بسم الله الرحمن الرحيم
2- معالم النهضة من القران الكريم
في مسيرة البشرية نجد ان اهم مظاهر الحياة هي النمو والحركة، وما ليس كذلك فهو جماد متحجر، او هو ميت على الحقيقة حسا، اوميت على المجاز معنىً...(أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)الانعام
فطبيعة الحياة تقتضي الحركة والنماء، والنهضة في معناها اللغوي هي الانتقال من حال القعود الى حال القيام ونهض للامر هم اليه مسرعا، ولما كانت الحياة حركة ونماء ، وكذلك لما كان الانسان بفطرته السليمة يرنوا لبلوغ الكمال والتمام في فكره وسلوكه، فكانت النهضة دوما هدفا للبشرية تريد انجازه وتحقيقه وكانه من فطرة الغريزة وطبعها المغروز في النفوس.
والنهضة وكما تشير الاية من سورة الانعام المذكورة اعلاه لا تتم ولاتتحقق للانسان الا بالفكر السليم المبني على العقل السليم الذي بناه هدى الله بوحيه فاستنار العقل به.
وبالعودة الى مقالنا السابق بهذا الصدد نجد ان بناء العقل السليم لا يتم الا من خلال تصور سليم عن الكون والانسان والحياة وانها ملوقة لخالق لا يضاهيه شيء ولا يشبهه ولا يماثله وقد بينت سورة الاخلاص هذه القضية وحسمتها فيما يخص جانب التصور للوجود الاهي المطلق عن حدود وقيود المادة و وبالتالي مشابهة الخلق لانعدام وانتفاء الجنس و النوع له فهو واحد احد صمد لم يلد ولم يولد وبالتالي لم يكن له كفوا احد ليشابهه او يماثله فوجب افراده لتفرده في الوجود المطلق عن قيود وحدود المادة التي لا يتصور لها وجود الا بصورة وجسم وكيفية. وهذا المعنى اكده الله تعالى للنبي وللانسان باول خطاب خاطب فيه سيد المرسلين وخاتمهم يوم قال له - اقرأ باسم ربك الذي خلق - فامره بان يقرأ باسم ربه لانه لن يدرك ذات الرب التي لاتحيط بها ابصار العيون ولا بصائر العقول. وتتاكد لنا هذه الحقيقة كلما قلنا بسم الله..فنحن نستعين ونتبارك بهذا الاسم المبارك الذي جعل علما على الذات العلية واجبة الوجود و هو الصمد الذي يستند الوجود في وجوده الى وجوده سبحانه، ولا يستند في وجوده تعالى الى وجود. وهذا هدم لنظريات التشبيه والتجسيم والتجسيد والتصوير ، وارتقاء بالانسان الى عالم مطلق الوجود بلا حدود، في التفكير والاعتقاد الذي هو قاعدة بناء الفكر ومقياسه.فالارتقاء العقائدي هو اول مراتب الصعود والنهوض الفكري للانسان، والذي يقود بالتالي الى نهوض وارتقاء بالسلوك، فلذلك جائت العقيدة ومفاهيم الايمان في الاسلام لتبني للانسان عقلا راقيا ناهضا تخلصه من ادران الهبوط المادي وتحرره من اقفال قيودها، ولتبني منه شخصية انسانية تليق بمقام الاستعباد لله تعالى ، فجائت الشريعة احكامها منبثقة من تلك العقيدة الايمانية لترتقي بالسلوك البشري الى اعلى مراتب الكمال والفلاح والنجاح وترفعه وتحجزه عن وهدة السقوط والسفول فيكون اضل من الانعام سبيلا ان لم يكن على بينة وهدى من ربه ونور... ((أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122 الانعام)).
والى لقاء اخر استودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع وتحياتي لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
2- معالم النهضة من القران الكريم
في مسيرة البشرية نجد ان اهم مظاهر الحياة هي النمو والحركة، وما ليس كذلك فهو جماد متحجر، او هو ميت على الحقيقة حسا، اوميت على المجاز معنىً...(أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)الانعام
فطبيعة الحياة تقتضي الحركة والنماء، والنهضة في معناها اللغوي هي الانتقال من حال القعود الى حال القيام ونهض للامر هم اليه مسرعا، ولما كانت الحياة حركة ونماء ، وكذلك لما كان الانسان بفطرته السليمة يرنوا لبلوغ الكمال والتمام في فكره وسلوكه، فكانت النهضة دوما هدفا للبشرية تريد انجازه وتحقيقه وكانه من فطرة الغريزة وطبعها المغروز في النفوس.
والنهضة وكما تشير الاية من سورة الانعام المذكورة اعلاه لا تتم ولاتتحقق للانسان الا بالفكر السليم المبني على العقل السليم الذي بناه هدى الله بوحيه فاستنار العقل به.
وبالعودة الى مقالنا السابق بهذا الصدد نجد ان بناء العقل السليم لا يتم الا من خلال تصور سليم عن الكون والانسان والحياة وانها ملوقة لخالق لا يضاهيه شيء ولا يشبهه ولا يماثله وقد بينت سورة الاخلاص هذه القضية وحسمتها فيما يخص جانب التصور للوجود الاهي المطلق عن حدود وقيود المادة و وبالتالي مشابهة الخلق لانعدام وانتفاء الجنس و النوع له فهو واحد احد صمد لم يلد ولم يولد وبالتالي لم يكن له كفوا احد ليشابهه او يماثله فوجب افراده لتفرده في الوجود المطلق عن قيود وحدود المادة التي لا يتصور لها وجود الا بصورة وجسم وكيفية. وهذا المعنى اكده الله تعالى للنبي وللانسان باول خطاب خاطب فيه سيد المرسلين وخاتمهم يوم قال له - اقرأ باسم ربك الذي خلق - فامره بان يقرأ باسم ربه لانه لن يدرك ذات الرب التي لاتحيط بها ابصار العيون ولا بصائر العقول. وتتاكد لنا هذه الحقيقة كلما قلنا بسم الله..فنحن نستعين ونتبارك بهذا الاسم المبارك الذي جعل علما على الذات العلية واجبة الوجود و هو الصمد الذي يستند الوجود في وجوده الى وجوده سبحانه، ولا يستند في وجوده تعالى الى وجود. وهذا هدم لنظريات التشبيه والتجسيم والتجسيد والتصوير ، وارتقاء بالانسان الى عالم مطلق الوجود بلا حدود، في التفكير والاعتقاد الذي هو قاعدة بناء الفكر ومقياسه.فالارتقاء العقائدي هو اول مراتب الصعود والنهوض الفكري للانسان، والذي يقود بالتالي الى نهوض وارتقاء بالسلوك، فلذلك جائت العقيدة ومفاهيم الايمان في الاسلام لتبني للانسان عقلا راقيا ناهضا تخلصه من ادران الهبوط المادي وتحرره من اقفال قيودها، ولتبني منه شخصية انسانية تليق بمقام الاستعباد لله تعالى ، فجائت الشريعة احكامها منبثقة من تلك العقيدة الايمانية لترتقي بالسلوك البشري الى اعلى مراتب الكمال والفلاح والنجاح وترفعه وتحجزه عن وهدة السقوط والسفول فيكون اضل من الانعام سبيلا ان لم يكن على بينة وهدى من ربه ونور... ((أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122 الانعام)).
والى لقاء اخر استودعكم الله الذي لا تضيع عنده الودائع وتحياتي لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.