الصحة تجارة مربحة - النموذج الأمريكي: يُفْرِزُ جسْم الإنسان (البنكرياس) هرمون "الأنسولين" للتحكم في مستويات السكر في الدم، لأن زيادة مستويات السكر قد تتسبب في فقد البصر، وتراجع التركيز، والغثيان، وإصابات أخرى خطيرة تُؤَدِّي إلى فشل وظائف الجسم، في مراحل متقدمة، أما انخفاض مستويات السّكّر في الدّم فيؤدي إلى اضطراب وظائف القلب، وتقلب االمزاج، والإغماء... وبشكل عام، ينتج جسم الإنسان كميات الأنسولين التي يحتاج إليها، لكن جسم مرضى السّكّري، بشكل عام، لا ينتج ما يحتاجه، ويتميز إنتاج الأنسولين بالإضطراب، وعدم الإنتظام، ويحتاج المصابون ب"النّوع الأول" من السكري، جرعات الأنسولين، للبقاء على قيد الحياة، وترفض الشركات، توجيه البحوث نحو الشفاء النهائي من الأمراض المُزمنة، مثل السكري، وتشتري الإختراعات الجديدة، لتبقيها في الرفوف، وتُوجّه البحوث نحو أدوية تُحَسِّنُ صحة المريض، وتُطيل عُمره، لكنها تُبْقِي حياته رهينة انتظام تناول الأدوية، مما يُحقق أرباحًا طائلة للشركات، ويمثل "الأنسولين" مَصْدَرًا هامًّا لأرباح بعض الشركات التي تحتكر إنتاجه وتسْويقَه...
استطاع الدكتور الكَنَدِي "فريدريك غرانت بانتنغ" ( 1891 - 1941 ) وتلميذه "تشارلز بست"، عَزْلَ الأنسولين سنة 1922 بجامعة "تورنتو" (كندا) وحصل على جائزة "نوبل" عن هذا الإكتشاف سنة 1923، لأنه استطاع (بهذا الإكتشاف) كشف غُموض مرض السّكّري، الذي كان قاتلاً، وتمكن الباحث وتلميذه من إنتاج خلاصة من البنكرياس لها خصائص مضاده للسكري. وجَرّبا الدّواء على الكلاب، ثم على بعض التلاميذ، ونجحت التجارب التي مَوّلها أحد المُختبرات، مما أحدث ثورة في عالم الطب والصّيْدَلَة، وبدأ إنتاج الأنسولين سنة 1923، وكانت الجرعة الواحدة تُكلّف دولارا أمريكيا واحدًا، وبمرور الزمن، وتطوّر الرأسمالية، أصبحت ثلاثة علامات تجارية تُسَيْطِرُ على إنتاج وتسويق الأنسولين، فارتقع سعر الجرعة الواحدة من دولار واحد سنة 1923 إلى 300 دولار أمريكي، سنة 2018، وأصبح المرضى الأمريكيون، المَحْرُومون من التّأمين الصّحّي (بسبب عدم تحمل رب العمل تكلفة التأمين، أو بسبب فقدان الوظيفة، أو ارتفاع تكاليف التأمين...)، يموتون، بسبب عَجْزِهِم توفير ما يعادل ألف دولار شهريا، لشراء جرعات الأنسولين، التي ارتفع سعر الواحدة منها، خلال عقدَيْن في الولايات المتحدة، من 21 دولارا إلى 275 دولارا (سنة 2017)، ولا شيء يُبرّر هذا الإرتفاع سوى الإحتكار ورَفْع نسبة الأرباح إلى حَدّها الأقصى، في ظل غياب الشفافية حول طريقة احتساب السعر الذي يسدِّدُه المَرْضَى الذي يمْتَنِعُ العديد منهم عن إنجاب الأطفال، لأسباب مادية، وخوفًا على مستقبلهم...
