ظاهرة الاستشياخ !!
من اسوأ الظواهر ظهورا في المجتمعات ظاهرة الاستشياخ، وهي ظاهرة تقمص من ليس اهلا للوجاهة او الصدارة مركزها، ولباس من لا يحسن اللبس لباسها، لخلو وشغور من يشغل المركز بحق وحقيقة، فاذا فرغ السرج كثر من يدعي انه خيال.
ويعود السبب الرئيس لظهور مثل هذه الظاهرة الى انقطاع التواصل الارثي المعرفي بين الاجيال ، وذلك بسبب زرع فكرة قامت عليها مناهجنا الحديثة ابان وبعد الاستعمار عند الابناء ان ابائهم جهلاء وان ما يحملونه من فكر وما يتمسكون به من اعراف وعادات انما هي من امور الجاهلية الاولى، وسبب في تخلف الامة عن مواكبة العصر وعن ركب الحضارة والتقدم.... فظهرت اجيال تدعي العلم والمعرفة، خرجتها معاهد الغرب ومدارسه وكلياته بحشوهم بمعلومات ونظريات، وطبعا المعلومات التي اكثرها مغلوطة وتناولوها على انها حقائق، وعلما بانها لا تمت للواقع بصلة و لا تتصل به، حيث ان اكثر النظريات التي درسوها انما هي دراسات قام بها مفكرون في مجتمعات وبيئات وثقافات مختلفة عنا تماما، وليس لها واقع عندنا، ولا وجه للشبه بين واقع امتنا وواقع اممهم....
مع كل اسف عمت بلوى ظاهرة الاستشياخ لتطال كل طوائف مجتمعنا ومناحيه، فالاستشياخ المجتمعي ابرز وجوها لا تمت للمعرفة الاجتماعية ولا اعراف المجتمع وعاداته بصلة، وفي الناحية العلمية وحتى الدينية ظهرت ظاهرة العالم الاوحد الذي يعلم علم الاولين من السابقين واللاحقين، وفي النواحي اتلادارية ظهرت ظاهرة المدير الجهبذ الذي يدبر امر الكون واذا ذهب خرب بذهابه الوجود!!
الاصل في القيادات والادارات ان يفرزها ويبرزها الواقع، والاصل ان تجمع بين الخبرة العملية و المعرفة العلمية في مجال عملها ووجودها، فلذلك كانوا يقولون القيادة
حنكة ، لانه يبرزها ميدان العمل ،والزعامة بيوت لانها مدارس عملية تطبيقية يشاهد ويعايش فيها ابناء تلك البيوت ويعاينون كيف وبماذا كان ابائهم يقضون الامور ويدبرون حلول القضايا والمشاكل ويديرون الازمات ويجتازون الملمات...وخلاصة القول ان دمار الامم والمجتمعات انما ياتي بتوسيد الامر فيها وتقليده الى غير اهله،
كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الساعة: «إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» (رواه البخاري)، وقال صلوات ربي وسلامه عليه: «إنّ من أشراط الساعة أن يُرفَعَ العلمُ، ويظهر الجهلُ» (رواه البخاري ، ومسلم )، وأخبر صلى الله عليه واله وسلم: «أنَّه يُقبضُ العلمُ بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» (رواه البخاري ، ومسلم ).
وقال الا مام الشَّعبي رحمه الله : "لا تقومُ السَّاعة حتى يصيرَ العلمُ جهلًا، والجهلُ علمًا".. وهذا كله من انقلاب الحقائق في آخر الزمان وانعكاس الأمور.. وروى الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: «إن من أشراط الساعة أن يُوضع الأخيارُ، ويُرفع الأشرارُ».
ونسال الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في امر الدين والدنيا والاخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من اسوأ الظواهر ظهورا في المجتمعات ظاهرة الاستشياخ، وهي ظاهرة تقمص من ليس اهلا للوجاهة او الصدارة مركزها، ولباس من لا يحسن اللبس لباسها، لخلو وشغور من يشغل المركز بحق وحقيقة، فاذا فرغ السرج كثر من يدعي انه خيال.
ويعود السبب الرئيس لظهور مثل هذه الظاهرة الى انقطاع التواصل الارثي المعرفي بين الاجيال ، وذلك بسبب زرع فكرة قامت عليها مناهجنا الحديثة ابان وبعد الاستعمار عند الابناء ان ابائهم جهلاء وان ما يحملونه من فكر وما يتمسكون به من اعراف وعادات انما هي من امور الجاهلية الاولى، وسبب في تخلف الامة عن مواكبة العصر وعن ركب الحضارة والتقدم.... فظهرت اجيال تدعي العلم والمعرفة، خرجتها معاهد الغرب ومدارسه وكلياته بحشوهم بمعلومات ونظريات، وطبعا المعلومات التي اكثرها مغلوطة وتناولوها على انها حقائق، وعلما بانها لا تمت للواقع بصلة و لا تتصل به، حيث ان اكثر النظريات التي درسوها انما هي دراسات قام بها مفكرون في مجتمعات وبيئات وثقافات مختلفة عنا تماما، وليس لها واقع عندنا، ولا وجه للشبه بين واقع امتنا وواقع اممهم....
مع كل اسف عمت بلوى ظاهرة الاستشياخ لتطال كل طوائف مجتمعنا ومناحيه، فالاستشياخ المجتمعي ابرز وجوها لا تمت للمعرفة الاجتماعية ولا اعراف المجتمع وعاداته بصلة، وفي الناحية العلمية وحتى الدينية ظهرت ظاهرة العالم الاوحد الذي يعلم علم الاولين من السابقين واللاحقين، وفي النواحي اتلادارية ظهرت ظاهرة المدير الجهبذ الذي يدبر امر الكون واذا ذهب خرب بذهابه الوجود!!
الاصل في القيادات والادارات ان يفرزها ويبرزها الواقع، والاصل ان تجمع بين الخبرة العملية و المعرفة العلمية في مجال عملها ووجودها، فلذلك كانوا يقولون القيادة
حنكة ، لانه يبرزها ميدان العمل ،والزعامة بيوت لانها مدارس عملية تطبيقية يشاهد ويعايش فيها ابناء تلك البيوت ويعاينون كيف وبماذا كان ابائهم يقضون الامور ويدبرون حلول القضايا والمشاكل ويديرون الازمات ويجتازون الملمات...وخلاصة القول ان دمار الامم والمجتمعات انما ياتي بتوسيد الامر فيها وتقليده الى غير اهله،
كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الساعة: «إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة» (رواه البخاري)، وقال صلوات ربي وسلامه عليه: «إنّ من أشراط الساعة أن يُرفَعَ العلمُ، ويظهر الجهلُ» (رواه البخاري ، ومسلم )، وأخبر صلى الله عليه واله وسلم: «أنَّه يُقبضُ العلمُ بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسُئِلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» (رواه البخاري ، ومسلم ).
وقال الا مام الشَّعبي رحمه الله : "لا تقومُ السَّاعة حتى يصيرَ العلمُ جهلًا، والجهلُ علمًا".. وهذا كله من انقلاب الحقائق في آخر الزمان وانعكاس الأمور.. وروى الحاكم في مستدركه عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: «إن من أشراط الساعة أن يُوضع الأخيارُ، ويُرفع الأشرارُ».
ونسال الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في امر الدين والدنيا والاخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.