السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث المساء اسعد الله مساءكم
الحسد ---نعوذ بالله من شر حاسد اذا حسد
الحسد من حَسَدَ: اذا نَظَر بقَهْر إلى نِعمة عند غيره فطَمِع بها وتمنَّى زَوالها واشْتهاها لِنَفسه.
والحسد مرض نفسي مذموم في القران والسنة وهو خلق مذموم عند العرب في الجاهلية قبل الاسلام حيث قالوا :- الحسود لا يسود ، وابغضه الاسلام وابغض اهله وحاربه ،حيث انه تمني زوال قوة أو إنجاز أو ملك أو ميزة من شخص آخر والحصول عليها أو يكتفي الحاسد بالرغبة في زوالها من الآخرين. وهو بخلاف الغبطة فإنها تمنّي مثلها، وعرفه بعض اكابر العلماء فقال:أن يجد الإنسان فِي صدره وقَلْبهُ ضَيِّقاً وحرجاً وكراهية لنعمة أنعم الله بِهَا عَلَى عبد من عباده فِي دينه أو دنياه حتي أنه ليحب زوالها عنهُ وَرُبَّمَا تمني ذَلِكَ أو سعي فِي إزالتها. ووجه الذم فيه ان الرزق قضاء وعطاء من الله وفضل الله الناس وابتلاهم بالفقر والغنى لينظر ما يصنعون، والحاسد في هذا المقام انما هو في حقيقة الامر معتل النفس مريض الفكر ضعيف الايمان معترض على قضاء ربه ومنه وعطاءه .
والحاسد في المجتمع دوره خطير ووجوده اذىً للناس، لانه صاحب نفسية مريضة وعقلية هابطة منحطة، معترضة على ربها وغير راضية ولا مطمئنة لمشيئته وارادته تعالى، فيواصل نهاره ويسهر ليله حاقدا على مجتمعه وابناء جلدته وملته فيتربص بهم الدوائر ويتمنى لهم المصائب واكثير من الاحيان يصنعها لهم فيعيش فتانا همازا يمشي بين الناس بنميم يوسوس لهذا ويوسوس لذاك ويتستر باثواب الصلاح والنساك وهو ناقم على نفسه وعلى الناس كذاب افاك معتد اثيم. ولان الحاسد لا يكون الا جبانا هينا لا يؤبه به عادة فانه ينفث سمومه دوما في الخفاء ، فلذلك امرنا الله تعالى بالاستعاذة به سبحانه من شره وشر فعاله وما انطوت عليه نفسه من خبث طوية ،فقال سبحانه:-(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ(5). وقال النبي صلوات ربي وسلامه عليه واله :«لَا يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفَيْحُ جَهَنَّمَ، وَلَا يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ»(صحيح ابن حبان), وقال أيضاً: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَتَحَاسَدُوا»(المعجم الكبير للطبراني.
وأنواع الحسد: قسمها الإمام النووي رحمه الله تعالى إلى نوعين:
1- حسد حَقِيقِيٌّ: وَهُوَ أَنْ يَتَمَنَّى زَوَال النِّعْمَةِ عَنْ صَاحِبِهَا.
2- حسد مَجَازِيٌّ: وَهُوَ أَنْ يَتَمَنَّى مِثْل النِّعْمَةِ الَّتِي عِنْدَ غَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ ان يتمنى زَوَالِهَا عَنْ صَاحِبِهَا وَهُوَ الْمُسَمَّى بِالْغِبْطَةِ(شرح النووي على مسلم). وهذا النوع مَحْمُودٌ فِي الطَّاعَةِ، وَمَذْمُومٌ فِي الْمَعْصِيَةِ، وَمُبَاحٌ فِي الْجَائِزَاتِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ r: " لاَ تَحَاسُدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ فَيَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ "(رواه البخاري), أَيْ كَأَنَّهُ قَال: لاَ غِبْطَةَ أَعْظَمُ أَوْ أَفْضَل مِنَ الْغِبْطَةِ فِي هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ . وهذا تقريبا ما ارشد اليه الامام الحارث بن اسيد المحاسبي رحمه الله في كتابهالرعاية كتاب الحسد والذي انصح فعلا بقرائته ففيه علم جم حيث انه لا يوافق المحاسبى على وجهة النظر الشائعة التى ترى أن الحسد يكون بالجوارح أى بالعين ، ويعتمد فى نقدها على حجتين :
الحجة الأولى :
لغوية ، وتقوم على استقراء النصوص القرآنية التى وردت بشأن الحسد، ومنها يلاحظ أن القرآن استعمل دائمًا ، فى وصف شعور الحسد الذى يتملك الكفار وأهل الكتاب ، لفظة "ود" وهو فعل قلبى ، يختص بالأحاسيس والمشاعر حسب مدلول اللغة العربية .
