هل يمكن لأحد أن يكون عظيما، دون كهف؟ حتى النبي محمد، كان لا بد له من أن يعتزل قريشا في الغار، لتتضح الأشياء ويفسح الطريق لوحي السماء.. كيف يمكن أن تكون " شيئا" وأنت تنصهر في سخافات ألف قريش، كل يوم..وما رحلةُ العُمر غير أيام!؟
عليك أن تعتكف ساعات لتكتب، كلما نصبوا المشانق،..ستنبثق الرؤى من خوابي روحك، فقد تعتّقَت كنبيذ إغريقي، لأزمنة طويلة..
سيدهشك الدفق الذي سيندفع هادرا، لحظةَ الانعتاق الكبرى، بعد عذاب الإحماء الذي قد يدوم طويلا..حسب ما تراكم الصقيع على مسامات رئتيك وعقلك..
سيجرف النهر الكثير، وهو يهدر نابعا من غاباتك الأمازونية، وستضطر لتقيؤ التفاهات من فمك وعينيك وأذنيك..قبل أن تصفو تماما، مستعدا للطهر الأجمل، فإذا أنت كائن من مادة رهيفة مزاجها موسلين، وإذا الجسد مبخرة للندّ والحرف العابق بالجمال والخيال والنقاء.
وهناك، ستحملك غيمة صغيرة، لشدة ما أنت شفيف، وستمد يدك البيضاء فتلامس أرواح الذين غابوا فيبتسموا لك، ويشيع الأمان بساحات المعارك فيك، ولن يهمّك، بعد ذلك، من ينتصر، وحرب من هي، وإن كنتَ تحتاج حقًّا لحرب كي تكون..
ستتضارب المعاني في عناق، فيصير صمتُك منبرا للخطب، ويتماهى حزنك الأبدي وعبير النعناع الذي يمر بك حالمًا، كأسراب القطا، فتخفّ أحمال قلبك، ولا يبقى غير أثقال الحرية!
نعم..للحرية أثقال، وهي ما يجعلك تفكر عمَّا تكتب، وإلى أي حدٍّ عليك تحرّي فواصل اللياقة، وأيُّ الغايات أولى بالنظر، وأيُّ العباءات عليكَ رميُها..لم يعلّمكَ أحدٌ كيف تفعل، ولئلاَّ تسقط في بئر الرذيلة، والابتذال، على المفاهيم أن تكتسب صفة الآدمية، ليفهمها عقلك التائق للتحرر.
ثم، بعيدا عن تعب الحواس، وقريبا من النبض..أعيد ترتيب الرسائل بما يليق بمعجزة..
ألفُ ألفِ رسالة، وسبعة آلاف وعدٍ وأرق وأغنية، ولم أختبر بعد طعم يديك..
أتساءل كيف سيغدو ملمح اللمسات، إن أنت حقا أتيت، ولم تكتفِ بغلالات القصائد ، تغطي بها عُريَ المسافات بيني وبينك.
أيُّ موجةٍ سيشهق قلبي، وصوتك يحتكر نبرة الكون.
وأيُّ خطيئة حياةٍ، عليّ أن أقترف، لأموتَك مثلما ينبغي..
----
فوزية صديقة
عليك أن تعتكف ساعات لتكتب، كلما نصبوا المشانق،..ستنبثق الرؤى من خوابي روحك، فقد تعتّقَت كنبيذ إغريقي، لأزمنة طويلة..
سيدهشك الدفق الذي سيندفع هادرا، لحظةَ الانعتاق الكبرى، بعد عذاب الإحماء الذي قد يدوم طويلا..حسب ما تراكم الصقيع على مسامات رئتيك وعقلك..
سيجرف النهر الكثير، وهو يهدر نابعا من غاباتك الأمازونية، وستضطر لتقيؤ التفاهات من فمك وعينيك وأذنيك..قبل أن تصفو تماما، مستعدا للطهر الأجمل، فإذا أنت كائن من مادة رهيفة مزاجها موسلين، وإذا الجسد مبخرة للندّ والحرف العابق بالجمال والخيال والنقاء.
وهناك، ستحملك غيمة صغيرة، لشدة ما أنت شفيف، وستمد يدك البيضاء فتلامس أرواح الذين غابوا فيبتسموا لك، ويشيع الأمان بساحات المعارك فيك، ولن يهمّك، بعد ذلك، من ينتصر، وحرب من هي، وإن كنتَ تحتاج حقًّا لحرب كي تكون..
ستتضارب المعاني في عناق، فيصير صمتُك منبرا للخطب، ويتماهى حزنك الأبدي وعبير النعناع الذي يمر بك حالمًا، كأسراب القطا، فتخفّ أحمال قلبك، ولا يبقى غير أثقال الحرية!
نعم..للحرية أثقال، وهي ما يجعلك تفكر عمَّا تكتب، وإلى أي حدٍّ عليك تحرّي فواصل اللياقة، وأيُّ الغايات أولى بالنظر، وأيُّ العباءات عليكَ رميُها..لم يعلّمكَ أحدٌ كيف تفعل، ولئلاَّ تسقط في بئر الرذيلة، والابتذال، على المفاهيم أن تكتسب صفة الآدمية، ليفهمها عقلك التائق للتحرر.
ثم، بعيدا عن تعب الحواس، وقريبا من النبض..أعيد ترتيب الرسائل بما يليق بمعجزة..
ألفُ ألفِ رسالة، وسبعة آلاف وعدٍ وأرق وأغنية، ولم أختبر بعد طعم يديك..
أتساءل كيف سيغدو ملمح اللمسات، إن أنت حقا أتيت، ولم تكتفِ بغلالات القصائد ، تغطي بها عُريَ المسافات بيني وبينك.
أيُّ موجةٍ سيشهق قلبي، وصوتك يحتكر نبرة الكون.
وأيُّ خطيئة حياةٍ، عليّ أن أقترف، لأموتَك مثلما ينبغي..
----
فوزية صديقة