نشرت الرابطة الأمريكية للسكّرِي بالشراكة مع مركز سياسات واقتصاد الصحة (جامعة جنوب كاليفورنيا) تقريرًا يُشير إلى احتكار ثلاث شركات للسوق الأمريكية (نوفو نورديسك، وإلي ليلي، وسانوفي)، أعلنت إن تكاليف إنتاج الأدوية، ومن بينها الأنسولين، ارتفعت بنسبة قاربَتْ 57% (وفق تصريحاتها) بين سنتَيْ 2007 و 2016، لكنها رفعت أسعار الأنسولين بنحو 252%، وأَنْتَجَتْ شركة "نوفو نارديسك" جرعةً أقْدَم وأقل فعالية، وتُسَبِّبُ حساسية لبعض المرضى، بسعر 25 دولار للجرعة، التي قد لا تُناسب بعض المَرْضى، وقد تُسَبِّبُ مضاعفات خطرة ومستديمة، مثل فقد البصر، وأمراض الكلى التي قد تصيب مريض السكري عند تباين مستويات السكر في الدم، ارتفاعا وانخفاضا، بشكل حاد...
يَضْطرُّ العديد من مرضى السّكّري للذاهب إلى كندا، أو إلى المكسيك، لشراء الأنسولين، حيث يُسَدّدُ المريض 100 دولارا (في المكسيك)، مقابل جرعات لفترة ستة أشهر، في حين يبلغ مُتوسّط التكلفة 1300 دولار في الولايات المتحدة، بحسب رابطة السكري الأمريكية، كما يوجد حوالي 27% من إجمالي أكثر من سبعة ملايين مريض في البلاد، تضرّروا في حياتهم اليومية، من جراء توفير نفقات الأنسولين، وهو، على عكس العقاقير الكيميائية، مادة طبيعية تنتجها بروتينات، تخضع لتمثيل عن طريق خلايا مميزة لكل تركيبة، ولكن لا يمكن تصنيع تركيبة موحدة بدون الوصول إلى البراءات وعمليات التصنيع التي تملكها الشركات الثلاثة التي تُسيْطر على السوق الأمريكية، وبعد ضغوطات من المجتمع المدني ومن جمعيات المرضى، منذ أكثر من ثلاث سنوات، أعلنت شركة "إلي ليلي" أنها ستقدم نسخة جديدة من عقار "هومالوغ" (الذي تنتجه) بنصف السعر، أو ما يعادل 137 دولارا للجرعة الواحدة، ولكن أصحاب النفوذ في الولايات المتحدة يرفضون مقترح "الرعاية الصحية للجميع" الذي تقدم به السيناتور "بيرني ساندرز" (مرشح سابق للرئاسة، داخل الحزب الديمقراطي)، والذي يهدف إلى توفير الرعاية الصحية للجميع عن طريق تمويل من الضرائب التي يدفعها الأثرياء... عن موقع بي بي سي + الرابطة الأمريكية للسّكّرِي 16/03/2019
استطاع الدكتور الكَنَدِي "فريدريك غرانت بانتنغ" ( 1891 - 1941 ) وتلميذه "تشارلز بست"، عَزْلَ الأنسولين سنة 1922 بجامعة "تورنتو" (كندا) وحصل على جائزة "نوبل" عن هذا الإكتشاف سنة 1923، لأنه استطاع (بهذا الإكتشاف) كشف غُموض مرض السّكّري، الذي كان قاتلاً، وتمكن الباحث وتلميذه من إنتاج خلاصة من البنكرياس لها خصائص مضاده للسكري. وجَرّبا الدّواء على الكلاب، ثم على بعض التلاميذ، ونجحت التجارب التي مَوّلها أحد المُختبرات، مما أحدث ثورة في عالم الطب والصّيْدَلَة، وبدأ إنتاج الأنسولين سنة 1923، وكانت الجرعة الواحدة تُكلّف دولارا أمريكيا واحدًا، وبمرور الزمن، وتطوّر الرأسمالية، أصبحت ثلاثة علامات تجارية تُسَيْطِرُ على إنتاج وتسويق الأنسولين، فارتقع سعر الجرعة الواحدة من دولار واحد سنة 1923 إلى 300 دولار أمريكي، سنة 2018، وأصبح المرضى الأمريكيون، المَحْرُومون من التّأمين الصّحّي (بسبب عدم تحمل رب العمل تكلفة التأمين، أو بسبب فقدان الوظيفة، أو ارتفاع تكاليف التأمين...)، يموتون، بسبب عَجْزِهِم توفير ما يعادل ألف دولار شهريا، لشراء جرعات الأنسولين، التي ارتفع سعر الواحدة منها، خلال عقدَيْن في الولايات المتحدة، من 21 دولارا إلى 275 دولارا (سنة 2017)، ولا شيء يُبرّر هذا الإرتفاع سوى الإحتكار ورَفْع نسبة الأرباح إلى حَدّها الأقصى، في ظل غياب الشفافية حول طريقة احتساب السعر الذي يسدِّدُه المَرْضَى الذي يمْتَنِعُ العديد منهم عن إنجاب الأطفال، لأسباب مادية، وخوفًا على مستقبلهم...
