السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الجمعة بارك الله جمعكم وجمعتكم
(يحضر الجمعة ثلاثة نفر)]
قال ابو داود في سننه رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد حدثنا أبو كامل حدثنا يزيد عن حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يحضر الجمعة ثلاثة نفر: رجل حضرها يلغو وهو حظه منها، ورجل حضرها يدعو فهو رجل دعا الله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله عز وجل يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160])].
وهذا الحديث وامثاله ليدل دلالة قاطعة على وجوب الاستماع للخطبة ووعيها وادراكها ولا حجة لمن يقول بفساد الخطباء والائمة ليعرض الناس عن سماع خطبهم لان الخطبة من الصلاة و لقول الله عز وجلفي سورة الزمر:- وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18الزمر)، فالاصل ان تستمع وتعي ثم ناقش الخطيب فيما اساء بعد انتهاء الصلاة ، وخذ عنه ما احسن، فان الخطباء اذا رأوا تفاعل الناس سلبا او ايجابا استوجبوا على انفسهم ان يحسنوا في الخطاب. والمؤمن مراة المؤمن يصف محاسنه ويريه معايبه لا عدوه الذي يتربص به.
وتأكدوا اخواني الاكارم ان الامة تبقى بخير وفيها بذور الخير كامنة محفوظة وستنبت نبتها وتؤتي اُكلها طالما تناصحت وتناهت عن المنكر وتذاكرت بالمعروف وتامرت به والا جرت عليهم سنن الاولين :- لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81 المائدة).
وعوداً الى حديثنا الشريف موضوع الدرس فنجد هؤلاء الثلاثة النفر كل واحد منهم له حالة يتميز بها عن غيره، فواحد من الثلاثة حضر يلغو، فهو منشغل عن الخطبة باللغو وتافه الحديث والعمل والحركة كأن يلعب بحصى المسجد حيث كانت المساجد تفرش بالحصى ومثلها اليوم المسابح او النت والتلفون،
وقد روى ابو داود نفسه ايضا في هذا ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال :-(من تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ ثمَّ أتى الجمعةَ فاستمعَ وأنصتَ غُفِرَ لَه ما بينَ الجمعةِ إلى الجمعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ ومن مسَّ الحصى فقد لغا) كما روى البخاري ومسلم عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا قُلتَ لصاحبِكَ يومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ والإمامُ يَخطُبُ، فقد لغوتَ)) فالانشغال عن وعي وادراك ما يقول خطيب الجمعة لغو ملغيا لثواب الجمعة، وهذا هو نصيبه منها، فما حصل منها إلا اللغو، وما حصل له إلا المضرة، وما حصل له إلا الإثم؛ لأنه كان يلغو في الخطبة.
قوله: [(ورجل حضرها يدعوا فهو رجل دعا الله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء منعه)] يعني: انشغل عن الخطبة بالدعاء، وصار الخطيب في واد وهو في واد آخر، فهو مشغول بالدعاء يدعو، ولم يستمع للخطبة، فهذا سأل الله شيئاً فأمره إلى الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، وليس للإنسان أن يدعو في أثناء الخطبة، بل عليه أن يسمع، وهذا الذي يدعو أثناء الخطبة إن شاء الله لم يعاقبه وأعطاه وإن شاء منعه وعاقبه على انصرافه عن الخطبة، وانشغاله عنها بحظوظ دنيوية وحظوظ يريدها لنفسه.
قوله: [(ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم، ولم يؤذ أحداً، فهي كفارة له إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام)] وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، فهذا الحديث يوضح أن الإنسان إذا قام بهذه الأمور المطلوبة منه وأنصت للخطبة ولم يؤذ أحداً من الناس ولم يتخط رقاب الناس فإن ذلك يكون كفارة لما بينه وبين الجمعة السابقة وزيادة ثلاثة أيام؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها. والعلة في الحديث منع اللغو والانشغال بكل ما يشغل به نفسه او غيره عن الانصات والاستماع للخطبة.
