5- سلسلة الشرك والتوحيد ضدان -5-
الحلقة الخامسة:- عودة منهج التوحيد وعقيدته
جاء الاسلام ليعيد للبشرية نهج فطرتها السليمة التي فطر الله تعالى الناس عليها، ويقيمهم على منهج الفطرة في التوحيد،والتعامل مع الاله الرب الحق الذي وحده من يستحق عبودية الانسان له ، وطاعته وموالاته وعدم الخروج عن امره. وليرد للعقل البشري كرامته بعد ان مرغتها شعاب متاهات الفلسفة وجعلته يتمردغ في اوحال الجهل والجاهلية ، فتاه في الظلمات وضل الطريق وهو يظن انه على هدى ونور.
جاء الاسلام والفكر الوثني المجسم والمجسد والمصور هو السائد والطاغي الذي يعم الكرة الارضية،فكان الناس في غيهم يعمهون ، وياكلون ويتمتعون كالانعام بل اضل منها سبيلا..وكان المشركون لو سالتهم من خلق السموات والارض ؟ ليقولن الله، ولان سالتهم ما هذه الاصنام والتماثيل التي تعبدونها ؟ ليقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى..ولربمخا تستغرب اخي واختي الاكارم من عقول قدست حجرا او عبدت صنما او سجدت لغير بارئها وركعت! واترك الجواب هنا لسيدنا الفاروق عمر رضي الله عنه وارضاه يوم ساله صبية ممن ولدوا في الاسلام وترعرعوا في كنف افكاره وظلال احكامه فقال له قائلهم : يا عم اما كانت لكم عقول في الجاهلية تمنعكم من عبادة الاصنام؟! فقال لهم مجيبا سائلهم :- والله يا ابن اخي قد ادركت رجالا تزن احلامهم الجبال، ولكن ما قولك في قوم اضلهم الله!..نعم اخي واختي لا تستغربون ، فحين تجد صاحب درجة جامعية عليا يطالع كل يوم صفحة الابراج وحديث النجوم وينظر في ثناهياها عن حظه المنتظر فيتفائل ويستبشر او يتشائم ويتطير، فماذا اختلف هذا عن عابد الصنم او عابد الكواكب الذي يرجو خيرها ويتقي ضرها؟! ولا تستغربون حين تجدوا من يحمل اعلى الدرجات العلمية في ادق التخصصات الفيزيائية، وياتي ليلقي محاضرته في جامعته وقد تبارك ببول البقرة او روثها، ويطلب منها الرضى والتوفيق و البركات ؟! بل لا تستغربوا اخواني واخواتي حين تجدوا اشخاصا وجماعات من ابناء امة الاسلام زين لهم السيطان تعظيم الموتى وقبورهم بل ويعتقدون النفع والضر من الاموات. واصبحت هناك طقوس وترتيبات للقبور يتمسكون بها اشد من الفرائض
بل ان كثير منهم يضيع الفرائض ويرتكب الموبقات معتقدا انه ان زار صاحب المزار سقطت عنه ذنهوبه واثامه وتحلل من اجرامه...
ان الاسلام ومنذ اللحظات الاولى للوحي وفي اول خطاب له للعقل البشري قال له (اقرأ باسم ربك الذي خلق) راسما بذلك منهج التوحيد اي منهجه الباني للعقل الموحد ، فطلب منه ان يستعين ويتبارك بالاسم المبارك لا بالذات، للدلالة على ان العقل يجب ان يتعامل مع ذات علية عن الصورة والجسد والتجسيم التي هي صفات محدودية المادة الواقعة تحت الحس وقدرات الادراك، فالذات العلية فوق الواقع والمادة وحدودها وقيودها، فلا يمكن للحس ادراكها ولا للعقل تصورها وحصرها بصورة او جسم او تمثيل، فلن تدرك ايها العقل من الخالق الى وجوب وجوده واسمه. ولما سئل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن نسب ربه مرة، وفي سؤال اخر طلبوا منه ان يصف ماهية ربه، هل هو من ذهب ام فضة ام من زبرجد، نزل الجواب بالاحدية في سورة من فقهها فقه علم التوحيد، وسميت سورة الاخلاص لان من فهمها اخلص الايمان بربه تعالى:-
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ(2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
فالاحد هو الفريد المتفرد في وجوده، فلا جنس له او نوع ليقاسعليه او يشبه به، والصمد هو الذي لا يعتريه التبديل ولا التغير، لان التبديل والتغير يعتري من يخضع للزمان والمكان، والمكان مادة والزمان حركة المادة، وهو تعالى فوق الزمان والمكان، وطالما لاجنس ولا نوع له، فلم يلد ولم يولد، وبالتالي قطعا لا يكافئه احد او يماثله، ليقاس عليه او به، فلا يقاس الخالق ابدا بالمخلوق، لان كل ما عداه مخلوق له، فبذلك بطل قياس الفلاسفة، وبطل وهم وظن المشركين . وليؤكد لنا هذه الحقيقة قال لنا مخبرا عن صفاته واسمائه في اعظم اية وهي اية الكرسي ( الله لا اله الا هو الحي القيوم...)فهو واحد احد، ووصف نفسه بالحي، فليس جماد منحوت، ولا ميت مقبور، لان فاقد الحياة فاقد للنفع والضرر والفعل والارادة، ووصف نفسه بالقيوم، اي هو القائم بذاته المستغني عن غيره بصفاته، وهو الذي يستند الوجود وكل موجود الى وجوده، ولا يستند في وجوده الى وجود. والى لقاء قريب استودعكم الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو علي الزيادي
الحلقة الخامسة:- عودة منهج التوحيد وعقيدته
جاء الاسلام ليعيد للبشرية نهج فطرتها السليمة التي فطر الله تعالى الناس عليها، ويقيمهم على منهج الفطرة في التوحيد،والتعامل مع الاله الرب الحق الذي وحده من يستحق عبودية الانسان له ، وطاعته وموالاته وعدم الخروج عن امره. وليرد للعقل البشري كرامته بعد ان مرغتها شعاب متاهات الفلسفة وجعلته يتمردغ في اوحال الجهل والجاهلية ، فتاه في الظلمات وضل الطريق وهو يظن انه على هدى ونور.