نشرت الرابطة الأمريكية للسكّرِي بالشراكة مع مركز سياسات واقتصاد الصحة (جامعة جنوب كاليفورنيا) تقريرًا يُشير إلى احتكار ثلاث شركات للسوق الأمريكية (نوفو نورديسك، وإلي ليلي، وسانوفي)، أعلنت إن تكاليف إنتاج الأدوية، ومن بينها الأنسولين، ارتفعت بنسبة قاربَتْ 57% (وفق تصريحاتها) بين سنتَيْ 2007 و 2016، لكنها رفعت أسعار الأنسولين بنحو 252%، وأَنْتَجَتْ شركة "نوفو نارديسك" جرعةً أقْدَم وأقل فعالية، وتُسَبِّبُ حساسية لبعض المرضى، بسعر 25 دولار للجرعة، التي قد لا تُناسب بعض المَرْضى، وقد تُسَبِّبُ مضاعفات خطرة ومستديمة، مثل فقد البصر، وأمراض الكلى التي قد تصيب مريض السكري عند تباين مستويات السكر في الدم، ارتفاعا وانخفاضا، بشكل حاد...
يَضْطرُّ العديد من مرضى السّكّري للذاهب إلى كندا، أو إلى المكسيك، لشراء الأنسولين، حيث يُسَدّدُ المريض 100 دولارا (في المكسيك)، مقابل جرعات لفترة ستة أشهر، في حين يبلغ مُتوسّط التكلفة 1300 دولار في الولايات المتحدة، بحسب رابطة السكري الأمريكية، كما يوجد حوالي 27% من إجمالي أكثر من سبعة ملايين مريض في البلاد، تضرّروا في حياتهم اليومية، من جراء توفير نفقات الأنسولين، وهو، على عكس العقاقير الكيميائية، مادة طبيعية تنتجها بروتينات، تخضع لتمثيل عن طريق خلايا مميزة لكل تركيبة، ولكن لا يمكن تصنيع تركيبة موحدة بدون الوصول إلى البراءات وعمليات التصنيع التي تملكها الشركات الثلاثة التي تُسيْطر على السوق الأمريكية، وبعد ضغوطات من المجتمع المدني ومن جمعيات المرضى، منذ أكثر من ثلاث سنوات، أعلنت شركة "إلي ليلي" أنها ستقدم نسخة جديدة من عقار "هومالوغ" (الذي تنتجه) بنصف السعر، أو ما يعادل 137 دولارا للجرعة الواحدة، ولكن أصحاب النفوذ في الولايات المتحدة يرفضون مقترح "الرعاية الصحية للجميع" الذي تقدم به السيناتور "بيرني ساندرز" (مرشح سابق للرئاسة، داخل الحزب الديمقراطي)، والذي يهدف إلى توفير الرعاية الصحية للجميع عن طريق تمويل من الضرائب التي يدفعها الأثرياء... عن موقع بي بي سي + الرابطة الأمريكية للسّكّرِي 16/03/2019