من ذاكرة تاريخنا المجيد
حين يتقي الله العالم والامير تتحقق المعجزات
ذكر الامام الذهبي في سفره العظيم تاريخ الاسلام ما ملخصه:-
في عام 656هـ فجعت الأمة الإسلامية بسقوط الخلافة وتدمير عاصمة الإسلام الكبرى: بغداد، وما تبع ذلك من القتل العام للمسلمين وسبي نسائهم وذراريهم، وتدمير الممتلكات والمكتبات والمساجد والمدارس، وإحراق البيوت والمزارع، مما أجفل قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من هذا الزحف المهول الذي لا يبقي ولا يذر أينما حلَّ ومرَّ. كانت الخلافة العباسية قبيل ذلك عبارة عن أشلاء ممزقة تشتكي الضعف والتفرق والانكباب على الدنيا والبعد عن صفاء الدين. وقد قدم التتار من مشرق الأرض فابتلعوا المملكة الخوارزمية، ثم دولة الحشاشين وبلاد فارس، ثم دمروا بغداد تدميراً، وكانت حرب إبادة، أو ما يسمى اليوم «الأرض المحروقة». وبلغت الممالك من الضعف والتمزق درجةً مقيتة، فقد زُيِّنت مصر واحتفلت بانتصارها على الشام في ذات الوقت الذي تصل الأنباء فيه بجحيم بغداد! كان القتال بين الأيوبيين في مصر والشام بينما العدو يتهيأ لابتلاعهما! يقول الذهبي رحمه الله: «وأما هولاكو فإنه عدَّى الفرات بأكثر الجيش ومعهم من السبي والأموال والخيرات والدواب ما لا يوصف»، ثم زحف التتار نحو الموصل، ثم توجهوا نحو الشام فابتلعوها وسقطت حلب وحمص ودمشق، وفرَّ الملك الناصر حاكم دمشق وتركها تواجه مصيرها بنفسها، ثم زحف التتار نحو مصر والحجاز واليمن. في تلك الأثناء تولى القائد العسكري المظفر قطز السلطنة على مصر بانقلاب على الملك المنصور صغير السن. وألقى الله في قلبه التصدي للهجوم التتري على مصر وعدم تسليمها. يقول الذهبي رحمه الله: «وفي أواخر السنة [657هـ] وقعت الأراجيف بحركة التتار نحو الشام، فانجفل الخلق. وفي آخرها قبض الأمير سيف الدين قطز المـُعزي على ابن أستاذه الملك المنصور علي بن المـُعز، وتسلطن ولُقب بالملك المظفر، وسبب ذلك قدوم الصاحب كمال الدين ابن العديم رسولاً يطلب النجدة على التتار، فجَمع قطز الأمراءَ والأعيان، فحضر الشيخ عز الدين ابن عبد السلام والقاضي بدر الدين السنجاري، وجلس الملك في دَست السلطنة، فاعتمدوا على ما يقوله الشيخ عز الدين، فكان خلاصته: «إذا طرق العدوُّ البلادَ وجب على العالم كلهم قتالهم، وجاز أن يؤخَذ من الرعية ما يستعان به على جهادهم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وأن تبيعوا ما لكم من الحوائص والآلات، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، ويتساووا في ذلك هم والعامة، وأما أخْذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا». «ثم بعد أيام قَبض على المنصور، وقال: هذا صبي والوقت صعب، ولا بد من رجل شجاع ينتصب للجهاد... وسيَّر قطز القاضيَ برهان الدين السنجاري مع ابن العديم إلى الشام يَعِدُ الناصر بالنجدة». وتوجه جيش مصر إلى الأردن والتقى جيش التتر في عين جالوت فكسرهم المسلمون كسرة شديدة، وقُتل قائد جيش التتر «كُتْبُغا» ثم سار الجيش بقيادة «بيبرس» نحو حلب والشام، فتوقف الزحف التتري على بلاد المسلمين، والحمد لله رب العالمين.
