يسرى الهزاع...دلالات ومعان.
قد أكون متأخرا بعض الشيء عن الوصول لمرافيء ابداع لم تصلها مراكبي.لكنّي أحمد الله أنّي قد وصلت.
وها أنا في رحاب إحدى تلك المرافيء التي سحرتني بما فيها من صور شعريّة غيّرت فيّ الكثير من المفاهيم عن إمكانيّة المرأة الشرقيّة في الإبداع في زمن الدم والبارود.
في زمن غطرسة الأحداث الدامية ومسببيها .في زمن التسلق على الأشجار السامقة من قبل ديدان الأرض .
هذا المرفأ الذي أنا اليوم على أعتابه مرفأ شاعرة عاشت الدمويّة والوحشيّة والفقد .فهي جزء من واقع أقل مايقال عنه بأنّه مؤلم.وعلى الرغم من هذا فقد تمكنت من البقاء والمطاولة واثبات الذات وصنع الهويّة المميّزة للكيان .
وشتان بين من يبقى ويطاول ويثبت ذاته ويصنع هويته
وهو على حصبر النار ومسامير الوجع.ومن يفعل هذا وهو يتقمص الأسى ويمثل أدوار الوجع.
لم تكن يسرى هزّاع شاعرة صدفة أو وليدة رغبة لغيرها.بل كانت بكلّ جوارحها انسانة وشاعرة وليدة حسّها وتعايشها مع واقعها المليء بالأحداث ماسرّ منها وما احزن.
فكانت لسان حال ذلك الواقع المعاش فرضا.وعلى رغم كلّ ما عانته الشاعرة من أوجاع الواقع لكنّها تمكنت بين الحين والحين أن تنآى بنفسها عن مواطن الألم في ذاتها المعذبة من خلال اغتنام فرصة مرور اللحظات السعيدة في حياتها مهما كانت تلك الفرصة خاطفة رغبة منها بالديمومة والأستمرار والبقاء.ومن هنا يمكن أن نستخلص معنى ألمجاهدة الحقّة من أجل البقاء على قيد الحياة ابداعا وانتصارا على كلّ المتناقضات ببقاء أصل ثابت راسه في علاه وجذوره في عمق أعماقه.
لقد قرأت للشاعرة الهزّاع عددا من النصوص الشعريّة التي ماغادرت فيها الأصل من الناحية البنيوية والتي تعود الى مدرسة شعر العمود وما لتلك المدرسة من مزايا الجمال والأصالة خاصة اذا كان مرتادها أهلا لها.وبالفعل لم أعثر بين ما قرأت للهزّاع نصّا إلا وكان مُضيفا للعمود شيئا من الابداع وعلامة من علامات الألق على الرغم من قسوة الأحداث التي تضجّ بها مواضيع قصائدها المولودة من رحم الأزمات والنكبات.
ومايشفع للشاعرة هذا إمكانيتها وقدرتها على تطويع الحرف وتجنيده بحرفنة مقتدر لتجسيد الواقع المهول بنصوص أكثر هولا وأدعى الى التأثر من الحدث بعينه.
ولم تنس الهزّاع وهي تسير درب البنادق والدخان والموت بأنّها الأنثى الشاعرة التي يمكنّها أن تتحوَل من حال الى حال بمجرد أن تشعر بأنّها بحاجة الى ذلك أو بمجرد أن يشعرها داع أو حالة ما.هذا التنوّع عند الشاعرة شبيه بالتنوّع الطبيعي في ألوان الأزهار وعطورها وامزجتها.
اتنفس الشعر حقا عندما اقرأ للهزاع شيئا من قصائدها على مختلف موضوعاتها وتعددها.
لكنّني لن أجزم بأنّها ليست الوحيدة من بين قريناتهامن تمتلك تلك المزايا .فمن خلال متابعتي ونشري للعديد من القصائد النسوية لشاعرات قديرات من عالمنا العربي في مجلة صدى بغداد الثقافية الالكترونيّة تمكنت من العثور على منجم من كنوز الشعر النسوي العربي إن صحّ التعبير اتمنى أن يعينني الله تعالى على الإشارة إليها والإحتفاء بها بما يليق وبما يستحق.
