيش المصري في حرب عصابات في سيناء حيث أن مصر التي كانت تعتبر مختلفة نوعا ما عن نموذجي سوريا والعراق فهي خالية من الخلافات العرقية والدينية كان النفاذ إليها من خلال التعصب الديني والإرهاب وهي اليوم أمام تحديات الأمن في سيناء وتحديات الإرهاب القادم من ليبيا والعابر للحدود، لذلك فإن مصر والمصريين مطالبون بحمل قضية الأمن القومي العربي على عاتقهم مع ضرورة الوعي الشعبي بأن الأمن القومي هو مرادف للأمن الوطني ولا ينفصل عنه وهو لا يعني فقط الدفاع عن حدود القطر المصري بل الذهاب إلى حيث الخطر يحدق بأي قطر عربي
ومعالجة هذا الخلل قبل أن يمتد في الجسد العربي وصولا إلى أرض الكنانة وعليه فيجب أن يكون الأمن القومي بهذه الطريقة مطلبا قوميا من النخبة المصرية المثقفة والوحدوية، فمصر مطالبة بهذا الدور في غياب الدولة العربية الواحدة وفي ظل اختلاف الأنظمة العربية وتناقضاتها بحيث تصبح هذه الأنظمة عاجزة عن حماية نفسها فكيف بحماية الأمة؟ إن الأمن القومي العربي أصبح تعبيرا عن حاجة ملحة وضرورة من أجل بقاء الأمة كما نعرفها وعدم ذوبان بعض الدول بحدودها الجغرافية التي نعرفها لصالح الطامعين بأرض هذه الأمة وخيراتها لذلك فإن هذه الضرورة والحاجة تحتم حشد كل طاقات الأمة العلمية والتقنية والعسكرية للدفاع عن النفس كما تحتم وحدة الإرادة في مواجهة الخطر، وإن كانت الظروف الحالية تبرز الانقسام السياسي فعلى الأقل فلننظر إلى الوحدة كأحد خصائص الوجود الحسي للدول وضرورة الوعي أن الأمن القومي العربي هو بديل للأمن الإقليمي الذي لن يصمد طويلا إلا بتضافر أمكانات كل الأقطار العربية في مواجهة التحديات المحيطة بنا شرقا حيث إيران تسعى لاستعادة مجد ضائع وشمالا حيث تركيا تريد العودة إلى المنطقة.