تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 751 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 751 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 752 بتاريخ 2024-09-20, 4:22 am
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 
معتصم - 12434
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 
العرين - 1193
تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_rcapتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_voting_barتزكية النفوس من مهام دعوة النبوة I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تزكية النفوس من مهام دعوة النبوة

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من اهداف الدعوة والاسلام تزكية النفس
تزكية النفس من مهمات الرسل واهداف الانبياء والدين، وهي هدف وغاية للمتقين والدعاة والمربين، وعليها مدار النجاة والهلاك عند الله عز وجل، حيث امتدح الله تعالى صاحبها بقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [الشمس: 9]. وذم تعالى المعرض عنها بقوله: {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 10]. ولاهميتها جعلها الله تعالى من وظائف نبيه الأولى سلام الله عليه، حيث قال الله عز وجل: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من شرها كثيراً، كما في خطبة الحاجة(التي كان سلام الله عليه يعلمها لاصحابه كما يعلمهم الاية او السورة من القران حيث يقول:- إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
] يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون [
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
] يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً[
[ أ ما بعد ] ، (( ثم يذكر حا جته )) .أخرجه أبو داود والترمذي وصححه والحاكم والبيهقي. ) وكما في حديث أبي هريرة عند ابن أبي حاتم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ "فألهمها فجورها وتقواها" فقال: "اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها" وفي المسند والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم علم حصين بن عبيد أن يقول "اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي".
والتزكية تأتي على معان : منها التطهير، ومنها النمو، كما في القاموس المحيط ، وهي كذلك في كونها زكاة للنفس وتطهيرها من أمراض وآفات الجشع والطمع والحرص والحسد والبغضاء والشحناء، وتحققها بمقامات السمو والرقي، وتخلقها بأسماء وصفات الكمال ، فالتزكية في النهاية : تطهير وتحقق وتخلق، ولذلك وسائلها المشروعة، وماهيتها وثمراتها الشرعية..يدفع اليها تفاعل النفس مع يقينيات المعتقد..وربط المشاعر والاحاسيس به ، فيعيش الانسان دوما في حالة الرجاء من الله ونعيمه والخوف منه ومن عذابه ووعيده، فتتطهر النفس من الذنوب والمعاصي، وتغتسل من سيء الاخلاق والنقائص، في حين تستمر في نماء البر والخير، والاستزادة من كل ما يرضى عنه الرب جل وعلا من صفات الكمال وترك كل خوارم المروءة ونواقص الاعمال والقيم...
يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال : إن هذا الكائن مخلوق مزدوج الطبيعة، مزدوج الاستعداد مزدوج الاتجاه، بمعنى أنه في طبيعة تكوينه : من طين الأرض، ومن نفخة الله فيه من روحه، وهو لذلك مزود باستعدادات متساوية للخير والشر، والهدى والضلال، فهو قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر، كما أنه قادر على توجيه نفسه إلى أيهما أراد، وهذه قدرة كامنة في كيانه يعبر عنها القرآن بالإلهام تارة "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها..." ويعبر عنها بالهداية تارة "وهديناه النجدين" وإلى جانب هذه الاستعدادات الفطرية الكامنة قوة واعية مدركة موجهة في ذات الإنسان هي التي تناط بها التبعة، فمن استخدم هذه القوة في تزكية نفسه وتطهيرها وتنمية استعدادات الخير فيها وتغليبها على استعدادات الشر فقد أفلح، ومن أظلم هذه القوة وخبأها وأضعفها فقد خاب "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها".