جاء الاسلام والفكر الوثني المجسم والمجسد والمصور هو السائد والطاغي الذي يعم الكرة الارضية،فكان الناس في غيهم يعمهون ، وياكلون ويتمتعون كالانعام بل اضل منها سبيلا..وكان المشركون لو سالتهم من خلق السموات والارض ؟ ليقولن الله، ولان سالتهم ما هذه الاصنام والتماثيل التي تعبدونها ؟ ليقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى..ولربمخا تستغرب اخي واختي الاكارم من عقول قدست حجرا او عبدت صنما او سجدت لغير بارئها وركعت! واترك الجواب هنا لسيدنا الفاروق عمر رضي الله عنه وارضاه يوم ساله صبية ممن ولدوا في الاسلام وترعرعوا في كنف افكاره وظلال احكامه فقال له قائلهم : يا عم اما كانت لكم عقول في الجاهلية تمنعكم من عبادة الاصنام؟! فقال لهم مجيبا سائلهم :- والله يا ابن اخي قد ادركت رجالا تزن احلامهم الجبال، ولكن ما قولك في قوم اضلهم الله!..نعم اخي واختي لا تستغربون ، فحين تجد صاحب درجة جامعية عليا يطالع كل يوم صفحة الابراج وحديث النجوم وينظر في ثناهياها عن حظه المنتظر فيتفائل ويستبشر او يتشائم ويتطير، فماذا اختلف هذا عن عابد الصنم او عابد الكواكب الذي يرجو خيرها ويتقي ضرها؟! ولا تستغربون حين تجدوا من يحمل اعلى الدرجات العلمية في ادق التخصصات الفيزيائية، وياتي ليلقي محاضرته في جامعته وقد تبارك ببول البقرة او روثها، ويطلب منها الرضى والتوفيق و البركات ؟! بل لا تستغربوا اخواني واخواتي حين تجدوا اشخاصا وجماعات من ابناء امة الاسلام زين لهم السيطان تعظيم الموتى وقبورهم بل ويعتقدون النفع والضر من الاموات. واصبحت هناك طقوس وترتيبات للقبور يتمسكون بها اشد من الفرائض
بل ان كثير منهم يضيع الفرائض ويرتكب الموبقات معتقدا انه ان زار صاحب المزار سقطت عنه ذنهوبه واثامه وتحلل من اجرامه...
ان الاسلام ومنذ اللحظات الاولى للوحي وفي اول خطاب له للعقل البشري قال له (اقرأ باسم ربك الذي خلق) راسما بذلك منهج التوحيد اي منهجه الباني للعقل الموحد ، فطلب منه ان يستعين ويتبارك بالاسم المبارك لا بالذات، للدلالة على ان العقل يجب ان يتعامل مع ذات علية عن الصورة والجسد والتجسيم التي هي صفات محدودية المادة الواقعة تحت الحس وقدرات الادراك، فالذات العلية فوق الواقع والمادة وحدودها وقيودها، فلا يمكن للحس ادراكها ولا للعقل تصورها وحصرها بصورة او جسم او تمثيل، فلن تدرك ايها العقل من الخالق الى وجوب وجوده واسمه. ولما سئل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن نسب ربه مرة، وفي سؤال اخر طلبوا منه ان يصف ماهية ربه، هل هو من ذهب ام فضة ام من زبرجد، نزل الجواب بالاحدية في سورة من فقهها فقه علم التوحيد، وسميت سورة الاخلاص لان من فهمها اخلص الايمان بربه تعالى:-
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ(2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
فالاحد هو الفريد المتفرد في وجوده، فلا جنس له او نوع ليقاسعليه او يشبه به، والصمد هو الذي لا يعتريه التبديل ولا التغير، لان التبديل والتغير يعتري من يخضع للزمان والمكان، والمكان مادة والزمان حركة المادة، وهو تعالى فوق الزمان والمكان، وطالما لاجنس ولا نوع له، فلم يلد ولم يولد، وبالتالي قطعا لا يكافئه احد او يماثله، ليقاس عليه او به، فلا يقاس الخالق ابدا بالمخلوق، لان كل ما عداه مخلوق له، فبذلك بطل قياس الفلاسفة، وبطل وهم وظن المشركين . وليؤكد لنا هذه الحقيقة قال لنا مخبرا عن صفاته واسمائه في اعظم اية وهي اية الكرسي ( الله لا اله الا هو الحي القيوم...)فهو واحد احد، ووصف نفسه بالحي، فليس جماد منحوت، ولا ميت مقبور، لان فاقد الحياة فاقد للنفع والضرر والفعل والارادة، ووصف نفسه بالقيوم، اي هو القائم بذاته المستغني عن غيره بصفاته، وهو الذي يستند الوجود وكل موجود الى وجوده، ولا يستند في وجوده الى وجود. والى لقاء قريب استودعكم الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو علي الزيادي