الحجة الثانية :
عقلية ، وتقوم على التفرقة بين الحسد والآثار المترتبة عليه . الحسد شعور قلبى ، أما آثاره فقد تستخدم الجوارح فى التعبير عن هذا الشعور . وذلك كأن يؤذى الحاسد المحسود أذى ماديًا ، أو يكذب عليه ، أو يغتابه ، أو يمنع عنه خيرًا . ولم يقل أحد أن أيًا من الأذى، أو الكذب ، أو الاغتياب ، أو منع الخير هو الحسد. وبناءً عليه قال القرطبي رحمه الله :-(..فَإِنَّ الْحَاسِدَ مَذْمُومٌ، فَقَدْ قِيل: إِنَّ الْحَاسِدَ لاَ يَنَال فِي الْمَجَالِسِ إِلاَّ نَدَامَةً، وَلاَ يَنَال عِنْدَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ لَعْنَةً وَبَغْضَاءَ، وَلاَ يَنَال فِي الْخَلْوَةِ إِلاَّ جَزَعًا وَغَمًّا، وَلاَ يَنَال فِي الآْخِرَةِ إِلاَّ حُزْنًا وَاحْتِرَاقًا، وَلاَ يَنَال مِنَ اللَّهِ إِلاَّ بُعْدًا وَمَقْتًا).
اللهم انا نستعيذ بك من شر حاسد اذا حسد
حديث المساء اسعد الله مساءكم
الحسد ---نعوذ بالله من شر حاسد اذا حسد
الحسد من حَسَدَ: اذا نَظَر بقَهْر إلى نِعمة عند غيره فطَمِع بها وتمنَّى زَوالها واشْتهاها لِنَفسه.
والحسد مرض نفسي مذموم في القران والسنة وهو خلق مذموم عند العرب في الجاهلية قبل الاسلام حيث قالوا :- الحسود لا يسود ، وابغضه الاسلام وابغض اهله وحاربه ،حيث انه تمني زوال قوة أو إنجاز أو ملك أو ميزة من شخص آخر والحصول عليها أو يكتفي الحاسد بالرغبة في زوالها من الآخرين. وهو بخلاف الغبطة فإنها تمنّي مثلها، وعرفه بعض اكابر العلماء فقال:أن يجد الإنسان فِي صدره وقَلْبهُ ضَيِّقاً وحرجاً وكراهية لنعمة أنعم الله بِهَا عَلَى عبد من عباده فِي دينه أو دنياه حتي أنه ليحب زوالها عنهُ وَرُبَّمَا تمني ذَلِكَ أو سعي فِي إزالتها. ووجه الذم فيه ان الرزق قضاء وعطاء من الله وفضل الله الناس وابتلاهم بالفقر والغنى لينظر ما يصنعون، والحاسد في هذا المقام انما هو في حقيقة الامر معتل النفس مريض الفكر ضعيف الايمان معترض على قضاء ربه ومنه وعطاءه .
والحاسد في المجتمع دوره خطير ووجوده اذىً للناس، لانه صاحب نفسية مريضة وعقلية هابطة منحطة، معترضة على ربها وغير راضية ولا مطمئنة لمشيئته وارادته تعالى، فيواصل نهاره ويسهر ليله حاقدا على مجتمعه وابناء جلدته وملته فيتربص بهم الدوائر ويتمنى لهم المصائب واكثير من الاحيان يصنعها لهم فيعيش فتانا همازا يمشي بين الناس بنميم يوسوس لهذا ويوسوس لذاك ويتستر باثواب الصلاح والنساك وهو ناقم على نفسه وعلى الناس كذاب افاك معتد اثيم. ولان الحاسد لا يكون الا جبانا هينا لا يؤبه به عادة فانه ينفث سمومه دوما في الخفاء ، فلذلك امرنا الله تعالى بالاستعاذة به سبحانه من شره وشر فعاله وما انطوت عليه نفسه من خبث طوية ،فقال سبحانه:-(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ(5). وقال النبي صلوات ربي وسلامه عليه واله :«لَا يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفَيْحُ جَهَنَّمَ، وَلَا يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ»(صحيح ابن حبان), وقال أيضاً: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا لَمْ يَتَحَاسَدُوا»(المعجم الكبير للطبراني.