وللامام الغزالي رحمه الله تعالى في إحيائه مباحث نفيسة في هذا الامر الجليل، وله موعظة للنفس اختم بها حيث يقول : ويحك يا نفس لا ينبغي أن تغرك الحياة الدنيا ولا يغرك بالله الغرور، فانظري لنفسك فما أمرك بمهم لغيرك، ولا تضيعي أوقاتك، فالأنفاس معدودة، فإذا مضى منك نفس فقد ذهب بعضك، فاغتنمي الصحة قبل السقم، والفراغ قبل الشغل، والغنى قبل الفقر، والشباب قبل الهرم، والحياة قبل الموت، واستعدي للآخرة على قدر بقائك فيها، يا نفس أما تستعدين للشتاء بقدر طول مدته، فتجمعين له القوت والكسوة والحطب وجميع الأسباب، ولا تتكلين في ذلك على فضل الله وكرمه حتى يدفع عنك البرد من غير جبة ولبد وحطب. وهو القادر على ذلك، أفتظنين أيتها النفس أن زمهرير جهنم أخف برداً وأقصر مدة من زمهرير الشتاء، أم تظنين أن ذلك دون هذا، أم تظنين أن العبد ينجو منها من غير سعى ؟ هيهات !! فكما لا يندفع برد الشتاء إلا بالجبة والنار وسائر الأسباب فلا يندفع حر النار وبردها إلا بحصن التوحيد وخندق الطاعات.. إلى أن يقول : فإذا كنت يا نفس لا تتركين الدنيا رغبة في الآخرة لجهلك وعمى بصيرتك فما لك لا تتركينها ترفعاً عن خسة شركائها، وتنزهاً عن كثرة عنائها، وتوقياً من سرعة فنائها، أم مالك لا تزهدين في قليلها بعد أن زهد فيك كثيرها، ومالك تفرحين بدنيا إن ساعدتك فلا يخلو بلدك من جماعة من اليهود والمجوس يسبقونك فيها ويزيدون عليك في نعيمها وزينتها، فأف لدنيا يسبقك فيها هؤلاء الأخساء، فما أجهلك وأخس همتك وأسقط رأيك إذا رغبت عن أن تكوني في زمرة المقربين من النبيين والصديقين في جوار رب العالمين أبد الآبدين لتكوني في صف النعال من جملة الحمقى الجاهلين أياماً قلائل، فيا حسرة عليك إذ خسرت الدنيا والدين، فبادري ويحك يا نفس فقد أشرفت على الهلاك، واقترب الموت وجاء النذير، ويحك يا نفس مالك إلا أيام معدودة هي بضاعتك إن اتجرت فيها، وقد أضعت أكثرها، أما تعلمين يا نفس أن الموت موعدك، والقبر بيتك والتراب فراشك، والدود أنيسك، والفزع الأكبر بين يديك، ويحك يا نفس أما تستحين تزينين ظاهرك للخلق، وتبارزين الله في السر بالعظائم، أفتستحين من الخلق، ولا تستحين من الخالق، ويحك أجعلته أهون الناظرين إليك، أتأمرين الناس بالخير وأنت متلطخة بالرذائل، تُدْعَيْن إلى الله وأنت عنه فارة، وتذكرين بالله وأنت لـه ناسية، أما علمت أن المذنب أنتن من العذرة، وأن العذرة لا تطهر غيرها، فلم تطمعين في تطهير غيرك وأنت غير طيبة في نفسك، ويحك يا نفس لو عرفت نفسك حق المعرفة لظننت أن الناس لا يصيبهم بلاء إلا بشؤمك.اه من إحياء علوم الدين ج4 ص 386.
فمن وسائل تزكية النفس مداومة ضبطها وتقييدها باوامر الله تعالى والزامها اجتناب نواهيه، ومداومة الذكر والطاعات والقربات، والاكثار من النوافل والانفاق والصدقات والقربات والاطعام والصوم والحج والذكر والفكر وتلاوة القرآن والتأمل والمحاسبة وتذكر الموت والخوف والرجاء والحلم والصدق مع الله والمحبة له تعالى ، فتظهر ثمرات ذلك في ضبط الجوارح على أمر الله في العلاقة مع الأسرة والجوار والمجتمع وسائرالناس.
..اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها أنت وليُّها ومولاها.. والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2023-09-13, 6:42 am عدل 1 مرات

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من اهداف الدعوة والاسلام تزكية النفس
تزكية النفس من مهمات الرسل واهداف الاديان، وهي هدف وغاية للمتقين، وعليها مدار النجاة والهلاك عند الله عز وجل، حيث امتدح الله تعالى صاحبها بقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [الشمس: 9]. وذم تعالى المعرض عنها بقوله: {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 10]. ولاهميتها جعلها الله تعالى من وظائف نبيه الأولى سلام الله عليه، قال الله عز وجل: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من شرها كثيراً، كما في خطبة الحاجة(التي كان سلام الله عليه يعلمها لاصحابه كما يعلمهم الاية او السورة من القران حيث يقول:- إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
] يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون [
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
] يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُ نُو بَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً[
[ أ ما بعد ] ، (( ثم يذكر حا جته )) .أخرجه أبو داود والترمذي وصححه والحاكم والبيهقي. ) وكما في حديث أبي هريرة عند ابن أبي حاتم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ "فألهمها فجورها وتقواها" فقال: "اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها" وفي المسند والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم علم حصين بن عبيد أن يقول "اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي".
والتزكية تأتي على معان : منها التطهير، ومنها النمو،كما في القاموس المحيط، وهي كذلك في كونها زكاة للنفس وتطهيرها من أمراض وآفات الجشع والطمع والحرص والحسد والبغضاء والشحناء، وتحققها بمقامات السمو والرقي، وتخلقها بأسماء وصفات الكمال ، فالتزكية في النهاية : تطهير وتحقق وتخلق، ولذلك وسائله المشروعة، وماهيته وثمراته الشرعية..يدفع اليها تفاعل النفس مع يقينيات المعتقد..وربط المشاعر والاحاسيس به فيعيش الانسان دوما في حالة الرجاء من الله ونعيمه والخوف منه ومن عذابه ووعيده فتتطهر النفس من الذنوب والمعاصي وتغتسل من سيء الاخلاق في حين تستمر في نماء البر والخير والاستزادة من كل ما يرضى عنه الرب جل وعلا من صفات الكمال وترك كل خوارم المروءة ونواقص الاعمال...
يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال : إن هذا الكائن مخلوق مزدوج الطبيعة، مزدوج الاستعداد مزدوج الاتجاه، بمعنى أنه في طبيعة تكوينه : من طين الأرض، ومن نفخة الله فيه من روحه، وهو لذلك مزود باستعدادات متساوية للخير والشر، والهدى والضلال، فهو قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر، كما أنه قادر على توجيه نفسه إلى أيهما أراد، وهذه قدرة كامنة في كيانه يعبر عنها القرآن بالإلهام تارة "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها..." ويعبر عنها بالهداية تارة "وهديناه النجدين" وإلى جانب هذه الاستعدادات الفطرية الكامنة قوة واعية مدركة موجهة في ذات الإنسان هي التي تناط بها التبعة، فمن استخدم هذه القوة في تزكية نفسه وتطهيرها وتنمية استعدادات الخير فيها وتغليبها على استعدادات الشر فقد أفلح، ومن أظلم هذه القوة وخبأها وأضعفها فقد خاب "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها".