علاء الأديب
قد أكون متأخرا بعض الشيء عن الوصول لمرافيء ابداع لم تصلها مراكبي.لكنّي أحمد الله أنّي قد وصلت.
وها أنا في رحاب إحدى تلك المرافيء التي سحرتني بما فيها من صور شعريّة غيّرت فيّ الكثير من المفاهيم عن إمكانيّة المرأة الشرقيّة في الإبداع في زمن الدم والبارود.
في زمن غطرسة الأحداث الدامية ومسببيها .في زمن التسلق على الأشجار السامقة من قبل ديدان الأرض .
هذا المرفأ الذي أنا اليوم على أعتابه مرفأ شاعرة عاشت الدمويّة والوحشيّة والفقد .فهي جزء من واقع أقل مايقال عنه بأنّه مؤلم.وعلى الرغم من هذا فقد تمكنت من البقاء والمطاولة واثبات الذات وصنع الهويّة المميّزة للكيان .
وشتان بين من يبقى ويطاول ويثبت ذاته ويصنع هويته
وهو على حصبر النار ومسامير الوجع.ومن يفعل هذا وهو يتقمص الأسى ويمثل أدوار الوجع.
لم تكن يسرى هزّاع شاعرة صدفة أو وليدة رغبة لغيرها.بل كانت بكلّ جوارحها انسانة وشاعرة وليدة حسّها وتعايشها مع واقعها المليء بالأحداث ماسرّ منها وما احزن.
فكانت لسان حال ذلك الواقع المعاش فرضا.وعلى رغم كلّ ما عانته الشاعرة من أوجاع الواقع لكنّها تمكنت بين الحين والحين أن تنآى بنفسها عن مواطن الألم في ذاتها المعذبة من خلال اغتنام فرصة مرور اللحظات السعيدة في حياتها مهما كانت تلك الفرصة خاطفة رغبة منها بالديمومة والأستمرار والبقاء.ومن هنا يمكن أن نستخلص معنى ألمجاهدة الحقّة من أجل البقاء على قيد الحياة ابداعا وانتصارا على كلّ المتناقضات ببقاء أصل ثابت راسه في علاه وجذوره في عمق أعماقه.
لقد قرأت للشاعرة الهزّاع عددا من النصوص الشعريّة التي ماغادرت فيها الأصل من الناحية البنيوية والتي تعود الى مدرسة شعر العمود وما لتلك المدرسة من مزايا الجمال والأصالة خاصة اذا كان مرتادها أهلا لها.وبالفعل لم أعثر بين ما قرأت للهزّاع نصّا إلا وكان مُضيفا للعمود شيئا من الابداع وعلامة من علامات الألق على الرغم من قسوة الأحداث التي تضجّ بها مواضيع قصائدها المولودة من رحم الأزمات والنكبات.
ومايشفع للشاعرة هذا إمكانيتها وقدرتها على تطويع الحرف وتجنيده بحرفنة مقتدر لتجسيد الواقع المهول بنصوص أكثر هولا وأدعى الى التأثر من الحدث بعينه.
ولم تنس الهزّاع وهي تسير درب البنادق والدخان والموت بأنّها الأنثى الشاعرة التي يمكنّها أن تتحوَل من حال الى حال بمجرد أن تشعر بأنّها بحاجة الى ذلك أو بمجرد أن يشعرها داع أو حالة ما.هذا التنوّع عند الشاعرة شبيه بالتنوّع الطبيعي في ألوان الأزهار وعطورها وامزجتها.
اتنفس الشعر حقا عندما اقرأ للهزاع شيئا من قصائدها على مختلف موضوعاتها وتعددها.
لكنّني لن أجزم بأنّها ليست الوحيدة من بين قريناتهامن تمتلك تلك المزايا .فمن خلال متابعتي ونشري للعديد من القصائد النسوية لشاعرات قديرات من عالمنا العربي في مجلة صدى بغداد الثقافية الالكترونيّة تمكنت من العثور على منجم من كنوز الشعر النسوي العربي إن صحّ التعبير اتمنى أن يعينني الله تعالى على الإشارة إليها والإحتفاء بها بما يليق وبما يستحق.
علاء الأديب