وأنواع الحسد: قسمها الإمام النووي رحمه الله تعالى إلى نوعين:
1- حسد حَقِيقِيٌّ: وَهُوَ أَنْ يَتَمَنَّى زَوَال النِّعْمَةِ عَنْ صَاحِبِهَا.
2- حسد مَجَازِيٌّ: وَهُوَ أَنْ يَتَمَنَّى مِثْل النِّعْمَةِ الَّتِي عِنْدَ غَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ ان يتمنى زَوَالِهَا عَنْ صَاحِبِهَا وَهُوَ الْمُسَمَّى بِالْغِبْطَةِ(شرح النووي على مسلم). وهذا النوع مَحْمُودٌ فِي الطَّاعَةِ، وَمَذْمُومٌ فِي الْمَعْصِيَةِ، وَمُبَاحٌ فِي الْجَائِزَاتِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ r: " لاَ تَحَاسُدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، يَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ هَذَا لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا يُنْفِقُهُ فِي حَقِّهِ فَيَقُولُ: لَوْ أُوتِيتُ مِثْلَ مَا أُوتِيَ لَفَعَلْتُ كَمَا يَفْعَلُ "(رواه البخاري), أَيْ كَأَنَّهُ قَال: لاَ غِبْطَةَ أَعْظَمُ أَوْ أَفْضَل مِنَ الْغِبْطَةِ فِي هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ . وهذا تقريبا ما ارشد اليه الامام الحارث بن اسيد المحاسبي رحمه الله في كتابهالرعاية كتاب الحسد والذي انصح فعلا بقرائته ففيه علم جم حيث انه لا يوافق المحاسبى على وجهة النظر الشائعة التى ترى أن الحسد يكون بالجوارح أى بالعين ، ويعتمد فى نقدها على حجتين :
الحجة الأولى :
لغوية ، وتقوم على استقراء النصوص القرآنية التى وردت بشأن الحسد، ومنها يلاحظ أن القرآن استعمل دائمًا ، فى وصف شعور الحسد الذى يتملك الكفار وأهل الكتاب ، لفظة "ود" وهو فعل قلبى ، يختص بالأحاسيس والمشاعر حسب مدلول اللغة العربية .
الحجة الثانية :
عقلية ، وتقوم على التفرقة بين الحسد والآثار المترتبة عليه . الحسد شعور قلبى ، أما آثاره فقد تستخدم الجوارح فى التعبير عن هذا الشعور . وذلك كأن يؤذى الحاسد المحسود أذى ماديًا ، أو يكذب عليه ، أو يغتابه ، أو يمنع عنه خيرًا . ولم يقل أحد أن أيًا من الأذى، أو الكذب ، أو الاغتياب ، أو منع الخير هو الحسد. وبناءً عليه قال القرطبي رحمه الله :-(..فَإِنَّ الْحَاسِدَ مَذْمُومٌ، فَقَدْ قِيل: إِنَّ الْحَاسِدَ لاَ يَنَال فِي الْمَجَالِسِ إِلاَّ نَدَامَةً، وَلاَ يَنَال عِنْدَ الْمَلاَئِكَةِ إِلاَّ لَعْنَةً وَبَغْضَاءَ، وَلاَ يَنَال فِي الْخَلْوَةِ إِلاَّ جَزَعًا وَغَمًّا، وَلاَ يَنَال فِي الآْخِرَةِ إِلاَّ حُزْنًا وَاحْتِرَاقًا، وَلاَ يَنَال مِنَ اللَّهِ إِلاَّ بُعْدًا وَمَقْتًا).
اللهم انا نستعيذ بك من شر حاسد اذا حسد