وللامام الغزالي رحمه الله تعالى في إحيائه مباحث نفيسة في هذا الامر الجليل وله موعظة للنفس اختم بها حيث يقول : ويحك يا نفس لا ينبغي أن تغرك الحياة الدنيا ولا يغرك بالله الغرور، فانظري لنفسك فما أمرك بمهم لغيرك، ولا تضيعي أوقاتك، فالأنفاس معدودة، فإذا مضى منك نفس فقد ذهب بعضك، فاغتنمي الصحة قبل السقم، والفراغ قبل الشغل، والغنى قبل الفقر، والشباب قبل الهرم، والحياة قبل الموت، واستعدي للآخرة على قدر بقائك فيها، يا نفس أما تستعدين للشتاء بقدر طول مدته، فتجمعين له القوت والكسوة والحطب وجميع الأسباب، ولا تتكلين في ذلك على فضل الله وكرمه حتى يدفع عنك البرد من غير جبة ولبد وحطب. وهو القادر على ذلك، أفتظنين أيتها النفس أن زمهرير جهنم أخف برداً وأقصر مدة من زمهرير الشتاء، أم تظنين أن ذلك دون هذا، أم تظنين أن العبد ينجو منها من غير سعى ؟ هيهات !! فكما لا يندفع برد الشتاء إلا بالجبة والنار وسائر الأسباب فلا يندفع حر النار وبردها إلا بحصن التوحيد وخندق الطاعات.. إلى أن يقول : فإذا كنت يا نفس لا تتركين الدنيا رغبة في الآخرة لجهلك وعمى بصيرتك فما لك لا تتركينها ترفعاً عن خسة شركائها، وتنزهاً عن كثرة عنائها، وتوقياً من سرعة فنائها، أم مالك لا تزهدين في قليلها بعد أن زهد فيك كثيرها، ومالك تفرحين بدنيا إن ساعدتك فلا يخلو بلدك من جماعة من اليهود والمجوس يسبقونك فيها ويزيدون عليك في نعيمها وزينتها، فأف لدنيا يسبقك فيها هؤلاء الأخساء، فما أجهلك وأخس همتك وأسقط رأيك إذا رغبت عن أن تكوني في زمرة المقربين من النبيين والصديقين في جوار رب العالمين أبد الآبدين لتكوني في صف النعال من جملة الحمقى الجاهلين أياماً قلائل، فيا حسرة عليك إذ خسرت الدنيا والدين، فبادري ويحك يا نفس فقد أشرفت على الهلاك، واقترب الموت وجاء النذير، ويحك يا نفس مالك إلا أيام معدودة هي بضاعتك إن اتجرت فيها، وقد أضعت أكثرها، أما تعلمين يا نفس أن الموت موعدك، والقبر بيتك والتراب فراشك، والدود أنيسك، والفزع الأكبر بين يديك، ويحك يا نفس أما تستحين تزينين ظاهرك للخلق، وتبارزين الله في السر بالعظائم، أفتستحين من الخلق، ولا تستحين من الخالق، ويحك أجعلته أهون الناظرين إليك، أتأمرين الناس بالخير وأنت متلطخة بالرذائل، تُدْعَيْن إلى الله وأنت عنه فارة، وتذكرين بالله وأنت لـه ناسية، أما علمت أن المذنب أنتن من العذرة، وأن العذرة لا تطهر غيرها، فلم تطمعين في تطهير غيرك وأنت غير طيبة في نفسك، ويحك يا نفس لو عرفت نفسك حق المعرفة لظننت أن الناس لا يصيبهم بلاء إلا بشؤمك.اه من إحياء علوم الدين ج4 ص 386.
فمن وسائل تزكية النفس مداومة ضبطها وتقييدها باوامر الله تعالى والزامها اجتناب نواهيه ومداومة الذكر والطاعات والقربات والاكثار من النوافل والانفاق والصدقات والاطعام والصوم والحج والذكر والفكر والتفكر والتدبر وتلاوة القرآن والتأمل والمحاسبة وتذكر الموت والخوف والرجاء والحلم والصدق مع الله والمحبة له تعالى ، فتظهر ثمرات ذلك في ضبط الجوارح والاحاسيس والانفعالات على أمر الله في العلاقة مع الأسرة والجوار والمجتمع والناس.
..اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها أنت وليُّها ومولاها.. والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
١أبو علي الزيادي

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من اهداف الدعوة والاسلام تزكية النفس
تزكية النفس من مهمات الرسل واهداف الانبياء والدين، وهي هدف وغاية للمتقين والدعاة والمربين، وعليها مدار النجاة والهلاك عند الله عز وجل، حيث امتدح الله تعالى صاحبها بقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [الشمس: 9]. وذم تعالى المعرض عنها بقوله: {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 10]. ولاهميتها جعلها الله تعالى من وظائف نبيه الأولى سلام الله عليه، حيث قال الله عز وجل: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران: 164].
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من شرها كثيراً، كما في خطبة الحاجة(التي كان سلام الله عليه يعلمها لاصحابه كما يعلمهم الاية او السورة من القران حيث يقول:- إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأ شهد أ ن محمداً عبدُه و رسولُه .
] يَاأَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَا ته ولاتموتن إلا وأنتم مُسلمُون [
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [ .
] يَا أ يها الذين آ منوا اتقوا الله وقولوا قَو لاً سَديداً يُصلح لَكُم أَ عما لكم وَ يَغفر لَكُم ذُنُوبَكُم وَ مَن يُطع الله وَ رَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظيماً[
[ أ ما بعد ] ، (( ثم يذكر حا جته )) .أخرجه أبو داود والترمذي وصححه والحاكم والبيهقي. ) وكما في حديث أبي هريرة عند ابن أبي حاتم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ "فألهمها فجورها وتقواها" فقال: "اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها" وفي المسند والترمذي أنه صلى الله عليه وسلم علم حصين بن عبيد أن يقول "اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي".
والتزكية تأتي على معان : منها التطهير، ومنها النمو، كما في القاموس المحيط ، وهي كذلك في كونها زكاة للنفس وتطهيرها من أمراض وآفات الجشع والطمع والحرص والحسد والبغضاء والشحناء، وتحققها بمقامات السمو والرقي، وتخلقها بأسماء وصفات الكمال ، فالتزكية في النهاية : تطهير وتحقق وتخلق، ولذلك وسائلها المشروعة، وماهيتها وثمراتها الشرعية..يدفع اليها تفاعل النفس مع يقينيات المعتقد..وربط المشاعر والاحاسيس به ، فيعيش الانسان دوما في حالة الرجاء من الله ونعيمه والخوف منه ومن عذابه ووعيده، فتتطهر النفس من الذنوب والمعاصي، وتغتسل من سيء الاخلاق والنقائص، في حين تستمر في نماء البر والخير، والاستزادة من كل ما يرضى عنه الرب جل وعلا من صفات الكمال وترك كل خوارم المروءة ونواقص الاعمال والقيم...
يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال : إن هذا الكائن مخلوق مزدوج الطبيعة، مزدوج الاستعداد مزدوج الاتجاه، بمعنى أنه في طبيعة تكوينه : من طين الأرض، ومن نفخة الله فيه من روحه، وهو لذلك مزود باستعدادات متساوية للخير والشر، والهدى والضلال، فهو قادر على التمييز بين ما هو خير وما هو شر، كما أنه قادر على توجيه نفسه إلى أيهما أراد، وهذه قدرة كامنة في كيانه يعبر عنها القرآن بالإلهام تارة "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها..." ويعبر عنها بالهداية تارة "وهديناه النجدين" وإلى جانب هذه الاستعدادات الفطرية الكامنة قوة واعية مدركة موجهة في ذات الإنسان هي التي تناط بها التبعة، فمن استخدم هذه القوة في تزكية نفسه وتطهيرها وتنمية استعدادات الخير فيها وتغليبها على استعدادات الشر فقد أفلح، ومن أظلم هذه القوة وخبأها وأضعفها فقد خاب "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها".