اللهم اعزنا بالاسلام والف بين قلوب ابناء الامة واجمعهم في ظل رايته على طاعتك ومحبتك والحكم بكتابك وسنة نبيك لى الله عليه واله وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حين يتقي الله العالم والامير تتحقق المعجزات
ذكر الامام الذهبي في سفره العظيم تاريخ الاسلام ما ملخصه:-
في عام 656هـ فجعت الأمة الإسلامية بسقوط الخلافة وتدمير عاصمة الإسلام الكبرى: بغداد، وما تبع ذلك من القتل العام للمسلمين وسبي نسائهم وذراريهم، وتدمير الممتلكات والمكتبات والمساجد والمدارس، وإحراق البيوت والمزارع، مما أجفل قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من هذا الزحف المهول الذي لا يبقي ولا يذر أينما حلَّ ومرَّ. كانت الخلافة العباسية قبيل ذلك عبارة عن أشلاء ممزقة تشتكي الضعف والتفرق والانكباب على الدنيا والبعد عن صفاء الدين. وقد قدم التتار من مشرق الأرض فابتلعوا المملكة الخوارزمية، ثم دولة الحشاشين وبلاد فارس، ثم دمروا بغداد تدميراً، وكانت حرب إبادة، أو ما يسمى اليوم «الأرض المحروقة». وبلغت الممالك من الضعف والتمزق درجةً مقيتة، فقد زُيِّنت مصر واحتفلت بانتصارها على الشام في ذات الوقت الذي تصل الأنباء فيه بجحيم بغداد! كان القتال بين الأيوبيين في مصر والشام بينما العدو يتهيأ لابتلاعهما! يقول الذهبي رحمه الله: «وأما هولاكو فإنه عدَّى الفرات بأكثر الجيش ومعهم من السبي والأموال والخيرات والدواب ما لا يوصف»، ثم زحف التتار نحو الموصل، ثم توجهوا نحو الشام فابتلعوها وسقطت حلب وحمص ودمشق، وفرَّ الملك الناصر حاكم دمشق وتركها تواجه مصيرها بنفسها، ثم زحف التتار نحو مصر والحجاز واليمن. في تلك الأثناء تولى القائد العسكري المظفر قطز السلطنة على مصر بانقلاب على الملك المنصور صغير السن. وألقى الله في قلبه التصدي للهجوم التتري على مصر وعدم تسليمها. يقول الذهبي رحمه الله: «وفي أواخر السنة [657هـ] وقعت الأراجيف بحركة التتار نحو الشام، فانجفل الخلق. وفي آخرها قبض الأمير سيف الدين قطز المـُعزي على ابن أستاذه الملك المنصور علي بن المـُعز، وتسلطن ولُقب بالملك المظفر، وسبب ذلك قدوم الصاحب كمال الدين ابن العديم رسولاً يطلب النجدة على التتار، فجَمع قطز الأمراءَ والأعيان، فحضر الشيخ عز الدين ابن عبد السلام والقاضي بدر الدين السنجاري، وجلس الملك في دَست السلطنة، فاعتمدوا على ما يقوله الشيخ عز الدين، فكان خلاصته: «إذا طرق العدوُّ البلادَ وجب على العالم كلهم قتالهم، وجاز أن يؤخَذ من الرعية ما يستعان به على جهادهم، بشرط ألا يبقى في بيت المال شيء، وأن تبيعوا ما لكم من الحوائص والآلات، ويقتصر كل منكم على فرسه وسلاحه، ويتساووا في ذلك هم والعامة، وأما أخْذ أموال العامة مع بقاء ما في أيدي الجند من الأموال والآلات الفاخرة فلا». «ثم بعد أيام قَبض على المنصور، وقال: هذا صبي والوقت صعب، ولا بد من رجل شجاع ينتصب للجهاد... وسيَّر قطز القاضيَ برهان الدين السنجاري مع ابن العديم إلى الشام يَعِدُ الناصر بالنجدة». وتوجه جيش مصر إلى الأردن والتقى جيش التتر في عين جالوت فكسرهم المسلمون كسرة شديدة، وقُتل قائد جيش التتر «كُتْبُغا» ثم سار الجيش بقيادة «بيبرس» نحو حلب والشام، فتوقف الزحف التتري على بلاد المسلمين، والحمد لله رب العالمين.
اللهم اعزنا بالاسلام والف بين قلوب ابناء الامة واجمعهم في ظل رايته على طاعتك ومحبتك والحكم بكتابك وسنة نبيك لى الله عليه واله وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.