وبارك الله ايامكم واعماركم ووفقنا واياكم لطاعته وحسن عبادته وجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الجمعة بارك الله جمعكم وجمعتكم
(يحضر الجمعة ثلاثة نفر)]
قال ابو داود في سننه رحمه الله تعالى: [حدثنا مسدد حدثنا أبو كامل حدثنا يزيد عن حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يحضر الجمعة ثلاثة نفر: رجل حضرها يلغو وهو حظه منها، ورجل حضرها يدعو فهو رجل دعا الله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحداً فهي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك بأن الله عز وجل يقول: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160])].
وهذا الحديث وامثاله ليدل دلالة قاطعة على وجوب الاستماع للخطبة ووعيها وادراكها ولا حجة لمن يقول بفساد الخطباء والائمة ليعرض الناس عن سماع خطبهم لان الخطبة من الصلاة و لقول الله عز وجلفي سورة الزمر:- وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18الزمر)، فالاصل ان تستمع وتعي ثم ناقش الخطيب فيما اساء بعد انتهاء الصلاة ، وخذ عنه ما احسن، فان الخطباء اذا رأوا تفاعل الناس سلبا او ايجابا استوجبوا على انفسهم ان يحسنوا في الخطاب. والمؤمن مراة المؤمن يصف محاسنه ويريه معايبه لا عدوه الذي يتربص به.
وتأكدوا اخواني الاكارم ان الامة تبقى بخير وفيها بذور الخير كامنة محفوظة وستنبت نبتها وتؤتي اُكلها طالما تناصحت وتناهت عن المنكر وتذاكرت بالمعروف وتامرت به والا جرت عليهم سنن الاولين :- لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَىٰ كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81 المائدة).
وعوداً الى حديثنا الشريف موضوع الدرس فنجد هؤلاء الثلاثة النفر كل واحد منهم له حالة يتميز بها عن غيره، فواحد من الثلاثة حضر يلغو، فهو منشغل عن الخطبة باللغو وتافه الحديث والعمل والحركة كأن يلعب بحصى المسجد حيث كانت المساجد تفرش بالحصى ومثلها اليوم المسابح او النت والتلفون،
وقد روى ابو داود نفسه ايضا في هذا ان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال :-(من تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ ثمَّ أتى الجمعةَ فاستمعَ وأنصتَ غُفِرَ لَه ما بينَ الجمعةِ إلى الجمعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ ومن مسَّ الحصى فقد لغا) كما روى البخاري ومسلم عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا قُلتَ لصاحبِكَ يومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ والإمامُ يَخطُبُ، فقد لغوتَ)) فالانشغال عن وعي وادراك ما يقول خطيب الجمعة لغو ملغيا لثواب الجمعة، وهذا هو نصيبه منها، فما حصل منها إلا اللغو، وما حصل له إلا المضرة، وما حصل له إلا الإثم؛ لأنه كان يلغو في الخطبة.
قوله: [(ورجل حضرها يدعوا فهو رجل دعا الله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء منعه)] يعني: انشغل عن الخطبة بالدعاء، وصار الخطيب في واد وهو في واد آخر، فهو مشغول بالدعاء يدعو، ولم يستمع للخطبة، فهذا سأل الله شيئاً فأمره إلى الله إن شاء أعطاه وإن شاء منعه، وليس للإنسان أن يدعو في أثناء الخطبة، بل عليه أن يسمع، وهذا الذي يدعو أثناء الخطبة إن شاء الله لم يعاقبه وأعطاه وإن شاء منعه وعاقبه على انصرافه عن الخطبة، وانشغاله عنها بحظوظ دنيوية وحظوظ يريدها لنفسه.
قوله: [(ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم، ولم يؤذ أحداً، فهي كفارة له إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام)] وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها، فهذا الحديث يوضح أن الإنسان إذا قام بهذه الأمور المطلوبة منه وأنصت للخطبة ولم يؤذ أحداً من الناس ولم يتخط رقاب الناس فإن ذلك يكون كفارة لما بينه وبين الجمعة السابقة وزيادة ثلاثة أيام؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها. والعلة في الحديث منع اللغو والانشغال بكل ما يشغل به نفسه او غيره عن الانصات والاستماع للخطبة.
وبارك الله ايامكم واعماركم ووفقنا واياكم لطاعته وحسن عبادته وجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته