من ذاكرة تاريخنا المجيد
( وامعتصماه ) صرخة استغاثة من امراة تتسبب في فتح بلاد وقلاع وحصون
تحكي لنا كتب التاريخ أن إمبراطور الروم توفيل ميخائيل جهَّز جيشًا يزيد قُوامه على مائة ألف جندي، وسار به إلى بلاد الإسلام سنة 223هـ، فهاجم المدن والقرى، حتى بلغ زِبَطْرَةُ، فقتل من بها من الرجال، وسبى الذرية والنساء، وأغار على أهل مَلَطْيَةُ (من مدن تركيا) وغيرها من حصون المسلمين، وسبى المسلمات، ومثَّل بمن صار في يده من المسلمين وسمل أعينهم، وقطع أنوفهم وآذانهم، وبلغ الخبر المعتصم فاستعظمه، وبلغه أن هاشمية صاحت وهي اسيرة في أيدي الروم: وامعتصماه. فأجاب المعتصم وهو على سريره في بغداد: لبيك لبيك، وصاح في قصره: النفير النفير، ونهض من ساعته بخمسمائة ألف مجاهد. وعندما سار المعتصم بالله باتجاه الثغور تساءل: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام، وهي عين النصرانية ومدر غناها، وهي أشرف عندهم من القسطنطينية، فسار باتجاهها، وتجهَّز جهازًا قيل: إنَّه لم يتجهَّز قبله بمثله. من السلاح والعدد وآلات الحصار والنفط. وكانت أول فتوحات المعتصم في مسيرته هذه أنقرة في 25 شعبان 223هـ، ففتحها بسهولة، واتجه بعدها إلى عمورية (مدينة عظيمة في هضبة الأناضول وسط تركيا، ولم يبق منها الآن سوى آثار)، وبدأ حصار عمورية في (6 رمضان 223هـ/ 1 أغسطس 838م)، ونصب المجانيق عليه، وبدأت المجانيق الضخمة مع آلات الحصار الأخرى تعمل عملها وتدك الاسوار، حتى سقطت اسوار عمورية فيفاجأ الجند المسلمون بخندق خلف الاسوار ، فيامر المغتم بشاة لكل جندي ياكل لحمها ثم يملأ جلها بالتراب فيلقيه في الخندق ،فنعوا من فورهم جسرا للعبور وتحقق النصر بعد أهم معركة اسلامية استخدمت فيها أدوات الحصار الضخمة الكبيرة كالدبابات والمجانيق والسلالم والأبراج على اختلاف أشكالها وأنواعها مهدت لفتح القسطنطينية فيما بعد، وذلك بعد حصار دام خمسة وخمسين يوما، من سادس رمضان إلى أواخر شوال سنة 223هـ. ثم أمر المعتصم بطرح النار في عمورية من سائر نواحيها، فأحرقت وهدمت، وعاد بعدها المعتصم بغنائم كبيرة إلى طرسوس، ومنها إلى سامراء منتصرًا مظفرًا. وانقذ الاسيرة المستغيثة وسائر اسرى المسلمين .
نسال الله تعالى ان يعزنا بالاسلام وان يعيدنا الى ما كنا عليه من عزة وتمكين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
( وامعتصماه ) صرخة استغاثة من امراة تتسبب في فتح بلاد وقلاع وحصون
تحكي لنا كتب التاريخ أن إمبراطور الروم توفيل ميخائيل جهَّز جيشًا يزيد قُوامه على مائة ألف جندي، وسار به إلى بلاد الإسلام سنة 223هـ، فهاجم المدن والقرى، حتى بلغ زِبَطْرَةُ، فقتل من بها من الرجال، وسبى الذرية والنساء، وأغار على أهل مَلَطْيَةُ (من مدن تركيا) وغيرها من حصون المسلمين، وسبى المسلمات، ومثَّل بمن صار في يده من المسلمين وسمل أعينهم، وقطع أنوفهم وآذانهم، وبلغ الخبر المعتصم فاستعظمه، وبلغه أن هاشمية صاحت وهي اسيرة في أيدي الروم: وامعتصماه. فأجاب المعتصم وهو على سريره في بغداد: لبيك لبيك، وصاح في قصره: النفير النفير، ونهض من ساعته بخمسمائة ألف مجاهد. وعندما سار المعتصم بالله باتجاه الثغور تساءل: أي بلاد الروم أمنع وأحصن؟ فقيل: عمورية، لم يعرض لها أحد من المسلمين منذ كان الإسلام، وهي عين النصرانية ومدر غناها، وهي أشرف عندهم من القسطنطينية، فسار باتجاهها، وتجهَّز جهازًا قيل: إنَّه لم يتجهَّز قبله بمثله. من السلاح والعدد وآلات الحصار والنفط. وكانت أول فتوحات المعتصم في مسيرته هذه أنقرة في 25 شعبان 223هـ، ففتحها بسهولة، واتجه بعدها إلى عمورية (مدينة عظيمة في هضبة الأناضول وسط تركيا، ولم يبق منها الآن سوى آثار)، وبدأ حصار عمورية في (6 رمضان 223هـ/ 1 أغسطس 838م)، ونصب المجانيق عليه، وبدأت المجانيق الضخمة مع آلات الحصار الأخرى تعمل عملها وتدك الاسوار، حتى سقطت اسوار عمورية فيفاجأ الجند المسلمون بخندق خلف الاسوار ، فيامر المغتم بشاة لكل جندي ياكل لحمها ثم يملأ جلها بالتراب فيلقيه في الخندق ،فنعوا من فورهم جسرا للعبور وتحقق النصر بعد أهم معركة اسلامية استخدمت فيها أدوات الحصار الضخمة الكبيرة كالدبابات والمجانيق والسلالم والأبراج على اختلاف أشكالها وأنواعها مهدت لفتح القسطنطينية فيما بعد، وذلك بعد حصار دام خمسة وخمسين يوما، من سادس رمضان إلى أواخر شوال سنة 223هـ. ثم أمر المعتصم بطرح النار في عمورية من سائر نواحيها، فأحرقت وهدمت، وعاد بعدها المعتصم بغنائم كبيرة إلى طرسوس، ومنها إلى سامراء منتصرًا مظفرًا. وانقذ الاسيرة المستغيثة وسائر اسرى المسلمين .
نسال الله تعالى ان يعزنا بالاسلام وان يعيدنا الى ما كنا عليه من عزة وتمكين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.