التحدي في القران وبالقران..
القران الكريم كتاب هداية ورحمة وارشاد، واعجاز بذاته وبينة، وحجة النبوة وبرهان مصداقية الرسالة ومضمونها في ان واحد .. قال الله تعالى :- {وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت: 50- 51]. ولما شكك القوم في مصداقية ايحائه ومصداقية حجيته لاثبات النبوة قالوا: {وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: 5] وقالوا: {قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: 30].
وهنا أخذ القرآن يتحداهم بدعواهم نفسها، ليكشف زيف كبرياءهم و يحطم التهم الاعلامية الكاذبة، فيقول: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ} [الطور: 33- 34] فوجم القوم واسقط في ايديهم.
وحتى لا يعودوا لمثله، استمرت مسيرة التحدي قائمة ليظهر عجزهم على الدوام، ومن ظهر عجزه احتاج قطعا لمن يهديه سبيل الرشاد ويريه صواب الطريق...
ثم لما ظهر عجزهم عن الاتيان بمثله كله، خفض لهم مقدار الطلب إلى التحدي بالاتيان بعشر سور مثله : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [هود: 13- 14]. ولما ظهر عجز القوم مرة اخرى ، وامعانا في التحدي عاد فخفض لهم الامر ليتحدّاهم أن يأتوا بسورة واحدة مثله: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} [يونس: 38]. بل إن لم تكن مثله فلتكن شبيهة به، قريبة منه: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} [البقرة: 23]. كل ذلك مع السماح لهم أن يستعينوا بمن شاءوا وأرادوا ممن يتصورون ان لديهم العون، ويتوقعون منهم النصرة. ثم يصل التحدّي غاية ذروته، ويبلغ منتهى مداه، ليقرر لهم حقيقة لا مرية فيها، ويقطع بها عليهم الطريق ويسد في وجههم السبل، فيسجل عليهم العجز ولو اجتمع لذلك الجن والإنس متظاهرين متعاونين متناصرين: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء: 88]. بل يصل الأمر إلى صراحة في التحدي لا يمكن أن يجرؤ عليها بشر ذو عقل- لو كان هو الذي يقول ذلك- فينفي عنهم القدرة على سبيل التأييد: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ} [البقرة: 24]. لان الحجة قامت وثبت البرهان ، فما للعقلاء الا الاستسلام والتسليم.
والقران الكريم يقرر هذه الحقيقة التي قام بها التحدي وهو قائم والعرب يومها في اعلى مراتب الفصاحة والبيان والبلاغة، ولدرجة انهم جعلوا للكلام واساليبه اسواقا يتذوقون فيها سماعه ويستمتعون بترانيم نظمه وجرس القاءه، فاذا عجز ارباب اللغة عن التحدي فغيرهم ممن جاورهم او عاصرهم ومن سياتي بعدهم ممن استعجم لسانهم من ابنائهم او غيرهم، قطعا سيكونون اعجز.
فالتحدي في القران وبالقران موجود وقائم ومستمر، ولا يقال هنا لماذا يتحدى الله البشر وهم الضعفاء وهو القوي المتين؟! فلا يسال هذا السؤال الا سخيف لا يدرك معنى الحوار، الذي الاصل فيه ان يوصل للقناعة واليقين، ويزيل الوهم والالتباس من عقول الناس ، وليثبت دعوى النبوة ومصداقية الرسالة وليكون هذا الكتاب معجزة النظم والبيان والبلاغة، الحاملة لتبيان كل شيء يحتاجه الانسان في جميع جوانب حياته ، وليكون فلك الدوران المستقيم المنتظم في حياة الانسان، لينتظم بها مع مسيرة مفردات هذا الكون الفسيح الساجد المطيع الخاضع لربه تعالى، والمنضبط بقوانين ونواميس الخلق والايجاد والابداع والعناية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القران الكريم كتاب هداية ورحمة وارشاد، واعجاز بذاته وبينة، وحجة النبوة وبرهان مصداقية الرسالة ومضمونها في ان واحد .. قال الله تعالى :- {وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت: 50- 51]. ولما شكك القوم في مصداقية ايحائه ومصداقية حجيته لاثبات النبوة قالوا: {وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفرقان: 5] وقالوا: {قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: 30].
وهنا أخذ القرآن يتحداهم بدعواهم نفسها، ليكشف زيف كبرياءهم و يحطم التهم الاعلامية الكاذبة، فيقول: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ} [الطور: 33- 34] فوجم القوم واسقط في ايديهم.
وحتى لا يعودوا لمثله، استمرت مسيرة التحدي قائمة ليظهر عجزهم على الدوام، ومن ظهر عجزه احتاج قطعا لمن يهديه سبيل الرشاد ويريه صواب الطريق...
ثم لما ظهر عجزهم عن الاتيان بمثله كله، خفض لهم مقدار الطلب إلى التحدي بالاتيان بعشر سور مثله : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [هود: 13- 14]. ولما ظهر عجز القوم مرة اخرى ، وامعانا في التحدي عاد فخفض لهم الامر ليتحدّاهم أن يأتوا بسورة واحدة مثله: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} [يونس: 38]. بل إن لم تكن مثله فلتكن شبيهة به، قريبة منه: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} [البقرة: 23]. كل ذلك مع السماح لهم أن يستعينوا بمن شاءوا وأرادوا ممن يتصورون ان لديهم العون، ويتوقعون منهم النصرة. ثم يصل التحدّي غاية ذروته، ويبلغ منتهى مداه، ليقرر لهم حقيقة لا مرية فيها، ويقطع بها عليهم الطريق ويسد في وجههم السبل، فيسجل عليهم العجز ولو اجتمع لذلك الجن والإنس متظاهرين متعاونين متناصرين: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [الإسراء: 88]. بل يصل الأمر إلى صراحة في التحدي لا يمكن أن يجرؤ عليها بشر ذو عقل- لو كان هو الذي يقول ذلك- فينفي عنهم القدرة على سبيل التأييد: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ} [البقرة: 24]. لان الحجة قامت وثبت البرهان ، فما للعقلاء الا الاستسلام والتسليم.
والقران الكريم يقرر هذه الحقيقة التي قام بها التحدي وهو قائم والعرب يومها في اعلى مراتب الفصاحة والبيان والبلاغة، ولدرجة انهم جعلوا للكلام واساليبه اسواقا يتذوقون فيها سماعه ويستمتعون بترانيم نظمه وجرس القاءه، فاذا عجز ارباب اللغة عن التحدي فغيرهم ممن جاورهم او عاصرهم ومن سياتي بعدهم ممن استعجم لسانهم من ابنائهم او غيرهم، قطعا سيكونون اعجز.
فالتحدي في القران وبالقران موجود وقائم ومستمر، ولا يقال هنا لماذا يتحدى الله البشر وهم الضعفاء وهو القوي المتين؟! فلا يسال هذا السؤال الا سخيف لا يدرك معنى الحوار، الذي الاصل فيه ان يوصل للقناعة واليقين، ويزيل الوهم والالتباس من عقول الناس ، وليثبت دعوى النبوة ومصداقية الرسالة وليكون هذا الكتاب معجزة النظم والبيان والبلاغة، الحاملة لتبيان كل شيء يحتاجه الانسان في جميع جوانب حياته ، وليكون فلك الدوران المستقيم المنتظم في حياة الانسان، لينتظم بها مع مسيرة مفردات هذا الكون الفسيح الساجد المطيع الخاضع لربه تعالى، والمنضبط بقوانين ونواميس الخلق والايجاد والابداع والعناية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.