وللامام الغزالي رحمه الله تعالى في إحيائه مباحث نفيسة في هذا الامر الجليل، وله موعظة للنفس اختم بها حيث يقول : ويحك يا نفس لا ينبغي أن تغرك الحياة الدنيا ولا يغرك بالله الغرور، فانظري لنفسك فما أمرك بمهم لغيرك، ولا تضيعي أوقاتك، فالأنفاس معدودة، فإذا مضى منك نفس فقد ذهب بعضك، فاغتنمي الصحة قبل السقم، والفراغ قبل الشغل، والغنى قبل الفقر، والشباب قبل الهرم، والحياة قبل الموت، واستعدي للآخرة على قدر بقائك فيها، يا نفس أما تستعدين للشتاء بقدر طول مدته، فتجمعين له القوت والكسوة والحطب وجميع الأسباب، ولا تتكلين في ذلك على فضل الله وكرمه حتى يدفع عنك البرد من غير جبة ولبد وحطب. وهو القادر على ذلك، أفتظنين أيتها النفس أن زمهرير جهنم أخف برداً وأقصر مدة من زمهرير الشتاء، أم تظنين أن ذلك دون هذا، أم تظنين أن العبد ينجو منها من غير سعى ؟ هيهات !! فكما لا يندفع برد الشتاء إلا بالجبة والنار وسائر الأسباب فلا يندفع حر النار وبردها إلا بحصن التوحيد وخندق الطاعات.. إلى أن يقول : فإذا كنت يا نفس لا تتركين الدنيا رغبة في الآخرة لجهلك وعمى بصيرتك فما لك لا تتركينها ترفعاً عن خسة شركائها، وتنزهاً عن كثرة عنائها، وتوقياً من سرعة فنائها، أم مالك لا تزهدين في قليلها بعد أن زهد فيك كثيرها، ومالك تفرحين بدنيا إن ساعدتك فلا يخلو بلدك من جماعة من اليهود والمجوس يسبقونك فيها ويزيدون عليك في نعيمها وزينتها، فأف لدنيا يسبقك فيها هؤلاء الأخساء، فما أجهلك وأخس همتك وأسقط رأيك إذا رغبت عن أن تكوني في زمرة المقربين من النبيين والصديقين في جوار رب العالمين أبد الآبدين لتكوني في صف النعال من جملة الحمقى الجاهلين أياماً قلائل، فيا حسرة عليك إذ خسرت الدنيا والدين، فبادري ويحك يا نفس فقد أشرفت على الهلاك، واقترب الموت وجاء النذير، ويحك يا نفس مالك إلا أيام معدودة هي بضاعتك إن اتجرت فيها، وقد أضعت أكثرها، أما تعلمين يا نفس أن الموت موعدك، والقبر بيتك والتراب فراشك، والدود أنيسك، والفزع الأكبر بين يديك، ويحك يا نفس أما تستحين تزينين ظاهرك للخلق، وتبارزين الله في السر بالعظائم، أفتستحين من الخلق، ولا تستحين من الخالق، ويحك أجعلته أهون الناظرين إليك، أتأمرين الناس بالخير وأنت متلطخة بالرذائل، تُدْعَيْن إلى الله وأنت عنه فارة، وتذكرين بالله وأنت لـه ناسية، أما علمت أن المذنب أنتن من العذرة، وأن العذرة لا تطهر غيرها، فلم تطمعين في تطهير غيرك وأنت غير طيبة في نفسك، ويحك يا نفس لو عرفت نفسك حق المعرفة لظننت أن الناس لا يصيبهم بلاء إلا بشؤمك.اه من إحياء علوم الدين ج4 ص 386.
فمن وسائل تزكية النفس مداومة ضبطها وتقييدها باوامر الله تعالى والزامها اجتناب نواهيه، ومداومة الذكر والطاعات والقربات، والاكثار من النوافل والانفاق والصدقات والقربات والاطعام والصوم والحج والذكر والفكر وتلاوة القرآن والتأمل والمحاسبة وتذكر الموت والخوف والرجاء والحلم والصدق مع الله والمحبة له تعالى ، فتظهر ثمرات ذلك في ضبط الجوارح على أمر الله في العلاقة مع الأسرة والجوار والمجتمع وسائرالناس.
..اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها أنت وليُّها ومولاها.. والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى