3- الشرك والتوحيد ضدان -3-
الحلقة الثالثة:- مضار الشرك على الحياة و العقلية البشرية
لما كان المقصد من وجود الانسان هو عبادة الله وحده تعالى ، واستخلفه ربه تعالى في الارض ليعمرها بمنهج الله ونوره ،ليصنع جنته الدنيا فيها، ليؤهل للخلود في جنات الخلد،او يصنع جحيمه فيها فيكون وقودا للنار في يوم الحساب والجزاء ، ووهبه الله تعالى الارادة وحرية الاختيار، ليكون اما شاكرا فيُشكر ويسعد، واما كفورا فيشقى ويتعس. ويكون هو من يتحمل مسؤولية تقرير مصيره وباختياره. ليلقى على ذلك الاختيار الجزاء الاوفى، والجزاء لا شك من جنس العمل .
لقد انحرف الانسان طويلا وما يزال عن منهج ربه، وكان الشرك بالله هو الشرك المنصوب له ليقع فيه، فتصطاده شياطين الانس والجن المتربصة بالانسان، والحاسدة لهناءه وسعادته,وان مسيرة الانسان في عالم الشرك قد هبطت بالانسان وبفكره ، وانحطت بعقليته وحطمت نفسيته طويلا،وافقدته حريته وانسانيته وسلبته ارادته، وجعلته مستعبدا لكل شيء الا لربه الذي خلقه فعدله وفي اي صورة ماشاء ركبه.
واني لاعجب لانسان رهن حياته ونفسه وربط مصيره برضى ثور او بقرة او فار يعبده او صنم او وثن بيديه يصوره وينحته.
فالله تعالى يوم خلق الانسان سخر له اشياء الوجود ليسعد بها لا ليشقى بها،فحين يعظمها الانسان ويعبدها من دون الله تعالى او يُشركها في عبادته ، فهذا نشوز وشذوذ عن فطرة الخلق وسننه، يودي بالانسان وعقله ويرديه في اسفل سافلين، وبالتالي ينحط بعقليته ويحطم نفسيته ، ويسخره خادما مستعبدا لما خُلق اصلا لخدمته.فالشرك يفسد العقول، والمشركون من أفسد الناس عقولاً، وقد قال الله تعالى فيهم: ( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)الملك).
لقد سخر الشرك البشرية لخدمة المخلوقات، وبتعظيمه لها تخلف الانسان عن مقصد وجوده السامي فانشغل برضى المخلوق عن رضى الخالق الحق، فانحط تفكيره وسفل سلوكه وتحطمت نفسيته فعاش يرقب رضا الشركاء الذين توهم ضرهم ونفعهم فعاش اما عبدا مسخرا لغيره من طغاة البشر واما شاردا في المغاور والكهوف، او يطوف بين القبور معظما لمن لم يستطع ان يدفع عن نفسه الموت، او متخذا الهة زلفى مما يُصنع له من تماثيل واوثان، بل انحط اكثر فعبد بالاضافة للحجر والشجر البقر والفأر والفرج . ان العقلية الشركية التي بنتها العقائد المحرفة او المنحرفة لانسان الغرب، الذي تمرد على الدين لعدم اقناعه به، وقاوم غريزة التدين التي هي جزء من تركيبته الفطرية، جعلته يقع فريسة الشهوات واشباع جوعات الغرائز الاخرى ليتحول الى اضل من الانعام و وحش من وحوش الغاب لايرى الا نفسه ولا يرى نفسه الا تملا مترعا باشباع شهواته الجسدية وغرائزه .وكذلك اوقعت بانسان الشرق ليركض وراء ارضاء فار او قط او عجل او نار يوقدها بيديه ليصبح ارخص وجودا وقيمة مما يتعبد له من مخلوقات وانعام.فلذلك كان الشرك عند الله ظلم عظيم ومناف للعقل بل مذهب له ومناف للحكمة (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)لقمان).والشرك واقعه سواءً كان شركا اكبر، ام اصغر، كما يُقسم ،هو: انه كل ما ابتغى به الانسان وقصد من عمل اوقول ارضاء غير الله تعالى،وهو بلا شك سبب لشتات العقل وعدم ثبات الفكر والموقف ({مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} [النساء: 143].
والشرك ايضا دليل على سخف العقل وفراغه وهبوط صاحبه وسفوله ،(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (التين).
وقانا الله واياكم من الشرك ودواعيه وانواعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
١أبو علي الزيادي
الحلقة الثالثة:- مضار الشرك على الحياة و العقلية البشرية
لما كان المقصد من وجود الانسان هو عبادة الله وحده تعالى ، واستخلفه ربه تعالى في الارض ليعمرها بمنهج الله ونوره ،ليصنع جنته الدنيا فيها، ليؤهل للخلود في جنات الخلد،او يصنع جحيمه فيها فيكون وقودا للنار في يوم الحساب والجزاء ، ووهبه الله تعالى الارادة وحرية الاختيار، ليكون اما شاكرا فيُشكر ويسعد، واما كفورا فيشقى ويتعس. ويكون هو من يتحمل مسؤولية تقرير مصيره وباختياره. ليلقى على ذلك الاختيار الجزاء الاوفى، والجزاء لا شك من جنس العمل .
لقد انحرف الانسان طويلا وما يزال عن منهج ربه، وكان الشرك بالله هو الشرك المنصوب له ليقع فيه، فتصطاده شياطين الانس والجن المتربصة بالانسان، والحاسدة لهناءه وسعادته,وان مسيرة الانسان في عالم الشرك قد هبطت بالانسان وبفكره ، وانحطت بعقليته وحطمت نفسيته طويلا،وافقدته حريته وانسانيته وسلبته ارادته، وجعلته مستعبدا لكل شيء الا لربه الذي خلقه فعدله وفي اي صورة ماشاء ركبه.
واني لاعجب لانسان رهن حياته ونفسه وربط مصيره برضى ثور او بقرة او فار يعبده او صنم او وثن بيديه يصوره وينحته.
فالله تعالى يوم خلق الانسان سخر له اشياء الوجود ليسعد بها لا ليشقى بها،فحين يعظمها الانسان ويعبدها من دون الله تعالى او يُشركها في عبادته ، فهذا نشوز وشذوذ عن فطرة الخلق وسننه، يودي بالانسان وعقله ويرديه في اسفل سافلين، وبالتالي ينحط بعقليته ويحطم نفسيته ، ويسخره خادما مستعبدا لما خُلق اصلا لخدمته.فالشرك يفسد العقول، والمشركون من أفسد الناس عقولاً، وقد قال الله تعالى فيهم: ( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)الملك).
لقد سخر الشرك البشرية لخدمة المخلوقات، وبتعظيمه لها تخلف الانسان عن مقصد وجوده السامي فانشغل برضى المخلوق عن رضى الخالق الحق، فانحط تفكيره وسفل سلوكه وتحطمت نفسيته فعاش يرقب رضا الشركاء الذين توهم ضرهم ونفعهم فعاش اما عبدا مسخرا لغيره من طغاة البشر واما شاردا في المغاور والكهوف، او يطوف بين القبور معظما لمن لم يستطع ان يدفع عن نفسه الموت، او متخذا الهة زلفى مما يُصنع له من تماثيل واوثان، بل انحط اكثر فعبد بالاضافة للحجر والشجر البقر والفأر والفرج . ان العقلية الشركية التي بنتها العقائد المحرفة او المنحرفة لانسان الغرب، الذي تمرد على الدين لعدم اقناعه به، وقاوم غريزة التدين التي هي جزء من تركيبته الفطرية، جعلته يقع فريسة الشهوات واشباع جوعات الغرائز الاخرى ليتحول الى اضل من الانعام و وحش من وحوش الغاب لايرى الا نفسه ولا يرى نفسه الا تملا مترعا باشباع شهواته الجسدية وغرائزه .وكذلك اوقعت بانسان الشرق ليركض وراء ارضاء فار او قط او عجل او نار يوقدها بيديه ليصبح ارخص وجودا وقيمة مما يتعبد له من مخلوقات وانعام.فلذلك كان الشرك عند الله ظلم عظيم ومناف للعقل بل مذهب له ومناف للحكمة (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ۚ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)لقمان).والشرك واقعه سواءً كان شركا اكبر، ام اصغر، كما يُقسم ،هو: انه كل ما ابتغى به الانسان وقصد من عمل اوقول ارضاء غير الله تعالى،وهو بلا شك سبب لشتات العقل وعدم ثبات الفكر والموقف ({مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً} [النساء: 143].
والشرك ايضا دليل على سخف العقل وفراغه وهبوط صاحبه وسفوله ،(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (التين).
وقانا الله واياكم من الشرك ودواعيه وانواعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
١أبو علي الزيادي