..تلك اللحظات التي قد تطول لأيااام، حين يصبح مزاجك " مكرفسا" جدا، كأن يدعوك صديق زار المدينة فجأة، لم تقابله لسنوات..ولكنك لا ترغب فعلا بلقائه..ليس لأنه هو بالذات، ولكن لأنك تطفو على سطح مستنقع، كسمكة متعفنة الأفكار، لا تصلح لأن يقترب منها أحد..
الأدهى أنك لا تستطيع الإنكار بأنك متوفر، فالفيسبوك يفضحك، ومن معك بالبيت أخبروه بأنك موجود و"فارغ شغل"، وبصراحة مازلتَ تحتكم على قليل من الشعور بالخجل من رفضك الصارخ لملاقاته..كُرمى للأيام الخوالي ولمحبته بقلبك و" العشرة اللي بيناتكم"..فتذهب مرغما، كمن يحملونه من كمّ قميصه و" يكركرونه" حتى باب " الزنقة" ثم يركلونه إلى الخارج، ويصفقون الباب دونه !!????
تتأنق..بلا أدنى رغبة، وتتمنى ساعتها لو أنك تشبثت بكل قوتك الجنينية برحم أمك..رافضا هذا القدر الذي يفرض عليك المجيء في زمن بائس كهذا، وبلاد " ......" كهذه، فحين تفقد أحقية اختيار اسمك..ومدينتك، وبلادك ، وتاريخك..ولن أقول والديك، فأنت ستحبهما بأي حال..لا تفكر مطلقا بأنك " حر" أو بإمكانك حتى أن تحلم بالحرية!
لا أقول هذا لأني أرغب بتغيير كل الإحداثيات السابقة الذِكر، بل لأنني لا أملك أي خيار لذلك..
لا خيَار ولا بطيخ ولا بصل أيضا.
ستنظر حينها إلى كل تلك النصائح الأوبرا وينفرية التي كنتَ تتشدق بها محاولا جعل حياة من حولك أفضل، وستتمنى لو أنك اكتفيت أمام آلامهم الحقيقية، بالصمت والإصغاء احترامًا.
أولئك الذين يملؤون اليوتوب بفيديوهات عن كيف تخرج من الاكتئاب؟ كيف تتغلب على لا أدري ماذا...، هم يجهلون بأن من يدخل الدائرة الرمادية هذه، والتي لا أعرف لها اسمًا، يفقدون الرغبة تماما في محاولة الخروج منها، فكل شيء متشابه بنظرهم، ومعاني ألفاظ مثل:" التغلب والفوز والانتصار..." اضمحلت بدواخلهم لدرجة العدم.
تلتقي بالصديق..والأمر هنا يعني المؤنث والمذكر على حد سواء، وتشعر بأنك تدفع ضريبة ثقيلة على كل ابتسامة وجملة تقولها، فلاشيء ينجح في اجتثاثك من تلك المتاهة السوداء.
تشفق على الصديق، وعلى كل المحيطين بك، قضاءً وقدرًا أو بسبب رغبتهم بذلك !! لمَ عليهم تحمّلك وأنتَ - نفسك - ..لا تتحمل نفسك!
تعود إلى " المأوى"، تجرك أقدامك، كل ما يضج به العالم لا يعنيك إلا بزيادة ثقل على كاهلك، وتستغرب من الذين لا يزالون قادرين على ممارسة الفرح..والضحك..والتمايل مع الأغاني، ولو أن الموسيقى أجمل ما أبدع الإنسان، لكن مزاجك ذاك يجعل من تغريد فيروز وطقطقات الشيخة الريميتي سواء..
في لحظات كهذه، يُفضل أن يحتجز الواحد منا، في حجر صحي،، أو يُفَكَّ قيده الذي " أدمى معصميه"، ويُترَك ليعدو وحيدا ..نحو الغابة البعيدة..كذئب جريح..
---------
فوزية صديقة
الأدهى أنك لا تستطيع الإنكار بأنك متوفر، فالفيسبوك يفضحك، ومن معك بالبيت أخبروه بأنك موجود و"فارغ شغل"، وبصراحة مازلتَ تحتكم على قليل من الشعور بالخجل من رفضك الصارخ لملاقاته..كُرمى للأيام الخوالي ولمحبته بقلبك و" العشرة اللي بيناتكم"..فتذهب مرغما، كمن يحملونه من كمّ قميصه و" يكركرونه" حتى باب " الزنقة" ثم يركلونه إلى الخارج، ويصفقون الباب دونه !!????
تتأنق..بلا أدنى رغبة، وتتمنى ساعتها لو أنك تشبثت بكل قوتك الجنينية برحم أمك..رافضا هذا القدر الذي يفرض عليك المجيء في زمن بائس كهذا، وبلاد " ......" كهذه، فحين تفقد أحقية اختيار اسمك..ومدينتك، وبلادك ، وتاريخك..ولن أقول والديك، فأنت ستحبهما بأي حال..لا تفكر مطلقا بأنك " حر" أو بإمكانك حتى أن تحلم بالحرية!
لا أقول هذا لأني أرغب بتغيير كل الإحداثيات السابقة الذِكر، بل لأنني لا أملك أي خيار لذلك..
لا خيَار ولا بطيخ ولا بصل أيضا.
ستنظر حينها إلى كل تلك النصائح الأوبرا وينفرية التي كنتَ تتشدق بها محاولا جعل حياة من حولك أفضل، وستتمنى لو أنك اكتفيت أمام آلامهم الحقيقية، بالصمت والإصغاء احترامًا.
أولئك الذين يملؤون اليوتوب بفيديوهات عن كيف تخرج من الاكتئاب؟ كيف تتغلب على لا أدري ماذا...، هم يجهلون بأن من يدخل الدائرة الرمادية هذه، والتي لا أعرف لها اسمًا، يفقدون الرغبة تماما في محاولة الخروج منها، فكل شيء متشابه بنظرهم، ومعاني ألفاظ مثل:" التغلب والفوز والانتصار..." اضمحلت بدواخلهم لدرجة العدم.
تلتقي بالصديق..والأمر هنا يعني المؤنث والمذكر على حد سواء، وتشعر بأنك تدفع ضريبة ثقيلة على كل ابتسامة وجملة تقولها، فلاشيء ينجح في اجتثاثك من تلك المتاهة السوداء.
تشفق على الصديق، وعلى كل المحيطين بك، قضاءً وقدرًا أو بسبب رغبتهم بذلك !! لمَ عليهم تحمّلك وأنتَ - نفسك - ..لا تتحمل نفسك!
تعود إلى " المأوى"، تجرك أقدامك، كل ما يضج به العالم لا يعنيك إلا بزيادة ثقل على كاهلك، وتستغرب من الذين لا يزالون قادرين على ممارسة الفرح..والضحك..والتمايل مع الأغاني، ولو أن الموسيقى أجمل ما أبدع الإنسان، لكن مزاجك ذاك يجعل من تغريد فيروز وطقطقات الشيخة الريميتي سواء..
في لحظات كهذه، يُفضل أن يحتجز الواحد منا، في حجر صحي،، أو يُفَكَّ قيده الذي " أدمى معصميه"، ويُترَك ليعدو وحيدا ..نحو الغابة البعيدة..كذئب جريح..
---------
فوزية صديقة